انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد علي الحسيني الخامنئي»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
imported>Ali110110
لا ملخص تعديل
سطر ٦٣: سطر ٦٣:
بدأ '''السيد علي الخامنئي''' دراسته منذ الرابعة من عمره بتعلّم [[القرآن الكريم]] في الكتاتيب. ثم درس المرحلة الإبتدائية في مدرسة «دار التعليم الديني».  
بدأ '''السيد علي الخامنئي''' دراسته منذ الرابعة من عمره بتعلّم [[القرآن الكريم]] في الكتاتيب. ثم درس المرحلة الإبتدائية في مدرسة «دار التعليم الديني».  
<ref>[https://www.leader.ir/ar/biography موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي]</ref>
<ref>[https://www.leader.ir/ar/biography موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى الخامنئي]</ref>
عندما كان في الصف الخامس الابتدائي و إلى جانب دراسته في المدارس الحكومية انطلق في دراسة المقدمات الحوزوية. شوقه الوافر للدراسة الحوزوية و تشجيع والديه جعلاه يدخل عالم طلب العلوم الدينية بعد إتمامه فترة الدراسة الإبتدائية في المدارس الحكومية. و هكذا تابع تحصيل العلوم الدينية في مدرسة «سليمان خان». كما أنه درس جزءاً من المقدمات على يد والده، ثم انتقل إلى مدرسة نواب و أنهى هناك مرحلة السطوح. إلى جانب دراسته الحوزوية واصل دراسته الثانوية إلى الصف الثاني الثانوي.
عندما كان في الصف الخامس الابتدائي وإلى جانب دراسته في المدارس الحكومية انطلق في دراسة المقدمات الحوزوية. شوقه الوافر للدراسة الحوزوية وتشجيع والديه جعلاه يدخل عالم طلب العلوم الدينية بعد إتمامه فترة الدراسة الإبتدائية في المدارس الحكومية. وهكذا تابع تحصيل العلوم الدينية في مدرسة «سليمان خان». كما أنه درس جزءاً من المقدمات على يد والده، ثم انتقل إلى مدرسة نواب وأنهى هناك مرحلة السطوح. إلى جانب دراسته الحوزوية واصل دراسته الثانوية إلى الصف الثاني الثانوي.
هذا و درس «معالم الأصول» عند آية الله السيد جليل حسيني سيستاني، و «شرح اللمعة» عند والده و الميرزا أحمد مدرس يزدي. و درس الرسائل و المكاسب و الكفاية عند والده و آية الله الحاج الشيخ هاشم القزويني. في سنة 1334 هـ. ش (1955 م.) حضر في درس البحث الخارج في الفقه عند آية الله السيد محمد هادي الميلاني.<ref>أنظر الرابط التالي: http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=128&Itemid=150</ref>
هذا ودرس «معالم الأصول» عند آية الله السيد جليل حسيني سيستاني، و«شرح اللمعة» عند والده والميرزا أحمد مدرس يزدي. ودرس الرسائل والمكاسب والكفاية عند والده وآية الله الحاج الشيخ هاشم القزويني. في سنة 1334 هـ. ش (1955 م.) حضر في درس البحث الخارج في الفقه عند آية الله السيد محمد هادي الميلاني.<ref>أنظر الرابط التالي: http://arabic.khamenei.ir//index.php?option=com_content&task=view&id=128&Itemid=150</ref>


===في النجف الأشرف===
===في النجف الأشرف===
سطر ٧٠: سطر ٧٠:


===في قم===
===في قم===
تتلمذ السيد علي الخامنئي في قم عند مجتهدين و مراجع كبار مثل السيد حسين البروجردي، و الإمام الخميني، و الشيخ مرتضى الحائري اليزدي، و السيد محمد محقق داماد، و العلامة الطباطبائي. و قضى معظم وقته أثناء إقامته في قم مشغولاً بالبحث و التحقيق و المطالعة و التدريس.<ref>ن. م</ref>
تتلمذ السيد علي الخامنئي في قم عند مجتهدين ومراجع كبار مثل السيد حسين البروجردي، والإمام الخميني، والشيخ مرتضى الحائري اليزدي، والسيد محمد محقق داماد، والعلامة الطباطبائي. وقضى معظم وقته أثناء إقامته في قم مشغولاً بالبحث والتحقيق والمطالعة والتدريس.<ref>ن. م</ref>


===العودة إلى مشهد===
===العودة إلى مشهد===
في سنة 1343 هـ. ش (1964 م) اضطر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي للعودة من قم إلى مشهد بسبب مشكلة البصر التي أصابت والده، ولأجل مساعدته، فعاود هناك حضور دروس آية الله الميلاني إلى عام 1349 هـ. ش (1970 م). منذ بداية عودته إلى مشهد عمل السيد علي الخامنئي في تدريس السطوح العليا في الفقه و الأصول (رسائل و مكاسب و كفاية) و إقامة جلسات تفسير القرآن الكريم العامة. و كان يحضر هذه الجلسات عدد كبير من الشباب و خصوصاً الطلبة الجامعيون. و كان في جلساته التفسيرية يستمد أهم ركائز الفكر الإسلامي من الآيات القرآنية و يعرضها على المستمعين، و يعمل على تعميق أفكار الجهاد و العمل النضالي ضد نظام الحكم الطاغوتي، بحيث يخرج المشاركون في هذه الدروس التفسيرية بنتيجة ضرورية و طبيعية فحواها لزوم إقامة نظام حكم في إيران على أساس الإسلام و المعارف الدينية. كان من أهدافه الأصلية من دروس التفسير نقل ركائز الثورة الإسلامية للمجتمع، و منذ سنة 1347 هـ. ش (1968 م) بدأ دروسه التخصصية في التفسير لطلبة العلوم الدينية التي استمرت إلى عام 1356 هـ. ش [1977 م] قبل إلقاء القبض عليه و نفيه إلى مدينة إيرانشهر. كما استمرت جلساته التفسيرية إلى سنوات عدة بعد توليه رئاسة الجمهورية، و حتى ما بعد فترة رئاسة الجمهورية.
في سنة 1343 هـ. ش (1964 م) اضطر آية الله العظمى السيد علي الخامنئي للعودة من قم إلى مشهد بسبب مشكلة البصر التي أصابت والده، ولأجل مساعدته، فعاود هناك حضور دروس آية الله الميلاني إلى عام 1349 هـ. ش (1970 م). منذ بداية عودته إلى مشهد عمل السيد علي الخامنئي في تدريس السطوح العليا في الفقه والأصول (رسائل ومكاسب وكفاية) وإقامة جلسات تفسير القرآن الكريم العامة. وكان يحضر هذه الجلسات عدد كبير من الشباب وخصوصاً الطلبة الجامعيون. وكان في جلساته التفسيرية يستمد أهم ركائز الفكر الإسلامي من الآيات القرآنية ويعرضها على المستمعين، ويعمل على تعميق أفكار الجهاد والعمل النضالي ضد نظام الحكم الطاغوتي، بحيث يخرج المشاركون في هذه الدروس التفسيرية بنتيجة ضرورية وطبيعية فحواها لزوم إقامة نظام حكم في إيران على أساس الإسلام والمعارف الدينية. كان من أهدافه الأصلية من دروس التفسير نقل ركائز الثورة الإسلامية للمجتمع، ومنذ سنة 1347 هـ. ش (1968 م) بدأ دروسه التخصصية في التفسير لطلبة العلوم الدينية التي استمرت إلى عام 1356 هـ. ش [1977 م] قبل إلقاء القبض عليه ونفيه إلى مدينة إيرانشهر. كما استمرت جلساته التفسيرية إلى سنوات عدة بعد توليه رئاسة الجمهورية، وحتى ما بعد فترة رئاسة الجمهورية.


وقد بدأ السيد القائد منذ سنة 1369 ه. ش (1990 م) تدريس البحث الخارج في الفقه، و درّس لحد الآن أبواب الجهاد و القصاص و المكاسب المحرمة و صلاة المسافر.<ref>ن. م</ref>
وقد بدأ السيد القائد منذ سنة 1369 ه. ش (1990 م) تدريس البحث الخارج في الفقه، ودرّس لحد الآن أبواب الجهاد والقصاص والمكاسب المحرمة وصلاة المسافر.<ref>ن. م</ref>


===شخصيته الأدبية===
===شخصيته الأدبية===
لآية الله العظمى السيد علي الخامنئي اهتمامه بمجالات الشعر و الأدب، و هو مكثر من قراءة الروايات و القصص، و قد قرأ العديد من الروايات و القصص المعروفة في العالم. و قد استمر معه هذا الميل لمطالعة الروايات و الآثار الأدبية لكبار الكتاب في العالم و التاريخ من مختلف الثقافات و الشعوب في شرق العالم و غربه، بل إن له باعه في نقد الأعمال الأدبية و الشعرية، و له علاقاته مع كثير من الشعراء و الكتاب و المثقفين في زمانه.
لآية الله العظمى السيد علي الخامنئي اهتمامه بمجالات الشعر والأدب، وهو مكثر من قراءة الروايات والقصص، وقد قرأ العديد من الروايات والقصص المعروفة في العالم. وقد استمر معه هذا الميل لمطالعة الروايات والآثار الأدبية لكبار الكتاب في العالم والتاريخ من مختلف الثقافات والشعوب في شرق العالم وغربه، بل إن له باعه في نقد الأعمال الأدبية والشعرية، وله علاقاته مع كثير من الشعراء والكتاب والمثقفين في زمانه.
عندما كان في مشهد، شارك في بعض الجمعيات الأدبية التي تشكلت آنذاك بمشاركة شعراء كبار، و كان ينقد الشعر في هذه الجمعيات الأدبية. و قد نظم هو أيضاً الشعر و اختار لنفسه في السنوات الأخيرة اللقب الشعري «أمين». و تعتبر مطالعة الكتب التاريخية جانباً آخر من اهتماماته الدائمية في قراءة الكتب، و له إلمامه بموضوعات و بحوث التاريخ المعاصر.<ref>ن. م</ref>
عندما كان في مشهد، شارك في بعض الجمعيات الأدبية التي تشكلت آنذاك بمشاركة شعراء كبار، وكان ينقد الشعر في هذه الجمعيات الأدبية. وقد نظم هو أيضاً الشعر واختار لنفسه في السنوات الأخيرة اللقب الشعري «أمين». وتعتبر مطالعة الكتب التاريخية جانباً آخر من اهتماماته الدائمية في قراءة الكتب، وله إلمامه بموضوعات وبحوث التاريخ المعاصر.<ref>ن. م</ref>


==سيرته الجهادية==
==سيرته الجهادية==
سطر ٨٥: سطر ٨٥:


===الإعتقال الأول===
===الإعتقال الأول===
في سنة 1342 هـ. ش الموافق لسنة 1963 م. و على أعتاب [[شهر محرم الحرام]] أمره [[الإمام الخميني]] بنقل رسائل إلى آية الله الميلاني و العلماء و رجال الدين و الهيئات الدينية في خراسان لمواصلة النهضة و توعية الجماهير في مقابل إعلام النظام البهلوي . كان الإمام الخميني قد رسم في هذه الرسائل منهج الكفاح و طلب من العلماء و رجال الدين، و بهدف شرح جرائم النظام البهلوي، أن يذكروا على المنابر واقعة [[المدرسة الفيضية]] في يوم السابع من المحرم . و توجّه '''السيد علي الخامنئي''' بنفسه من أجل تحقيق أهداف الإمام الخميني و منهجه في الكفاح إلى مدينة بيرجند<ref>كانت المدينة خاضغة لنفوذ عائلة أسد الله علم رئيس وزراء النظام البهلوي</ref>  و تحدث فيها على المنابر و في المجالس العامة عن حادثة المدرسة الفيضية و هيمنة إسرائيل على المجتمعات الإسلامية . على إثر هذه الخطابات و الكلمات جرى اعتقاله في الثاني عشر من خرداد سنة 1342 هـ ش، الموافق للسابع من محرم 1383 هـ ق، المصادف للثاني من حزيران 1963 م، و سجن في مشهد . و بعد إطلاق سراحه زاره آية الله [[محمد هادي الميلاني]] . بعد ذلك واصل آية الله العظمى '''السيد علي الخامنئي''' نشاطه السياسي بالحضور في الاجتماعات و الجلسات التي كانت تعقد في بيت آية الله محمد هادي الميلاني بهدف استمرار النهضة الإسلامية في غياب الإمام الخميني الذي فرضت عليه الإقامة الجبرية . عقب ذلك بقليل عاد إلى الحوزة العلمية في [[قم]] و عمل بالتعاون مع بعض رجال الدين المجاهدين على إعادة تنظيم النشاطات السياسية عن طريق عقد اجتماعات استشارية و إعلامية .<ref>ن. م</ref>
في سنة 1342 هـ. ش الموافق لسنة 1963 م. وعلى أعتاب [[شهر محرم الحرام]] أمره [[الإمام الخميني]] بنقل رسائل إلى آية الله الميلاني والعلماء ورجال الدين والهيئات الدينية في خراسان لمواصلة النهضة وتوعية الجماهير في مقابل إعلام النظام البهلوي . كان الإمام الخميني قد رسم في هذه الرسائل منهج الكفاح وطلب من العلماء ورجال الدين، وبهدف شرح جرائم النظام البهلوي، أن يذكروا على المنابر واقعة [[المدرسة الفيضية]] في يوم السابع من المحرم . وتوجّه '''السيد علي الخامنئي''' بنفسه من أجل تحقيق أهداف الإمام الخميني ومنهجه في الكفاح إلى مدينة بيرجند<ref>كانت المدينة خاضغة لنفوذ عائلة أسد الله علم رئيس وزراء النظام البهلوي</ref>  وتحدث فيها على المنابر وفي المجالس العامة عن حادثة المدرسة الفيضية وهيمنة إسرائيل على المجتمعات الإسلامية . على إثر هذه الخطابات والكلمات جرى اعتقاله في الثاني عشر من خرداد سنة 1342 هـ ش، الموافق للسابع من محرم 1383 هـ ق، المصادف للثاني من حزيران 1963 م، وسجن في مشهد . وبعد إطلاق سراحه زاره آية الله [[محمد هادي الميلاني]] . بعد ذلك واصل آية الله العظمى '''السيد علي الخامنئي''' نشاطه السياسي بالحضور في الاجتماعات والجلسات التي كانت تعقد في بيت آية الله محمد هادي الميلاني بهدف استمرار النهضة الإسلامية في غياب الإمام الخميني الذي فرضت عليه الإقامة الجبرية . عقب ذلك بقليل عاد إلى الحوزة العلمية في [[قم]] وعمل بالتعاون مع بعض رجال الدين المجاهدين على إعادة تنظيم النشاطات السياسية عن طريق عقد اجتماعات استشارية وإعلامية .<ref>ن. م</ref>


===الإعتقال الثاني===
===الإعتقال الثاني===
في شهر بهمن من عام 1342 هـ ش الموافق لشباط 1964 م و شهر رمضان 1380 هـ ق توجّه السيد علي الخامنئي إلى زاهدان (جنوب شرق إيران) للتبليغ و تبيين قضايا النهضة الإسلامية . خطاباته في مساجد زاهدان و ترحيب الناس بها دفع النظام البهلوي لاعتقاله و نقله إلى سجن «قزل قلعه» الذي كان في ذلك الحين مكاناً لاعتقال السجناء السياسيين و الأمنيين. و في الرابع عشر من إسفند 1342 هـ. ش الموافق لـ 4 آذار 1964 م تحول قرار اعتقاله إلى قرار التزام بعد الخروج عن الحدود القضائية لمدينة طهران، فأطلق سراحه . و منذ ذلك الحين حتى انتصار الثورة الإسلامية بقيت كل أنشطته تحت مراقبة رجال الأمن.<ref>ن. م</ref>
في شهر بهمن من عام 1342 هـ ش الموافق لشباط 1964 م وشهر رمضان 1380 هـ ق توجّه السيد علي الخامنئي إلى زاهدان (جنوب شرق إيران) للتبليغ وتبيين قضايا النهضة الإسلامية . خطاباته في مساجد زاهدان وترحيب الناس بها دفع النظام البهلوي لاعتقاله ونقله إلى سجن «قزل قلعه» الذي كان في ذلك الحين مكاناً لاعتقال السجناء السياسيين والأمنيين. وفي الرابع عشر من إسفند 1342 هـ. ش الموافق لـ 4 آذار 1964 م تحول قرار اعتقاله إلى قرار التزام بعد الخروج عن الحدود القضائية لمدينة طهران، فأطلق سراحه . ومنذ ذلك الحين حتى انتصار الثورة الإسلامية بقيت كل أنشطته تحت مراقبة رجال الأمن.<ref>ن. م</ref>


==نشاطه السياسي==
==نشاطه السياسي==
===شورى الثورة===
===شورى الثورة===
من أوّل المجالات التي مارس فيها '''آية الله العظمى السيد علي الخامنئي''' دوره لتكوين نظام [[الجمهورية الإسلامية]] و تكريسه، عضويته و نشاطه في شورى الثورة<ref>تشكلت هذه الشورى بعد هجرة الإمام الخميني إلى فرنسا في مهر 1357 هـ. ش /تشرين الأول 1978 م</ref>. وعلى الرغم من تغيير تركيبة أعضاء شورى الثورة لعدة مرات فإن '''السيد علي الخامنئي''' بقي عضواً ثابتاً فيها طوال دوراتها الأربع إلى نهاية نشاطها في 29 تير 1359 هـ. ش الموافق لـ 20 تموز 1980 م. و كان من المواقف المهمة للسيد '''علي الخامنئي''' في اجتماعات الشورى و قراراتها الوقوف أمام الآراء و المواقف المتحيّزة لبعض أعضاء الشورى ممن يسمّون بالليبرالييين، و التحذيرات المتكررة بخصوص ضرورة الحيلولة دون تغلغل أعضاء و أنصار حزب توده الإيراني و باقي الأحزاب و الجماعات المعارضة للثورة الإسلامية إلى الجيش و المجالات الثقافية في البلاد. و كان يعتقد أنه يجب وجود ممثلين لمختلف شرائح الشعب و المجتمع في شورى الثورة. و في منطقة سيستان و بلوشستان أيضاً و انطلاقاً من تجربة وجوده هناك زمن المنفى و معرفته بالأوضاع السياسية و الاجتماعية لتلك المنطقة، فقد شدّد على تحسين الوضع الاقتصادي و المعيشي لأهالي ذلك الإقليم. و في هذا الصدد كلّفه الإمام الخميني في التاسع من فروردين 1358 هـ. ش الموافق لـ 29 آذار 1979 م أن يرأس وفداً إلى تلك المنطقة ليتابع مطاليب الناس و مشكلاتهم هناك و يقدم تقريراً حول أوضاعهم و ظروفهم . في هذه السفرة و فضلاً عن المأمورية المذكورة، التقى '''السيد علي الخامنئي''' ببعض الزعماء و المتنفذين المحليين و شرح لهم سياسات نظام الجمهورية الإسلامية.
من أوّل المجالات التي مارس فيها '''آية الله العظمى السيد علي الخامنئي''' دوره لتكوين نظام [[الجمهورية الإسلامية]] وتكريسه، عضويته ونشاطه في شورى الثورة<ref>تشكلت هذه الشورى بعد هجرة الإمام الخميني إلى فرنسا في مهر 1357 هـ. ش /تشرين الأول 1978 م</ref>. وعلى الرغم من تغيير تركيبة أعضاء شورى الثورة لعدة مرات فإن '''السيد علي الخامنئي''' بقي عضواً ثابتاً فيها طوال دوراتها الأربع إلى نهاية نشاطها في 29 تير 1359 هـ. ش الموافق لـ 20 تموز 1980 م. وكان من المواقف المهمة للسيد '''علي الخامنئي''' في اجتماعات الشورى وقراراتها الوقوف أمام الآراء والمواقف المتحيّزة لبعض أعضاء الشورى ممن يسمّون بالليبرالييين، والتحذيرات المتكررة بخصوص ضرورة الحيلولة دون تغلغل أعضاء وأنصار حزب توده الإيراني وباقي الأحزاب والجماعات المعارضة للثورة الإسلامية إلى الجيش والمجالات الثقافية في البلاد. وكان يعتقد أنه يجب وجود ممثلين لمختلف شرائح الشعب والمجتمع في شورى الثورة. وفي منطقة سيستان وبلوشستان أيضاً وانطلاقاً من تجربة وجوده هناك زمن المنفى ومعرفته بالأوضاع السياسية والاجتماعية لتلك المنطقة، فقد شدّد على تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي لأهالي ذلك الإقليم. وفي هذا الصدد كلّفه الإمام الخميني في التاسع من فروردين 1358 هـ. ش الموافق لـ 29 آذار 1979 م أن يرأس وفداً إلى تلك المنطقة ليتابع مطاليب الناس ومشكلاتهم هناك ويقدم تقريراً حول أوضاعهم وظروفهم . في هذه السفرة وفضلاً عن المأمورية المذكورة، التقى '''السيد علي الخامنئي''' ببعض الزعماء والمتنفذين المحليين وشرح لهم سياسات نظام الجمهورية الإسلامية.
كما كان دعم تأسيس و تقوية المؤسسات الثورية و الشعبية مثل حرس الثورة الإسلامية و جهاد البناء من المواقف المبدئية الأخرى للسيد علي الخامنئي في شورى الثورة .<ref>ن. م (بتصرّف)</ref>
كما كان دعم تأسيس وتقوية المؤسسات الثورية والشعبية مثل حرس الثورة الإسلامية وجهاد البناء من المواقف المبدئية الأخرى للسيد علي الخامنئي في شورى الثورة .<ref>ن. م (بتصرّف)</ref>
===معاون الشهيد مصطفى شمران===
===معاون الشهيد مصطفى شمران===
بعد مزج الحكومة المؤقتة و شورى الثورة في نهايات شهر تير 1358 هـ. ش/ تموز 1979 م انتقل بعض أعضاء شورى الثورة منها إلى بعض الوزارات الحساسة، و منهم آية الله العظمى '''السيد علي الخامنئي'''، حيث انتقل إلى معاونية شؤون الثورة في وزارة الدفاع. و في تلك الفترة كان الدكتور مصطفى شمران وزيراً للدفاع . و كذلك في خضم المزج بين شورى الثورة و الحكومة المؤقتة الذي جاء بهدف مزيد من التمركز في السلطة التنفيذية، تمّ انتخابه لعضوية لجنة وزراء الأمن التي تتولى مسؤولية الإشراف على كل الشؤون العسكرية و الشرطية و الأمنية، بما في ذلك أزمات گنبد كاووس، و كردستان، و خوزستان، و مواجهة أعمال الأحزاب و الجماعات المعادية للثورة.<ref>ن. م (باختصار)</ref>
بعد مزج الحكومة المؤقتة وشورى الثورة في نهايات شهر تير 1358 هـ. ش/ تموز 1979 م انتقل بعض أعضاء شورى الثورة منها إلى بعض الوزارات الحساسة، ومنهم آية الله العظمى '''السيد علي الخامنئي'''، حيث انتقل إلى معاونية شؤون الثورة في وزارة الدفاع. وفي تلك الفترة كان الدكتور مصطفى شمران وزيراً للدفاع . وكذلك في خضم المزج بين شورى الثورة والحكومة المؤقتة الذي جاء بهدف مزيد من التمركز في السلطة التنفيذية، تمّ انتخابه لعضوية لجنة وزراء الأمن التي تتولى مسؤولية الإشراف على كل الشؤون العسكرية والشرطية والأمنية، بما في ذلك أزمات گنبد كاووس، وكردستان، وخوزستان، ومواجهة أعمال الأحزاب والجماعات المعادية للثورة.<ref>ن. م (باختصار)</ref>
===الإشراف على حرس الثورة الإسلامية===
===الإشراف على حرس الثورة الإسلامية===
من المأموريات الأخرى التي اضطلع بها '''السيد علي الخامنئي''' من قبل شورى الثورة مسؤولية مركز وثائق حرس الثورة الإسلامية و كذلك الإشراف على الحرس، و ذلك في الثالث من آذر 1358 هـ. ش الموافق لـ 24 تشرين الثاني 1979 م. و كان قبل ذلك أيضاً قد شارك في بعض اجتماعات حرس الثورة الإسلامية كممثل لشورى الثورة. السبب في انتخابه للإشراف على حرس الثورة الإسلامية بقاء بعض الاختلافات في منظومة الحرس، و التي تكوّنت في الأشهر التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية، و لم تصل إلى حلّ بالوساطات و جهود المصالحة. لقد حاول طوال فترة وجوده على رأس الحرس الثوري و باعتباره داعماً للقوات العسكرية الشعبية و خصوصاً الحرس الثوري، حاول فضلاً عن رفع الخلافات، تنظيم الحرس الثوري تنظيماً جيداً. و في الخامس من إسفند 1358 هـ. ش الموافق لـ 24 شباط 1980 م استقال من الإشراف على الحرس الثوري بسبب الترشيح لانتخابات الدورة الأولى من مجلس الشورى الإسلامي.<ref>ن. م (بتصرّف)</ref>
من المأموريات الأخرى التي اضطلع بها '''السيد علي الخامنئي''' من قبل شورى الثورة مسؤولية مركز وثائق حرس الثورة الإسلامية وكذلك الإشراف على الحرس، وذلك في الثالث من آذر 1358 هـ. ش الموافق لـ 24 تشرين الثاني 1979 م. وكان قبل ذلك أيضاً قد شارك في بعض اجتماعات حرس الثورة الإسلامية كممثل لشورى الثورة. السبب في انتخابه للإشراف على حرس الثورة الإسلامية بقاء بعض الاختلافات في منظومة الحرس، والتي تكوّنت في الأشهر التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية، ولم تصل إلى حلّ بالوساطات وجهود المصالحة. لقد حاول طوال فترة وجوده على رأس الحرس الثوري وباعتباره داعماً للقوات العسكرية الشعبية وخصوصاً الحرس الثوري، حاول فضلاً عن رفع الخلافات، تنظيم الحرس الثوري تنظيماً جيداً. وفي الخامس من إسفند 1358 هـ. ش الموافق لـ 24 شباط 1980 م استقال من الإشراف على الحرس الثوري بسبب الترشيح لانتخابات الدورة الأولى من مجلس الشورى الإسلامي.<ref>ن. م (بتصرّف)</ref>


==محاولة اغتياله الفاشلة من قبل المنافقين==
==محاولة اغتياله الفاشلة من قبل المنافقين==
في يوم السادس من تير 1360 هـ. ش الموافق لـ 27 حزيران 1981 م،  كان آية الله العظمى '''السيد علي الخامنئي''' يلقي محاضرة بعد صلاة الظهر في مسجد أبي ذر الواقع في أحد الأحياء الجنوبة بالعاصمة طهران، و إذا بقنبلة كانت مودعة في جهاز تسجيل صوت وضع أمامه على المنضدة تنفجر و تصيبه أصابة شديدة . بعث [[الإمام الخميني]] إثر ذلك بنداء له يدين فيه مؤامرة اغتياله و يثني عليه. إثر هذه المحاولة أصيب '''السيد علي الخامنئي''' بشدة في صدره و كتفه و يده اليمنى. و قد أفادت التقارير غير الرسمية أن منظمة مجاهدي خلق (المنافقين) في إيران كانت وراء هذه المحاولة. كان '''السيد علي الخامنئي''' أول شخصية تتعرّض للاغتيال في الأحداث و الوقائع التي أعقبت عزل بني صدر من القيادة العامة للقوات المسلحة و رئاسة الجمهورية. في الثامن عشر من مرداد 1360 هـ. ش الموافق لـ 9 آب 1981 م، خرج '''السيد علي الخامنئي''' من المستشفى و عاد إلى الساحة الاجتماعية و السياسية، و بدأ في السادس و العشرين من مرداد 1360 هـ. ش الموافق لـ 17 آب 1981 م بحضور اجتماعات مجلس الشورى الإسلامي.
في يوم السادس من تير 1360 هـ. ش الموافق لـ 27 حزيران 1981 م،  كان آية الله العظمى '''السيد علي الخامنئي''' يلقي محاضرة بعد صلاة الظهر في مسجد أبي ذر الواقع في أحد الأحياء الجنوبة بالعاصمة طهران، وإذا بقنبلة كانت مودعة في جهاز تسجيل صوت وضع أمامه على المنضدة تنفجر وتصيبه أصابة شديدة . بعث [[الإمام الخميني]] إثر ذلك بنداء له يدين فيه مؤامرة اغتياله ويثني عليه. إثر هذه المحاولة أصيب '''السيد علي الخامنئي''' بشدة في صدره وكتفه ويده اليمنى. وقد أفادت التقارير غير الرسمية أن منظمة مجاهدي خلق (المنافقين) في إيران كانت وراء هذه المحاولة. كان '''السيد علي الخامنئي''' أول شخصية تتعرّض للاغتيال في الأحداث والوقائع التي أعقبت عزل بني صدر من القيادة العامة للقوات المسلحة ورئاسة الجمهورية. في الثامن عشر من مرداد 1360 هـ. ش الموافق لـ 9 آب 1981 م، خرج '''السيد علي الخامنئي''' من المستشفى وعاد إلى الساحة الاجتماعية والسياسية، وبدأ في السادس والعشرين من مرداد 1360 هـ. ش الموافق لـ 17 آب 1981 م بحضور اجتماعات مجلس الشورى الإسلامي.


==أعماله ومؤلفاته==
==أعماله ومؤلفاته==
مستخدم مجهول