انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «طلحة بن عبيد الله»

ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ٧٥: سطر ٧٥:


== عصر الخلفاء ==
== عصر الخلفاء ==
كان طلحة بن عبيد الله من جملة الرجال الذين ساروا في ركاب [[الخليفة|الخليفة الأوّل]] أبي بكر في الحروب الموسومة [[حروب الردّة|بحروب الردّة]]. <ref> البلاذري، فتوح البلدان، ص 100 ؛ المسعودي، البدء والتاريخ، ج 5 ، ص 157 </ref>ونقل صاحب '''أنساب الأشراف''' عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمر، قال: حضرت دفن أبي بكر فنزل في حفرته [[عمر بن الخطاب]] و[[عثمان بن عفان]]، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن أبي بكر، قال ابن عمر: فأردت أن أنزل، فقال لي عمر: كفيت‏. <ref> أنساب الأشراف، ج 10 ، ص 95 </ref>
كان طلحة بن عبيد الله من جملة الرجال الذين ساروا في ركاب [[الخليفة|الخليفة الأوّل]] أبي بكر في الحروب الموسومة [[حروب الردّة|بحروب الردّة]]. <ref> البلاذري، فتوح البلدان، ص 100 ؛ المسعودي، البدء والتاريخ، ج 5 ، ص 157 </ref>ونقل صاحب '''أنساب الأشراف''' عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمر، قال: حضرت دفن أبي بكر فنزل في حفرته [[عمر بن الخطاب]] و[[عثمان بن عفان]]، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن أبي بكر، قال ابن عمر: فأردت أن أنزل، فقال لي عمر: كفيت‏. <ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 10 ، ص 95 </ref>


وقد سجّل المؤرخون بعض المواقف لطلحة التي اعترض فيها على أبي بكر بسبب إفساحه المجال لعمر بن الخطاب كثيراً، منها ما ذكره [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] في تاريخه أنّه لمّا: خرج الزبرقان والأقرع إلى أبي بكر، وقالا: اجعل لنا خراج [[البحرين]]، ونضمن لك ألا يرجع من قومنا أحد، ففعل وكتب الكتاب، وكان الذي يختلف بينهم طلحه بن عبيد الله، فلمّا أتي عمر بالكتاب فنظر فيه لم يشهد، ثم قال: لا والله ولا كرامة! ثم مزّق الكتاب ومحاه، فغضب طلحه، فأتى أبا بكر، فقال: أ أنت الأمير أم عمر؟. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، ص 275 </ref>
وقد سجّل المؤرخون بعض المواقف لطلحة التي اعترض فيها على أبي بكر بسبب إفساحه المجال لعمر بن الخطاب كثيراً، منها ما ذكره [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] في تاريخه أنّه لمّا: خرج الزبرقان والأقرع إلى أبي بكر، وقالا: اجعل لنا خراج [[البحرين]]، ونضمن لك ألا يرجع من قومنا أحد، ففعل وكتب الكتاب، وكان الذي يختلف بينهم طلحه بن عبيد الله، فلمّا أتي عمر بالكتاب فنظر فيه لم يشهد، ثم قال: لا والله ولا كرامة! ثم مزّق الكتاب ومحاه، فغضب طلحه، فأتى أبا بكر، فقال: أ أنت الأمير أم عمر؟. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، ص 275 </ref>


وفي رواية أخرى عن [[أسماء ابنة عميس]]، قالت: دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم! وأنت لاق ربّك فسائلك عن رعيتك‏. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، 433 </ref>
وفي رواية أخرى عن [[أسماء ابنة عميس]]، قالت: دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم! وأنت لاق ربّك فسائلك عن رعيتك‏. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، 433 </ref>
وكان طلحة في عداد المشاركين في فتوح البلدان كفتح [[إيران]] إبّان خلافة عمر بن الخطاب مع '''عبد الرحمن بن عوف''' و[[الزبير بن العوام]]. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، ص 481 و 488 </ref> وكان من المشاورين لعمر في بعض الفتوحات. <ref> ابن اعثم الكوفي، الفتوح، ج 2 ، ص 292 </ref>
وكان طلحة في عداد المشاركين في فتوح البلدان كفتح [[إيران]] إبّان خلافة عمر بن الخطاب مع '''عبد الرحمن بن عوف''' و[[الزبير بن العوام]]. <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، ص 481 و 488 </ref> وكان من المشاورين لعمر في بعض الفتوحات. <ref>ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2 ، ص 292 </ref>


=== الشورى السداسية لتعيين الخليفة الثالث ===
=== الشورى السداسية لتعيين الخليفة الثالث ===
{{أعضاء الشورى بعد عمر}}
{{أعضاء الشورى بعد عمر}}
لمّا أحسّ الخليفة الثاني [[عمر بن الخطاب]] بقرب وفاته اختار ستة من قريش ليختاروا خليفة من بينهم، وهم: [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} [[عثمان بن عفان|وعثمان]]، و[[سعد بن أبي وقاص]]، [[الزبير بن العوام|والزبير]]، و[[عبد الرحمن بن عوف]] [[طلحة بن عبيد الله|وطلحة بن عبيد الله]]. في الوقت الذي وصف فيه طلحة حينما اقترح عليه '''ابن عباس''' استخلاف طلحة، قائلا: فقلت- أي ابن عباس-: طلحة بن عبد الله؟ قال: ذاك رجل يناول للشرف والمديح، يعطي ماله حتى يصل إلى مال غيره، وفيه بأو وكبر. <ref> اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 158 </ref> قال ابن قتيبة: وكان طلحة غائباً، فقال عمر: فإن جاءكم طلحة إلى ذلك الموعد، وإلا فأعزم عليكم باللَّه أن لا تتفرقوا من اليوم الثالث حتى تستخلفوا أحدكم... وفي اليوم الثالث جعل طلحة أمره إلى عثمان. <ref> ابن قتيبة، الامامة والسياسة، ج 1، ص 42 و 44 </ref>
لمّا أحسّ الخليفة الثاني [[عمر بن الخطاب]] بقرب وفاته اختار ستة من قريش ليختاروا خليفة من بينهم، وهم: [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} [[عثمان بن عفان|وعثمان]]، و[[سعد بن أبي وقاص]]، [[الزبير بن العوام|والزبير]]، و[[عبد الرحمن بن عوف]] [[طلحة بن عبيد الله|وطلحة بن عبيد الله]]. في الوقت الذي وصف فيه طلحة حينما اقترح عليه '''ابن عباس''' استخلاف طلحة، قائلا: فقلت- أي ابن عباس-: طلحة بن عبد الله؟ قال: ذاك رجل يناول للشرف والمديح، يعطي ماله حتى يصل إلى مال غيره، وفيه بأو وكبر. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 158.</ref> قال ابن قتيبة: وكان طلحة غائباً، فقال عمر: فإن جاءكم طلحة إلى ذلك الموعد، وإلا فأعزم عليكم باللَّه أن لا تتفرقوا من اليوم الثالث حتى تستخلفوا أحدكم... وفي اليوم الثالث جعل طلحة أمره إلى عثمان. <ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 42 و 44 </ref>


وجاء في أنساب الأشراف: وكان طلحة بن عبيد الله غائباً في ماله بالسّراة، فقال عمر: إن قدم طلحة في الثلاثة الأيّام وإلا فلا تنتظروه بعدها، وأبرموا الأمر، وأصرموه، وبايعوا من تتّفقون عليه، فبعثوا إلى طلحة رسولاً يستحثّونه، ويستعجلونه بالقدوم، فلم يرد [[المدينة]] إلا بعد وفاة عمر و[[البيعة]] لعثمان، فجلس في بيته، وقال: أعلى مثلي يفتأت؟ فأتاه عثمان، فقال له طلحة: إن رددت الأمر أتردّه؟ قال: نعم. قال: فإنّي أمضيته، فبايعه. وقال بعض الرواة: إنّ طلحة كان حاضراً لوفاة عمر والشورى، والأوّل أثبت. <ref> أنساب الأشراف، ج5، ص504 </ref> .
وجاء في أنساب الأشراف: وكان طلحة بن عبيد الله غائباً في ماله بالسّراة، فقال عمر: إن قدم طلحة في الثلاثة الأيّام وإلا فلا تنتظروه بعدها، وأبرموا الأمر، وأصرموه، وبايعوا من تتّفقون عليه، فبعثوا إلى طلحة رسولاً يستحثّونه، ويستعجلونه بالقدوم، فلم يرد [[المدينة]] إلا بعد وفاة عمر و[[البيعة]] لعثمان، فجلس في بيته، وقال: أعلى مثلي يفتأت؟ فأتاه عثمان، فقال له طلحة: إن رددت الأمر أتردّه؟ قال: نعم. قال: فإنّي أمضيته، فبايعه. وقال بعض الرواة: إنّ طلحة كان حاضراً لوفاة عمر والشورى، والأوّل أثبت.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 504 </ref>  


=== المشاركة في قتل عثمان ===
=== المشاركة في قتل عثمان ===
كان طلحة من أشدّ المؤلبين على عثمان بن عفان، كما أشار إلى ذلك صاحب أنساب الأشراف حين قال: حرس القوم عثمان ومنعوا من أن يدخل عليه...واشتدّ عليه طلحة بن عبيد الله في الحصار، ومنع من أن يدخل إليه الماء حتى غضب عليّ بن أبي طالب من ذلك، فأدخلت عليه روايا الماء. <ref>انساب الأشراف، ج 5 ، ص 561 </ref> وذكر ابن جرير أن الّذي كان يصلي بالناس في هذه المدّة وعثمان محصور، طلحة بن عبيد الله. <ref> ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج 7 ، ص 177 </ref>
كان طلحة من أشدّ المؤلبين على عثمان بن عفان، كما أشار إلى ذلك صاحب أنساب الأشراف حين قال: حرس القوم عثمان ومنعوا من أن يدخل عليه...واشتدّ عليه طلحة بن عبيد الله في الحصار، ومنع من أن يدخل إليه الماء حتى غضب عليّ بن أبي طالب من ذلك، فأدخلت عليه روايا الماء،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5 ، ص 561.</ref> وذكر ابن جرير أن الّذي كان يصلي بالناس في هذه المدّة وعثمان محصور، طلحة بن عبيد الله.<ref> ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج 7 ، ص 177 </ref>


وفي رواية '''ابن أعثم''': كان طلحة بن عبيد الله قد استولى على حصار عثمان مع نفر من بني تيم، وبلغ ذلك عثمان فأرسل إلى [[علي ابن أبي طالب|علي]] {{عليه السلام}} يطلب منه النصرة فخرج {{عليه السلام}} إلى الناس، فصلى بهم الظهر والعصر، وتفرّق الناس عن طلحة ومالوا إلى علي. <ref> ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2، ص 423 </ref>
وفي رواية '''ابن أعثم''': كان طلحة بن عبيد الله قد استولى على حصار عثمان مع نفر من بني تيم، وبلغ ذلك عثمان فأرسل إلى [[علي ابن أبي طالب|علي]] {{عليه السلام}} يطلب منه النصرة فخرج {{عليه السلام}} إلى الناس، فصلى بهم الظهر والعصر، وتفرّق الناس عن طلحة ومالوا إلى علي.<ref> ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2، ص 423.</ref>
وتشير أصابع الإتهام إلى طلحة في قضية قتل الخليفة الثالث والشواهد التاريخية تؤكد هذا المعنى؛ منها:
وتشير أصابع الإتهام إلى طلحة في قضية قتل الخليفة الثالث والشواهد التاريخية تؤكد هذا المعنى؛ منها:
* ما رواه الطبري من قول عثمان بن عفان: اللهم اكفني طلحه بن عبيد الله، فإنّه حمل عليّ هؤلاء وألبهم، وأنّه انتهك منّي ما لا يحلّ له. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 4 ، ص 379 </ref>
* ما رواه الطبري من قول عثمان بن عفان: اللهم اكفني طلحه بن عبيد الله، فإنّه حمل عليّ هؤلاء وألبهم، وأنّه انتهك منّي ما لا يحلّ له. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 4 ، ص 379 </ref>
* شهادة اليعقوبي في تاريخه من أن أكثر من كان يؤلب على عثمان طلحة والزبير وعائشة. <ref> اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 175 </ref>
* شهادة اليعقوبي في تاريخه من أن أكثر من كان يؤلب على عثمان طلحة والزبير وعائشة. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 175 </ref>
* وفي رواية ابن قتيبة، وأقبل غلام من جهينة إلى محمد بن طلحة بن عبيد الله، فقال له: حدثني عن قتلة عثمان، قال: نعم، دم عثمان على ثلاثة أثلاث، ثلث على صاحب الجمل الأحمر [يريد والده طلحة بن عبيد الله]، وبلغ طلحة قول ابنه محمد، فقال له: يا محمد، أ تزعم عنّا قولك إني قاتل عثمان، كذلك تشهد على أبيك؟ كن كعبد الله بن الزبير، فو الله ما أنت بخير منه، ولا أبوك بدون أبيه، كفّ عن قولك، وإلا فارجع فإنّ نصرتك نصرة رجل واحد، وفسادك فساد عامّة. فقال محمد: ما قلت إلا حقاً، ولن أعود. <ref> ابن قتيبة، الامامة و السياسة، ج 1 ، ص 84 </ref>
* وفي رواية ابن قتيبة، وأقبل غلام من جهينة إلى محمد بن طلحة بن عبيد الله، فقال له: حدثني عن قتلة عثمان، قال: نعم، دم عثمان على ثلاثة أثلاث، ثلث على صاحب الجمل الأحمر [يريد والده طلحة بن عبيد الله]، وبلغ طلحة قول ابنه محمد، فقال له: يا محمد، أ تزعم عنّا قولك إني قاتل عثمان، كذلك تشهد على أبيك؟ كن كعبد الله بن الزبير، فو الله ما أنت بخير منه، ولا أبوك بدون أبيه، كفّ عن قولك، وإلا فارجع فإنّ نصرتك نصرة رجل واحد، وفسادك فساد عامّة. فقال محمد: ما قلت إلا حقاً، ولن أعود. <ref> ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1 ، ص 84 </ref>
* وفي رواية ابن أعثم: وجعل طلحة ينادي – يوم [[وقعة الجمل|الجمل]]- بأعلى صوته: عباد الله! الصبر الصبر! إن بعد الصبر النصر والأجر، قال: فنظر إليه [[مروان بن الحكم]] فقال لغلام له: ويلك يا غلام! والله إني لأعلم أنّه ما حرّض على قتل عثمان يوم الدار أحد كتحريض طلحة ولا قتله سواه! ولكن استرني فأنت حرّ، قال: فستره الغلام، ورمى مروان بسهم مسموم طلحة بن عبيد الله فأصابه به. <ref> ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2 ، ص 478 </ref>
* وفي رواية ابن أعثم: وجعل طلحة ينادي – يوم [[وقعة الجمل|الجمل]]- بأعلى صوته: عباد الله! الصبر الصبر! إن بعد الصبر النصر والأجر، قال: فنظر إليه [[مروان بن الحكم]] فقال لغلام له: ويلك يا غلام! والله إني لأعلم أنّه ما حرّض على قتل عثمان يوم الدار أحد كتحريض طلحة ولا قتله سواه! ولكن استرني فأنت حرّ، قال: فستره الغلام، ورمى مروان بسهم مسموم طلحة بن عبيد الله فأصابه به. <ref> ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2 ، ص 478 </ref>


مستخدم مجهول