مستخدم:Ahmadnazem/الملعب 6
عبد العُزُّى بن عبد المطلب (وفاة 2هـ)، المعروف بـأبي لهب، هو عمّ النبي (ص) ومن أشدّ أعداء نبيّ الإسلام. آذی هو وإمرأته النبي (ص) کثیراً، ولم يدّخرا جهداً في معارضة الإسلام. ولذلك نزلت سورة المسد ذماً لفعلهما.
أرضعت جاریته ثُوَيْبَة الأسلمية النبي (ص) لمدّة. وتزوّج عُتبَة وعُتَيبَة ابنا أبي لهب من رُقَيَّة وأم كلثوم ابنتي النبي (ص)، لكن بعد ظهور الإسلام ونزول سورة المسد، حملهما أبو لهب وزوجته على طلاق بنتي النبي(ص). كان أبو لهب يعتبر معجزات رسول الله (ص) سحرًا، ويعيق انتشار الإسلام من خلال الافتراء على النبي (ص) والإساءة إلیه. عندما قرّر كفّار قريش مقاطعة المسلمين وبني هاشم، كان أبو لهب الشخص الوحيد من بني هاشم الذي واکب قريش وتعاون معهم. یعدّ أبو لهب من زعماء قريش الذين تآمروا لقتل النبّي (ص) خفيةً وهو في فراشه ليلاً. لم يشارك أبو لهب في غزوة بدر، لكنه أرسل من ينوب عنه.
مات أبو لهب بعد سبعة أيام من غزوة بدر بسبب مرض.؟؟
هویته وحیاته
اسمه عبد العُزَّى، وكنيته «أبو لهب». کانت کنیته الأصلیّة أبو عُتبة، إلاّ أنّ أباه عبد المطلب كان يدعوه أبا لهب؛ لجماله وحُمرة وجهه. وقد أشارت بعض المصادر إلی انحراف عينه بالإضافة إلى جماله. وكانت أمّه لُبنى بنت هاجر بن عبد مناف من قبيلة خزاعة، ولم تنجب غیره ولداً.
لا توجد معلومات كثيرة عن حياة أبي لهب قبل ظهور الإسلام، ولكن یظهر من الآية الثانية من سورة المسد أنّه ربّما كان يعمل التجارة مثل مُعظم قریش وقد ادّخر ثروة باهضة من خلال ذلک. سرق أبو لهب مع جماعة، كنز ////الكعبة الذي كان عبد المطلب قد قدّمه هدية للكعبة. وبعد القبض على اللصوص، قطعت أيدي بعض الذين شاركوا في السرقة، إلاّ أنّ أقارب أبي لهب من أمّه من قبیلة خزاعة حالوا دون قطع یده. أرضعت ثُوَيْبَة جارية أبي لهب محمدًا (ص) لمدّة بعد مولد النبي محمد(ص)، وقبل أن تتولّى حليمة إرضاعه. وبعد ذلك اقترح النبي على أبي لهب أن يبيعه ثويبة حتى يُعتقها ولكنّ أبا لهب رفض وقد أعتقها نفسه بعد هجرة النبي (ص) إلی المدينة. عندما كان محمد (ص) في الثامنة من عمره، جمع عبد المطلب أولاده على فراش الموت وأوصاهم برعاية محمد (ص). تطوَّع أبو لهب برعايته، فأجابه عبد المطلب: "ادفع عنه شرّك" وأوكل رعاية النبي إلى أبي طالب. وبعد أن بدأ النبي (ص) في الدعوة إلى الإسلام، لم يؤمن أبو لهب قط، رغم أنّه عمّ الرسول، وكان لایزال دائماً من أعداء الإسلام، وقد تولّى خدمة صنم العُزَّى والدفاع عنه ضد الإسلام. وروي أنّه کان یقول: "لو غَلَبَت عُزّى لَكنتُ عبدَها وخادمَها ولو غَلَبَ محمد ـ ولن يَغلِبَ ـ لَكان ابن عمّي". تُوُفّي أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالٍ بمرض «العدسة» وبقي ثلاثة أيام في حجرته ولم يُدفن حتى أنتن وفاحت رائحته لأنَّ مرضَه مُعدٍ. ثمَّ بعد ذلك حملوا جسده وألقوه في خارج مكةَ عند جدارٍ، وقذفوا عليه الحجارةَ من بعید حتی واروه. ذكر ابن بطوطة أنّ المارّة کانوا یرمون علی قبره وقبر زوجته خارج مكة بالحجارة. إيذاء النبي (ص) ومنع انتشار الإسلام أصبح أبو لهب من ألدّ أعداء النبي(ص) بعد البعثة النبوية، وقد اشتهر بعدائه الشدید للرسول (ص) في التاريخ الإسلامي.وبدأ معارضته للإسلام منذ بداية الدعوة العلنية للنبي محمد (ص). حينما نزلت آية الإنذار أمر الله سبحانه وتعالی النبي (ص) بدعوة قبيلته وعشیرته الأقربیین إلی الإسلام، فدعاهم النبي(ص) بالطعام واستضافهم في بیته. والطعام وإن كان قليلاً لکن الجمیع أكلوا وشبعوا بفضل کرامة الرسول (ص). ولکنّ أبا لهب اعتبره سحرًا من النبي (ص)، فسكت الرسول (ص) يومئذ فلم يتكلّم، وأجّل أمر الدعوة إلی الإسلام إلى اليوم التالي. في بعض الأحيان، عندما كان النبي (ص) يدعو جماعة إلى الإسلام، یتقدّم أبو لهب وعباس بن عبد المطلب ويقولان: "إنّ ابن أخينا هذا كذّاب فلا يغرّنكم عن دينكم".أصبح رسول الله (ص) يعرض نفسه في مواسم الحج على قبائل العرب التي تتوافد إلى البيت الحرام ويدعوهم إلى نور الإسلام ولکن قريش كانت تسعى جاهدة لإطفاء هذا النور. فكانوا يتسللون بين الناس، يزرعون بذور الشك والريبة في قلوبهم، ويشوّهون صورة الرسول (ص) بأبشع الأكاذيب. وكان أبو لهب أشدّهم حقداً وبغضاءً في هذا المسعى، كما أنّه کان يؤذي النبي (ص) جسدياً، وأحياناً يتبع النبي (ص) فيرمي الرسول بالحجارة بحيث جعل قدميه تنزفان دماً ولم يكتف بذلك، بل يتهمه بالكذب أیضًا. مرة واحدة، عندما كان النبي (ص) ساجداً، رفع أبو لهب حجرًا يلقيه عليه فيبست يده علی الحجر وثبتت في الهواء فتضرّع إلى النبي (ص)، وعقد الأيمان لو عوفي لا يؤذيه . فلمّا برأ قال : لأنت ساحر حاذق ، فنزل « تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ». قال رسول الله (ص): «كنتُ بين شرّ جارَين بين عُقْبَةَ بنِ أبي مُعَيْط وأبي لَهَب كانا يأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي». عندما قرَّرت قريش أنْ يقاطعوا بني هاشم والمسلمين، في شعب أبي طالب مقاطعة اقتصاديّة واجتماعيّة، انضمّ أبو لهب إلى قريش مع أنّه من بني هاشم. وكان من الذين ختموا صحيفة المقاطعة. حالات دعم أبي لهب للرسول (ص) رغم العداوة المتأصّلة بين أبي لهب وبين الإسلام، تشير المصادر التاريخية إلى بعض الحالات التي أبدى فيها أبو لهب بعضًا من الدعم لأبي طالب وللنبي (ص) ومن أبرز هذه الحالات، تلك الواقعة التي دارت بينه وبين قريش عندما اعترضوا على أبي طالب بسبب دعمه لأحد المسلمين، فما كان من أبي لهب إلّا أن تصدّى لهم بعنف، وهدّدهم بالوقوف إلى جانبه.وسُرَّ أَبو طالب بهذا السلوك والكلام، وحاول أن يشجّعه بأشعار ليحثَّه على دعم الإسلام؛ ولكن هذا المسعى لم يأتِ بثمار. وکذلك من هذه الحالات، عندما اجتمع كبار المشركين وتآمروا علی قتل النبي (ص) وخافوا من رد فعل عمّه أبي لهب ومخالفته معهم، فكتموا عليه أمرهم ولم يخبروه. وفي الیوم الذي أرادوا تنفیذ مؤامرتهم علم أبو طالب مؤامرتهم وأرسل علياً عليه السلام إلى أبي لهب ليخبره بقرارهم في شأن النبي(ص). ذهب أبو لهب غاضبًا إلى زعماء المشركين ومنعهم من ذلك وقال: «واللات والعزى لقد هممتُ أن أسلم، ثمّ تنظرون ما أصنع» فاعتذورا إليه وتراجعوا عن مؤامرتهم. في المصادر السنية، يُذكَر أنّ قريش قد زادت من أذى النبي (ص) بشكل غير مسبوق بعد وفاة أبي طالب وخديجة. وعندما بلغ هذا الخبر أبا لهب، قال: "فقال ما فارقت دين عبد المطلب ولكني أمنع بن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد" لکن عندما سئل النبي: «أيدخل عبد المطلب النار» وقال رسول الله (ص) في جوابه «نعم ومن مات على مثل ما مات عليه عبد المطلب دخل النار» قال للرسول (ص): والله لا برحت لك عدوًّا أبدًا وأنت تزعم أنّ عبد المطلب في النار»، فاشتدّ عليه هو وسائر قريش. ولكن نظراً إلى اعتقاد الشيعة بطهارة آباء النبي (ص) وأجداده من رجس الشرك والوثنية، فقد رفض علماء الشيعة هذه الرواية ولم یقبلوها. مؤامرة قتل النبي (ص) بعد وفاة أبي طالب، اجتمع كبار المشركين في دار الندوة وقد عزموا على قتل النبي (ص) لیلًا وشارك أبو لهب أيضًا في هذا الاجتماع. ولمّا أرادوا أن يختاروا من قبائل قريش من يشارك في قتل النبي(ص) تطوّع أبو لهب من بني هاشم. فحاصر المشركون بيت النبي (ص) من أوّل الليل، ليَهجموا عليه في منتصف الليل، ولكن منعهم أبو لهب من ذلك وقال: «يا قوم إنّ في هذه الدار نساء بني هاشم وبناتهم، ولاتأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصيحة عليهن فيبقى ذلك علينا مسبّة وعاراً إلى آخر الدهر في العرب» فأجّلوا الهجوم إلی طلوع الفجر ليزول عنهم العار. غزوة بدر لم يشارك أبو لهب في غزوة بدر. وفي بعض المصادر قد ذکر أنّ سبب عدم مشاركته هو المرض. کما جاء في مصادر أخرى أنّ سبب عدم مشاركته في الحرب هو خوفه من رؤیا عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي التي کانت تتنبّأ بانتصار المسلمين على کفار قريش في هذه الغزوة. فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم كانت لأبي لهب دينًا عليه أفلس بها. في القرآن یعتقد المفسرون أنّ بعض آيات القرآن نزلت في أبي لهب، وأشهرها سورة المسد. لمّا أعلن الرسول (ص) دعوته جمع قبائل قريش وحذّرهم من عذاب الله ودعاهم إلى التوحيد، قال له أبو لهب: «تَبًّا لَكَ! فلهذا دعوتَنا!؟» فنزلت سورة المسد بقوله سبحانه وتعالی: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» وهناك آراء أخرى حول سبب نزول هذه السورة. عاش أبو لهب بعد نزول هذه السورة أكثر من عشر سنوات ولكنه لم يؤمن ومات علی الشرك وهذا من النبوءات والمعجزات القرآنية. في سورة المسد ذُكر أبو لهب بكنيته، ومع أنّ الكنية فیها دلالة علی الاحترام، فقد ذُكرت أسباب مختلفة لهذا الأمر، منها: إنما ذكر سبحانه كنيته، دون اسمه، لأنّها كانت أغلب عليه. وقيل: لأنّ اسمه عبد العزى، فكَرِه الله سبحانه أن ينسبه إلى العزى، وأنّه ليس بعبد لها، وإنما هو عبد الله. وقيل: بل اسمه كنيته، وإنما سمِّي بذلك لِتَلَهُّبِ وجنتَيه وإشراقهما. وقیل: إنّه لمّا كان مِن أهل النَّار ومَآلُهُ إلى نارٍ ذاتِ لهبٍ «سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ» وافقت حالُه كنيتَه فكان جدير بأن يُذكَر بها تهکّمًا به واحتقارًا له.ويقال أبو لهب كما يقال أبو الشرّ للشرير وأبو الخير للخيّر. و یُقصَد أبو لهب أيضاً في تفسير بعض الآيات الأخری، منها: الآية 95 من سورة الحِجر: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) وهو كان ممّن یسخر من النبي (ص)و وعد الله بأن يکفّ شرّهم عنه. الآية 19 من سورة الزمر: (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ) وفي هذه الآية المقصود بـ"مَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ" هو أبو لهب وولدُه ومَن تخلّف من عشيرة النبي (ص) عن الإيمان. الآیة 22 من سورة الزمر: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) حیث قیل في تفسیرها: إنّ مصداق «مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه لِلْإِسْلَامِ» هو علي وحمزة فهما شرح الله صدرهما للإسلام کما یقصد بـ"وَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ" أبو لهب وأولاده (عُتبة، معتّب، عُتَيبة) الذين قست قلوبهم عن ذكر الله. وروي أنّ أبا لهب نسب النبي إلی الشعر لمّا اجتمع زعماء المشرکين لاتخاذ القرار في مواجهة دعوة الرسول إلی الإسلام وقال: «هو شاعر» فنزلت الآية 41 من سورة الحاقة: (وَمَا هُوَ بِقَول شَاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤمِنُونَ) أسباب عداوته للإسلام هناك عدّة أسباب وراء عداوة أبي لهب للنبي(ص) والإسلام: التنافس مع أبي طالب، لأنّ أبا طالب قد تولّی زعامة بني هاشم بعد وفاة عبد المطلب، وکان یدعم النبي (ص). وتشير الروايات التاريخية إلى أنّ العلاقة بين أبي لهب وأبي طالب كانت متوتّرة. العصبية القبلية أو النزعة القبلية: فزوجته أم جميل بنت حرب بن أمية، كانت أخت أبي سفيان ومن بني أمية ممّا جعله يسعى بكل ما أوتي من قوة لدعم قومه بني أمية ومحاربة دعوة الإسلام. ومن جانب آخر کانت أمّه خزاعية وکانت خزاعة تحقد علی قریش. خشية من اندلاع حرب مع العرب: کان أبو لهب یعتبر اعتناق الإسلام بمثابة إعلان حرب علی العرب قاطبة. زوجته وأولاده أم جميل هي زوجة أبي لهب، بنت حرب بن أمية وأخت أبي سفيان، كرّست حياتها لإيذاء النبي محمد (ص). لم يذكر القرآن الكريم اسمها صريحًا، ولكن أشار إليها في سورة المسد باسم حمالة الحطب: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ). كان لأبي لهب ثلاثة أبناء: عُتبة، مُعتّب، عُتَيبَة وثلاث بنات: دُرَّة، عَزَّة، خالدة. وقد تزوّج عُتبَة وعُتَيبَة ابنا أبي لهب من السيدة رُقَيَّة والسيدة أم كلثوم ابنتي النبي (ص)، لكن بعد ظهور الإسلام ونزول سورة المسد، أجبر أبو لهب وزوجته ابنيهما على طلاق بنتَي النبي(ص). قد ورد أنّ عتبة بن أبي لهب تطاول علی رسول الله (ص) وتفل في وجهه الشّريف ـ صلوات ربّي وسلامه عليه وآله ـ فما كان من النبيّ (ص) إلّا أن دعا عليه قائلًا: (اللهمّ سلّط عليه كلباً من كلابك)، وخرج عتبة بن أبي لهب مع قریش في تجارة إلى الشّام فلما نزلوا تحت دبر حذرهم الديراني من الأسود فلمّا ناموا أحاطوا به وجعلوه في وسطهم فجاء أسد بالليل يسعى، فطاف على كلّ النائمين يشمّهم، ثمّ يُعرض عنهم حتى شمّ وجه عتبة بن أبي لهب فهشم رأسه هشمة فقضى عليه. وقیل أنّه عتيبَة أو لَهب. أسلم معتب بن أبي لهب وشقيقه عتبة بن أبي لهب بعد الفتح (فتح مکة)، وشهِدا غزوة الطائف وغزوة حُنَين مع النبي(ص) وهما من القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله (ص). لمّا أسلمت دُرَّة بنت أبي لهب وهاجرت إلى المدينة، سخرت منها نساء المدينة بسبب أبيها. فشكت ذلك إلى النبي (ص)، فنهىهن عن ذلك. وقد روت عن النبي (ص) حديثًا.