فاطمة العاملي الجزيني
فاطمة العاملي الجزيني، هي أم الحسن، الملقّبة بست المشايخ، بنت محمد بن مكي العاملي الجزيني، المعروف بالشهيد الأول.
وقد قال عنها الحر العاملي في أماليه: «كانت عالمة، فاضلة، فقيهة، صالحة، عابدة، سمعت من المشائخ مدحها والثناء عليها، تروي عن أبيها، وعن ابن معية شيخه إجازة، كما تقدّم في أخيها محمد، وكان أبوها يثني عليها، ويأمر النساء بالإقتداء بها، والرجوع إليها في أحكام الحيض والصلاة، ونحوها »[١].
ست المشايخ
قيل: «الست» مخفف سيدة مع إدغام الدال في التاء، وهذا كما يقال: ستي، وستي فاطمة والحال فيها كذلك، واصلهما سيدتي.[٢]
لُقبت بهذا اللقب لعلو قدرها عند معاصريها. وكنيتها أم الحسن.
وقد قال عنها الحر العاملي في أماليه: «كانت عالمة، فاضلة، فقيهة، صالحة، عابدة، سمعت من المشائخ مدحها والثناء عليها، تروي عن أبيها، وعن ابن معية شيخه إجازة، كما تقدّم في أخيها محمد، وكان أبوها يثني عليها، ويأمروا النساء بالإقتداء بها، والرجوع إليها في أحكام الحيض والصلاة، ونحوها.»[٣]
وقال الشهيد الثاني (رحمه الله) في اجازته الكبيرة لوالد الشيخ البهائي الحسين بن عبدالصمد: ورأيت خط هذا السيد المعظم- يعني: تاج الدين بن معية- بالاجازةلشيخنا الشهيد شمس الدين محمد بن مكي، ولولديه محمد وعلي، ولاختهما ام الحسن فاطمة المدعوة بست المشايخ.
وهبت ميراثها إلى أخويها
ومن مآثرها أنّها وَهَبَت ميراثها من أبيها الى أخويها محمد وعلي، مقابل بعض نسخ الكتب، وكتبت بهذا الشأن وثيقة وقع عليها عدة شهود، كما أنَّ نص الوثيقة، يكشف بلاغتها وأدبها وتأدُّبَها، وحبها للعلم وتعلقها بالكتب العلمية، وهذا نص الوثيقة:
- « بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي وهب لعباده ماشاء، وأنعم على أهل العلم والعمل بما شاء، وجعل لهم شرفاً وقدراً وكرامةً، وفضَّلهم على الخلق بأعمالهم العالية، واعلا مراتبهم في دَارَيْ الدنيا والآخرة، وشهد بفضلهم الانس والجان. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد سيد ولد عدنان، المخصوص بجوامع الكلم الحسان، وعلى آله وأصحابه أهل اللَسن واللِسان، والساحبين ذيول الفصاحة على سحبان، وعلى تابعيهم ومن تابعهم ما اختلف المديدان وأضاء القمران . أما بعد، فقد وَهَبَتْ السِّت فاطمة أم الحسن أخويها: أبا طالب محمداً، وأبا القاسم علياً، سُلالة السعيد الأكرم والفقيه الأعظم، عمدة الفخر وفريد عين الزمان ووحيده، محيي مراسم الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين مولانا شمس المِلَّة والحقّ والدين محمد بن احمد بن حامد بن مكي (قدس سره)، المنتسب لسعد بن معاذ سيد الأوس (قدس الله ارواحهم) جميع ما يخصها من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة شرعية ابتغاءًا لوجه الله تعالى ورجاءً لثوابه الجزيل، وقد عوضا عليها كتاب التهذيب للشيخ رحمه الله، وكتاب المصباح له، وكتاب من لا يحضره الفقيه، وكتاب الذكرى لأبيهم رحمه الله، والقرآن المعروف بهدية علي بن مؤيد، وقد تصرف كل منهم والله الشاهد عليهم، وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان العظيم قدره، الذي هو من شهور ثلاثة وعشرين وثمان مائة والله على ما نقول وكيل » [٤].
وعلى رأس الورقة وقَّع الشيخ حسن بن علي التوليني،وختم عليها، ثم قال: « قد اتصل بي بثبوت هذه الوثيقة بين الأماجد الطاهرين، وعلمت ما جرى ورقم فيها بعلم اليقين، أجريت عليها بقلم الاثبات بالمشروع والمعقول، وأنا أحقر الورى حسن بن علي التوليني» .
الشهود، هم:
- خالهم المقدم علوان، ابن احمد بن ياسر، وختم فيها بخاتمه.
- الشيخ علي، ابن حسين الصائغ، وختم فيها بخاتمه.
- الشيخ فاضل، ابن مصطفى البعلبكي، وختم فيها بخاتمه
الهوامش
المصادر
- أمل الآمل، محمد بن الحسن ( الحر العاملي)، تحقيق أحمد الحسيني، مطبعة الآداب، النجف- العراق.
- رياض العلماء وحياض الفضلاء،عبدالله افندي الاصبهاني،(140هـ) مطبعة الخيام،قم-إيران.
- موسوعة الشهيد الأول،الشيخ رضا المختاري،ط2(1435هـ-2014م)مطبعة الباقري،قم-إيران.