انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة حنين»

أُضيف ١٥ بايت ،  ١٧ مارس ٢٠١٦
imported>Yaqoob
imported>Yaqoob
سطر ٥٠: سطر ٥٠:


==شماتة أبي سفيان و غيره بالمسلمين==
==شماتة أبي سفيان و غيره بالمسلمين==
قال ابن إسحاق: فلما انهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله {{صل}} من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلّم رجال منهم بما في أنفسهم من الضّغن، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وإن الأزلام لمعه في كنانته. وصرخ جبلة بن الحنبل- وقال ابن هشام: كلدة بن الحنبل-: ألا بطل السّحر اليوم. وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الذي قتل يوم أحد: اليوم أدرك ثأري من محمد. <ref> ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4 ، ص 86 - 87.</ref>
قال ابن إسحاق: فلما انهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله {{صل}} من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلّم رجال منهم بما في أنفسهم من الضّغن، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وإن الأزلام لمعه في كنانته. وصرخ جبلة بن الحنبل- وقال ابن هشام: كلدة بن الحنبل-: ألا بطل السّحر اليوم. وقال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الذي قتل يوم أحد: اليوم أدرك ثأري من محمد. <ref> ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4 ، ص86 - 87.</ref>




=== تدارك النبي (ص) للموقف ===
=== تدارك النبي (ص) للموقف ===
في تلك الأجواء العصيبة أمر الرسول (ص) عمَّه [[عباس |العباس]] الذي كان صاحب صوت عظيم أن ينادي في المسلمين الذين كانوا يواصلون فرارهم، ولا يلوون على شيء: فأخذ العباس بزمام ناقة الرسول وأخذ ينادي "يا معشَر الأنصار، يا معشر السَمُرة، يا أصحاب سورة البقرة" ويقصد من السمرة الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان.
في تلك الأجواء العصيبة أمر الرسول (ص) عمَّه [[عباس |العباس]] الذي كان صاحب صوت عظيم أن ينادي في المسلمين الذين كانوا يواصلون فرارهم، ولا يلوون على شيء: فأخذ العباس بزمام ناقة الرسول وأخذ ينادي "يا معشَر الأنصار، يا معشر السَمُرة، يا أصحاب سورة البقرة" ويقصد من السمرة الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان.
فبلغت صرخاتُ العباس مسامع المسلمين فثارت حميتُهم، وأخذوا يثوبون إلى رسول اللّه {{صل}} وهم يقولون: لبيك لبيك. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص 898 - 899 </ref> فكان الرجل منهم يريد ليثني بعيره، فلا يقدر على ذلك، فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ثم يقتحم عن بعيره فيخلي سبيله في الناس، ثم يؤم الصوت، حتى ينتهي إلى رسول الله {{صل}}، حتى إذا اجتمع إليه {{صل}} منهم مائه رجل إستقبلوا الناس- أي المشركين-، فاقتتلوا. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 75 - 76 .</ref>
فبلغت صرخاتُ العباس مسامع المسلمين فثارت حميتُهم، وأخذوا يثوبون إلى رسول اللّه {{صل}} وهم يقولون: لبيك لبيك. <ref> الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، ج 3، ص: 898 - 899 </ref> فكان الرجل منهم يريد ليثني بعيره، فلا يقدر على ذلك، فيأخذ درعه فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ثم يقتحم عن بعيره فيخلي سبيله في الناس، ثم يؤم الصوت، حتى ينتهي إلى رسول الله {{صل}}، حتى إذا اجتمع إليه {{صل}} منهم مائه رجل إستقبلوا الناس- أي المشركين-، فاقتتلوا. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص: 75 - 76 .</ref>


=== استبسال الإمام علي عليه السلام ===
=== استبسال الإمام علي عليه السلام ===
روى أبو يعلى والطبراني برجال ثقات عن أنس، قال: وكان عليّ- رضي الله عنه- يومئذ أشدّ الناس قتالا بين يديه. <ref>شمسشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص 324 .</ref> ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 63 ؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 263 .</ref>وجاء في الكافي وإعلام الورى أن عليّاً عليه السلام قتل أربعين رجلاً من المشركين. <ref>الكليني، أصول الكافي، ج 8، ص 376 ؛ الطبرسي، الفضل بن الحسن، أعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 387.</ref>
روى أبو يعلى والطبراني برجال ثقات عن أنس، قال: وكان عليّ- رضي الله عنه- يومئذ أشدّ الناس قتالا بين يديه. <ref>شمسشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، ج 5، ص: 324 .</ref> ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله. <ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص: 63 ؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص: 263 .</ref>وجاء في الكافي وإعلام الورى أن عليّاً عليه السلام قتل أربعين رجلاً من المشركين. <ref>الكليني، أصول الكافي، ج 8، ص: 376 ؛ الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص: 387.</ref>


=== الإمداد الغيبي في المعركة ===
=== الإمداد الغيبي في المعركة ===
جاء في رواية الطبري، فأخذ النبي  {{صل}} حفنة من تراب، فرمى بها في وجوههم، و قال: حم لا ينصرون!. فولى المشركون مدبرين. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 78 .</ref>وقد صرّح القرآن الكريم <ref>سوره التوبة، الآية 26 .</ref> و[[الحديث (توضيح)|الأحاديث]] الشريفة <ref>النويري، احمد بن عبد الوهاب، نهاية الإرب في فنون الأدب، ج 17 ، ص 334 .</ref> بنزول الملائكة يوم حُنين.
جاء في رواية الطبري، فأخذ النبي  {{صل}} حفنة من تراب، فرمى بها في وجوههم، و قال: حم لا ينصرون!. فولى المشركون مدبرين. <ref> الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص: 78 .</ref>وقد صرّح القرآن الكريم <ref>سوره التوبة، الآية 26 .</ref> و[[الحديث (توضيح)|الأحاديث]] الشريفة <ref>النويري، احمد بن عبد الوهاب، نهاية الإرب في فنون الأدب، ج 17 ، ص: 334 .</ref> بنزول الملائكة يوم حُنين.


=== قتلى المشركين وأسراهم ===
=== قتلى المشركين وأسراهم ===
بلغ عدد قتلى المشركين من بني مالك من قبيلة ثقيف سبعين قتيلاً. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص 92 .</ref> وفي رواية أخرى أن قتلى هوازن كان بعدد قتلى المشركين في بدر أي سبعين قتيلا. <ref> الذهبي، محمد بن احمد، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، ج 1، ص 582 .</ref> وفي رواية المسعودي: وقتل دريد بن الصمة يومئذ في نحو من مائة وخمسين رجلاً من هوازن، وهرب مالك بن عوف. <ref>. المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص 270 .</ref>وكان السبي ستة آلاف رأس. والإبل أربعة وعشرين ألف بعير. والغنم أكثر من أربعين ألف شاة. وأربعة آلاف أوقية فضة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 155 .</ref>
بلغ عدد قتلى المشركين من بني مالك من قبيلة ثقيف سبعين قتيلاً. <ref>ابن هشام، السيرة النبوية، ج 4، ص: 92 .</ref> وفي رواية أخرى أن قتلى هوازن كان بعدد قتلى المشركين في بدر أي سبعين قتيلا. <ref> الذهبي، محمد بن احمد، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، ج 1، ص: 582 .</ref> وفي رواية المسعودي: وقتل دريد بن الصمة يومئذ في نحو من مائة وخمسين رجلاً من هوازن، وهرب مالك بن عوف. <ref>. المسعودي، التنبيه والإشراف، ج 1، ص: 270 .</ref>وكان السبي ستة آلاف رأس. والإبل أربعة وعشرين ألف بعير. والغنم أكثر من أربعين ألف شاة. وأربعة آلاف أوقية فضة. <ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص: 155 .</ref>


== أحداث ما بعد المعركة ==
== أحداث ما بعد المعركة ==
مستخدم مجهول