كليم الله (لقب)

كليم الله هو لقب خاص بالنبي موسى، وسمي بكليم الله؛ لأن الله تعالى كلّمه مباشرة. وقد عُدّ اختصاص موسى بهذا اللقب فضيلة له.

وبحسب ما ورد في الآية 164 من سورة النساء، قال الله تعالى عن موسى(ع): ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾. وفي الآية 144 من سورة الأعراف ورد أيضًا كلام الله تعالى مع موسى. كما ورد ذكر هذه الخصوصية في الآية 11 من سورة طه أيضًا بعبارة نُودِي، وقد ذكر بعض علماء الإسلام، واليهود، أن هذا النوع من التكليم خاص بالنبي موسى. وذكروا أن هذه الخاصية للنبي موسى(ع) سبب في إطلاق اسم «كليمي» على اليهود.

ويرى بعض علماء المسلمين أن الله تعالى تكلم أيضًا مع نبي الإسلام أثناء المعراج، وقد أشارت الروايات إلى هذا الكلام، ويعتقدون أن الكلام مع الله تعالى ودون واسطة مختص برسول الله وموسى. ولقد اعتبر كلام الله بمثابة التكلم بلا جسم؛ لأن التكلم باللسان والحبال الصوتية علامة على وجود جسم، أما الله تعالى فليس له جسم.

وقد ذكر إسماعيل حقي المفسر في القرن الثاني عشر الهجري، أن سبب اختصاص موسى بالكليم؛ لأنّه عندما كان طفلا احترق لسانه في قصر فرعون، فأراد الله أن يعوّضه الله تعالى عن ذلك فجعله كليمه. وقد ذكر هذا المفسر هذه الحادثة ببيت من الشعر:

كل محنة هي مقدمة لراحة

من أجل تكليم الحق احترق لسان الكليم

وقد أورد بعض المفسرين أسباب أخرى للقب كليم الله، حيث ذكروا لقد عرف الله تعالى نفسه بها في أول تجلي له على النبي موسى ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ﴾، وبما أن نبوة النبي موسى قد ابتدأت بالنداء وكلام الله، من هنا قد سُمي موسى «كليم الله».