مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو الأسود الدؤلي»
ط
←واضع قواعد علم النحو
imported>Alkazale |
imported>Ahmadnazem |
||
سطر ١٦١: | سطر ١٦١: | ||
ومن جهة أخرى نرى الباحثين القدامى الذين لم يعتنوا بفكرة تأثير العامل الخارجي في ظهور علم النحو حاولوا إرجاع القضية إلى جذور [[إسلام|إسلامية]] وإلى عمق التاريخ العربي، ومن هنا ذكروا سلسلة من النحويين تختتم حلقتهم غالباً بأبي الأسود الدؤلي وهناك من ارتقى بها إلى [[الإمام علي عليه السلام]] مروراً بأبي الأسود. | ومن جهة أخرى نرى الباحثين القدامى الذين لم يعتنوا بفكرة تأثير العامل الخارجي في ظهور علم النحو حاولوا إرجاع القضية إلى جذور [[إسلام|إسلامية]] وإلى عمق التاريخ العربي، ومن هنا ذكروا سلسلة من النحويين تختتم حلقتهم غالباً بأبي الأسود الدؤلي وهناك من ارتقى بها إلى [[الإمام علي عليه السلام]] مروراً بأبي الأسود. | ||
فيما ذهبت رواية أخرى إلى ختم سلسلة النحويين | فيما ذهبت رواية أخرى إلى ختم سلسلة النحويين بنصر بن عاصم وعبد الرحمن بن هرمز وأحياناً بيحيى بن يعمر، الذين لم يصل إلينا منهم أي أثر نحوي. | ||
وهنا أثار الباحثون إشكالية كبيرة وهي كيف حدثت تلك النقلة العملاقة في النحو العربي خلال فترة ثمانين عاماً هي الفترة الزمنية الفاصلة بين أبي الأسود الدؤلي وسيبوية وكيف تمكن الثاني من تدوين كتابه النحوي المسمّى بـ " | وهنا أثار الباحثون إشكالية كبيرة وهي كيف حدثت تلك النقلة العملاقة في النحو العربي خلال فترة ثمانين عاماً هي الفترة الزمنية الفاصلة بين أبي الأسود الدؤلي وسيبوية وكيف تمكن الثاني من تدوين كتابه النحوي المسمّى بـ "الكتاب" والذي يتوفر على العمق والدقة والشمولية إنطلاقاً من معلومات نحوية متناثرة وقليلة جدّاً لثلاثة من النحويين المغمورين؟! | ||
بل حتى ذلك المقدار من النحو المنسوب إلى أبي الأسود الدؤلي قد وقع مثاراً للتساؤل وأنه كيف ينجسم مع سننية تطور العلوم وإرتقائها وكيف ظهر فجأة وبلا مقدمات؟ | بل حتى ذلك المقدار من النحو المنسوب إلى أبي الأسود الدؤلي قد وقع مثاراً للتساؤل وأنه كيف ينجسم مع سننية تطور العلوم وإرتقائها وكيف ظهر فجأة وبلا مقدمات؟ | ||
مضافاً إلى صعوبة إثبات نسبة تلقي أبي الأسود علومه النحوية عن أمير المؤمنين عليه السلام، ولم يكن ذلك بالأمر السهل؛ وذلك أن [[الأنبياء]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|والأئمة]] مع علمهم الإلهي لم تكن من طريقتهم تلقي العلوم عن الله تعالى ووضعها في متناول الإجيال اللاحقة من البشر كعلم جاهز الابعاد والزوايا، بل هذا يظهر جلياً في الإمام علي عليه السلام الذي كان يعيش تحت ظل شروط سياسية قاهرة. مضافاً إلى إحتمال أن ينجر ذلك إلى ظهور حالة من التزوير والكذب ويصبح مبررا لمحبّي الإمام والمتشيعين له بأن ينسبوا إليه أشياء لم يكن قد قالها. | مضافاً إلى صعوبة إثبات نسبة تلقي أبي الأسود علومه النحوية عن أمير المؤمنين عليه السلام، ولم يكن ذلك بالأمر السهل؛ وذلك أن [[الأنبياء]] [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|والأئمة]] مع علمهم الإلهي لم تكن من طريقتهم تلقي العلوم عن الله تعالى ووضعها في متناول الإجيال اللاحقة من البشر كعلم جاهز الابعاد والزوايا، بل هذا يظهر جلياً في الإمام علي عليه السلام الذي كان يعيش تحت ظل شروط سياسية قاهرة. مضافاً إلى إحتمال أن ينجر ذلك إلى ظهور حالة من التزوير والكذب ويصبح مبررا لمحبّي الإمام والمتشيعين له بأن ينسبوا إليه أشياء لم يكن قد قالها. | ||
والذي يعزز ذلك أن الراصد لتاريخ العلوم يرى أن سنّة القدماء قائمة على الإصرار على نسبة العلوم إلى أشخاص معينين؛ ولذلك نجد تكرر عبارة «اَوَّلُ مَنْ...» شائعة في مصادر الثقافة العربية، من قبيل أوّل من ابتكر | والذي يعزز ذلك أن الراصد لتاريخ العلوم يرى أن سنّة القدماء قائمة على الإصرار على نسبة العلوم إلى أشخاص معينين؛ ولذلك نجد تكرر عبارة «اَوَّلُ مَنْ...» شائعة في مصادر الثقافة العربية، من قبيل أوّل من ابتكر الخط العربي وأوّل من وضع [[القصيدة العربية]] و.... بل هناك مصنفات كتبت خصيصياً لرصد الأوائل وهي في الغالب تشير إلى نسبة علم النحو إلى أبي الأسود كأوّل واضع لعلامات الإعراب. | ||
ولذلك، فمن المرجح أن تكون الرغبة في نسبة العلوم إلى شخصيات معينين هي التي ساقت الباحثين لنسبة علم النحو إلى أبي الأسود، ثم حاول البعض تجاوز الحلقة ليختهما بالإمام علي عليه السلام إنطلاقاً مما عرف به من علم غزير وشموليه في المعرفة. | ولذلك، فمن المرجح أن تكون الرغبة في نسبة العلوم إلى شخصيات معينين هي التي ساقت الباحثين لنسبة علم النحو إلى أبي الأسود، ثم حاول البعض تجاوز الحلقة ليختهما بالإمام علي عليه السلام إنطلاقاً مما عرف به من علم غزير وشموليه في المعرفة. | ||