مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»
←بداية الخلافة
imported>Bassam طلا ملخص تعديل |
imported>Alkazale |
||
سطر ١٤٧: | سطر ١٤٧: | ||
فنهض الناس، وبايعوا أبا بكر مرة أخرى بعد بيعتهم له في السقيفة. وعندها تقدم أبو بكر ليخطب حيث حمد الله، وقال: | فنهض الناس، وبايعوا أبا بكر مرة أخرى بعد بيعتهم له في السقيفة. وعندها تقدم أبو بكر ليخطب حيث حمد الله، وقال: | ||
:أيها الناس! فإني قد ولّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّموني... الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم، الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله. لا يدعْ أحد منكم الجهاد في سبيل الله، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 311؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 210؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، | :أيها الناس! فإني قد ولّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّموني... الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي منكم، الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله. لا يدعْ أحد منكم الجهاد في سبيل الله، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 311؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 210؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 590 ـ 591؛ ابن حبان، كتاب الثقات، ج 2، ص 159 ـ 161.</ref> | ||
وقال في خطبته الأخرى بعد حمد الله: | وقال في خطبته الأخرى بعد حمد الله: | ||
سطر ١٥٤: | سطر ١٥٤: | ||
ومن جهة نظر العلماء والباحثين من أهل السنة فإن هاتين الخطبتين دليل على أدب وتواضع أبي بكر وتمسكه [[السنة النبوية|بالسنن النبوية]]، وتعتبر إرشادات قيمة للأجيال القادمة في أسلوب إدارة الدولة،<ref>العظم، أشهر مشاهير الإسلام، ص 90، 91؛ دروزة، تاريخ العرب غي الإسلام ص 30.</ref> إلا أن علماء الشيعة يعتبرون بعض أجزائهما من الطعون على أبي بكر وعدم لياقته للخلافة، وانبروا هذا الأمر استناداً إلى عقائدهم. (مبدأ الإمامة).<ref>االفيروز آبادي، السبعة من السلف، ج 9، ص 11.</ref> | ومن جهة نظر العلماء والباحثين من أهل السنة فإن هاتين الخطبتين دليل على أدب وتواضع أبي بكر وتمسكه [[السنة النبوية|بالسنن النبوية]]، وتعتبر إرشادات قيمة للأجيال القادمة في أسلوب إدارة الدولة،<ref>العظم، أشهر مشاهير الإسلام، ص 90، 91؛ دروزة، تاريخ العرب غي الإسلام ص 30.</ref> إلا أن علماء الشيعة يعتبرون بعض أجزائهما من الطعون على أبي بكر وعدم لياقته للخلافة، وانبروا هذا الأمر استناداً إلى عقائدهم. (مبدأ الإمامة).<ref>االفيروز آبادي، السبعة من السلف، ج 9، ص 11.</ref> | ||
ورغم أن خلافة أبي بكر قد أصبحت راسخة في ذلك المجلس، إلا أن فريقًا من المهاجرين والأنصار امتنعوا عن مبايعته، نذكر أسماء بعض من وردوا في المصادر: علي (ع)، سعد بن عبادة، العباس بن عبد المطلب، الفضل بن العباس، الزبير بن العوام، [[خالد بن سعيد]]، ''[[المقداد بن عمرو]]''، [[سلمان الفارسي]]، ''[[أبوذر الغفاري]]''، [[عمار بن ياسر]]، ''[[البراء بن عازب]]''، [[حذيفة بن اليمان]]، ''[[خزيمة بن ثابت]]''، [[أبو أيوب الأنصاري]]، ''[[سهل بن حنيف]]،'' [[عثمان بن حنيف]]، ''[[أبو الهيثم بن التيهان]]''، [[سعد بن أبي القاص]]، ''[[أبو سفيان بن حرب]].''<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، | ورغم أن خلافة أبي بكر قد أصبحت راسخة في ذلك المجلس، إلا أن فريقًا من المهاجرين والأنصار امتنعوا عن مبايعته، نذكر أسماء بعض من وردوا في المصادر: علي (ع)، سعد بن عبادة، العباس بن عبد المطلب، الفضل بن العباس، الزبير بن العوام، [[خالد بن سعيد]]، ''[[المقداد بن عمرو]]''، [[سلمان الفارسي]]، ''[[أبوذر الغفاري]]''، [[عمار بن ياسر]]، ''[[البراء بن عازب]]''، [[حذيفة بن اليمان]]، ''[[خزيمة بن ثابت]]''، [[أبو أيوب الأنصاري]]، ''[[سهل بن حنيف]]،'' [[عثمان بن حنيف]]، ''[[أبو الهيثم بن التيهان]]''، [[سعد بن أبي القاص]]، ''[[أبو سفيان بن حرب]].''<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 123ـ 126؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 588؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 44 ـ 61.</ref> | ||
ومن بين هؤلاء سوى سعد بن عبادة الذي كان يدعي لنفسه الحق في الخلافة وأشخاص مثل أبي سفيان وأنصاره الذين كانت لهم مآرب دنيوية<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 588.</ref> كان هناك فريق يرى الخلافة حقاً لعلي (ع)؛ استناداً إلى ماضيه في الإسلام وخدماته الجلّي وقرابته من النبي (ص)، أي الدلالة التي استُند إليها في السقيفة في تفضيل أبي بكر لأمر الخلافة، وكان علي (ع) وبنو هاشم أيضاً يحتجون بها لمجرد إلزام المخالفين.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 582؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 125ـ 126.</ref> | ومن بين هؤلاء سوى سعد بن عبادة الذي كان يدعي لنفسه الحق في الخلافة وأشخاص مثل أبي سفيان وأنصاره الذين كانت لهم مآرب دنيوية<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 588.</ref> كان هناك فريق يرى الخلافة حقاً لعلي (ع)؛ استناداً إلى ماضيه في الإسلام وخدماته الجلّي وقرابته من النبي (ص)، أي الدلالة التي استُند إليها في السقيفة في تفضيل أبي بكر لأمر الخلافة، وكان علي (ع) وبنو هاشم أيضاً يحتجون بها لمجرد إلزام المخالفين.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 582؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 125ـ 126.</ref> |