انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة حنين»

imported>Yaqoob
imported>Yaqoob
سطر ٦٨: سطر ٦٨:
== أحداث ما بعد المعركة ==
== أحداث ما بعد المعركة ==
=== مصير المشركين ===
=== مصير المشركين ===
لمّا انهزم الناس أتوا بمعيّة مالك بن عوف الطائفَ، وعسكر منهم بأوطاس، وتوجّه بعضهم نحو نخلة ولم يكن فيمن توجّه إلى نخلة إلّا بنو عنزة من ثقيف. فبعث رسول الله {{صل}} خيلاً تتبع من سلك نخلة. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 914 .</ref> وبعث رسول الله{{صل}} أبا عامر الأشعري إلى أوطاس متبعاً للكفرة، فقتل. فقام بأمر الناس أبو موسى الأشعري، وأقبل المسلمون إلى أوطاس، فهرب المشركون منهم إلى الطائف. <ref>البلاذري، احمد بن يحيى، أنساب الاشراف، ج 1، ص 439 - 440.</ref> وقد كان في السبي اُخت رسول اللّه {{صل}} الرضاعية: شيماء بنت الحارث بن عبد العُزّى، فلما قامت على رأسه قالت: يا محمّد اُختك شيماء. فنزع رسول اللّه {{صل}} برده فبسطه لها، فأجلسها عليه، ثم أكبّ عليها يسائلها، ورحّب بها، ودمعت عيناه. ثم قال: إن أحببت فأقيمي عندنا محبّة مكرّمة، وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتك رجعت إلى قومك. قالت: أرجع إلى قومي‏‏. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 913 - 914 .</ref> وقال اليعقوبي في تاريخه: جاءت الشيماء وكلمته في السبايا وقالت: إنما هن خالاتك وأخواتك. فقال: ما كان لي ولبني هاشم فقد وهبته لك. فوهب المسلمون ما كان في أيديهم من السبايا كما فعل، إلا الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 63 .</ref>
لمّا انهزم الناس أتوا بمعيّة مالك بن عوف الطائفَ، وعسكر منهم بأوطاس، وتوجّه بعضهم نحو نخلة ولم يكن فيمن توجّه إلى نخلة إلّا بنو عنزة من ثقيف. فبعث رسول الله {{صل}} خيلاً تتبع من سلك نخلة. <ref>الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص: 914 .</ref> وبعث رسول الله{{صل}} أبا عامر الأشعري إلى أوطاس متبعاً للكفرة، فقتل. فقام بأمر الناس أبو موسى الأشعري، وأقبل المسلمون إلى أوطاس، فهرب المشركون منهم إلى الطائف. <ref>البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، ج 1، ص: 439 - 440.</ref> وقد كان في السبي اُخت رسول اللّه {{صل}} الرضاعية: شيماء بنت الحارث بن عبد العُزّى، فلما قامت على رأسه قالت: يا محمّد اُختك شيماء. فنزع رسول اللّه {{صل}} برده فبسطه لها، فأجلسها عليه، ثم أكبّ عليها يسائلها، ورحّب بها، ودمعت عيناه. ثم قال: إن أحببت فأقيمي عندنا محبّة مكرّمة، وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتك رجعت إلى قومك. قالت: أرجع إلى قومي‏‏. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص: 913 - 914 .</ref> وقال اليعقوبي في تاريخه: جاءت الشيماء وكلمته في السبايا وقالت: إنما هن خالاتك وأخواتك. فقال: ما كان لي ولبني هاشم فقد وهبته لك. فوهب المسلمون ما كان في أيديهم من السبايا كما فعل، إلا الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص: 63 .</ref>


=== الخطوات التي قام بها المسلمون بعد المعركة ===
=== الخطوات التي قام بها المسلمون بعد المعركة ===
قال رسول الله {{صل}}: من قتل قتيلاً له عليه بيّنة فله سلبه‏. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 908 .</ref> ثم جمعت إلى رسول الله {{صل}} سبايا حُنين وأموالها، وكان على المغانم مسعود بن عمرو الغفاريّ، وأمر رسول الله {{صل}} بالسّبايا والأموال إلى الجعرّانة، فحبست بها. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 101 .</ref>وكان رسول الله {{صل}} انتهى إلى الجعرّانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة فأقام بها ثلاث عشرة ليلة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 154 .</ref>
قال رسول الله {{صل}}: من قتل قتيلاً له عليه بيّنة فله سلبه‏. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص: 908 .</ref> ثم جمعت إلى رسول الله {{صل}} سبايا حُنين وأموالها، وكان على المغانم مسعود بن عمرو الغفاريّ، وأمر رسول الله {{صل}} بالسّبايا والأموال إلى الجعرّانة، فحبست بها. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص: 101 .</ref>وكان رسول الله {{صل}} انتهى إلى الجعرّانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة فأقام بها ثلاث عشرة ليلة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص: 154 .</ref>


=== إطلاق سراح الأسرى ===
=== إطلاق سراح الأسرى ===
سطر ٧٨: سطر ٧٨:


=== تقسيم الغنائم ===
=== تقسيم الغنائم ===
ثم إن رسول اللّه (ص) قسَّم أموال [[بيت المال]] بين المسلمين، وأما [[الخمس|الخُمس]] الذي هو حقُه الخاص به فقد وزَّعه بين أشراف قريش الحديثي العهد بالاسلام يتألَّفهم، ويتألفُ بهم قومهُم، فأعطى من هذا المال لـ: أبي سفيان بن حرب، وابنه معاوية، وحكيم بن حزام، والحارث بن الحارث، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، والعلاء بن جارية وصفوان بن اُمية، وغيرهم ممّن كانوا يعادونه إلى الأمس القريب من رؤوس الشرك ورموز الكفر، لكلِّ واحد منهم مائة بعير أو خمسين بعيراً. وهذا الفريق هم من يُصطلح عليهم في [[الفقه الاسلامي]] بالمؤلفة قلوبُهم، وهم يشكلون إحدى مصارف [[الزكاة]] بنص [[القرآن الكريم]]. <ref>انظر: سيرة سيد المرسلين، ص 533، نقلا عن المحبّر: ص 473، المغازي: ج 3 ص 944 - 948، السيرة النبوية: ج 3 ص 493، امتاع الاسماع: ج 1 ص 423</ref>
ثم إن رسول اللّه (ص) قسَّم أموال [[بيت المال]] بين المسلمين، وأما [[الخمس|الخُمس]] الذي هو حقُه الخاص به فقد وزَّعه بين أشراف قريش ممن هم حديثي العهد بالاسلام يتألَّفهم، ويتألفُ بهم قومهُم، فأعطى من هذا المال لـ: أبي سفيان بن حرب، وابنه معاوية، وحكيم بن حزام، والحارث بن الحارث، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، والعلاء بن جارية وصفوان بن اُمية، وغيرهم ممّن كانوا يعادونه إلى الأمس القريب من رؤوس الشرك ورموز الكفر، لكلِّ واحد منهم مائة بعير أو خمسين بعيراً. وهذا الفريق هم من يُصطلح عليهم في [[الفقه الاسلامي]] بالمؤلفة قلوبُهم، وهم يشكلون إحدى مصارف [[الزكاة]] بنص [[القرآن الكريم]]. <ref>انظر: سيرة سيد المرسلين، ص: 533، نقلا عن المحبّر: ص: 473؛ المغازي: ج ص: 944 - 948؛ السيرة النبوية: ج ص: 493، امتاع الأسماع: ج ص: 423</ref>
ويقول ابن سعد في الطبقات الكبرى بعد ان ذكر قصة هذا التقسيم الخاص للغنائم: وأعطى ذلك كله من الخمس وهو أثبت الأقاويل عندنا.
ويقول ابن سعد في الطبقات الكبرى بعد ان ذكر قصة هذا التقسيم الخاص للغنائم: وأعطى ذلك كله من الخمس وهو أثبت الأقاويل عندنا.
ولقد شقّ هذا النوع من الأسلوب في تقسيم الغنائم وهذا النمط من البذل الذي مارسه رسول اللّه {{صل}} على بعض المسلمين، وبخاصّة الأنصار، وقد جهلوا بالمصالح التي كان يراعيها، والأهداف العليا التي كان [[مؤاخاة الرسول|يتوخّاها]] {{صل}} من هذا النوع من البذل والعطاء... فجمعهم رسول الله {{صل}} وقال بعد كلام معهم: والذي نفسُ مُحمَّدٍ بيدهِ لولا الهجرة لكنت إمرءاً من الأنصار، ولو سلكَ الناسُ شِعباً وسلكتِ الأنصارُ شِعباً لسلكتُ شِعبَ الأنصار.
ولقد شقّ هذا النوع من الأسلوب في تقسيم الغنائم وهذا النمط من البذل الذي مارسه رسول اللّه {{صل}} على بعض المسلمين، وبخاصّة الأنصار، وقد جهلوا بالمصالح التي كان يراعيها، والأهداف العليا التي كان الرسول يتوخّاها من هذا النوع من البذل والعطاء... فجمعهم رسول الله {{صل}} وقال بعد كلام معهم: والذي نفسُ مُحمَّدٍ بيدهِ لولا الهجرة لكنت إمرءاً من الأنصار، ولو سلكَ الناسُ شِعباً وسلكتِ الأنصارُ شِعباً لسلكتُ شِعبَ الأنصار.
ثم ترحَّم على الأنصار وعلى أبنائهم وعلى أبناء أبنائهم فقال:
ثم ترحَّم على الأنصار وعلى أبنائهم وعلى أبناء أبنائهم فقال:
"اللّهُم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". <ref> ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 130 - 133.</ref>
"اللّهُم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". <ref> ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص: 130 - 133.</ref>
وقد كانت كلماتُ النبي صلّى اللّه عليه وآله هذه من القوّة والعاطفيّة بحيث أثارت مشاعر الأَنصار، فبكوا بعد سماعها بكاء شديداً حتى اخضلّت لحاهُم وابتلَّت بالدّموع وقالوا: رَضينا يا رسولَ اللّه حظّاً وقسماً !!!. <ref>. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 152-156.</ref>
وقد كانت كلماتُ النبي صلّى اللّه عليه وآله هذه من القوّة والعاطفيّة بحيث أثارت مشاعر الأَنصار، فبكوا بعد سماعها بكاء شديداً حتى اخضلّت لحاهُم وابتلَّت بالدّموع وقالوا: رَضينا يا رسولَ اللّه حظّاً وقسماً !!!. <ref>. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص: 152-156.</ref>


=== العودة إلى المدينة ===
=== العودة إلى المدينة ===
وبعد أن أقام {{صل}} بالجعرّانة ثلاث عشرة ليلة، خرج ليلة الأربعاء الثامن عشر من ذي القعدة إلى مكة معتمراً ثم خرج منها يوم الخميس متوجّها صوب المدينة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 154.</ref>
وبعد أن أقام {{صل}} بالجعرّانة ثلاث عشرة ليلة، خرج ليلة الأربعاء الثامن عشر من ذي القعدة إلى مكة معتمراً ثم خرج منها يوم الخميس متوجّها صوب [[المدينة]]. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص: 154.</ref>


== الهوامش ==
== الهوامش ==
مستخدم مجهول