مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المعاد»
←بواعث إنكار المعاد
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ١٤٤: | سطر ١٤٤: | ||
'''الباعث الثاني''': التحلل من القيود والحدود: إنّ الإيمان بالمبدأ والمعاد، لا يتلخّص في الإقرار اللساني، بل المؤمن يحمل مسؤولية خاصة أمام اللَّه سبحانه في الحياة الدنيوية، ولازم هذه المسؤولية، الالتزام بحدودٍ وقيودٍ تصُدُّه عن التحلل والإنخراط في الملاذ والشهوات والانهماك في إشباع الغرائز الحيوانية. وقد كان الالتذاذ واتّباع الهوى، غاية المنى لأكثر المنكرين، وكان يسود عليهم سيادة الإله على خلقه، قال سبحانه: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا.﴾ <ref>الفرقان: 43 </ref> | '''الباعث الثاني''': التحلل من القيود والحدود: إنّ الإيمان بالمبدأ والمعاد، لا يتلخّص في الإقرار اللساني، بل المؤمن يحمل مسؤولية خاصة أمام اللَّه سبحانه في الحياة الدنيوية، ولازم هذه المسؤولية، الالتزام بحدودٍ وقيودٍ تصُدُّه عن التحلل والإنخراط في الملاذ والشهوات والانهماك في إشباع الغرائز الحيوانية. وقد كان الالتذاذ واتّباع الهوى، غاية المنى لأكثر المنكرين، وكان يسود عليهم سيادة الإله على خلقه، قال سبحانه: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا.﴾ <ref>الفرقان: 43 </ref> | ||
و لمّا كان الاعتقاد بالمعاد، منافٍ لهذا المبدأ الحيواني، أنكروه بحجج واهية، ويشير الذكر الحكيم إلى هذا الباعث، بقوله: ﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾ <ref> القيامة: 3-6 </ref> فالآية الأُولى تذكر معتقدهم وإنكارهم، والآية الثانية تذكر باعث إنكارهم، وأنّه ليس هو ما يتظاهرون به من عدم إمكان جمع العظام، وإنّما هو رغبتهم في أن يرفعوا كل عائق يحدّ من انغماسهم في الملذات، وكلّ رادع يصدّهم عن إرضاء الغرائز البهيميّة. وقوله: "لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ"، بمعنى ليشقّ أمامه، ولا يرتدع بشيء من القوانين والتشريعات. <ref>جعفر السبحاني، الالهيات، | و لمّا كان الاعتقاد بالمعاد، منافٍ لهذا المبدأ الحيواني، أنكروه بحجج واهية، ويشير الذكر الحكيم إلى هذا الباعث، بقوله: ﴿أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾ <ref> القيامة: 3-6 </ref> فالآية الأُولى تذكر معتقدهم وإنكارهم، والآية الثانية تذكر باعث إنكارهم، وأنّه ليس هو ما يتظاهرون به من عدم إمكان جمع العظام، وإنّما هو رغبتهم في أن يرفعوا كل عائق يحدّ من انغماسهم في الملذات، وكلّ رادع يصدّهم عن إرضاء الغرائز البهيميّة. وقوله: "لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ"، بمعنى ليشقّ أمامه، ولا يرتدع بشيء من القوانين والتشريعات. <ref>جعفر السبحاني، الالهيات، ج 4، ص 181. </ref> | ||
'''الباعث الثالث''': يتمثل بوجود بعض الشبهات التي تواجه المعاد التي لم يتمكن المنكرون من الإجابة عنها فمالوا إلى إنكار أصل القضية. | '''الباعث الثالث''': يتمثل بوجود بعض الشبهات التي تواجه المعاد التي لم يتمكن المنكرون من الإجابة عنها فمالوا إلى إنكار أصل القضية. |