مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هشام بن الحكم»
←شخصية هشام بن الحكم في الروايات
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ٨٠: | سطر ٨٠: | ||
=== الروايات المادحة === | === الروايات المادحة === | ||
أمّا الروايات المادحة فقد رويت عن كل من [[الإمام الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] و[[الإمام الرضا|الرضا]] و[[الإمام الجواد|الجواد]] {{هم}}، وقد وصفه [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]] {{هم}} بقولهم: رائد حقنا، وسائق قولنا، المؤيد لصدقنا، والدافع لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، | أمّا الروايات المادحة فقد رويت عن كل من [[الإمام الصادق]] و[[الإمام الكاظم|الكاظم]] و[[الإمام الرضا|الرضا]] و[[الإمام الجواد|الجواد]] {{هم}}، وقد وصفه [[الأئمة الإثني عشر|الأئمة]] {{هم}} بقولهم: رائد حقنا، وسائق قولنا، المؤيد لصدقنا، والدافع لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد فيه فقد عادانا وألحد فينا<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 278. ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص 128.</ref>، وإنه كان عبداً ناصحاً، وأوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له،<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 270.</ref> وهو ناصرنا بقلبه ولسانه ويده <ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 172. المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 294.</ref>، وقال له [[الإمام الصادق]]{{ع}}: "يا هشام لا تزال مؤيداً [[روح القدس |بروح القدس]] ما نصرتنا بلسانك".<ref>الشريف المرتضى، الشافي في الأمة، ج 1، ص 85.</ref> | ||
=== الروايات الذامة === | === الروايات الذامة === | ||
أما الروايات الذامة: فقد روي أنّه تسبب في حبس وشهادة [[الإمام الكاظم|الإمام الكاظم]]{{ع}}، ومفادها أنّ [[الإمام الكاظم|الإمام]] {{ع}} أمر هشام بن الحكم بالإمساك عن الكلام: فأمسك هشام ابن الحكم عن الكلام شهراً لم يتكلم، ثم تكلم فأتاه [[عبد الرحمن بن الحجاج |عبد الرحمن بن الحجاج]]، فقال له: سبحان الله، يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام، قال: مثلي لا ينهى عن الكلام، قال أبو يحيى: فلما كان من قابل أتاه [[عبدالرحمن بن الحجاج |عبدالرحمن بن الحجاج]]، فقال له: يا هشام قال لك- أي [[الإمام الكاظم|الإمام]]- أيسرك أن تشرك في دم امرئ [[المسلم|مسلم]]؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فإن سكت وإلا فهو الذبح، فما سكت حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه وآله.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص270-271؛ المامقاني، تنقيح المقال، | أما الروايات الذامة: فقد روي أنّه تسبب في حبس وشهادة [[الإمام الكاظم|الإمام الكاظم]]{{ع}}، ومفادها أنّ [[الإمام الكاظم|الإمام]] {{ع}} أمر هشام بن الحكم بالإمساك عن الكلام: فأمسك هشام ابن الحكم عن الكلام شهراً لم يتكلم، ثم تكلم فأتاه [[عبد الرحمن بن الحجاج |عبد الرحمن بن الحجاج]]، فقال له: سبحان الله، يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام، قال: مثلي لا ينهى عن الكلام، قال أبو يحيى: فلما كان من قابل أتاه [[عبدالرحمن بن الحجاج |عبدالرحمن بن الحجاج]]، فقال له: يا هشام قال لك- أي [[الإمام الكاظم|الإمام]]- أيسرك أن تشرك في دم امرئ [[المسلم|مسلم]]؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فإن سكت وإلا فهو الذبح، فما سكت حتى كان من أمره ما كان صلى الله عليه وآله.<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص270-271؛ المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 298.</ref> | ||
==== ردّ الروايات الذامة ==== | ==== ردّ الروايات الذامة ==== | ||
سطر ٩٠: | سطر ٩٠: | ||
نوقشت الرواية بعِدّة وجوه، منها: | نوقشت الرواية بعِدّة وجوه، منها: | ||
*الوجه الأوّل: إنّ النهي كان وجّه إليه في زمن [[المهدي العباسي]] ثم أُبيح له الكلام، فقد روي أن [[الإمام الكاظم|أبا الحسن الكاظم]] {{ع}} بعث إليه فقال له: كف هذه الأيام عن الكلام فإن الأمر شديد. قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات [[المهدي العباسي |المهدي]] وسكن الأمر، فهذا الأمر الذي كان من أمره وانتهائي، ثم أذن له {{ع}} بالكلام<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، | *الوجه الأوّل: إنّ النهي كان وجّه إليه في زمن [[المهدي العباسي]] ثم أُبيح له الكلام، فقد روي أن [[الإمام الكاظم|أبا الحسن الكاظم]] {{ع}} بعث إليه فقال له: كف هذه الأيام عن الكلام فإن الأمر شديد. قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات [[المهدي العباسي |المهدي]] وسكن الأمر، فهذا الأمر الذي كان من أمره وانتهائي، ثم أذن له {{ع}} بالكلام<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 265-266-269-270.</ref> | ||
*الوجه الثاني: إنّ النهي لم يكن موجهاً إلى هشام من أوّل الأمر، ولذلك قال: "مثلي لا ينهى عن الكلام"،<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، | *الوجه الثاني: إنّ النهي لم يكن موجهاً إلى هشام من أوّل الأمر، ولذلك قال: "مثلي لا ينهى عن الكلام"،<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 270-271.</ref> وقد روي عن [[الإمام الصادق]] {{ع}}أنّه خاطب هشام بن الحكم بقوله: "مثلك فليكلم الناس"<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 173.</ref> يضاف إلى ذلك لو صحّت تلك الرواية لما ترحم عليه كل من الإمامين [[الإمام الرضا|الرضا]] و[[الإمام الجواد|الجواد]] {{هما}}<ref>الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ص 270-278. المامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص297-298.</ref> نعم، وردت في حقه روايات أخرى ذامة ولكنها كلها [[ضعيفة السند |ضعيفة السند]] إلا رواية واحدة صحيحة [[السند |السند]]. لكنّها- كما قال [[السيد الخوئي |السيد الخوئي]] في ترجمته لهشام: لا تقاوم الروايات الكثيرة وفيها الصحاح، التي قد دلّت على جلالة هشام بن الحكم وعظمته، على أن مضمون الرواية باطل في نفسه، فإنما علمنا من الخارج أنّ سبب قتل [[الإمام موسى الكاظم عليه السلام|موسى]] بن [[الإمام جعفر الصادق|جعفر]] {{هما}}لم يكن مناظرات هشام، بل مناظراته إنما سببت الإضرار بنفس هشام، بل إن هشاماً قد امتنع عن الكلام حينما نهاه [[الإمام الكاظم عليه السلام|الإمام]] {{ع}} عن ذلك<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 298.</ref> | ||
*الوجه الثالث: وهناك وجه آخر للرد مفادهز لو صحت الروايات الذامة فيمكن حملها على التقية للحفاظ على سلامة هشام من القتل نظير ما صدر من [[الإمام الصادق|الإمام]] في ذم [[زرارة بن أعين]].<ref>المامقاني، تنقيح المقال، | *الوجه الثالث: وهناك وجه آخر للرد مفادهز لو صحت الروايات الذامة فيمكن حملها على التقية للحفاظ على سلامة هشام من القتل نظير ما صدر من [[الإمام الصادق|الإمام]] في ذم [[زرارة بن أعين]].<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 3، ص 298. أسعدي، هشام بن الحكم، ص 35-43.</ref> | ||
== مكانته العلمية == | == مكانته العلمية == |