انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سلمان الفارسي»

ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ٣٧: سطر ٣٧:
وقد تحدّث سلمان نفسه عن رحلته طلبا للحقيقة قائلا: كنت ابن دهقان (شيخ القرية في بلاد فارس) قرية جي من أصفهان، وبلغ من حبّ أبي لي أن حبسني في البيت كما تُحبس الجارية، فاجتهدت في [[المجوسية]] حتى صرت قطن (خادما) بيت النار، فأرسلني أبي يوما إلى ضيعة له، فمررت [[الكنيسة|بكنيسة]] النصارى، فدخلت عليهم، فأعجبتني صلاتهم، فقلت: دين هؤلاء خير من ديني، فسألتهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: [[الشام|بالشام]]، فهربت من والدي حتى قدمت الشام، فدخلت على [[الأسقف]] (من وظائف النصرانية، وهو فوق [[القسيس]] ودون [[المطران]]) فجعلت أخدمه وأتعلم منه، حتى حضرته الوفاة، فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: قد هلك الناس، وتركوا دينهم إلا رجلا [[الموصل|بالموصل]] فالحق به، فلما قضى نحبه لحقت بذلك الرجل فلم يلبث إلا قليلاً حتى حضرته الوفاة، فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: ما أعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة إلا رجلاً بنصيبين، فلحقت بصاحب نصيبين.
وقد تحدّث سلمان نفسه عن رحلته طلبا للحقيقة قائلا: كنت ابن دهقان (شيخ القرية في بلاد فارس) قرية جي من أصفهان، وبلغ من حبّ أبي لي أن حبسني في البيت كما تُحبس الجارية، فاجتهدت في [[المجوسية]] حتى صرت قطن (خادما) بيت النار، فأرسلني أبي يوما إلى ضيعة له، فمررت [[الكنيسة|بكنيسة]] النصارى، فدخلت عليهم، فأعجبتني صلاتهم، فقلت: دين هؤلاء خير من ديني، فسألتهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: [[الشام|بالشام]]، فهربت من والدي حتى قدمت الشام، فدخلت على [[الأسقف]] (من وظائف النصرانية، وهو فوق [[القسيس]] ودون [[المطران]]) فجعلت أخدمه وأتعلم منه، حتى حضرته الوفاة، فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: قد هلك الناس، وتركوا دينهم إلا رجلا [[الموصل|بالموصل]] فالحق به، فلما قضى نحبه لحقت بذلك الرجل فلم يلبث إلا قليلاً حتى حضرته الوفاة، فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: ما أعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة إلا رجلاً بنصيبين، فلحقت بصاحب نصيبين.


ثم احتضر صاحب نصيبين، فبعثني إلى رجل بعمورية من أرض [[الروم]]، فأتيته وأقمت عنده، واكتسبت بقيرات وغنيمات، فلما نزل به الموت قلت له: بمن توصي بي؟ فقال: قد ترك الناس دينهم، وما بقي أحد منهم على الحق، وقد أظل زمان نبي مبعوث بدين [[إبراهيم الخليل (ع)|إبراهيم]] {{ع}} ، يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين، لها نخل، قلت: فما علامته؟ قال: يأكل الهدية ولا يأكل [[الصدقة]]، بين كتفيه [[خاتم النبوة]]، قال: ومر بي ركب من كلب، فخرجت معهم، فلما بلغوا بي [[وادي القرى]] ظلموني وباعونى من [[اليهود|يهودي]]، فكنت أعمل له في زرعه ونخله، فبينما أنا عنده إذ قدم ابن عم له، فابتاعني منه، وحملني إلى المدينة. <ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 18، ص 37-38.</ref>
ثم احتضر صاحب نصيبين، فبعثني إلى رجل بعمورية من أرض [[الروم]]، فأتيته وأقمت عنده، واكتسبت بقيرات وغنيمات، فلما نزل به الموت قلت له: بمن توصي بي؟ فقال: قد ترك الناس دينهم، وما بقي أحد منهم على الحق، وقد أظل زمان نبي مبعوث بدين [[إبراهيم الخليل (ع)|إبراهيم]] {{ع}} ، يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين، لها نخل، قلت: فما علامته؟ قال: يأكل الهدية ولا يأكل [[الصدقة]]، بين كتفيه [[خاتم النبوة]]، قال: ومر بي ركب من كلب، فخرجت معهم، فلما بلغوا بي [[وادي القرى]] ظلموني وباعونى من [[اليهود|يهودي]]، فكنت أعمل له في زرعه ونخله، فبينما أنا عنده إذ قدم ابن عم له، فابتاعني منه، وحملني إلى المدينة. <ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 18، صص 37 - 38.</ref>


== اعتناق الإسلام ==
== اعتناق الإسلام ==
مستخدم مجهول