انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حوزة النجف الأشرف»

ط
imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ١٨٠: سطر ١٨٠:
وحينما اعتصم كبار علماء طهران وبعض الجماهير في السفارة [[بريطانيا|البريطانية]] أبرقوا إلى الشاه يطالبونه بالسماح للمعتصمين بالعودة إلى طهران.<ref>ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 2، ص374 - 375.</ref> ثم تَواصَل دعمهم للمشروطة في المراحل اللاحقة لها. وما إن وصل [[محمد علي شاه]] إلى سدة الحكم وظهرت الخلافات بين المشروعة والمشروطة، حتى وقف هؤلاء الأعلام بقوّة إلى جانب دعاة المشروطة "الدستورية" رافضين مواقف المعارضين لها.<ref>احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران، 1363 ش، ص614، 616.</ref>
وحينما اعتصم كبار علماء طهران وبعض الجماهير في السفارة [[بريطانيا|البريطانية]] أبرقوا إلى الشاه يطالبونه بالسماح للمعتصمين بالعودة إلى طهران.<ref>ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 2، ص374 - 375.</ref> ثم تَواصَل دعمهم للمشروطة في المراحل اللاحقة لها. وما إن وصل [[محمد علي شاه]] إلى سدة الحكم وظهرت الخلافات بين المشروعة والمشروطة، حتى وقف هؤلاء الأعلام بقوّة إلى جانب دعاة المشروطة "الدستورية" رافضين مواقف المعارضين لها.<ref>احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران، 1363 ش، ص614، 616.</ref>


== قصف المجلس وموقف العلماء==
[[ملف:مدرسه بروجردی نجف.jpg|350px|تصغير|مدرسة السيد البروجردي (النجف الأشرف)]]
[[ملف:مدرسه بروجردی نجف.jpg|350px|تصغير|مدرسة السيد البروجردي (النجف الأشرف)]]
ما كان موقف علماء النجف قبل قصف السلطات لمجلس الشورى فی طهران بالمدافع بتلك القوّة والصرامة؛ إلا أن عملية القصف هذه أحدثت تحولاً كبيراً ونهضة جادّة في المواقف الرافضة للاستبداد.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 108.</ref> ولاريب أنّ قمع الأحرار ونفي الزعامات الدينية والروحية قد ألقى  مسؤولية الدفاع عن الحركة الدستورية، على كاهل علماء الدين ومراجع النجف خاصة مع إصرار التيار المستبد على تعارض الدستورية مع الدين [[الشريعة الاسلامية|والشريعة الاسلامية]] على حد زعمهم.<ref>احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران ، 1363 ش، ص 615.</ref>
في حين أن مبتغى علماء النجف من وراء دعم الدستورية، كان مكافحة الاضطهاد والطغيان والهيمنة الأجنبية، وتوفير الرعاية الاجتماعية وتحسين الحالة المعيشية لعامة الناس وتطبيق القوانين بالشريعة الإسلامية.<ref>الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص 123.</ref> وكان العلامة [[الميرزا النائيني]] قد عكس نظرياً مبررات موقف العلماء المدافعين عن الحركة الدستورية وأدلتهم في كتابه "[[تنبيه الأمّة وتنزيه الملة (كتاب)|تنبيه الأمّة وتنزيه الملة]]" الذي يعدّ أشهر تصنيف مؤيد للمشروطة صدر في زمانه.{{بحاجة لمصدر}}
رغم جهود علماء النجف المبذولة لـدعم [[الحركة الدستورية]] وموقفهم الرافض للاستبداد، إلا أنّ سلوكيات بعض قادة الدستورية بعد الاستيلاء على طهران ونهاية فترة الاستبداد الصغير، أدّت إلى إقصاء العلماء عن المشاركة السياسية في القضايا والتقليل من دعهم للمشروطة؛ وذلك بسبب موقف قادة الحركة الدستورية الذين كانوا لا يرون ضرورة الرجوع إلى العلماء إلا في بعض القضايا من قبيل الموقف من [[الملا قربان علي الزنجاني]]<ref>راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 105.</ref> و[[الشيخ فضل الله النوري]]،<ref>مَلِك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص 1270.</ref> الذي ساهم في توفير الأرضية المناسبة وإضفاء الشرعية على موقف متطرفي الحركة الدستورية ضد هذين العلمين.<ref>كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 66.</ref>
فيما تراهم لا يعيرون أهمية تذكر لموقف العلماء في قضايا أخرى كتنفيد الأصل الثاني لملحق الدستور والتعارض الصارخ مع أحكام الشريعة الإسلامية.<ref>كمثال لذلك راجع: صادق، خاطرات و اسناد مستشار الدوله صادق، مجموعه 2، ص306؛ شريف كاشاني، واقعات اتفاقيه در روزكار، ج 3، ص599 - 600.</ref> الأمر الذي أرغم علماء النجف ينحون منحى آخر، ويتخذون موقفاً حاداً تجاه المقالات التي صدرت في [[مجلة الحبل المتين]] التي تنتقد رجال الدين، وبعض التصرفات المشينة لـ[[السيد حسن تقي زادة|لسيد حسن تقي زادة]] - أحد قادة الحزب الديمقراطي - ضد المبادئ الإسلامية.<ref>راجع: ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 6، ص1289 - 1292؛ اوراق تازه ياب مشروطيت، ص207 - 211.</ref>
والجدير بالذكر أنّ كلمة العلماء في النجف الأشرف لم تتوحد في قضية الدستورية خاصّة بعد إعدام الشيخ فضل الله النوري ومقتل [[السيد عبد الله البهبهاني|السيّد عبد الله البهبهاني]] ونَفْي قُربانْعَلي الزنجاني حيث توسعت الفجوة بين حماة الدستورية وقادتهم في ايران من جهة وبينهم ومعارضي الحركة من جهة أخرى، الأمر الذي أدى إلى استقواء شوكة الفريق الثاني.{{بحاجة لمصدر}}
===الإنذار الروسي سنة 1950 م===
===الإنذار الروسي سنة 1950 م===
أثارت الأزمة التي اعقبت التحذير الروسي عام 1950 م بعد الخطوات الاصلاحية التي قام بها مورجان شوستر الأمين العام لصندوق النقد الايراني، انتباه السياسيين والنخبة للتوجّه نحو الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وعلى إثرها دعت المرجعيات الدينية الشعب الايراني إلى الصمود، وأصدرت أمراً يقضي بتحريم البضاعة الروسية واعتبار الجهاد الاقتصادي رديفا للجهاد العسكري واعتبروه بمثابة التضحية تحت لواء [[إمام العصر والزمان]] (عج)؛ وقاموا بمراسلة الحكومتين [[روسيا |الروسية]] ''[[بريطانيا|والبريطانية]]'' لمعالجة القضية ودفع الخطر.<ref>راجع: كفائي، مركي در نور : زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص250 - 255.</ref>
أثارت الأزمة التي اعقبت التحذير الروسي عام 1950 م بعد الخطوات الاصلاحية التي قام بها مورجان شوستر الأمين العام لصندوق النقد الايراني، انتباه السياسيين والنخبة للتوجّه نحو الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وعلى إثرها دعت المرجعيات الدينية الشعب الايراني إلى الصمود، وأصدرت أمراً يقضي بتحريم البضاعة الروسية واعتبار الجهاد الاقتصادي رديفا للجهاد العسكري واعتبروه بمثابة التضحية تحت لواء [[إمام العصر والزمان]] (عج)؛ وقاموا بمراسلة الحكومتين [[روسيا |الروسية]] ''[[بريطانيا|والبريطانية]]'' لمعالجة القضية ودفع الخطر.<ref>راجع: كفائي، مركي در نور : زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص250 - 255.</ref>


وكان العلماء قد قرروا التوجّه صوب إيران بمعية الجماهير الإيرانية والعشائر العراقية وأساتذة الحوزة وطلابها، والتصدّي للاعتداء الروسي، وعند ما التفّت الجماهير حول رجال الدين وقرر [[الآخوند الخراساني]] التحرّك نحو إيران حصل ما لم يكن متوقعاً بموت الآخوند المفاجئ في ليلة ما قبل المغادرة.<ref>راجع: الشهرستاني، فاجعة حضرة آية اللّه الخراساني، ص 293 - 298، وكان من تلامذة الخراساني المقربين وقد دون مشاهداته وقررها؛ راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246، 497 - 498؛ كفائي، مركي در نور: زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص 266 - 277.</ref> الأمر الذي أثار شكوكاً في القضية من أنه قُتل بتخطيط مسبق، وبهذا الحدث أسدل الستار على مرحلة من مراحل تاريخ الحوزة النجفية السياسي.<ref>كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246 - 247.</ref>
وكان العلماء قد قرروا التوجّه صوب إيران بمعية الجماهير الإيرانية والعشائر العراقية وأساتذة الحوزة وطلابها، والتصدّي للاعتداء الروسي، وعند ما التفّت الجماهير حول رجال الدين وقرر [[الآخوند الخراساني]] التحرّك نحو إيران حصل ما لم يكن متوقعاً بموت الآخوند المفاجئ في ليلة ما قبل المغادرة.<ref>راجع: الشهرستاني، فاجعة حضرة آية اللّه الخراساني، ص 293 - 298، وكان من تلامذة الخراساني المقربين وقد دون مشاهداته وقررها؛ راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246، 497 - 498؛ كفائي، مركي در نور: زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص 266 - 277.</ref> الأمر الذي أثار شكوكاً في القضية من أنه قُتل بتخطيط مسبق، وبهذا الحدث أسدل الستار على مرحلة من مراحل تاريخ الحوزة النجفية السياسي.<ref>كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246 - 247.</ref>
===التدخّل الاستعماري===
كان للانتهاك الروسي والبريطاني الاستعماري للأراضي [[إيران|الإيرانية]] وتدخل هاتين الدولتين في شؤون [[البلدان الإسلامية]] الأثر الكبير في إثارة الغضب الشعبي. ومن جهة أخرى كان لانطلاقة الحرب العالمية الأولى بمحورية كلّ من روسيا والبريطانيين الأثر في جرّ [[الدولة العثمانية]] إلى ساحة الحرب، الأمر الذي أدى إلى [[فتوى]] الجهاد من قبل علماء النجف ونشوب الثورة العراقية ضد البريطانيين.{{بحاجة لمصدر}}
وكان الداعي لتدخل العلماء وإصدار فتوى الجهاد، الحفاظ على أراضي المسلمين من دنس أقدام الغزاة الكافرين. ورغم أنّ الحرب قد جعلت اهتمام العلماء مُنصباً على الأحداث الإيرانية والعراقية إلا أنّ النصيب الأوفر كان للشأن العراقي لما امتازت به الساحة العراقية حينها من حراك وثورة ضد [[الاستعمار البريطاني|المستعمر الانجليزي]]، ومن هنا لم يكن للحوزة النجفية موقف صارم تجاه ثورة [[الشيخ حسين جاهكوتاهي]] و[[السيد عبد الحسين اللاري]] في جنوب إيران، وإنتفاضة [[الميرزا كوجك خان جنكلي]] في شمال إيران و[[الشيخ محمد خياباني]] في [[آذربيجان (توضيح)|آذربيجان]].{{بحاجة لمصدر}}


===الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي===
===الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي===
مستخدم مجهول