انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سلمان الفارسي»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Bassam
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ٢٧: سطر ٢٧:
كان سلمان من [[التوحيد|الموحّدين]]، وقد شدّ رحله إلى [[الشام]] طالباً للحقيقة وباحثاً عن دين اللّه، ومن الشام إلى [[الموصل]]، فنصيبين، فعمورية، ثمّ سمع بأنّ نبياً سيبعث، فقصد بلاد العرب، فلقيه ركب من [[بني كلب]]، استخدموه ثمّ استعبدوه وباعوه من رجل من بني قريظة حتى وقع إلى [[المدينة]]، ولما سمع بخبر [[الإسلام]]، قصد النبيّ {{صل}}، وأظهر إسلامه بعد أن شاهد علامات [[النبوة]]، وكان من وجوه الصحابة والمقربين من الرسول الاكرم {{صل}} فقال عنه النبي {{صل}}: '''سلمان منّا [[أهل البيت]]''' فكان يسمّى: سلمان المحمدي، وسلمان الخير، وسلمان الفارسي، وسلمان بن عبد الله.
كان سلمان من [[التوحيد|الموحّدين]]، وقد شدّ رحله إلى [[الشام]] طالباً للحقيقة وباحثاً عن دين اللّه، ومن الشام إلى [[الموصل]]، فنصيبين، فعمورية، ثمّ سمع بأنّ نبياً سيبعث، فقصد بلاد العرب، فلقيه ركب من [[بني كلب]]، استخدموه ثمّ استعبدوه وباعوه من رجل من بني قريظة حتى وقع إلى [[المدينة]]، ولما سمع بخبر [[الإسلام]]، قصد النبيّ {{صل}}، وأظهر إسلامه بعد أن شاهد علامات [[النبوة]]، وكان من وجوه الصحابة والمقربين من الرسول الاكرم {{صل}} فقال عنه النبي {{صل}}: '''سلمان منّا [[أهل البيت]]''' فكان يسمّى: سلمان المحمدي، وسلمان الخير، وسلمان الفارسي، وسلمان بن عبد الله.


من مواقفه قبول النبي {{صل}} اقتراحه لحفر الخندق في [[غزوة الأحزاب]] من أجل الدفاع عن [[المدينة]]، كما أنّه كان من معارضي خلافة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] بعد وفاة النبي {{صل}}، فوقف إلى جانب الإمام علي {{ع}}.
من مواقفه قبول النبي {{صل}} اقتراحه لحفر الخندق في [[غزوة الأحزاب]] من أجل الدفاع عن [[المدينة]]، كما أنّه كان من معارضي خلافة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] بعد [[وفاة النبي]] {{صل}}، فوقف إلى جانب الإمام علي {{ع}}.


قد عيّنه [[عمر بن الخطاب|الخليفة الثاني]] والياً على المدائن، فبقي في منصبه حتى وفاته. توفي سلمان في [[سلمان باك]] سنة 34 هـ. ودفن هناك بعد أن غسّله - على رواية - الإمام علي {{ع}}، وكفّنه، وصلّى عليه. وقد اشتهرت البقعة التي دفن بها اليوم بمنطقة سلمان باك.
قد عيّنه [[عمر بن الخطاب|الخليفة الثاني]] والياً على المدائن، فبقي في منصبه حتى وفاته. توفي سلمان في [[سلمان باك]] سنة 34 هـ. ودفن هناك بعد أن غسّله - على رواية - الإمام علي {{ع}}، وكفّنه، وصلّى عليه. وقد اشتهرت البقعة التي دفن بها اليوم بمنطقة سلمان باك.
سطر ٧١: سطر ٧١:
=== الاعتراض على السقيفة ===
=== الاعتراض على السقيفة ===
قال سلمان الفارسي بعد أحداث [[سقيفة بني ساعدة|السقيفة]]: '''لو بايعوا عليّاً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم'''.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 591.</ref>
قال سلمان الفارسي بعد أحداث [[سقيفة بني ساعدة|السقيفة]]: '''لو بايعوا عليّاً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم'''.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 591.</ref>
كان سلمان ضمن المجموعة التي اعترضت على السقيفة التي تضم جماعة أشار إليهم [[البراء من عازب]] بقوله: لم أزل لبني هاشم، محبا فلما قبض رسول الله {{صل}} خفت أن تتمالا قريش على إخراج هذا الأمر عنهم.... فلم ألبث وإذا أنا ب[[أبو بكر|أبي بكر]] قد أقبل ومعه [[عمر بن الخطاب|عمر]] وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدّموه فمدّوا يده فمسحوها على يد أبى بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي، وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم، والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس ل[[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]]. فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد وسلمان و[[أبو ذر الغفاري|أبا ذر]] و[[عبادة بن الصامت]] و[[أبا الهيثم بن التيهان]] و[[حذيفة]] و[[عمار بن ياسر]]، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين [[المهاجرين]]. <ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، صص 219 - 220.</ref>
كان سلمان ضمن المجموعة التي اعترضت على السقيفة التي تضم جماعة أشار إليهم [[البراء من عازب]] بقوله: لم أزل لبني هاشم، محبا فلما قبض رسول الله {{صل}} خفت أن تتمالا قريش على إخراج هذا الأمر عنهم.... فلم ألبث وإذا أنا ب[[أبو بكر|أبي بكر]] قد أقبل ومعه [[عمر بن الخطاب|عمر]] وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدّموه فمدّوا يده فمسحوها على يد أبى بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي، وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم، والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس ل[[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]]. فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل [[المقداد]] وسلمان و[[أبو ذر الغفاري|أبا ذر]] و[[عبادة بن الصامت]] و[[أبا الهيثم بن التيهان]] و[[حذيفة بن اليمان|حذيفة]] و[[عمار بن ياسر]]، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين [[المهاجرين]]. <ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، صص 219 - 220.</ref>


و له احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأبيّ بن كعب رحمه الله. <ref>العاملي، سلمان الفارسي، ص 35.</ref> ويؤكد موقفه هذا كلمته المشهورة يوم السقيفة حين أخبر بمبايعة الناس لأبي بكر، وهي قوله: «كرديد ونكرديد بمعنى فعلتم وما فعلتم»، وقد ذكرها المعتزلي في شرح النهج في أكثر من مورد كما ذكرها غيره. إلا أنّهم اختلفوا في تفسيرها. <ref>النوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان، ص 148.</ref> وفي الحقيقة أنّ مراد سلمان واضح جداً، بل صرّح به هو حيث قال مخاطباً الصحابة: "أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن". وفي رواية أخرى: أصبتم ذا السن منكم، ولكن أخطأتم [[أهل البيت|أهل بيت]] نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم إثنان ولأكلتموها رغداً».<ref>العسكري، عبد الله بن سبأ، ج 1، ص 143.</ref>
و له احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأبيّ بن كعب رحمه الله. <ref>العاملي، سلمان الفارسي، ص 35.</ref> ويؤكد موقفه هذا كلمته المشهورة يوم السقيفة حين أخبر بمبايعة الناس لأبي بكر، وهي قوله: «كرديد ونكرديد بمعنى فعلتم وما فعلتم»، وقد ذكرها المعتزلي في شرح النهج في أكثر من مورد كما ذكرها غيره. إلا أنّهم اختلفوا في تفسيرها. <ref>النوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان، ص 148.</ref> وفي الحقيقة أنّ مراد سلمان واضح جداً، بل صرّح به هو حيث قال مخاطباً الصحابة: "أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن". وفي رواية أخرى: أصبتم ذا السن منكم، ولكن أخطأتم [[أهل البيت|أهل بيت]] نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم إثنان ولأكلتموها رغداً».<ref>العسكري، عبد الله بن سبأ، ج 1، ص 143.</ref>
مستخدم مجهول