انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة النجف الأشرف»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Nabavi
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ٤٦: سطر ٤٦:
تمكنت المدرسة النجفية من استعادة مكانتها واسترداد مجدها وريادتها العلمية في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، فطرأت عليها ظروف فاعلة ومؤثرة وساهمت فيها مجموعة من العوامل التي ساعدت على ذلك، من قبيل ما قام به الحكّام [[الدولة الصفوية|الصفويون]] من مدّ قنوات المياه إليها وتسهيل وصولها إلى ربوع المدينة، مضافاً إلى الاهتمام بالجانب الأمني وبناء القلاع والأسوار المحيطة بالمدينة.<ref>احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 732.</ref> إلا أن الازدهار العلمي ليس نتيجة العوامل المادية والأمنية فحسب. ومما يؤيد ذلك أنّ الحكام الذين سبقوا الصفويين [[الإيلخانيون|كالايلخانيين]] [[الجلايريون|والجلايريين]] كانوا قد بذلوا جهوداً سياسية كبيرة لتعزيز مكانة النجف وجعلها في مصاف بغداد السنية، لكن لم يحالفهم الحظ والنجاح في إحداث نقلة عملية نوعية في الوسط العلمي.<ref>الفقيه، الدور الثعلمياني للجامعة النجفية، ص 125.</ref>
تمكنت المدرسة النجفية من استعادة مكانتها واسترداد مجدها وريادتها العلمية في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، فطرأت عليها ظروف فاعلة ومؤثرة وساهمت فيها مجموعة من العوامل التي ساعدت على ذلك، من قبيل ما قام به الحكّام [[الدولة الصفوية|الصفويون]] من مدّ قنوات المياه إليها وتسهيل وصولها إلى ربوع المدينة، مضافاً إلى الاهتمام بالجانب الأمني وبناء القلاع والأسوار المحيطة بالمدينة.<ref>احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 732.</ref> إلا أن الازدهار العلمي ليس نتيجة العوامل المادية والأمنية فحسب. ومما يؤيد ذلك أنّ الحكام الذين سبقوا الصفويين [[الإيلخانيون|كالايلخانيين]] [[الجلايريون|والجلايريين]] كانوا قد بذلوا جهوداً سياسية كبيرة لتعزيز مكانة النجف وجعلها في مصاف بغداد السنية، لكن لم يحالفهم الحظ والنجاح في إحداث نقلة عملية نوعية في الوسط العلمي.<ref>الفقيه، الدور الثعلمياني للجامعة النجفية، ص 125.</ref>


لقد كان للمولى أحمد الأردبيلي المتوفى سنة 993 هـ والشهير [[مقدس الإردبيلي|بالمقدّس والمحقق الأردبيلي]] الدور الكبير في التطوير العلمي والازدهار المعرفي في أوساط المدرسة النجفية، وخاصّة بعد رواج منهجه الفقهي القائم على تتبع جميع زوايا الأحاديث والاهتمام بصحيحة السند منها - وإن كان العلماء القدامى قد أعرضوا عنها وأهملوها - والاعتماد عليها، حتى لو كانت النتيجة المستوحاة منها مخالفة لمشهور العلماء، الأمر الذي مكّنه من استقطاب الكثير من الطلاب والفضلاء إلى حلقة درسه.<ref>حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص98، 321.</ref>
لقد كان للمولى [[أحمد الأردبيلي]] المتوفى سنة 993 هـ والشهير بالمقدّس والمحقق الأردبيلي الدور الكبير في التطوير العلمي والازدهار المعرفي في أوساط المدرسة النجفية، وخاصّة بعد رواج منهجه الفقهي القائم على تتبع جميع زوايا الأحاديث والاهتمام بصحيحة السند منها - وإن كان العلماء القدامى قد أعرضوا عنها وأهملوها - والاعتماد عليها، حتى لو كانت النتيجة المستوحاة منها مخالفة لمشهور العلماء، الأمر الذي مكّنه من استقطاب الكثير من الطلاب والفضلاء إلى حلقة درسه.<ref>حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص98، 321.</ref>


وقد تخرج من مدرسته الكثير من الأعلام، منهم: شمس الدين [[محمد بن علي العاملي]] سبط الشهيد الثاني (صاحب كتاب [[مدارك الأحكام (كتاب)|مدارك الأحكام]]) المتوفى سنة 1009 هـ، و[[الحسن بن زين الدين]] ابن الشهيد الثاني المعروف بـ(صاحب المعالم) المتوفى سنة 1011 هـ <ref>حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص 93 - 94؛ الموسوي العاملي، ج 1، مقدمة جواد الشهرستاني، ص 30 - 31.</ref> وقد خصّ الشيخ حسن مقدمة كتابه "معالم الدين وملاذ المجتهدين" [[أصول الفقه|بأصول الفقه]]، وجعل بقية الكتاب خاصاً بأبواب الفقه إلا أنّه لم يتمكن من إتمامه. وقد حظيت المقدمة منذ صدورها خلال القرون المتوالية باهتمام الفقهاء والأصوليين، وتمكنت من اكتساح الكتب الثلاثة المعتمدة في الدراسة الحوزوية قبلها المتمثلة "بشرح العميدي على تهذيب العلامة، وشرح العلامة لمختصر [[ابن الحاجب]] وشرح العضُدي على مختصر ابن الحاجب" واستمر الكتاب متألقاً حتى عقود قريبة كأحد أبرز الكتب الأصولية المتداولة في مجال أصول الفقه.<ref>الأعرجي، المدارس الأصولية في النجف، ص 234.</ref>
وقد تخرج من مدرسته الكثير من الأعلام، منهم: شمس الدين [[محمد بن علي العاملي]] سبط الشهيد الثاني (صاحب كتاب [[مدارك الأحكام (كتاب)|مدارك الأحكام]]) المتوفى سنة 1009 هـ، و[[الحسن بن زين الدين]] ابن الشهيد الثاني المعروف بـ(صاحب المعالم) المتوفى سنة 1011 هـ <ref>حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص 93 - 94؛ الموسوي العاملي، ج 1، مقدمة جواد الشهرستاني، ص 30 - 31.</ref> وقد خصّ الشيخ حسن مقدمة كتابه "معالم الدين وملاذ المجتهدين" [[أصول الفقه|بأصول الفقه]]، وجعل بقية الكتاب خاصاً بأبواب الفقه إلا أنّه لم يتمكن من إتمامه. وقد حظيت المقدمة منذ صدورها خلال القرون المتوالية باهتمام الفقهاء والأصوليين، وتمكنت من اكتساح الكتب الثلاثة المعتمدة في الدراسة الحوزوية قبلها المتمثلة "بشرح العميدي على تهذيب العلامة، وشرح العلامة لمختصر [[ابن الحاجب]] وشرح العضُدي على مختصر ابن الحاجب" واستمر الكتاب متألقاً حتى عقود قريبة كأحد أبرز الكتب الأصولية المتداولة في مجال أصول الفقه.<ref>الأعرجي، المدارس الأصولية في النجف، ص 234.</ref>
مستخدم مجهول