مستخدم:A.alyoosef/الملعب 3

هذه الصفحة تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة.
من ويكي شيعة

آية المتعة هي الآية الرابعة والعشرون من سورة النساء، والتي تشير من وجهة نظر علماء الشيعة إلى جواز زواج المتعة ـ الزواج المؤقت ـ في الإسلام. وحيث ذهب أهل السنة إلى حرمة زواج المتعة، فقد زعموا أن هذه الآية منسوخة بالسنة النبوية، غير أن بعض مفسري الشيعة اعتبر أن هذا الادعاء غير صحيح، فروايات النسخ المزعومة ضعيفة سندا ومضطربة دلالة ومضمونا، والتحريم المدعى ينسبونه إلى الخليفة الثاني.

نص الآية الكريمة

{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ الله عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم ما وَرَاءَ ذَالِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم محُصِنِينَ غَيرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ الله كاَنَ عَلِيمًا حَكِيمًا}

إباحة الزواج المؤقت

تشير الآية الرابعة والعشرون من سورة النساء إلى جواز الزواج المؤقت، ولهذا سميت بآية المتعة. ويبين الله تعالى للمسلمين في فقرة من هذه الآية بأنه متى أردتم المتعة وإقامة علاقة زوجية ـ مؤقتة ـ مع النساء فإدفعوا لهن مهورهن وذلك قوله: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}، حيث قيل في هذه الفقرة بأن أصل جواز المتعة اعتبر مسلَّما، من هنا لم يتم التعرض له وإنما تعرضت الآية لوجوب تحديد المهر ودفعه. ووفقا للعلَّامة الطباطبائي فإن هذه الآية نزلت في المدينة.

على أن الزواج المؤقت في ذلك العصر والمعروف بـ "المتعة" كان سنة شائعة بين المسلمين والعمل بها رائج، والتعبير في الآية بـ "استمتعتم" أُخذ من لفظ "المتعة". يروي الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان عن ابن عباس وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم أن المراد من لفظ "استمتعتم" في هذه الآية هو عقد الزواج المحدود المدة والأجل. وكذا ينقل السيد هاشم البحراني في تفسير البرهان روايات عن أئمة الشيعة تعتبر بأن هذه الآية تفيد جواز الزواج المؤقت.

نسخ الآية عند أهل السنة

قد ذهب بعض المفسرين من أهل السنة، وبالاستناد إلى روايات منقولة عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، إلى اعتبار هذه الآية منسوخة، وفي سياق الإشارة إلى بعض الروايات ذكروا بأن المتعة أُبيحت مرتين في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم وحُرِّمت مرتين، إذ قالوا بأن المتعة كانت مباحة إلى يوم خبير وقد حُرِّمت في ذاك اليوم، ثم إن النبي في يوم فتح مكة أباحها مجددا، وبعد أيام ثلاثة حُرِّمت للمرة الأخيرة وإلى يوم القيامة. وعلى هذا فإن نسخ الآية قد تم بواسطة نبي الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، وما تحريم الخليفة الثاني لها وتعميمه للحكم إلا لعدم اطلاع جمع من المسلمين وجهلهم بحرمتها.

يخلص ابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير، وفي سياق بحث الروايات وما له صلة من اختلاف الصحابة فيما يتعلق بالزواج المؤقت، إلى أن تحريم المتعة في مواضع مختلفة وإعلان جوازها في مواضع أخرى لا يكشف عن نسخ الآية، بل يدل على جوازها في حدود الضرورة.

رد الشيعة على ادعاء نسخ الآية

إنه وبالاستناد إلى إجماع الرواة والمفسرين من الشيعة والسنة على تشريع المتعة وجواز الزواج المؤقت في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، فقد رفض بعض مفسري الشيعة دعوى النسخ، وذلك لأن نسخ آية من القرآن لا يثبت إلا بآية أخرى أو رواية متواترة، في حين أن الروايات التي استُند إليها في دعوى النسخ، مضطربة مضمونا ودلالة علاوة على كونها من أخبار الآحاد، التي لا تصلح لنسخ آية. على أن الشيخ محمد جواد البلاغي قد بحث في المصادر الروائية لأهل السنة والشيعة، بغية إثبات أن تحريم الزواج المؤقت لم يحصل في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم من الأساس، وحينئذ فإن تحريم الخليفة الثاني له ليس مؤهلا لنسخ إباحة المتعة ولا أثر له. ويضاف إلى ذلك ما نقل في صحيح مسلم من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري بأن المتعة كانت جائزة مباحة في عهد رسول الله وفي عهد أبي بكر وإلى منتصف خلافة عمر، والذي نهى عنها وحرَّمها هو عمر.

الهوامش

المراجع والمصادر

  • ابن‌ عاشور، محمد طاهر، تفسير التحرير والتنوير، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، 1420ق.
  • الآلوسي، محمود بن عبدالله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت،‌ دار الکتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون، 1415ق.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة البعثة، 1415ق.
  • البلاغي،‌ محمدجواد، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، قم،‌ نشر وجداني، بي‌تا.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الکشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، بيروت، دار الکتاب العربي، 1407ق.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة‌ الأعلمي للمطبوعات، 1390ق.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تهران، ناصرخسرو، 1372ش.
  • مغنية، محمد جواد، التفسير الکاشف، قم، دار الکتاب الإسلامي، 1424ق.
  • مکارم الشيرازي، ناصر، تفسير نمونه، تهران، دار الکتب الإسلامية، 1371ش.