انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «بنو هاشم»

أُضيف ٩٢ بايت ،  ١١ مارس ٢٠١٧
imported>Ya zainab
imported>Ya zainab
سطر ٤٦: سطر ٤٦:
==بعد ظهور الإسلام==
==بعد ظهور الإسلام==
[[ملف:شعب ابی طالب.jpg|لاإطار|يسار]]
[[ملف:شعب ابی طالب.jpg|لاإطار|يسار]]
تحدثنا المصادر التاريخية أن أوّل عمل قام به [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص) بعد أن أمره الله بإبلاغ دعوته هو أنّه جمع بني عبد المطلب (وهم عمدة بني هاشم والمقربون منه (ص)) في اجتماع عرف فيما بعد بـــ[[يوم الإنذار]] ، يدعوهم فيه إلى اعتناق الإسلام والإيمان برسالة السماء.<ref>الطبري، تاريخ، ج 3، ص 319</ref>فكانت ردّة فعلهم أمام الدعوة متفاوتة بين من أعلن إيمانه في الحال وبين من آمن ولم يعلنه كـ[[أبو طالب(ع)|أبي طالب]] (ع)- لمصلحة في الإخفاء- والذي بقي ملازماً [[النبي (ص)|للنبي (ص)]] ومدافعا عنه حتى الساعات الأخيرة من حياته.<ref>دائره‌المعارف الإسلامية الكبرى، مدخل أبو طالب، ج5، ص 619</ref>(((انظر: [[إيمان أبي طالب (ع)|إيمان أبي طالب]])))
تحدثنا المصادر التاريخية أن أوّل عمل قام به [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص) بعد أن أمره [[الله]] بإبلاغ دعوته هو أنّه جمع بني عبد المطلب (وهم عمدة بني هاشم والمقربون منه (ص)) في اجتماع عرف فيما بعد بـــ[[يوم الإنذار]] ، يدعوهم فيه إلى اعتناق [[الإسلام]] و[[الإيمان]] برسالة السماء.<ref>الطبري، تاريخ، ج 3، ص 319</ref>فكانت ردّة فعلهم أمام الدعوة متفاوتة بين من أعلن إيمانه في الحال وبين من آمن ولم يعلنه كـ[[أبو طالب(ع)|أبي طالب]] (ع)- لمصلحة في الإخفاء- والذي بقي ملازماً [[النبي (ص)|للنبي (ص)]] ومدافعا عنه حتى الساعات الأخيرة من حياته.<ref>دائره‌المعارف الإسلامية الكبرى، مدخل أبو طالب، ج5، ص 619</ref>(((انظر: [[إيمان أبي طالب (ع)|إيمان أبي طالب]])))


ومنهم من تصدى للنبي (ص) مشهراً العداوة ولم يألوا جهداً في الخصام والعداء كعمه أبي لهب<ref>أبن ‌حبيب، المنمّق، ص 386؛ ابن ‌هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 235</ref>وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الذي كان يهجو النبي (ص).<ref>محمد بن‌ سيد الناس، عيون الأثر، ج 2، ص 74</ref>
ومنهم من تصدى [[النبي|للنبي]] (ص) مشهراً العداوة ولم يألوا جهداً في الخصام والعداء كعمه أبي لهب<ref>أبن ‌حبيب، المنمّق، ص 386؛ ابن ‌هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 235</ref>و[[أبي سفيان]] بن الحارث بن عبد المطلب الذي كان يهجو النبي (ص).<ref>محمد بن‌ سيد الناس، عيون الأثر، ج 2، ص 74</ref>


ومنهم من بقي على حاله ولم يسلم الّا بعد [[فتح مكة]]. إلّا أنّ الجميع - مع ذلك- وقفوا مدافعين عن الرسول ومتصدين للعداء القرشي، وكان لموقف [[أبو طالب |أبي طالب (ع)]]- عميد البيت الهاشمي- الدور البارز في حثهم على مناصرة النبي (ص) والوقوف إلى جانبه.<ref>وكمثال على ذلك راجع: الطبري، تاريخ، ج 3، ص 321-324.</ref>
ومنهم من بقي على حاله ولم يسلم إلّا بعد [[فتح مكة]]. إلّا أنّ الجميع - مع ذلك- وقفوا مدافعين عن الرسول ومتصدين للعداء القرشي، وكان لموقف [[أبو طالب |أبي طالب (ع)]]- عميد البيت الهاشمي- الدور البارز في حثّهم على مناصرة النبي (ص) والوقوف إلى جانبه.<ref>وكمثال على ذلك راجع: الطبري، تاريخ، ج 3، ص 321-324.</ref>
حتى أنه لما قرر قادة قريش محاصرة [[بني هاشم]] في الشعب اجتمع بنو هاشم – وبأمر من أبي طالب (ع) - قاطبة مؤمنهم وكافرهم الا [[أبو لهب|أبا لهب]]<ref>ابن ‌هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 235؛ ابن ‌سعد، الطبقات، ج 1، ص 163؛ ابن ‌شهر آشوب، المناقب، ج 1، ص 94</ref> وأبا سفيان بن الحارث،<ref>الواقدي، المغازي، ص 617؛ ابن ‌شهر آشوب، المناقب، ج 1، ص 94</ref>في الشعب وتحمّلوا ثلاث سنين من الحصار الاقتصادي والاجتماعي.<ref>الطبري، تاريخ، ج 3، ص 336-339</ref>
حتى أنه لما قرر قادة قريش محاصرة [[بني هاشم]] في [[شعب أبوطالب|الشعب]] اجتمع بنو هاشم – وبأمر من أبي طالب (ع) - قاطبة مؤمنهم وكافرهم إلا [[أبو لهب|أبا لهب]]<ref>ابن ‌هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 235؛ ابن ‌سعد، الطبقات، ج 1، ص 163؛ ابن ‌شهر آشوب، المناقب، ج 1، ص 94</ref> وأبا سفيان بن الحارث،<ref>الواقدي، المغازي، ص 617؛ ابن ‌شهر آشوب، المناقب، ج 1، ص 94</ref>في الشعب وتحمّلوا ثلاث سنين من الحصار الاقتصادي والاجتماعي.<ref>الطبري، تاريخ، ج 3، ص 336-339</ref>


بعد أن توفي أبو طالب صارت رئاسة [[بني هاشم]] إلى أبي لهب<ref>دائرة ‌المعارف الإسلامية الكبرى، مدخل ابو لهب.</ref> فخف الدعم الهاشمي للرسول (ص) حتى اضطر (ص) عند عودته من [[الطائف]] للدخول تحت حماية [[مطعم بن عدي]] من أبناء نوفل بن عبد مناف في مكة.<ref>الطبري، تاريخ، ج 3، ص 348؛ ابن ‌سعد، الطبقات، ج 1، ص 165</ref>
بعد أن توفي [[أبو طالب]] صارت رئاسة [[بني هاشم]] إلى أبي لهب<ref>دائرة ‌المعارف الإسلامية الكبرى، مدخل ابو لهب.</ref> فخف الدعم الهاشمي [[الرسول|للرسول]] (ص) حتى اضطر (ص) عند عودته من [[الطائف]] للدخول تحت حماية [[مطعم بن عدي]] من أبناء نوفل بن عبد مناف في [[مكة]].<ref>الطبري، تاريخ، ج 3، ص 348؛ ابن ‌سعد، الطبقات، ج 1، ص 165</ref>


ولما هاجر النبي (ص) إلى [[المدينة]] هاجر معه بعض بني هاشم كـ[[حمزة بن عبد المطلب|الحمزة]] و[[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) فيما فضل أكثر بنو هاشم البقاء في [[مكة]]، ولم يمنعهم بقاؤهم هذا من التصدي لأكثر المؤامرات التي كانت تحاك ضد النبي (ص) ولم يشترك في ذلك الّا البعض منهم حيث اضطروه للخروج في [[معركة بدر]] فوقع أسيراً بيد المسلمين.<ref>محمد بن ‌سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 333</ref> ولما وضعت الحرب أوزارها وفدي الأسارى بقي بعضهم في المدينة فترة من الزمن ثم عادوا إلى مكة.<ref>ابن‌هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 29؛ ابو الفرج الإصفهاني، الأغاني، ج 4، ص 196</ref>
ولما هاجر النبي (ص) إلى [[المدينة]] هاجر معه بعض بني هاشم كـ[[حمزة بن عبد المطلب|الحمزة]] و[[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) فيما فضل أكثر بنو هاشم البقاء في [[مكة]]، ولم يمنعهم بقاؤهم هذا من التصدي لأكثر المؤامرات التي كانت تحاك ضد النبي (ص) ولم يشترك في ذلك إلّا البعض منهم حيث اضطروه للخروج في [[معركة بدر]] فوقع أسيراً بيد المسلمين.<ref>محمد بن ‌سيد الناس، عيون الأثر، ج 1، ص 333</ref> ولما وضعت الحرب أوزارها وفدي الأسارى بقي بعضهم في المدينة فترة من الزمن ثم عادوا إلى مكة.<ref>ابن‌هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 29؛ ابو الفرج الإصفهاني، الأغاني، ج 4، ص 196</ref>


وقد سجلت الوثائق التاريخية إيمان بعض بني هاشم في فترات مختلفة، فمنهم من آمن قبل [[الحديبية]] كـ[[عقيل بن أبي طالب]]<ref>الطبري، ذخائر العقبى، ص 222</ref> ومنهم بعد [[فتح مكة]] [[أبو سفيان بن الحارث|كأبي سفيان بن الحارث]]<ref>الطبري، ذخائر العقبى، ص 241</ref>وأما [[العباس بن عبد المطلب]] فقد اختلفت فيه كلمة المؤرخين فذهب البعض إلى القول بإسلامه قبل [[معركة بدر]] ومنهم من حددها بما قبل [[فتح مكة]].<ref>الطبري، ذخائرالعقبى، ص 191</ref> وهناك من بني هاشم من مات على الكفر وهو [[أبو لهب]].<ref>ابن‌هشام، السيرة النبوية، ج2، ص45.</ref>
وقد سجلت الوثائق التاريخية [[إيمان]] بعض بني هاشم في فترات مختلفة، فمنهم من آمن قبل [[الحديبية]] كـ[[عقيل بن أبي طالب]]<ref>الطبري، ذخائر العقبى، ص 222</ref> ومنهم بعد [[فتح مكة]] [[أبو سفيان بن الحارث|كأبي سفيان بن الحارث]]<ref>الطبري، ذخائر العقبى، ص 241</ref>وأما [[العباس بن عبد المطلب]] فقد اختلفت فيه كلمة المؤرخين فذهب البعض إلى القول بإسلامه قبل [[معركة بدر]] ومنهم من حددها بما قبل [[فتح مكة]].<ref>الطبري، ذخائرالعقبى، ص 191</ref> وهناك من بني هاشم من مات على [[الكفر]] وهو [[أبو لهب]].<ref>ابن‌هشام، السيرة النبوية، ج2، ص45.</ref>


==عصر الأئمة عليهم السلام==
==عصر الأئمة عليهم السلام==
مستخدم مجهول