انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو لهب»

أُزيل ١٠ بايت ،  ١٨ أغسطس ٢٠١٥
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
طلا ملخص تعديل
imported>Ameli
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''عبد العُزَّى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف''' (تـ 2ه/ 623م) المعروف '''بأبي لهب'''، كانت علاقته [[النبي الأكرم|بالنبي]] (ص) قبل [[البعثة]] عادية وحسنة، ولكن بعد أن بعث النبي (ص) وأمر في بداية رسالته أن يقوم بتبليغ [[الإسلام]] إلى عشيرته، بدأت مواقف العدائية لأبي لهب تجاه [[الشريعة الإسلامية]] منها استهزاء النبي (ص)، فنزلت [[سورة  المسد]] في ذمه وذم زوجته.
'''عبد العُزَّى بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف''' (تـ 2ه/ 623م) المعروف '''بأبي لهب'''، كانت علاقته [[النبي الأكرم|بالنبي]] (ص) قبل [[البعثة]] عادية وحسنة، ولكن بعد أن بعث النبي (ص) وأمر في بداية رسالته أن يقوم بتبليغ [[الإسلام]] إلى عشيرته، بدأت مواقف أبي لهب العدائية تجاه [[النبي الأعظم|النبي]] (ص)، فنزلت [[سورة  المسد]] في ذمه وذم زوجته.


أما بعد [[هجرة النبي صلى الله عليه وآله|هجرة النبي (ص)]]  فإن أبا لهب ما تمكن بسبب مرضه أن يشارك في [[غزوة بدر]]، وقد مات بسبعة أيام بعد الغزوة لمرض جلدي عضال.
أما بعد [[هجرة النبي صلى الله عليه وآله|هجرة النبي (ص)]]  فإن أبا لهب لم يستطع أن يشارك في [[غزوة بدر]] بسبب مرضه، وقد مات بعد سبعة أيام من الغزوة جراء مرض جلدي عضال.


==كنيته ونسبه==
==كنيته ونسبه==
كان أبو لهب يكنى في الأصل بأبي عبتة، إلاّ أن أباه [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطلب]] كان يدعوه أبا لهب لجمال محيّاه وحمرته،<ref>الكلبي، 28؛ ابن سعد، 1/93.</ref> وكانت أمه لُبنى ابنه هاجر بن عبد مناف من [[قبيلة خزاعة]].<ref>ابن هشام، 1/115، 118.</ref>
كان أبو لهب يكنى في الأصل بأبي عبتة، إلاّ أن أباه [[عبد المطلب بن هاشم|عبد المطلب]] كان يدعوه أبا لهب لجمال محيّاه وحمرته،<ref>الكلبي، 28؛ ابن سعد، 1/93.</ref> وكانت أمه لُبنى ابنه هاجر بن عبد مناف من [[قبيلة خزاعة]].<ref>ابن هشام، 1/115، 118.</ref>


==قبل الإسلام==
==قبل البعثة النبوية==
لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة عن حياة أبي لهب قبل ظهور الإسلام، إلا أنّه من المحتمل كان يعمل في التجارة شأنه شأن أكثر [[قريش (توضيح)|القرشيين]]، وكما يبدو من الآية الثانية من سورة المسد أنه كان قد ادخر ثروة أيضاً.
لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة عن حياة أبي لهب قبل البعثة، إلا أنّه من المحتمل أنه كان يعمل في التجارة شأنه شأن أكثر [[قريش (توضيح)|القرشيين]]، ويبدو من الآية الثانية من سورة المسد أنه كان قد ادخر ثروة أيضاً.


اُتهم أبو لهب بسرقة كنز [[الكعبة]]، وقيل أن القرشيين طالبوا بقطع يده لهذا السبب، إلاّ أنّ أقاربه من أمه حالوا دون ذلك، <ref>ابن دريد، 121؛ ابن حبيب، 60ـ 64؛  ابن قتيبة، 125؛ الطبري، 2/286. </ref>وقد غضب أخوه [[أبو طالب]] بشدة بسبب هذه الفعلة. <ref>ابن حبيب، 62.</ref>
أُتهم أبو لهب بسرقة كنز [[الكعبة]]، وقيل أن القرشيين طالبوا بقطع يده لهذا السبب، إلاّ أنّ أقاربه من أمه حالوا دون ذلك، <ref>ابن دريد، 121؛ ابن حبيب، 60ـ 64؛  ابن قتيبة، 125؛ الطبري، 2/286. </ref>وقد غضب أخوه [[أبو طالب]] بشدة بسبب هذه الفعلة. <ref>ابن حبيب، 62.</ref>


==علاقته مع النبي (ص)==
==علاقته مع النبي (ص)==
يبدو أن علاقة النبي (ص) بأبي لهب كانت عادية وحسنة قبل البعثة، ذلك لأنّ النبي (ص) كان قد زوّج ابنتيه رقية وأم كلثوم من عتبة وعتيبة ابن أبي لهب، <ref>ينظر: ابن سعد، 8/36ـ 37؛ البلاذري، 1/122.</ref> كما أنّ جارية أبي لهب ثُوَيبة كانت قد أرضعت النبي (ص) لمدة قبل  [[حليمة السعدية]]. <ref>ابن سعد، 1/108؛ البلاذري، 1/96؛ اليعقوبي، 2/9.</ref>
يبدو أن علاقة النبي (ص) بأبي لهب كانت عادية وحسنة قبل البعثة، ذلك لأنّ النبي (ص) كان قد زوّج ابنتيه رقية وأم كلثوم من عتبة وعتيبة ابن أبي لهب، <ref>ينظر: ابن سعد، 8/36ـ 37؛ البلاذري، 1/122.</ref> كما أنّ جارية أبي لهب ثُوَيبة كانت قد أرضعت النبي (ص) لمدة قبل  [[حليمة السعدية]]. <ref>ابن سعد، 1/108؛ البلاذري، 1/96؛ اليعقوبي، 2/9.</ref>


وبعد بعثة الرسول الأكرم (ص) أصبح أبو لهب من ألد أعدائه، وهذا هو سبب اشتهاره في تاريخ صدر الإسلام. ولا يُعلم بالضبط سبب عداء أبي لهب للنبي (ص) ، إلا أن تنافسه مع أبي طالب الذي كان قد تولّى زعامة [[بني هاشم]]  بعد عبد المطلب، ودفاع أبي طالب الشديد عن النبي (ص)، لم يخلوا من أثر في هذا العداء. وهناك أيضاً رواية تشير إلى أن أبا لهب وأبا طالب لم تكن تجمعهما علاقات طيبة. <ref>ينظر: البلاذري، 1/130.</ref>
وبعد بعثة الرسول الأكرم (ص) أصبح أبو لهب من ألد أعدائه، وهذا هو سبب اشتهاره في تاريخ صدر الإسلام. ولم يُعلم بالضبط سبب عداء أبي لهب للنبي (ص) ، إلا أن تنافسه مع [[أبي طالب]] الذي كان قد تولّى زعامة [[بني هاشم]]  بعد عبد المطلب، ودفاع أبي طالب الشديد عن النبي (ص)، لم يخلوا من أثر في هذا العداء. وهناك أيضاً رواية تشير إلى أن أبا لهب وأبا طالب لم تكن تجمعهما علاقات طيبة. <ref>ينظر: البلاذري، 1/130.</ref>


==عداوته للإسلام==
==عداوته للإسلام==
===قبل الهجرة===
===قبل الهجرة===
*كان أبو لهب جاراً للنبي (ص)، وكان يلقي هو وزوجته [[أم جميل زوجة أبي لهب|أم جميل]] الأشواك والقذر في طريق النبي (ص)، وكانا يتفننان في إيذائه.<ref>ابن إسحاق، 144؛ ابن سعد، 1/200؛ ابن هشام، 1/380؛ البلاذري، 1/131.</ref> ومع ذلك، واستناداً إلى بعض الروايات، يبدو أنه كان يهب في بعض الأحيان للدفاع عن أبي طالب والنبي (ص). <ref>ابن هشام، 2/10.</ref>
*كان أبو لهب جاراً للنبي (ص)، وكان يلقي هو وزوجته [[أم جميل زوجة أبي لهب|أم جميل]] الأشواك والأوساخ في طريق الرسول (ص)، وكانا يتفننان في إيذائه.<ref>ابن إسحاق، 144؛ ابن سعد، 1/200؛ ابن هشام، 1/380؛ البلاذري، 1/131.</ref> ومع ذلك، واستناداً إلى بعض الروايات، يبدو أنه كان يهب في بعض الأحيان للدفاع عن أبي طالب والنبي (ص). <ref>ابن هشام، 2/10.</ref>


*وبعد أن جهر النبي (ص) بدعوته بين عشيرته امتثالاً لأمر الله، انبرى أبو لهب منذ ذلك الحين للجهر بمعارضته وعدائه، وطالب عشيرته بالتصدي لهذا الدين الجديد حفاظاً على [[عبادة الأوثان]] والأصنام، وسخر من النبي (ص). وقيل إن سورة المسد قد نزلت على النبي (ص) في ذمه وذم زوجته بعد هذا الموقف. <ref>أحمد بن حنبل، 1/307؛ ابن سعد، 1/74؛ هذه السورة، ينظر: القرطبي، 20/234ـ 235.</ref>
*وبعد أن جهر النبي (ص) بدعوته بين عشيرته امتثالاً لأمر الله، انبرى أبو لهب منذ ذلك الحين للجهر بمعارضته وعدائه، وطالب عشيرته بالتصدي لهذا الدين الجديد حفاظاً على [[عبادة الأوثان]] والأصنام، وسخر من النبي (ص). وقيل إن سورة المسد قد نزلت على النبي (ص) في ذمه وذم زوجته بعد هذا الموقف. <ref>أحمد بن حنبل، 1/307؛ ابن سعد، 1/74؛ هذه السورة، ينظر: القرطبي، 20/234ـ 235.</ref>
مستخدم مجهول