انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فروع الدين»

أُضيف ٢٬٩٦٠ بايت ،  ٩ يناير ٢٠٢٢
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Rezvani
ط (پیوند میان ویکی در ویکی داده و حذف آن از مبدا ویرایش)
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{الأحكام}}
{{الأحكام}}


'''فروع الدين''' هو اصطلاح ديني بمعنى الأحكام العملية [[الإسلام|للإسلام]]، وهي تُطلَق في قبال [[أصول الدين]]. وقد اشتُهِر أنّ فروع الدين عشرة، وهي: [[الصلاة]]، [[الصوم]]، [[الزكاة]]، [[الخمس]]، [[الحج]]، [[الجهاد]]، [[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|الأمر بالمعروف]]، [[النهي عن المنكر]]، [[التولي|التولّي]] و[[التبري|التبرّي]].
'''فروع الدين''' هي الأحكام العملية [[الإسلام|للإسلام]] التي [[واجب|يجب]]  العمل بها على [[التكليف|المكلّف]]، وهي تُطلَق في قبال [[أصول الدين]] بمعنى المعتقدات الأساسية الإسلامية التي يشترط للمسلم الاعتقاد بها. ذهب علماء [[الشيعة الإمامية]] أنّ فروع الدين الإسلامي هي عشرة: [[الصلاة]]، {{و}}[[الصوم]]، {{و}}[[الزكاة]]، {{و}}[[الخمس]]، {{و}}[[الحج]]، {{و}}[[الجهاد]]، {{و}}[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|الأمر بالمعروف]]، {{و}}[[النهي عن المنكر]]، {{و}}[[التولي|التولّي]] {{و}}[[التبري|التبرّي]].


لا يوجد في كتب [[الشيعة]] مثل هذا التقسيم، ولعله تمّ اللجوء إليه في الكتب التعليمية كما قد ذكر البعض. وهذا التقسيم قد يرد عليه إشكالات، إلا أنّنا ذكرناه بناءً على كونه مما اشتهر على الألسن. أمّا اصطلاحاً عند [[الشيعة]]، فإنّ الفروع تشمل الفروع الفقهية من الطهارة والصلاة إلى [[الحدود]] [[والديات|والديّات]].
يتمّ استنباط فروع الدين وأحكامها من المصادر الرئيسية، وهي [[القرآن|الكتاب]] {{و}}[[السنة|سنّة]] [[المعصومين]]، والعقل، {{و}}[[الإجماع]]، وبحسب [[فتاوى]] [[الفقهاء]] يجب على المسلم تعلّم الأحكام التي يحتاج إليها في حياته اليومية.


==أقسام تعاليم الإسلام==
==أقسام تعاليم الإسلام==
ورد في كتب الروايات عن [[الرسول الأكرم |الرسول الأكرم]] {{صل}} تقسيم العلم إلى ثلاثة أقسام، فقد ذُكِر قوله {{صل}}:  "إِنَّما العلمُ ثلاثة [[آية ( قرآن)|آيةٌ]] محكمة أو فريضةٌ عادلة أو سُنَّةٌ قائمة وما خلاهُنّ فهو فضل".<ref>الكليني، الكافي، ج. 1، ص: 32</ref><ref>العاملي، الوسائل، ج. 17, ص: 327</ref>
ورد في كتب الروايات عن [[الرسول الأكرم |الرسول الأكرم]] {{صل}} تقسيم العلم إلى ثلاثة أقسام، فقد ذُكِر قوله {{صل}}:  "إِنَّما العلمُ ثلاثة آيةٌ محكمة أو فريضةٌ عادلة أو سُنَّةٌ قائمة وما خلاهُنّ فهو فضل".<ref>الكليني، الكافي، ج. 1، ص: 32</ref><ref>العاملي، الوسائل، ج. 17, ص: 327</ref>


بناء على هذه الرواية تمّ تقسيم العلم إلى:
بناء على هذه الرواية تمّ تقسيم العلم إلى:
#'''العقائد والأصول''': أمّا استفادتهم لعلم العقائد و[[أصول الدين|الأصول]] من هذه الرواية فمن قوله {{صل}} '''آية محكمة'''؛ إذ الإحكام يعني الإبرام. وقد ذكر [[العلامة المجلسي]] في [[بحار الأنوار (كتاب)|بحاره]] تعليقاً على الآية المحكمة كونها واضحة الدلالة أو غير منسوخة فإنّ المتشابه والمنسوخ لا ينتفع بهما كثيرا من حيث المعنى.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج.1 ، ص:211-212</ref>
#'''العقائد والأصول''': أمّا استفادتهم لعلم العقائد {{و}}[[أصول الدين|الأصول]] من هذه الرواية فمن قوله {{صل}} '''آية محكمة'''؛ إذ الإحكام يعني الإبرام. وقد ذكر [[العلامة المجلسي]] في [[بحار الأنوار]] تعليقاً على الآية المحكمة كونها واضحة الدلالة أو غير منسوخة فإنّ المتشابه والمنسوخ لا ينتفع بهما كثيرا من حيث المعنى.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج.1 ، ص:211-212</ref>
#'''الأخلاق''': أمّأ استفادتهم لعلم الأخلاق فإنما كان من قوله {{صل}}: '''سنة قائمة'''؛ إذ السُّنّة هي الأمور المستحبة، ففيها مراعاة للجنبة الأخلاقية. وقد ذكر [[العلامة المجلسي]] أنّ المراد بالسُّنّة المستحبات أو ما عٌلم بالسّنة وإن كان واجباً.
#'''الأخلاق''': أمّأ استفادتهم لعلم الأخلاق فإنما كان من قوله {{صل}}: '''سنة قائمة'''؛ إذ السُّنّة هي الأمور المستحبة، ففيها مراعاة للجنبة الأخلاقية. وقد ذكر [[العلامة المجلسي]] أنّ المراد بالسُّنّة المستحبات أو ما عٌلم بالسّنة وإن كان واجباً.
#'''الفقه''': أمّأ استفادتهم لعلم الفقه فإنما كان من قوله {{صل}}: '''فريضة عادلة'''؛إذ الفريضة هي ما فرضه الله سبحانه و تعالى على المكلّف، ففهموا من ذلك الفرائض التي أوجبها الله عزّ وجلّ على المكلف وذلك علم الفقه. وقد ذكر [[العلامة المجلسي]] أنّ الأظهر أن يكون المراد منها مطلق الفرائض أي الواجبات أو ما عُلم وجوبه من [[القرآن |القرآن]].<ref>ن. م</ref>
#'''الفقه''': أمّأ استفادتهم لعلم الفقه فإنما كان من قوله {{صل}}: '''فريضة عادلة'''؛إذ الفريضة هي ما فرضه الله سبحانه و تعالى على المكلّف، ففهموا من ذلك الفرائض التي أوجبها الله عزّ وجلّ على المكلف وذلك علم الفقه. وقد ذكر [[العلامة المجلسي]] أنّ الأظهر أن يكون المراد منها مطلق الفرائض أي الواجبات أو ما عُلم وجوبه من [[القرآن |القرآن]].<ref>ن. م</ref>


==منشأ هذا التقسيم==
==منشأ هذا التقسيم==
إذا نظرنا إلى روايات [[اهل البيت(ع)|أئمة أهل البيت]] عليهم السلام، فإننا لن نجد ذكراً لفروع الدين بهذه الكيفية، بل حتى لم تُذكر أصول الدين كذلك. غير أننا نَجِدُ ذِكراً لدعائم [[الإسلام]] أو ما بُنِيَ عليه [[الإسلام]]؛ فقد ورد عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] {{عليه السلام}}: بُنِي [[الاسلام]] على خمس: على [[الصلاة]] و[[الزكاة]] و[[الصوم]] و[[الحج]] و[[الولاية]] ولم يُنادَ بشئٍ كما نُوديَ ب[[الولاية]].<ref>الكليني، الكافي، ج. 2، ص. 18</ref> وقد وردت أكثر من رواية بهذا المعنى، ولكننا لا نجد التقسيم المعاصر [[أصول الدين|للأصول]] والفروع -أي [[أصول الدين|الأصول]] إلى خمسة والفروع إلى عشرة- ينسجم مع ذلك.<ref>راجع الكليني، الكافي، ج. 2، ص. 18 - 24</ref>
إذا نظرنا إلى روايات [[اهل البيت(ع)|أئمة أهل البيت]] عليهم السلام، فإننا لن نجد ذكراً لفروع الدين بهذه الكيفية، بل حتى لم تُذكر أصول الدين كذلك. غير أننا نَجِدُ ذِكراً لدعائم [[الإسلام]] أو ما بُنِيَ عليه [[الإسلام]]؛ فقد ورد عن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] {{عليه السلام}}: بُنِي [[الاسلام]] على خمس: على [[الصلاة]] {{و}}[[الزكاة]] {{و}}[[الصوم]] {{و}}[[الحج]] {{و}}[[الولاية]] ولم يُنادَ بشئٍ كما نُوديَ ب[[الولاية]].<ref>الكليني، الكافي، ج. 2، ص. 18</ref> وقد وردت أكثر من رواية بهذا المعنى، ولكننا لا نجد التقسيم المعاصر [[أصول الدين|للأصول]] والفروع -أي [[أصول الدين|الأصول]] إلى خمسة والفروع إلى عشرة- ينسجم مع ذلك.<ref>راجع الكليني، الكافي، ج. 2، ص. 18 - 24</ref>


وقد ذهب بعضهم إلى تقسيم آخر [[أصول الدين|للأصول]] والفروع، فقال: إذا كان لعقيدةٍ أو عملٍ دورٌ أساس مهمّ في بثّ القيم [[الإسلام]]ية في المجتمع- بحيث إنّ [[الإسلام]] يفقد مفهومه الحقيقي بدون ذلك- فإنّ تلك العقيدة أو العمل هما من الأصول الأساسية لهذا النظام الربّانيّ، وإذا لم يكن لهما مِثلُ هذا الدَّور فهما من فروع الدين.<ref>الريشهري، القيادة في الإسلام، ص. 126</ref>
وقد ذهب بعضهم إلى تقسيم آخر [[أصول الدين|للأصول]] والفروع، فقال: إذا كان لعقيدةٍ أو عملٍ دورٌ أساس مهمّ في بثّ القيم [[الإسلام]]ية في المجتمع- بحيث إنّ [[الإسلام]] يفقد مفهومه الحقيقي بدون ذلك- فإنّ تلك العقيدة أو العمل هما من الأصول الأساسية لهذا النظام الربّانيّ، وإذا لم يكن لهما مِثلُ هذا الدَّور فهما من فروع الدين.<ref>الريشهري، القيادة في الإسلام، ص. 126</ref>
سطر ٢٢: سطر ٢٢:
وهناك أيضاً من المعاصرين من قسّم [[أصول الدين|الأصول]] إلى [[أصول الدين|أصول]] وفروع، فجعل في فروع الأصول ما نسمّيه أصول المذهب، وقسّم الفروع أيضاً إلى أصول وفروع وفروع للفروع، فقال: جديرٌ بالذكر: أنّ أصول الدين وأركانه وإن كان لها فروع كما تقدّم، إلا أنها هي الأخرى لها أصلٌ تنتهي إليه، وهو أصل [[التوحيد]]؛ ف[[التوحيد]] هو أصل الأصول، وأمّا غير ذلك من العقائد -من قبيل [[العصمة]]- فهي من فروع الأصول، والكلام هو الكلام في فروع الدين، فإنّ لها أصلاً ثابتاً وهو [[الصلاة]]، وما عداها من العبادات والمسائل الشرعية متفرّعةٌ عليها. ف[[الصلاة]] هي الأصل العملاني الأول لما دونها من فروع، وأمّا الأمور العملانية الأخلاقية فإنها فروع فروع الدين، فتكون فروع الدين كالتالي:
وهناك أيضاً من المعاصرين من قسّم [[أصول الدين|الأصول]] إلى [[أصول الدين|أصول]] وفروع، فجعل في فروع الأصول ما نسمّيه أصول المذهب، وقسّم الفروع أيضاً إلى أصول وفروع وفروع للفروع، فقال: جديرٌ بالذكر: أنّ أصول الدين وأركانه وإن كان لها فروع كما تقدّم، إلا أنها هي الأخرى لها أصلٌ تنتهي إليه، وهو أصل [[التوحيد]]؛ ف[[التوحيد]] هو أصل الأصول، وأمّا غير ذلك من العقائد -من قبيل [[العصمة]]- فهي من فروع الأصول، والكلام هو الكلام في فروع الدين، فإنّ لها أصلاً ثابتاً وهو [[الصلاة]]، وما عداها من العبادات والمسائل الشرعية متفرّعةٌ عليها. ف[[الصلاة]] هي الأصل العملاني الأول لما دونها من فروع، وأمّا الأمور العملانية الأخلاقية فإنها فروع فروع الدين، فتكون فروع الدين كالتالي:
#الأصل العملاني الأول لفروع الدين، وهو [[الصلاة]].
#الأصل العملاني الأول لفروع الدين، وهو [[الصلاة]].
#فروع الأصل العملاني الأول، وهي: [[الصوم]] و[[الحج|الحجّ]] و[[الزكاة]]، وغير ذلك من أحكام شرعية لزومية.
#فروع الأصل العملاني الأول، وهي: [[الصوم]] {{و}}[[الحج|الحجّ]] {{و}}[[الزكاة]]، وغير ذلك من أحكام شرعية لزومية.
#فروع فروع الدين، وهي الأمور العملانيّة الثانوية المتمثلة بالأخلاق.<ref>الحيدري، فقه العقيدة، ص. 52</ref>
#فروع فروع الدين، وهي الأمور العملانيّة الثانوية المتمثلة بالأخلاق.<ref>الحيدري، فقه العقيدة، ص. 52</ref>


وذكر الشيخ كاشف الغطاء بأنّ الدين هو علم وعمل؛ ف[[أركان الإسلام]] هي [[التوحيد]] و[[النبوة]] و[[المعاد]]، والركن الرابع هو العمل بدعائم [[الإسلام]] وهي: [[الصلاة]] ، و[[الصوم]] ، و[[الزكاة]] ، و[[الحج]] ، و[[الجهاد]]. ومن يعتقد بالأركان الثلاثة يكون مسلماً محقوناً دمه، دون أن يكون ذلك مختصّاً ب[[الشيعة]].<ref>كاشف الغطاء، أصل الشيعة وأصولها، ص. 209-210(بتصرف)</ref> فنلاحظ أن هناك شبه تسالم على أن الفروع هي الجنبة العملية [[الإسلام|للإسلام]].
وذكر الشيخ كاشف الغطاء بأنّ الدين هو علم وعمل؛ ف[[أركان الإسلام]] هي [[التوحيد]] {{و}}[[النبوة]] {{و}}[[المعاد]]، والركن الرابع هو العمل بدعائم [[الإسلام]] وهي: [[الصلاة]] ، {{و}}[[الصوم]] ، {{و}}[[الزكاة]] ، {{و}}[[الحج]] ، {{و}}[[الجهاد]]. ومن يعتقد بالأركان الثلاثة يكون مسلماً محقوناً دمه، دون أن يكون ذلك مختصّاً ب[[الشيعة]].<ref>كاشف الغطاء، أصل الشيعة وأصولها، ص. 209-210(بتصرف)</ref> فنلاحظ أن هناك شبه تسالم على أن الفروع هي الجنبة العملية [[الإسلام|للإسلام]].


==فروع الدين==
==فروع الدين==
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
و التقسيم المتقدم لا يعني بأنها فقط هذه هي فروع الدين، بل لعلّه اشتُهر لكونها الأهم.
و التقسيم المتقدم لا يعني بأنها فقط هذه هي فروع الدين، بل لعلّه اشتُهر لكونها الأهم.


ولكنّ الحقيقة أنّ فروع الدين تشمل كل الأحكام العمليّة ل[[الإسلام|لإسلام]]، فتشمل العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية؛ بتعبير أكثر وضوحاً فإنها تشمل كل الأبواب الفقهية ابتداءً من [[الطهارة]] و[[الصلاة]] إلى الحدود والقصاص والديات مروراً بالزواج والطلاق والمتاجر من بيع وصلح وهبة و.... هذا كلّه إذا كان نظرنا إلى فروع الدين كأحكام عملية في قبال العقائد.
ولكنّ الحقيقة أنّ فروع الدين تشمل كل الأحكام العمليّة ل[[الإسلام|لإسلام]]، فتشمل العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية؛ بتعبير أكثر وضوحاً فإنها تشمل كل الأبواب الفقهية ابتداءً من [[الطهارة]] {{و}}[[الصلاة]] إلى الحدود والقصاص والديات مروراً بالزواج والطلاق والمتاجر من بيع وصلح وهبة و.... هذا كلّه إذا كان نظرنا إلى فروع الدين كأحكام عملية في قبال العقائد.


ويمكن الملاحظة أنّ هذه الفروع منها ما يختصّ بعلاقة الإنسان بربّه ك[[الطهارة]] و[[الصلاة]]، ومنها ما يُنظّم علاقة الإنسان بالآخر. فنرى بذلك أنّ [[الإسلام]] يُعنى بالفرد والمجتمع لذا لم يُهمل أيّ طرفٍ منهما في سبيل تحقيق الهداية للناس أجمعين.
ويمكن الملاحظة أنّ هذه الفروع منها ما يختصّ بعلاقة الإنسان بربّه ك[[الطهارة]] {{و}}[[الصلاة]]، ومنها ما يُنظّم علاقة الإنسان بالآخر. فنرى بذلك أنّ [[الإسلام]] يُعنى بالفرد والمجتمع لذا لم يُهمل أيّ طرفٍ منهما في سبيل تحقيق الهداية للناس أجمعين.


وكان أهل العامة يقولون فلان شافعي الفروع أو حنفي الفروع في إشارة منهم إلى أن فلان يتبع الشافعي أو أبا حنيفة في الفروع الفقهية. فلعل علماءنا، وتماشياً معهم، لجأوا إلى هذا التقسيم.
وكان أهل العامة يقولون فلان شافعي الفروع أو حنفي الفروع في إشارة منهم إلى أن فلان يتبع الشافعي أو أبا حنيفة في الفروع الفقهية. فلعل علماءنا، وتماشياً معهم، لجأوا إلى هذا التقسيم.
سطر ٥٤: سطر ٥٤:
==الفرق بين أصول الدين وفروعه==
==الفرق بين أصول الدين وفروعه==


الفرق بين [[أصول الدين|الأصول]] والفروع الضرورية، أنّ الذي لا يدين بأحد [[أصول الدين|الأصول]] يكون خارجاً عن [[الإسلام]]، جاهلاً كان أم غير جاهل، أمّا الذي لا يدين بفرع ضروري، ك[[الصلاة]] و[[الزكاة]]، فإن كان ذلك مع العلم بصدوره عن [[الرسول الأعظم|الرسول]] {{صل}}، فهو غير مسلم، لأنه إنكار ل[[النبوة|لنبوة]] نفسها، وإن كان جاهلاً بصدوره عن الرسالة، كما لو نشأ في بيئة بعيدة عن [[الإسلام]] والمسلمين، فلا يضرّ ذلك ب[[الإسلام|إسلامه]] إذا كان ملتزماً بكل ما جاء به [[الرسول الأعظم|الرسول]] {{صل}}، ولو على سبيل الاجمال، فالتدين ب[[أصول الدين|الأصول]] أمرٌ لا بدّ منه للمسلم، ولا يعذر فيها الجاهل، أمّا إنكار الأحكام الفرعية الضرورية فضلاً عن الجهل بها، فلا يضر ب[[الإسلام|إسلام]] المسلم إلا مع العلم بأنها من الدين. <ref>مغنية، الشيعة في الميزان، ص. 268</ref>
الفرق بين [[أصول الدين|الأصول]] والفروع الضرورية، أنّ الذي لا يدين بأحد [[أصول الدين|الأصول]] يكون خارجاً عن [[الإسلام]]، جاهلاً كان أم غير جاهل، أمّا الذي لا يدين بفرع ضروري، ك[[الصلاة]] {{و}}[[الزكاة]]، فإن كان ذلك مع العلم بصدوره عن [[الرسول الأعظم|الرسول]] {{صل}}، فهو غير مسلم، لأنه إنكار ل[[النبوة|لنبوة]] نفسها، وإن كان جاهلاً بصدوره عن الرسالة، كما لو نشأ في بيئة بعيدة عن [[الإسلام]] والمسلمين، فلا يضرّ ذلك ب[[الإسلام|إسلامه]] إذا كان ملتزماً بكل ما جاء به [[الرسول الأعظم|الرسول]] {{صل}}، ولو على سبيل الاجمال، فالتدين ب[[أصول الدين|الأصول]] أمرٌ لا بدّ منه للمسلم، ولا يعذر فيها الجاهل، أمّا إنكار الأحكام الفرعية الضرورية فضلاً عن الجهل بها، فلا يضر ب[[الإسلام|إسلام]] المسلم إلا مع العلم بأنها من الدين. <ref>مغنية، الشيعة في الميزان، ص. 268</ref>




سطر ٧٣: سطر ٧٣:


=====التقليد في الفروع=====
=====التقليد في الفروع=====
ذكر [[صاحب العروة]] في المسألة الأولى من باب [[الإجتهاد]] و[[التقليد]]:
ذكر [[صاحب العروة]] في المسألة الأولى من باب [[الإجتهاد]] {{و}}[[التقليد]]:
:«يجب على كل مكلّف في عبادته ومعاملاته أن يكون [[الإجتهاد|مجتهداً]] أو [[التقليد|مقلّداً]] أو [[الإحتياط|محتاطاً]]».<ref>اليزدي، العروة الوثقى، ج. 1، ص. 17</ref>
:«يجب على كل مكلّف في عبادته ومعاملاته أن يكون [[الإجتهاد|مجتهداً]] أو [[التقليد|مقلّداً]] أو [[الإحتياط|محتاطاً]]».<ref>اليزدي، العروة الوثقى، ج. 1، ص. 17</ref>


سطر ٨٥: سطر ٨٥:


==اختلاف المذاهب الإسلامية في الفروع==
==اختلاف المذاهب الإسلامية في الفروع==
كانت أمة [[الرسول الأعظم|محمد]] {{صل}} على مذهب واحد في الأحكام الشرعية حيث كان الجميع يأخذ معالم دينه عنه {{صل}}. ثم بعد شهادته {{صل}} كانت الأمة تأخذ معالم دينها عن [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} حيث ذكر [[الصحابة]] ذلك بصريح عباراتهم. وبعد استشهاده {{عليه السلام}} كانت الأمة ترجع إلى [[أئمة الشيعة|الأئمة]] عليهم السلام من ولده حتى عصر المنصور العباسي حيث برزت [[المذاهب الأربعة]] وبدأ العمل بالقياس والإستحسان والإجتهاد. أمّا السبب في ذلك فمردّه لأمور سياسية؛ فكان [[الإمام الصادق عليه السلام|للإمام الصادق]] {{عليه السلام}} مجلس يحضره حوالي أربعة آلاف شخص ينهلون من معين علمه {{عليه السلام}}، فخاف المنصور العباسي على ملكه من اجتماع الناس حول الإمام{{عليه السلام}}  فأمر أبي حنيفة ومالك -اللذين كانا ممن يحضر في مجلسه {{عليه السلام}}- باعتزاله {{عليه السلام}} وإحداث مذهب غير مذهبه {{عليه السلام}}. فاعتزل أبو حنيفة وأسّس مذهباً اعتمد فيه القياس والإستحسان و... ثم اعتزل مالك وأسّس مذهباً آخر أعمل فيه الرأي وهكذا. وفي النهاية استقرت مذاهبهم على أربعة وبقيت [[الشيعة]] على ما كان عليه [[رسول الله]] {{صل}} و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]] عليهم السلام.<ref>ابن صلاح البحراني، إلزام النواصب، ص. 104-108 (بتصرف)</ref>
كانت أمة [[الرسول الأعظم|محمد]] {{صل}} على مذهب واحد في الأحكام الشرعية حيث كان الجميع يأخذ معالم دينه عنه {{صل}}. ثم بعد شهادته {{صل}} كانت الأمة تأخذ معالم دينها عن [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} حيث ذكر [[الصحابة]] ذلك بصريح عباراتهم. وبعد استشهاده {{عليه السلام}} كانت الأمة ترجع إلى [[أئمة الشيعة|الأئمة]] عليهم السلام من ولده حتى عصر المنصور العباسي حيث برزت [[المذاهب الأربعة]] وبدأ العمل بالقياس والإستحسان والإجتهاد. أمّا السبب في ذلك فمردّه لأمور سياسية؛ فكان [[الإمام الصادق عليه السلام|للإمام الصادق]] {{عليه السلام}} مجلس يحضره حوالي أربعة آلاف شخص ينهلون من معين علمه {{عليه السلام}}، فخاف المنصور العباسي على ملكه من اجتماع الناس حول الإمام{{عليه السلام}}  فأمر أبي حنيفة ومالك -اللذين كانا ممن يحضر في مجلسه {{عليه السلام}}- باعتزاله {{عليه السلام}} وإحداث مذهب غير مذهبه {{عليه السلام}}. فاعتزل أبو حنيفة وأسّس مذهباً اعتمد فيه القياس والإستحسان و... ثم اعتزل مالك وأسّس مذهباً آخر أعمل فيه الرأي وهكذا. وفي النهاية استقرت مذاهبهم على أربعة وبقيت [[الشيعة]] على ما كان عليه [[رسول الله]] {{صل}} {{و}}[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]] عليهم السلام.<ref>ابن صلاح البحراني، إلزام النواصب، ص. 104-108 (بتصرف)</ref>


وتبعاً لاعتماد أساليب مختلفة في الإستنباط حيث لجأ رؤساء تلك المذاهب إلى القياس والإستحسان<ref>البحراني، كشف المهم في طريق خبر غدير خم، ص. 50: "بل الفروع عندهم تؤخذ عندهم بالقياس والاستحسان"</ref>، فإنّ ذلك سيؤدي إلى أن يكون هناك اختلاف في الفروع الفقهية عن مذهب [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] عليهم السلام.
وتبعاً لاعتماد أساليب مختلفة في الإستنباط حيث لجأ رؤساء تلك المذاهب إلى القياس والإستحسان<ref>البحراني، كشف المهم في طريق خبر غدير خم، ص. 50: "بل الفروع عندهم تؤخذ عندهم بالقياس والاستحسان"</ref>، فإنّ ذلك سيؤدي إلى أن يكون هناك اختلاف في الفروع الفقهية عن مذهب [[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت]] عليهم السلام.
سطر ١١٣: سطر ١١٣:


{{قالب:فروع الدين}}
{{قالب:فروع الدين}}
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:فروع الدين]]
[[Category:مقالات أساسية]]


[[تصنيف:فروع الدين]]
[[تصنيف:فروع الدين]]
[[تصنيف:مقالات أساسية]]
[[تصنيف:مقالات أساسية]]
مستخدم مجهول