خطبة السيدة زينب (ع) في الشام
(بالتحويل من خطبة زينب في مجلس يزيد)
المصاب الحسيني |
خطبة السيدة زينب (ع) فی الشام هي الخطبة التي ألقتها السيدة زينب (ع) بعد واقعة الطف في مجلس يزيد بن معاوية، الذي كان يضرب متشمتاً بعصاه ثنايا الإمام الحسين (ع)، وذلك عندما اُخذت مع سبايا كربلا إلى الشام .
في مجلس يزيد
بعد واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين (ع) ومن معه من الرجال، اُخذ من بقي من النساء والأطفال إضافة للإمام زين العابدين (ع) كأسرى مقيّدين بالسلاسل إلى بلاد الشام، حيث يقيم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأحضروهم إلى مجلس يزيد بن معاوية، وكان قد وضع رأس الإمام الحسين (ع) في إناءٍ أمامه، ضاربا إياه بعصاه، شامتًا فيه، ومُرتَجزاً ببعض أبيات الشعر:
[١]لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِـــــــــــدُوا | جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلْ | |
لَأَهَلُّوا وَاسْتَهَـــــــــلُّوا فَـــــــــــــــرَحاً | وَلَقَالُوا يَـــــــــــــــــــا يَــزِيدُ لَا تُشَلْ | |
فَجَزَيْنَاهُمْ بِبَدْرٍ مِــــــــــــــــــــــــــثْلَهَا | وَأَقَمْنَا مِثْلَ بَـــــــــــــــــدْرٍ فَاعْتَدَلْ | |
لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ | مِــــنْ بَنِي أَحْمَدَ مَــــــــا كَانَ فَعَلْ |
وبعد أن سمعت السيدة زينب (ع) شماتة يزيد خطبت خطبتها المشهورة.
محاور الخطبة
يمكن أن تقسم الخطبة إلى أقسام، كما أنها تتمحور على عدة قضايا، منها:
- الحمد والثناء: بعد ما شاهدت السيدة زينب (ع) من الأفعال الشنيعة ليزيد وما کان یفعله برأس الحسين (ع) قامت خطيبة، فاستهلت كلمتها بالحمد لله والصلاة على النبي (ص)، واستشهدت بآية من الذكر الحكيم بالمناسبة.
- توبيخ يزيد: ثم تابعت خطبتها موبخة يزيد على السياسات التي اتخذها في حكمه بحق أهل البيت (ع) ومن المضايقات التي عملها، مشيرة إلى بطره وتبختره.
- إمهال الظلمة: استشهدت السيدة زينب (ع) بآية من القرآن الكريم؛ لتذكر يزيد بسنة إمهال رب العالمين للظلمة، وأنهم يلقون عذاباً أليماً.
- استمرارها في التوبيخ: بعد الآية الشريفة تتابع توبيخها إياه بما فعله من تصرفات شنيعة بحق أهل بيت النبي (ص)، وتسييرهم في البلاد بتلك الصورة التي تعتبر تجاوزاً لحدود الله وإساءة لرسوله (ص).
- التذكير بالتاريخ: ثم تشير السيدة زينب (ع) إلى تعنته وغلظته وطغيانه وكفره، وتتابع أن هذا نتيجة الأحقاد والأضغان الكامنة والمتبيقية من غزوة بدر ومعارك صدر الإسلام.
- المصير والعاقبة: كما تحذره (ع) مما ارتكب بهتك حرمات بحق «سيد شباب أهل الجنة»، وجميع ذلك بعين الله، وسيحل عليك سخط الله، ويخاصمك رسول الله (ص)، حتى تتمنى أن أمك لم تلدك.
- الدعاء على الظلمة: في هذا المقطع تدعو (ع) الله ليأخذ ثأرهم ممن اعتدى عليهم بسفك الدماء، ثم تستشهد (ع) بالآية الكريمة أن الشهداء أحياء وعند الله يزرقون ، ثم تحذر يزيد أشد التحذير على ظلمه ومن أعانه لذلك.
مصادر الخطبة
المصادر التي ذكرت خطبة السيدة زينب (ع) هي:
- بلاغات النساء، لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور الخراساني - المشهور بابن أبي طيفور( ت 280 هـ).[٢]
- نثر الدر، لأبي سعيد الآبي.[٣]
- التذكرة الحمدونية ، لابن حمدون.[٤]
- مقتل الحسين (ع)، للخوارزمي.[٥]
- أعلام النساء لمحمد رضا كحالة.[٦]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن حمدون، محمد بن الحسن، التذكرة الحمدونية، بيروت، دار صادر، ط 1، 1417 هـ.
- ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف، طهران، انتشارات جهان، د.ت.
- ابن طيفور، أحمد بن أبي طاهر، بلاغات النساء، القاهرة، دار الفضيلة، د.ت.
- أبو سعيد الآبي، منصور بن الحسين الرازي، نثر الدر في المحاضرات، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1424 هـ/ 2004 م.
- الخوارزمي، موفق بن أحمد، مقتل الحسين عليه السلام، قم، دار انوار الهدى، ط 1، 1418 هـ.
- كحالة، محمد رضا، أعلام النساء، د.م، د.ن، د.ت.
- يعقوب، أحمد حسين، المواجهة مع رسول الله وآله، بيروت، مركز الغدير، 1996 م.
وصلات خارجية