مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أصحاب الإمام المهدي (عج)»
ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Madani |
imported>Madani طلا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{تطوير مقال}} | {{تطوير مقال}} | ||
'''أصحاب الإمام المهدي (عج)''' هم تلك الجماعة المؤمنة المصاحبة له والسائرة تحت ركابه في عصر حضوره ( | '''أصحاب الإمام المهدي (عج)''' هم تلك الجماعة المؤمنة المصاحبة له والسائرة تحت ركابه في عصر حضوره (عجل الله تعالي فرجه). وهم الذين يناصرونه (ع) ويستعين بهم في عملية إرساء قواعد حكومة العدل الإلهي التي يرنو لتحقيقها. | ||
خصائص أصحاب الإمام : | خصائص أصحاب الإمام : | ||
قال الإمام الصادق(ع): "كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى الْقَائِمِ (ع) وَأَصْحَابِهِ فِي نَجَفِ الْكُوفَةِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ قَدْ فَنِيَتْ أَزْوَادُهُمْ وَخَلُقَتْ ثِيَابُهُمْ قَدْ أَثَّرَ السُّجُودُ بِجِبَاهِهِمْ، لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ، كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِيدِ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا...". | قال [[الإمام الصادق]](ع): "كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى [[القائم|الْقَائِمِ]] (ع) وَأَصْحَابِهِ فِي [[النجف|نَجَفِ]] [[الكوفة|الْكُوفَةِ]] كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ قَدْ فَنِيَتْ أَزْوَادُهُمْ وَخَلُقَتْ ثِيَابُهُمْ قَدْ أَثَّرَ السُّجُودُ بِجِبَاهِهِمْ، لُيُوثٌ بِالنَّهَارِ [[الرهبانية|رُهْبَانٌ]] بِاللَّيْلِ، كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِيدِ يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا...". | ||
المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص386. | المجلسي، بحار الانوار، ج52، ص386. | ||
وقد أشارت أكثر الروايات إلى كون عدد أصحاب الإمام 313 شخصاً، يجتمعون عنده في مكة المكرمة في ليلة واحدة بطريقة إعجازية ومن شتّى البلدان والبقاع. ومن هؤلاء الأصحاب السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بعد أن يرجع إلى الدنيا، والبعض منهم من صحابة رسول الله | وقد أشارت أكثر الروايات إلى كون عدد أصحاب الإمام 313 شخصاً، يجتمعون عنده في مكة المكرمة في ليلة واحدة بطريقة إعجازية ومن شتّى البلدان والبقاع. ومن هؤلاء الأصحاب السيد [[النبي عيسي بن مريم (المسيح) |المسيح]] عيسى بن مريم (عليه السلام) بعد أن يرجع إلى الدنيا، والبعض منهم من صحابة [[رسول الله]] {{صل}} ك[[سلمان الفارسي]] و[[مالك الأشتر]] النخعي. ويكون للمرأة نصيب بين أصحاب الإمام (عليه السلام). | ||
== مفهوم الأصحاب == | == مفهوم الأصحاب في اللغة == | ||
الأصل الواحد في هذه المادّة: هو العشرة وإدامتها في طريق الحياة، في برنامج ظاهريّ أو باطنيّ، مع شخص أو أمر آخر، وإن كانت العشرة من الطرفين فيعبّر فيها بصيغة المصاحبة الدالّة على الاستدامة. <ref>انظر: التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج6، ص192</ref> | الأصل الواحد في هذه المادّة: هو العشرة وإدامتها في طريق الحياة، في برنامج ظاهريّ أو باطنيّ، مع شخص أو أمر آخر، وإن كانت العشرة من الطرفين فيعبّر فيها بصيغة المصاحبة الدالّة على الاستدامة. <ref>انظر: التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج6، ص192</ref> | ||
وقال في لسان العرب: صحب: صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وصاحبه: عاشره. والصَّحْب: جمع الصاحب مثل راكب وركب. والأَصْحاب: جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ. والصاحب: المُعاشر. <ref>ابن منظور، لسان العرب، ج۱، ص۵۱۹؛ الزبيدي، تاج العروس، ج۳، ص۱۸۱. </ref> | وقال في لسان العرب: صحب: صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وصاحبه: عاشره. والصَّحْب: جمع الصاحب مثل راكب وركب. والأَصْحاب: جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ. والصاحب: المُعاشر. <ref>ابن منظور، لسان العرب، ج۱، ص۵۱۹؛ الزبيدي، تاج العروس، ج۳، ص۱۸۱. </ref> | ||
وقد تكررت المفردة 78 مرّة في القرآن الكريم بعنوان المعاشر، والأهل وزوج الرجل، والجماعة والنصرة و.... | وقد تكررت المفردة 78 مرّة في [[القرآن الكريم]] بعنوان المعاشر، والأهل وزوج الرجل، والجماعة والنصرة و.... | ||
== عدد أصحاب الإمام == | == عدد أصحاب الإمام == | ||
ذكرت الروايات المتعرضة لبيان عدد أصحاب الإمام المهدي (عج) مجموعة من | ذكرت [[الروايات]] المتعرضة لبيان عدد أصحاب الإمام المهدي (عج) مجموعة من الأرقام، الكثير منها تقول أن عدد الذين يجتمعونه حوله عند ظهوره (عليه السلام) (313) كعدد أهل [[معركة بدر|بدر]]. <ref>الصدوق، كمال الدين، ج۷۲، ص۶۵۴ والخصال، ص۶۴۹؛ صفار القمي، بصائر الدرجات، ص۳۱۱؛ الصدوق، عيون آخبار الرضا، ج۱، ص۵۹؛ ابنطاووس، الملاحم، ص۶۴؛ العياشي، تفسير العياشي، ج۲، ص۵۶؛ الطبري، دلائل الإمامة، ص۳۱۹؛ البحراني، المحجة، ص۴۶. </ref> | ||
وهناك روايات تشير إلى أكثر من ذلك؛ حيث حددت طائفة من الروايات الرقم بعشرة آلاف؛ منها ما روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: اذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عز وجل. وفي رواية أخرى: حتَّى يكون في مثل الحلقة. قال الراوي: وما الحلقةُ؟ قال: عشرةُ آلاف رجل. <ref> النعماني، الغيبة، ص۳۰۷؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج۳، ص۵۴۵. </ref>وعن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله (ع): كم يخرج مع القائم (ع) فإنهم يقولون إنّه يخرج معه مثل عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا؟ قال: وما يخرج إلا في أولي قوّة وما تكون أولو القوّة أقل من عشرة آلاف. <ref>الصدوق، كمال الدين، ج۲، ص۶۵۴؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج۳، ص۵۴۸؛ الحويزي، نور الثقلين، ج۴، ص۹۸؛ الحلي، العدد القوية، ص۶۵. </ref> | وهناك روايات تشير إلى أكثر من ذلك؛ حيث حددت طائفة من الروايات الرقم بعشرة آلاف؛ منها ما روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: اذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عز وجل. وفي رواية أخرى: حتَّى يكون في مثل الحلقة. قال الراوي: وما الحلقةُ؟ قال: عشرةُ آلاف رجل. <ref> النعماني، الغيبة، ص۳۰۷؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج۳، ص۵۴۵. </ref>وعن [[أبو بصير (توضيح)|أبي بصير]] قال: سأل رجل من أهل الكوفة [[أبو عبد الله|أبا عبد الله]] (ع): كم يخرج مع القائم (ع) فإنهم يقولون إنّه يخرج معه مثل عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا؟ قال: وما يخرج إلا في أولي قوّة وما تكون أولو القوّة أقل من عشرة آلاف. <ref>الصدوق، كمال الدين، ج۲، ص۶۵۴؛ الحر العاملي، إثبات الهداة، ج۳، ص۵۴۸؛ الحويزي، نور الثقلين، ج۴، ص۹۸؛ الحلي، العدد القوية، ص۶۵. </ref> | ||
بل تجاوزت بعض الروايات ذلك العدد، فقد جاء في الملاحم: ثم يبعث اللّه من عترة رسوله رجلاً معه اثنا عشر ألف مقاتل، أو خمسة عشر ألف مقاتل. <ref>ابن طاووس، الملاحم، ص۶۵ </ref>وهناك روايات أوصلت العدد إلى مائة ألف رجل. <ref>الحر العاملي، إثبات الهداة، ج۳، ص۵۷۸؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۲، ص۳۰۷ و ص۳۶۷؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص۱۹۰. </ref> | بل تجاوزت بعض الروايات ذلك العدد، فقد جاء في [[الملاحم]]: ثم يبعث اللّه من عترة رسوله رجلاً معه اثنا عشر ألف مقاتل، أو خمسة عشر ألف مقاتل. <ref>ابن طاووس، الملاحم، ص۶۵ </ref>وهناك روايات أوصلت العدد إلى مائة ألف رجل. <ref>الحر العاملي، إثبات الهداة، ج۳، ص۵۷۸؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج۵۲، ص۳۰۷ و ص۳۶۷؛ الكاظمي، بشارة الإسلام، ص۱۹۰. </ref> | ||
وقد يتبادر إلى الذهن إبتداءً وجود التعارض بين هذه الروايات؛ ألا أنّ التأمل فيها والنظر إليها نظرة فاحصة يساعدان في معالجة التعارض الظاهري بأن نقول: إن روايات العدد 313 ناظرة إلى بدايات حركة الإمام التي يجتمع خلالها العينة | وقد يتبادر إلى الذهن إبتداءً وجود التعارض بين هذه الروايات؛ ألا أنّ التأمل فيها والنظر إليها نظرة فاحصة يساعدان في معالجة التعارض الظاهري بأن نقول: إن روايات العدد 313 ناظرة إلى بدايات حركة الإمام التي يجتمع خلالها العينة الأساسية والنخبة من أصحاب الإمام والقادة الكبار الذين يمثلون الحلقة الأولى من أصحابه (عليه السلام)، وقد أكدت هذا المعنى الروايات نفسها. <ref>الصدوق، كمال الدين، ج۲، ص۶۷۲؛ النعماني، الغيبة، ص۳۱۵؛ الكليني، الكافي، ج۸، ص۳۱۳؛ البحراني، المحجة، ص۱۹. </ref> إذ جاء في بعضها وصفهم "بأنهم حكام الأرض وعماله عليها وبهم يفتح شرق الأرض وغربها". <ref>النعماني، الغيبة، ص۲۵۲؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج۲، ص۸۴. </ref>فالعدد 313 يمثل القادة والولاة والوزراء ورجال الحكومة العالمية وقادة زمام الأمور فيها بأمر من الإمام (عج). | ||
أمّا الروايات التي تشير إلى عدد عشرة آلاف أو العدد 15 ألف و... فإنّها تشير إلى الحلقات الأخرى من | أمّا الروايات التي تشير إلى عدد عشرة آلاف أو العدد 15 ألف و... فإنّها تشير إلى الحلقات الأخرى من الأنصار والأصحاب الذين يسيرون تحت ركابه عليه السلام. ويشهد لذلك ما روي عن [[يونس بن ظبيان]] قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فذكر أصحاب القائم فقال: ثلاثمائة وثلاثة عشر وكل واحد يرى نفسه في ثلاثمائة. <ref>الطبري، دلائل الإمامة، ص۳۲۰؛ البحراني، المحجة، ص۴۶. </ref> والرواية واضحة في أنّ كل واحد من رجال الحلقة الأولى (313) يقود بنفسه حلقة تتألف من 300 مقاتل. | ||
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام أيضا مفادها: أنّه حينما يأذن | وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضا مفادها: أنّه حينما يأذن الله تعالى للقائم يبايعه 313 من أصحابه فيبقى في [[مكة]] المكرمة حتى يجتمع عنده عشرة آلاف مناصر سار بهم إلى [[المدينة]]. <ref>الحلي، المستجاد، ص۵۱۱. </ref> | ||
== مبايعة الإمام (عليه السلام) == | == مبايعة الإمام (عليه السلام) == |