انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التبري»

أُزيل ٣٢ بايت ،  ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧
imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ٨٦: سطر ٨٦:
شاءت الارادة الإلهية أن تنسجم الأحكام والتشريعات الإلهية مع الفطرة الإنسانية؛ باعتبار أنّ الانسان موجود يتوفر فضلاً عن قواه المعرفية على عواطف وأحساسيس ومشاعر خاصّة تدور بين النفي والإيجاب. ومن الطبيعي جدّاً أن تكون المشاعر السلبية كالغضب والغم والبكاء و... قد خلقت في الانسان لحكمة وغاية صحيحة، والّا استلزم وجود عنصر عبثي ضمن التركيبة البشرية. ومن هنا نجد في مقابل الحبّ، عنصر البغض والعداء، فكما أنّ الفطرة البشرية تقتضي الميل نحو من يحسن إليها كذلك تقتضي التنفر والابتعاد عن المسيئ.
شاءت الارادة الإلهية أن تنسجم الأحكام والتشريعات الإلهية مع الفطرة الإنسانية؛ باعتبار أنّ الانسان موجود يتوفر فضلاً عن قواه المعرفية على عواطف وأحساسيس ومشاعر خاصّة تدور بين النفي والإيجاب. ومن الطبيعي جدّاً أن تكون المشاعر السلبية كالغضب والغم والبكاء و... قد خلقت في الانسان لحكمة وغاية صحيحة، والّا استلزم وجود عنصر عبثي ضمن التركيبة البشرية. ومن هنا نجد في مقابل الحبّ، عنصر البغض والعداء، فكما أنّ الفطرة البشرية تقتضي الميل نحو من يحسن إليها كذلك تقتضي التنفر والابتعاد عن المسيئ.


والجدير بالذكر هنا أنّ الانسان المؤمن لا يتخذ من مصالحه الشخصية وميوله النفسيه والمادية معياراً للتبري والتولي وإنما يجعل المعيار الذي يحرك بوصلته بالاتجاهات المتعددة هو محور الدين والقيم السماوية؛ وذلك لما لهذا الأمر من خطر على مستقبل الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية فالعداء والخصومة فيها تعني جرّ الانسان إلى السير بالاتجاه المعاكس للرسالة كما يستفاد ذلك من الآية السادسة من سورة فاطر : {{قرآن | إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ...﴿٦﴾}}<ref>سورة الفاطر، الآيه ۶</ref>
والجدير بالذكر هنا أنّ الانسان المؤمن لا يتخذ من مصالحه الشخصية وميوله النفسيه والمادية معياراً للتبري والتولي وإنما يجعل المعيار الذي يحرك بوصلته بالاتجاهات المتعددة هو محور الدين والقيم السماوية؛ وذلك لما لهذا الأمر من خطر على مستقبل الإنسان وسعادته الدنيوية والأخروية، فالعداء والخصومة فيها تعني جرّ الانسان إلى السير بالاتجاه المعاكس للرسالة كما يستفاد ذلك من الآية السادسة من سورة فاطر : {{قرآن | إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}}<ref>سورة فاطر: 6</ref>


لو أنه يجب المودة مع أولياء الله، لا بد من العداوة ضد أعداء الله. هذه هي الفطرة الإنسانية و هي عامل للتكامل و السعادة الإنسانية. لو لم يكن هناك «عداوة» ضد أعداء الله، شيئا فشيئا يتحول السلوك الإنساني معهم سلوكا وُدِّيا، و إثر المعاشرة، يتأثر من سلوكهم و يقبل كلامهم و آرائهم و من ثم يتحول إلى شيطان مثلهم.
لو أنه يجب المودة مع أولياء الله، لا بد من العداوة ضد أعداء الله. هذه هي الفطرة الإنسانية و هي عامل للتكامل والسعادة الإنسانية. لو لم يكن هناك «عداوة» ضد أعداء الله، شيئا فشيئا يتحول السلوك الإنساني معهم سلوكا وُدِّيا، وإثر المعاشرة، يتأثر من سلوكهم و يقبل كلامهم و آرائهم و من ثم يتحول إلى شيطان مثلهم.


علما أنّ الموقف الرادع للأعداء يخلق لدى الانسان نظاماً دفاعياً يحصنه من الأخطار والمضار التي تواجهه. فكما أنّ البدن مزود بنظامي جذب ودفع، يقوم الأوّل بجذب المواد النافعة والمنسجة مع التركيبة العضوية للبدن ويقوم الثاني بطرد العناصر المضرة كالميكروبات والسموم، كذلك يوجد في العنصر الثاني من المركب البشري (الروح) عنصر الجذب والدفع لاستقطاب العناصر والعوامل المؤثرة في تكامل النفس والتقرب من الجماعات التي تساعدنا في تحقيق هذا الغرض لنتخذ منهم اصدقاء ننتفع بعلمهم وكمالهم ونهتدي بهديهم وما توفروا عليه من قيم وخلق رفيع؛ وفي المقابل نقف موقفاً طارداً للجماعات التي من شأنها الحاق الضرر بنا، فتتحد حركتنا بين الحبّ للصلاح والصالحين والبغض والعداء للرذيلة ومن يمثلها. الإ أن هذا لا يعني التنصل عن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المؤمنين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ رسالات الله ونشر قيم السماء بين البشرية والأخذ بيد المنحرفين نحو الخير والسعادة.
علما أنّ الموقف الرادع للأعداء يخلق لدى الانسان نظاماً دفاعياً يحصنه من الأخطار والمضار التي تواجهه. فكما أنّ البدن مزود بنظامي جذب ودفع، يقوم الأوّل بجذب المواد النافعة والمنسجة مع التركيبة العضوية للبدن ويقوم الثاني بطرد العناصر المضرة كالميكروبات والسموم، كذلك يوجد في العنصر الثاني من المركب البشري (الروح) عنصر الجذب والدفع لاستقطاب العناصر والعوامل المؤثرة في تكامل النفس والتقرب من الجماعات التي تساعدنا في تحقيق هذا الغرض لنتخذ منهم اصدقاء ننتفع بعلمهم وكمالهم ونهتدي بهديهم وما توفروا عليه من قيم وخلق رفيع؛ وفي المقابل نقف موقفاً طارداً للجماعات التي من شأنها الحاق الضرر بنا، فتتحد حركتنا بين الحبّ للصلاح والصالحين والبغض والعداء للرذيلة ومن يمثلها. الإ أن هذا لا يعني التنصل عن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المؤمنين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبليغ رسالات الله ونشر قيم السماء بين البشرية والأخذ بيد المنحرفين نحو الخير والسعادة.
مستخدم مجهول