مستخدم:Sm.khadem۲

من ويكي شيعة

إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاق، حديث مروي عن النبي(ص) وقد حكي فيه غاية رسالته إتمام الفضائل الأخلاقية. وقد تعرف بـ"حديث مكارم الأخلاق".

وبالرجوع إليها، اعتبروا الأخلاق من المسائل المهمة في الإسلام واعتبروا أيضا إتمام الفضائل وتعليمها أحد الأهداف الرئيسية لرسالة النبي(ص). وقد ورد هذا الحديث في مصادر الشيعة والسنة.

أدي بعض الباحثين الي اعتبار هذا الحديث متواترا معنويا نظرا الي وجود احاديث اخري بنفس الموضوع لكن بمختلف التعبير.

قد يقال إن المكارم الأخلاقية تختلف عن الفضائل الأخلاقية الأخرى وتتفوق عليها.

الصبر والشكر والغيرة والقناعة والشجاعة والرحمة والتواضع وحسن الخلق من أمثلة مكارم الاخلاقية في الأحاديث.

المكانة

حديث "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاق" يعني إنني بعثث لإكمال مكارم الاخلاق بتعليهما إیّاکم. هذا الحديث مروية عن النبي(ص) واشتهر بحديث «مكارم الأخلاق أو حديث التَتْميم».

وبالرجوع إلى الحديث، يعتبر أهم مقاصد رسالة النبي(ص)، إكمال مكارم الاخلاق وتعليمها، وهو بيانا عن أهمية قضايا الأخلاقية في الإسلام أيضا.

تفاسير مختلفة للحديث

هناك عدة تفاسير مختلفة للحديث:

إعتقد مرتضي مطهري وهو عالم إسلامي وكاتب شيعي، أنه يمكننا أن نفهم من هذا الحديث أن رسالة النبي(ص) تهتمّ بروح النّاس وأخلاقهم وتربيتهم، ولها جانبٌ عاطفي واستفزازي وليس لها الجوانب العلمية والفنيّة وما إلى ذلك؛ خلافاً للأخلاق السقراطية التي تقوم على الفضيلة وسيادة العقل ولا تتوجه إلا إلى البعد العقلاني ولذلك فهو جافٌ وليس له حيوية.

وفق ما قاله ابن العربي عارف ومفسّر سنّي(۵۶۰-۶۳۸ ق)، كل نبي هو أكبر سعة في قبول الفضائل، وكان متأخرًا عن الانبياء ‌الآخرين، يتمتّع بكل صفات وكمالات الأنبياء السابقين، ولذلك يستحق النبي(ص) إتمام المكارم الاخلاقية.

كما أن عددا من الباحثين إعتقدوا بأن ليس لرسالة النبيّ بغية وحيدة الا الفضائل الأخلاقية؛ لأنه قد ورد في رسالة النبي أهداف أخری كالسياسة وقيادة المجتمع وإتمام الحجة علي الناس أيضا. وبالنظر إلى هذه النقطة، فقد عبروا عن احتمالات في معني الحديث منها:

  • قد حصر هذا الحديث جعل إتمام الشعائر الأخلاقية في نبي الإسلام(ص)؛ بمعني أن محمداً(ص) هو الوحيد الذي قد بعث لإتمام مكارم الأخلاق.
  • المراد به تمييز مكارم الأخلاق عن غيرها من الفضائل الأخلاقية وقد بعث النبي لأجل إكمال المكارم الأخلاقية التي هو أعلي درجة في الأخلاق لا لغيرها.
  • السبب والهدف الأساسي للرسالة هو إتمام الفضائل الأخلاقية، وهذا السبب هو القاعدة والأساس للأسباب والجوانب الدينية الأخرى للرسالة.

الأعتبار

وقد روي حديث مكارم الأخلاق في المصادر الشيعية والسنية:

أما المصادر الشيعية منها: الرسالة العلوية لمحمد بن علي الكراجكي (ت: 449هـ) وتفسير مجمع البيان لفضل بن حسن الطبرسي (ت: 548هـ) من أقدم المصادر التي قد رووا هذا الحديث. وقد ذكر حسن بن فضل الطبرسي هذه الرواية في مقدمة كتاب مكارم الاخلاق أيضا، من دون ذكر أسانيدها.

قد نقل حديث مكارم الاخلاق في مصادر اخري بالفاظ مختلفة أيضا: في فقه الرضا بلفظ «بُعِثتُ بِمَكارِمِ الاَخلاق» وفي كتاب الأمالي للشيخ الطوسي (460-385هـ) مرويا عن النبي(ص) بلفظ «بُعِثتُ بِمَكارِمِ الاَخلاقِ ومَحَاسِنِها».

أما المصادر السنيّة منها ما قد روى البيهقي (ت: 458هـ) في كتاب السنن الكبري مع ذكر سندها، عن أبي هريرة، عن النبي((ص). كما أن مالك بن أنس (179-93 هـ)، وأحمد بن حنبل (241-164 هـ) ومحمد بن إسماعيل البخاري (256-194 هـ)، قد رووا هذا الحديث في كتبهم بألفاظ متشابهة.

وبالنظر إلى تعدد روايات هذا الحديث في المصادر الشيعية والسنية ادّي الباحثون الي أنها متواتر معنوي أو أنها مستفيض علي الاقل؛ ولذلك هي مقبولة عند الفقهاء.

مصاديقها

المكارم جمع مكرمة بمعنا العظمة والنبيلة، وقد فسروها بأخلاق النبيلة.

قد وردت في مصادر الحديثيّة عدة أحاديث عن المعصومين (ع) في الفضائل الأخلاقيه، ووردت في بعضها صفات كأمثلة للفضائل الأخلاقية.

و قد روی الكليني في كتابه الكافي حديثا عن الامام الصادق(ع) يعبّر عن المكارم الأخلاقية بزينة الأنبياء وقد حث علي تحصيلها؛ ثم أتي بعشر خصال من المكارم الاخلاقية كالْقَنَاعَةَ وَ الصَّبْرَ وَ الشُّكْرَ وَ الْحِلْمَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ السَّخَاءَ وَ الْغَيْرَةَ وَ الشَّجَاعَةَ وَ الْمُرُوءَةَ نموذجا.

وفي حديث آخر في نفس الكتاب ذكر صفات أخرى كأمثلة لحسن الخلق منها: اليأس عما في أيدي الناس، صدق اللسان،‌ وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الضيافة وإطعام السائل، ورعاية‌ حقوق الجار والصدیق. ثم قيل إن أصل المكارم ورأسه كله «الحياء». 

الفرق بين المكارم والفضائل الأخلاقية

يشار الي الفضائل الأخلاقية بجانب المكارم الأخلاقيه في بعض النقولات للحديث؛ بما في ذالك ما رواه الشيخ الطوسي عنها.

و يقول محمد تقي الفلسفي (1377-1286ه)، أحد الخطباء الدينيين، إنه ليس هناك معيار للتمييز بين الفضائل الأخلاقية والمكارمها.

ومع ذلك، وفقا للأمثلة المذكورة في الأحاديث لهذين العنوانين، يمكن القول بأن الصفات الأخلاقية التي تفضلّها الشريعة ويمكن جمعها مع الرغبات الحسية وأيضا كثيراما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية وكيفية الإختلاط مع الآخرين مثل اللطف مع الناس، يرتبط بالفضائل الأخلاقية.

أما الصفات الاخلاقية التي اذا أراد الانسان رعايته يجب عليه الجهاد مع نفسه أو عدم الاكتراس به علي الاقل ككظم الغيض، تكوّن المكارم الأخلاقية.