مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فضة النوبية»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam طلا ملخص تعديل |
imported>Bassam طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{تطوير مقال}} | {{تطوير مقال}} | ||
'''فضة''' هي خادمة عاشت في بيت [[رسول الله]] {{صل}} وبعد أن احتاجت [[فاطمة الزهراء]] {{عليها السلام}} لخادمة تساعدها في أمور بيتها أهداها إليها | '''فضة''' هي خادمة عاشت في بيت [[رسول الله]] {{صل}} وبعد أن احتاجت [[فاطمة الزهراء]] {{عليها السلام}} لخادمة تساعدها في أمور بيتها أهداها إليها أبوها {{صل}}، بقيت مع [[أهل البيت]] إلى ما بعد [[واقعة كربلاء]]، ثم هاجرت إلى بلاد الشام وتوفيت هناك، ولها فيه مرقد معروف. | ||
[[ملف:فضة.jpg|500px|تصغير|مرقد السيدة فضة في مقبرة باب الصغير في دمشق.]] | [[ملف:فضة.jpg|500px|تصغير|مرقد السيدة فضة في مقبرة باب الصغير في دمشق.]] | ||
==اسمها== | ==اسمها== | ||
ليس هناك أي مصدر تعرض لترجمتها أو الحديث عنها ، فلم يُذكر أكثر من اسمها، لكن ذكرها [[ابن الأثير]] بإيجاز فقال: فضة النوبية، جارية [[فاطمة الزهراء]] بنت [[رسول الله]] | ليس هناك أي مصدر تعرض لترجمتها أو الحديث عنها ، فلم يُذكر أكثر من اسمها، لكن ذكرها [[ابن الأثير]] بإيجاز فقال: فضة النوبية، جارية [[فاطمة الزهراء]] بنت [[رسول الله]] {{صل}}. | ||
ورواه أيضاً عن ابن عبّاس في قوله {'''يُوفُونَ بِالنَّذْرِ'''} <ref> | ورواه أيضاً عن [[ابن عباس|ابن عبّاس]] في قوله {'''يُوفُونَ بِالنَّذْرِ'''} <ref>الإنسان: 7 </ref>: وقالت جارية يقال لها فضة، نوبيةٌ... الخ <ref>ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج5، ص530.</ref>. | ||
ومثله [[ابن حجر]] الذي قال: إن [[رسول الله]] أقدم فاطمة ابنته جارية اسمها فضة النوبية. | ومثله [[ابن حجر]] الذي قال: إن [[رسول الله]] أقدم فاطمة ابنته جارية اسمها فضة النوبية. | ||
ثم روى عن [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي]]، عن أبيه، عن علي: أنّ [[رسول الله]] | ثم روى عن [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي]]، عن أبيه، عن علي: أنّ [[رسول الله]] {{صل}} أخدم فاطمة ابنته جاريةً اسمها فضة النوبية <ref>ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة: ج 8 ص 281 برقم 11632 .</ref>. | ||
ورُوي مثله عن أبي عبد الله | ورُوي مثله عن [[الصادق (ع)|أبي عبد الله]] {{عليه السلام}}، قال: «كانت لفاطمة {{عليها السلام}} جارية يقال لها: فضة» <ref>النعمان المغربي، شرح الأخبار، ج2، ص328 ، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص183.</ref>. | ||
==نسبها== | ==نسبها== | ||
كما لم يصل إلينا اسمها الحقيقي، أيضاً لم يصلنا اسم أبيها ولا ذُكر شيء عنها إلا ما نقله ابن الأثير وابن حَجر أنها نوبيّة. | كما لم يصل إلينا اسمها الحقيقي، أيضاً لم يصلنا اسم أبيها ولا ذُكر شيء عنها إلا ما نقله ابن الأثير وابن حَجر أنها نوبيّة. | ||
وعلى خلاف هذا الرأي ـ من أنّها نُوبيّة ـ ما ذكره الحافظ البرسي (رحمه الله) الذي ذهب إلى أنّها ابنة ملك الهند<ref>البرسي، مشارق أنوار | وعلى خلاف هذا الرأي ـ من أنّها نُوبيّة ـ ما ذكره الحافظ البرسي (رحمه الله) الذي ذهب إلى أنّها ابنة ملك الهند<ref>البرسي، مشارق أنوار اليقين، ص121 .</ref>. | ||
وقال الفيروزآبادي: النُّوبة ـ بالضم ـ بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد، منها [[بلال الحبشي]] <ref>الفيروز آبادي، القاموس | وقال الفيروزآبادي: النُّوبة ـ بالضم ـ بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد، منها [[بلال الحبشي]] <ref>الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ج1، ص135.</ref>. | ||
وقال ابن الوردي: بلاد النوبة في جنوبي مصر وشرقي النيل وغربية، وهي بلاد واسعة، وأهلها أمة عظيمة، وهم على دين النصرانية <ref>ابن الوردي، رياض السالكين، ج4، ص224.</ref>. | |||
==فضة القصة الخالدة== | |||
===اللهم بارك لنا في فضّتنا=== | ===اللهم بارك لنا في فضّتنا=== | ||
عن عاصم بن شريك، عن أبي البختري، عن [[الإمام الصادق|أبي عبد الله الصادق]]، عن آبائه {{عليهم السلام}} ، قال: «أتى [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} منزل [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، فنادى: "يا فضّة ائتينا بشيء من ماء نتوضأ به". | |||
فلم يجبه أحد، ونادى ثلاثاً فلم يجبه أحد، فولّى عن الباب يُريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية [[فاطمة (ع)|فاطمة]] {{عليها السلام}}، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: "يا أبا الحسن، دونك الماء فتوضأ به". | |||
فلم يجبه أحد، ونادى ثلاثاً فلم يجبه أحد، فولّى عن الباب يُريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الإنسية فاطمة (عليها السلام | |||
فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ، ثم عاد الإبريق إلى مكانه. | فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ، ثم عاد الإبريق إلى مكانه. | ||
سطر ٣٤: | سطر ٣٠: | ||
فلما نظر إليه [[رسول الله]] {{صل}} قال: يا علي، ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنه الجُمان؟". | فلما نظر إليه [[رسول الله]] {{صل}} قال: يا علي، ما هذا الماء الذي أراه يقطر كأنه الجُمان؟". | ||
قال: " بأبي أنت وأمي، أتيت منزل [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] فدعوت فضّة تأتينا بماء للوضوء، ثلاثاً، فلم يجبني أحد، فولّيت، فإذا أنا بهاتف يهتف وهو يقول: يا (عليٌ، دونك الماء) . فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء" . | قال: " بأبي أنت وأمي، أتيت منزل [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]] فدعوت فضّة تأتينا بماء للوضوء، ثلاثاً، فلم يجبني أحد، فولّيت، فإذا أنا بهاتف يهتف وهو يقول: يا (عليٌ، دونك الماء). فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء" . | ||
فقال: "يا علي، تدري من الهاتف؟ ومن أين كان الإبريق؟ ". | فقال: "يا علي، تدري من الهاتف؟ ومن أين كان الإبريق؟ ". | ||
سطر ٤٠: | سطر ٣٦: | ||
فقال: "الله ورسوله أعلم" . | فقال: "الله ورسوله أعلم" . | ||
فقال {{صل}} : "أما الهاتف فحبيبي جبرئيل {{عليه السلام}} ، وأمّا الإبريق فمن الجنّة، وأمّا الماء فثلث من المشرق، وثلث من المغرب، وثلث من الجنة" . | فقال {{صل}} : "أما الهاتف فحبيبي [[جبرئيل]] {{عليه السلام}}، وأمّا الإبريق فمن الجنّة، وأمّا الماء فثلث من المشرق، وثلث من المغرب، وثلث من الجنة". | ||
فهبط جبرئيل {{عليه السلام}} فقال: يا رسول الله، الله يقرئك السلام ويقول لك: "أقرى علياً السلام مني، وقل: إنّ فضّة كانت حائضاً" . | فهبط جبرئيل {{عليه السلام}} فقال: يا رسول الله، الله يقرئك السلام ويقول لك: "أقرى علياً السلام مني، وقل: إنّ فضّة كانت حائضاً" . | ||
سطر ٤٦: | سطر ٤٢: | ||
فقال [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} : "منه السلام، وإليه يردُّ السلام، وإليه يعود طيب الكلام". | فقال [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} : "منه السلام، وإليه يردُّ السلام، وإليه يعود طيب الكلام". | ||
ثم التفت إلى علي {عليه السلام}} فقال: "حبيبي علي، هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين، وهو يقرئك السلام ويقول: إنّ فضّة كانت حائضاً" . | ثم التفت إلى علي {{عليه السلام}} فقال: "حبيبي علي، هذا جبرئيل أتانا من عند رب العالمين، وهو يقرئك السلام ويقول: إنّ فضّة كانت حائضاً" . | ||
فقال علي {{عليه السلام}} : "'''اللهم بارك لنا في فضتنا'''" » <ref>الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في | فقال علي {{عليه السلام}} : "'''اللهم بارك لنا في فضتنا'''"» <ref>الطوسي، ابن حمزة، الثاقب في المناقب، ص 280 ـ 282 الباب الثالث ح 12 .</ref>. | ||
===فاطمة | ===فاطمة {{عليها السلام}}تحتاج لخادمة=== | ||
يقول الأوزاعي: لقد طحنت فاطمة بنت رسول الله | يقول الأوزاعي: لقد طحنت [[فاطمة (ع)|فاطمة بنت رسول الله]] {{صل}} حتى مجُلت يداها وعطبت الرحى في يدها <ref>أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء، ج1، ص218 في ذكر النساء الصحابيات .</ref>. | ||
وفي الصحيحين: أن علياً | وفي الصحيحين: أن علياً {{عليه السلام}} قال : اشتكي مما اندى بالقرب. | ||
فقالت فاطمة | فقالت فاطمة {{عليها السلام}}: والله اني اشتكي يدي مما طحى بالرحى. | ||
وكان عند النبي {{صل}} أسارى، فأمرها علي {{عليه السلام}} أن تطلب من النبي خادماً. | وكان عند النبي {{صل}} أسارى، فأمرها علي {{عليه السلام}} أن تطلب من النبي خادماً. | ||
سطر ٦٣: | سطر ٥٩: | ||
قالت: والله ما استطعت أن أكلم رسول الله من هيبته. | قالت: والله ما استطعت أن أكلم رسول الله من هيبته. | ||
فانطلق عليٌ معها إلى النبي {{صل}} ، فقال لهما: جاءت بكما حاجة؟ | فانطلق عليٌ معها إلى [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} ، فقال لهما: جاءت بكما حاجة؟ | ||
فقال علي | فقال علي {{عليه السلام}}: مجاراتهما . | ||
فقال: لا، ولكني أبيعهم وأنفق أثمانهم على أهل الصّفة. | فقال: لا، ولكني أبيعهم وأنفق أثمانهم على أهل الصّفة. | ||
سطر ٧١: | سطر ٦٧: | ||
وعلّمها تسبيح الزهراء | وعلّمها تسبيح الزهراء | ||
فدخل [[رسول الله]] {{صل}} على فاطمة وعليها كساء من جلد الإبل، وهي تطحن بيدها، وتُرضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله {{صل}} لمّا أبصرها، فقال: يا بنتاه ! تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة.... | فدخل [[رسول الله]] {{صل}} على فاطمة وعليها كساء من جلد الإبل، وهي تطحن بيدها، وتُرضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله {{صل}} لمّا أبصرها، فقال: يا بنتاه! تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة.... | ||
فقالت | فقالت {{عليها السلام}} : يا رسول الله، الحمد الله على نعمائه والشكر لله على آلائه. | ||
فقال لها [[رسول الله]] {{صل}} : يا فاطمة، والذي بعثني بالحق، إنّ في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام ولا ثياب، ولولا خشيتي خصلةً لأعطيك ما سألت. | فقال لها [[رسول الله]] {{صل}} : يا فاطمة، والذي بعثني بالحق، إنّ في [[المسجد]] أربعمائة رجل ما لهم طعام ولا ثياب، ولولا خشيتي خصلةً لأعطيك ما سألت. | ||
قال أبو هريرة: فلمّا خرج رسول الله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا..} <ref> | قال [[أبو هريرة]]: فلمّا خرج رسول الله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا..} <ref>الإسراء: 28.</ref>، فلما نزلت هذه الآية أنفذ [[رسول الله]] {{صل}} جارية إليها للخدمة وسمّاها فضة <ref>ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص119 - 120 .</ref>. | ||
===فضّة وما عندها من العلوم الغريبة=== | ===فضّة وما عندها من العلوم الغريبة=== | ||
قال الحافظ [[رجب البرسي]] (رحمه الله) : لما جاءت إلى بيت الزهراء {{عليها السلام}} ودخلت بيت النبوة ومعدن الرحمة ومنبع العصمة ودار الحكمة وأم الأئمة، لم تجد هناك إلاّ السيف والدرع والرحى، وكانت فضّة بنت ملك الهند <ref>وقد | قال الحافظ [[رجب البرسي]] (رحمه الله): لما جاءت إلى بيت [[الزهراء]] {{عليها السلام}} ودخلت بيت النبوة ومعدن الرحمة ومنبع العصمة ودار الحكمة وأم الأئمة، لم تجد هناك إلاّ السيف والدرع والرحى، وكانت فضّة بنت ملك الهند <ref>وقد تقدّم انها لم تكن من الهند .</ref>، وكان عندها ذخيرة من الإكسير، فأخذت قطعة من النحاس وألانتها وجعلتها على هيئة سمكة وألقت عليها الدواء وصبغتها ذهباً. | ||
فلما جاء [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} وضعتها بين يديه، فلمّا رآها قال: «أحسنتِ يا فضة، لكن لو أذنبت الجسد لكن الصبغ أعلى والقيمة أغلى». | فلما جاء [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} وضعتها بين يديه، فلمّا رآها قال: «أحسنتِ يا فضة، لكن لو أذنبت الجسد لكن الصبغ أعلى والقيمة أغلى». | ||
سطر ٨٨: | سطر ٨٤: | ||
فقال: «نعم، وهذا الطفل يعرفه». ، وأشار إلى الحسن {{عليه السلام}} ، فجاء وقال كما قال [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} . | فقال: «نعم، وهذا الطفل يعرفه». ، وأشار إلى الحسن {{عليه السلام}} ، فجاء وقال كما قال [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} . | ||
ثم قال لها أمير المؤمنين: «نحن نعرف أعظم من هذا». ، ثم أومى بيده، وإذا عنق من ذهب وكنوز سائرة، فقال: «ضعيها مع أخواتها». ، فوضعتها فسارت<ref>البرسي، مشارق أنوار | ثم قال لها أمير المؤمنين: «نحن نعرف أعظم من هذا». ، ثم أومى بيده، وإذا عنق من ذهب وكنوز سائرة، فقال: «ضعيها مع أخواتها». ، فوضعتها فسارت<ref>البرسي، مشارق أنوار اليقين، ص121 .</ref>. | ||
===زواجها بعد وفاة فاطمة (عليها السلام)=== | ===زواجها بعد وفاة فاطمة (عليها السلام)=== | ||
بعد أن توفيت [[فاطمة الزهرا|فاطمة]] {{عليها السلام}} صارت فضّة تحت ظلال اسم [[أمير المؤمنين]] | بعد أن توفيت [[فاطمة الزهرا|فاطمة]] {{عليها السلام}} صارت فضّة تحت ظلال اسم [[أمير المؤمنين]] {{عليه السلام}} ، وصارة جاية له، فأراد أن يعتقها إكراماً [[فاطمة الزهرا|لفاطمة]] {{عليها السلام}} فلم يكن أمامه إلاً تزويجها؛ فهي امرأة لا تقدر على تحمّل أعباء المعيشة بمفردها، خاصّة وأنّها كانت أمة مملوكة. | ||
ففي الرواية عن عمرو بن داود، عن أبي عبد الله [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد]] | ففي [[الرواية]] عن عمرو بن داود، عن أبي عبد الله [[الإمام الصادق|جعفر بن محمد]] {{عليه السلام}} قال: «كانت لفاطمة {{عليها السلام}} جارية يقال لها: فضة، فصارت من بعدها إلى علي بن أبي طالب {{عليه السلام}}، فزوّجها من أبي ثعلبة الحبشي، فأولدها ابناً، ثم مات عنها أبو ثعلبة، وتزوّجها من بعده سليك الغطفاني، ثم توفي ابنها من أبي ثعلبة، فامتنعت من سليك أنْ يقربها، فشكاها إلى [[عمر بن الخطاب|عمر]] وذلك في أيامه، فقال لها عمر: ما يشتكي منك سليك، يا فضة؟ | ||
فقالت: أنت تحكم في ذلك وما يخفى عليك لمَ منعته من نفسي! | فقالت: أنت تحكم في ذلك وما يخفى عليك لمَ منعته من نفسي! | ||
سطر ١٠١: | سطر ٩٧: | ||
قالت: يا أبا حفص، ذَهَبَتْ بك المذاهب! إنّ ابني من غيره مات، فأردت أنْ أستبرئ نفسي بحيضة، فإذا أنا حِضت علمت أنّ ابني مات ولا أخ له. وإنْ كنت حاملاً كان الذي في بطني أخوه. | قالت: يا أبا حفص، ذَهَبَتْ بك المذاهب! إنّ ابني من غيره مات، فأردت أنْ أستبرئ نفسي بحيضة، فإذا أنا حِضت علمت أنّ ابني مات ولا أخ له. وإنْ كنت حاملاً كان الذي في بطني أخوه. | ||
فقال عمر: شعرة من [[آل أبي طالب]] أفقه من عدي» <ref>النعمان المغربي، شرح | فقال عمر: شعرة من [[آل أبي طالب]] أفقه من عدي» <ref>النعمان المغربي، شرح الأخبار، ج2، ص328، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص183.</ref>. | ||
===مع زينب | ===مع زينب {{عليها السلام}}يوم عاشوراء=== | ||
روى [[الشيخ الكليني]] عن الحسين بن محمد، قال: حدّثني أبو كريب وأبو سعيد الأشج، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبدالله الأودي، قال: لما قُتل [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} أراد القوم أنْ يُوطئوه الخيل، فقالت فضّة لزينب: يا سيدتي، إنّ سفينة <ref>لقب مولى رسول الله {{صل}} يُكنى أبا ريحانة واسمه قيس بن ورقاء على ما ذكره [[ابن شهر آشوب|ابن شهرآشوب]] و [[الشيخ الكفعمي|الكفعمي]] في [[مصباح الكفعمي|المصباح]] ، ذكر [[البرقي |البرقي]] في [[رجال البرقي|رجاله]] في الطبقة الثالثة من [[الصحابة|أصحاب رسول الله]] {{صل}} . لاحظ: الخوئي، معجم رجال | روى [[الشيخ الكليني]] عن الحسين بن محمد، قال: حدّثني أبو كريب وأبو سعيد الأشج، قال: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبدالله الأودي، قال: لما قُتل [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} أراد القوم أنْ يُوطئوه الخيل، فقالت فضّة لزينب: يا سيدتي، إنّ سفينة <ref>لقب مولى رسول الله {{صل}} يُكنى أبا ريحانة واسمه قيس بن ورقاء على ما ذكره [[ابن شهر آشوب|ابن شهرآشوب]] و [[الشيخ الكفعمي|الكفعمي]] في [[مصباح الكفعمي|المصباح]] ، ذكر [[البرقي |البرقي]] في [[رجال البرقي|رجاله]] في الطبقة الثالثة من [[الصحابة|أصحاب رسول الله]] {{صل}} . لاحظ: الخوئي، معجم رجال الحديث، ج9، ص170 ـ 172 برقم 5255.</ref> كُسر به في البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد، فقال: يا أبا الحارث، أنا مولى [[رسول الله |رسول الله]] {{صل}} ، فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق، والأسد رابض في ناحيةٍ، فدعيني أمضي إليه وأُعلمه ما هم صانعون غداً. | ||
قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث، فرفع رأسه، ثم قالت: أتدري ما يريدون أنْ يعملوا غداً [[الإمام الحسين|بأبي عبد الله]] {{عليه السلام}} ؟ يريدون أن يُوطئوا الخيل ظهره. | قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث، فرفع رأسه، ثم قالت: أتدري ما يريدون أنْ يعملوا غداً [[الإمام الحسين|بأبي عبد الله]] {{عليه السلام}} ؟ يريدون أن يُوطئوا الخيل ظهره. | ||
قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} ، فأقبلت الخيل، فلما نظروا إليه قال لهم [[عمر بن سعد |عمر بن سعد]] (لعنه الله) : فتنة لا تُثيروها، انصرفوا . فانصرفوا <ref>الكليني، | قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد [[الإمام الحسين|الحسين]] {{عليه السلام}} ، فأقبلت الخيل، فلما نظروا إليه قال لهم [[عمر بن سعد |عمر بن سعد]] (لعنه الله) : فتنة لا تُثيروها، انصرفوا . فانصرفوا <ref>الكليني، الكافي، ج1، ص465 ـ 466 ح 8.</ref>. | ||
==وفاتها== | ==وفاتها== | ||
سطر ١١٩: | سطر ١١٥: | ||
و (شير) كلمة فارسية تعني الحنفية (الصنبور) أو الأسد، ولعل سبب اختيار هذا الموقع وتسميته بهذا الاسم الفارسي راجع إلى: كون [[كربلاء]] كان يسكنها الكثير من الإيرانيين مُجاورةً أو طلباً للعلم، حتى نهاية السبعينات من العقد المنصرم، حيث قامت حكومات البعث المتعاقبة بإخراجهم منها. | و (شير) كلمة فارسية تعني الحنفية (الصنبور) أو الأسد، ولعل سبب اختيار هذا الموقع وتسميته بهذا الاسم الفارسي راجع إلى: كون [[كربلاء]] كان يسكنها الكثير من الإيرانيين مُجاورةً أو طلباً للعلم، حتى نهاية السبعينات من العقد المنصرم، حيث قامت حكومات البعث المتعاقبة بإخراجهم منها. | ||
وقيل بأن هذه المكان هي التي كان الأسد رابض فيها فأتته فضّة وكلمته في شأن جثّة [[الإمام الحسين |الإمام الحسين]] {{عليه السلام}} كما في | وقيل بأن هذه المكان هي التي كان الأسد رابض فيها فأتته فضّة وكلمته في شأن جثّة [[الإمام الحسين |الإمام الحسين]] {{عليه السلام}} كما في [[الرواية]]، ولكن هذا لا دليل عليه سوى تناقل الأجيال، والله أعلم. | ||
'''والمقام الثاني''' وهو مرقد فضّة، ويقع في بلاد الشام في مقبرة الباب الصغير في | '''والمقام الثاني''' وهو مرقد فضّة، ويقع في [[الشام|بلاد الشام]] في مقبرة الباب الصغير في [[دمشق]]، حيث قيل بأنّها رجعت إلى الشام مع [[زينب الكبرى|العقيلة زينب]] {{عليها السلام}} وبقيت هناك حتى توفيت (رضي الله عنها) . | ||
==كُتب حول شخصيتها== | ==كُتب حول شخصيتها== |