انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو بكر بن أبي قحافة»

imported>Foad
imported>Foad
سطر ٢٣٠: سطر ٢٣٠:


===روايتا ابن قتيبة===
===روايتا ابن قتيبة===
وقد ورد في الإمامة والسياسة خبران بهذا  الشأن هما أكثر شمولية من بقية الأخبار:
وقد ورد في [[الإمامة والسياسة (كتاب)|الإمامة والسياسة]] خبران بهذا  الشأن هما أكثر شمولية من بقية الأخبار:


الخبر الأول:
الخبر الأول:
:ذهب عمر إلى بيت علي (ع) في عصابة فيهم [[أسيد بن حضير]] [[سلمة بن أسلم|وسلمة بن أسلم]]، فطلبوا إليه وإلى [[بني هاشم]] أن ينطلقوا إلى المسجد، ويبايعوا أبا بكر، لكنهم رفضوا، وشهر [[الزبير بن العوام]] سيفه، فأخذ سلمة ـ بأمر من عمر ـ السيف من يده وضرب به الجدار، ثم أخذوا الزبير معهم فبايع معهم فبايع، كما بايع بني هشام، إلاّ أن علياً (ع) وقف في مواجهة أبي بكر واستند إلى احتجاج أبي بكر على الأنصار قائلاً: إن الخلافة من حقه هو، فقال عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع، فقال له علي: احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً، فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك. عندها طلب إليه [[أبو عبيدة ابن الجراح]] أن يسلم الأمر إلى أبي بكر. ثم إن الإمام علياً (ع) ألقى كلمة خاطب بها [[المهاجرين]] مبيناً حقه وأهل البيت في الخلافة وحذّرهم من اتباع هوى أنفسهم ومن الانحراف عن طريق الله. فقال له بشير بن سعد الأنصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك يا علي قبل بيعتها لأبي بكر، ما اختلف عليك اثنان. وفي المساء حمل علي (ع) فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص) على دابة، وذهب إلى مجالس الأنصار لتسألهم النصرة، وكانوا يقولون: يا بنت رسول الله! لو أن زوجك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به....<ref>الإمامة،ج 1، ص 11- 12؛ قارن: المفيد، المصدر  نفسه، ص 185 ـ 187، الجمل ص 56، 57.</ref>
:ذهب عمر إلى بيت علي (ع) في عصابة فيهم [[أسيد بن حضير]] [[سلمة بن أسلم|وسلمة بن أسلم]]، فطلبوا إليه وإلى [[بني هاشم]] أن ينطلقوا إلى المسجد، ويبايعوا أبا بكر، لكنهم رفضوا، وشهر [[الزبير بن العوام]] سيفه، فأخذ سلمة ـ بأمر من عمر ـ السيف من يده وضرب به الجدار، ثم أخذوا الزبير معهم فبايع معهم فبايع، كما بايع بني هشام، إلاّ أن علياً (ع) وقف في مواجهة أبي بكر واستند إلى احتجاج أبي بكر على الأنصار قائلاً: إن الخلافة من حقه هو، فقال عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع، فقال له علي: احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً، فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك. عندها طلب إليه [[أبو عبيدة ابن الجراح]] أن يسلم الأمر إلى أبي بكر. ثم إن الإمام علياً (ع) ألقى كلمة خاطب بها [[المهاجرين]] مبيناً حقه وأهل البيت في الخلافة وحذّرهم من اتباع هوى أنفسهم ومن الانحراف عن طريق الله. فقال له بشير بن سعد الأنصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الانصار منك يا علي قبل بيعتها لأبي بكر، ما اختلف عليك اثنان. وفي المساء حمل علي (ع) فاطمة (ع) بنت رسول الله (ص) على دابة، وذهب إلى مجالس الأنصار لتسألهم النصرة، وكانوا يقولون: يا بنت رسول الله! لو أن زوجك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به....<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 11- 12؛ المفيد، الجمل ص 56، 57.</ref>


الخبر الثاني:
الخبر الثاني:
:ورد في الخبر الثاني الذي يحتمل أن يكون قسماً من الخبر  الأول قد تغيّر موضع: تفقّد أبو بكر قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي (ع)، فبعث إليهم [[عمر بن الخطاب|عمر]]، فجاء فناداهم وهم في دار [[علي (ع)|علي (ع)،]] فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب<ref>في رواية البلاذري، أنساب...، ج 1، ص 856: جاء عمر وبيده النار.</ref> وقال: والذي نفس عمر بيده، لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها. فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة، فقال: وإن. <ref>قارن: البلاذري، نفس الصفحة.</ref>
:ورد في الخبر الثاني الذي يحتمل أن يكون قسماً من الخبر  الأول قد تغيّر موضع: تفقّد أبو بكر قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي (ع)، فبعث إليهم [[عمر بن الخطاب|عمر]]، فجاء فناداهم وهم في دار [[علي (ع)|علي (ع)،]] فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 856: جاء عمر وبيده النار.</ref> وقال: والذي نفس عمر بيده، لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها. فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة، فقال: وإن.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 856.</ref>
:فخرجوا، فبايعوا إلا علياً (ع) <ref>الإمامة، ج1، ص12.</ref> ثم رويت بعد هذه الوقائع تفاصيل ما حدث، أي خطاب علي (ع)، عتاب فاطمة (ع)، إرسال مجاميع متتالية بتحريض من عمر لأخذ البيعة من علي (ع)، اقتياد علي إلى المسجد وتهديده بالقتل، كلام علي (ع) الغاضب، دعاء فاطمة (ع) وتأوهها، وأخيراً بكاء أبي بكر وقوله: أقيلوني بيعتي.<ref>المصدر نفسه، ج 1، ص 13 ـ 14؛ قارن: ابن عبد ربه، ج 4، ص 259 ـ 260؛ اليعقوبي، ج2، ص126؛ الطبري، تاريخ...، ج 3، ص 202؛ المفيد، المصدر نفسه، ص 185-187، الجمل، ص 56- 57.</ref>
:فخرجوا، فبايعوا إلا علياً (ع) <ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 12.</ref> ثم رويت بعد هذه الوقائع تفاصيل ما حدث، أي خطاب علي (ع)، عتاب فاطمة (ع)، إرسال مجاميع متتالية بتحريض من عمر لأخذ البيعة من علي (ع)، اقتياد علي إلى المسجد وتهديده بالقتل، كلام علي (ع) الغاضب، دعاء فاطمة (ع) وتأوهها، وأخيراً بكاء أبي بكر وقوله: أقيلوني بيعتي.<ref>المصدر نفسه، ج 1، ص 13 ـ 14؛ قارن: ابن عبد ربه، ج 4، ص 259 ـ 260؛ اليعقوبي، ج2، ص126؛ الطبري، تاريخ...، ج 3، ص 202؛ المفيد، المصدر نفسه، ص 185-187، الجمل، ص 56- 57.</ref>


ورغم أن بعض المصادر امتنعت مراعاة لظروف سياسية أو عقائدية عن نقل هذا الخبر بشكل كامل أو حتى الإشارة إليه في موضعه، لكنها أيدت تلك الواقعة عن علم أو عن غير علم بنقلها كلام أبي بكر وهو على فراش مرض موته. فاستناداً إلى هذه الرواية فإن أبا بكر قال أواخر أيام حياته: إني لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن، ووددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن، ووددت أني فعلتهن....فوددت أني لم أكشف بيتَ فاطمة عن شيء، وإن كان كانوا قد غلّقوه على الحرب....<ref>الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص430-431؛ المسعودي، المصدر نفسه، ج2، ص308؛ قارن: اليعقوبي، ج 2، ص 137؛ ابن عبدربه، ج 4، ص 268؛ المتقي الهندي، ج 5، ص 631-632.</ref>
ورغم أن بعض المصادر امتنعت مراعاة لظروف سياسية أو عقائدية عن نقل هذا الخبر بشكل كامل أو حتى الإشارة إليه في موضعه، لكنها أيدت تلك الواقعة عن علم أو عن غير علم بنقلها كلام أبي بكر وهو على فراش مرض موته. فاستناداً إلى هذه الرواية فإن أبا بكر قال أواخر أيام حياته: إني لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن، ووددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن، ووددت أني فعلتهن....فوددت أني لم أكشف بيتَ فاطمة عن شيء، وإن كان كانوا قد غلّقوه على الحرب....<ref>الطبري، المصدر نفسه، ج3، ص430-431؛ المسعودي، المصدر نفسه، ج2، ص308؛ قارن: اليعقوبي، ج 2، ص 137؛ ابن عبدربه، ج 4، ص 268؛ المتقي الهندي، ج 5، ص 631-632.</ref>
مستخدم مجهول