انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «زواج النبي من خديجة»

لا يوجد ملخص تحرير
imported>Raghdan
لا ملخص تعديل
imported>Raghdan
لا ملخص تعديل
سطر ٤٣: سطر ٤٣:
==منزلة خديجة في الإسلام ==
==منزلة خديجة في الإسلام ==
أجمعت المصادر التاريخية على أنّ أوّل امرأة آمنت بالنبي الأكرم {{صل}}، وصدّقت برسالته هي زوجته خديجة بنت خويلد. وفي رواية ابن عباس أنّ أوّل من آمن به وصلّى خلفه ابن عمّه عليّ {{عليه السلام}}، وزوجته خديجة بنت خويلد<ref>انظر: أسد الغابة، ج3، ص 414 - 415؛ تهذيب الكمال، ج20، ص185؛ سير أعلام النبلاء، ج1، ص 463؛ تاريخ اليعقوبي، ج2، ص23؛ </ref>
أجمعت المصادر التاريخية على أنّ أوّل امرأة آمنت بالنبي الأكرم {{صل}}، وصدّقت برسالته هي زوجته خديجة بنت خويلد. وفي رواية ابن عباس أنّ أوّل من آمن به وصلّى خلفه ابن عمّه عليّ {{عليه السلام}}، وزوجته خديجة بنت خويلد<ref>انظر: أسد الغابة، ج3، ص 414 - 415؛ تهذيب الكمال، ج20، ص185؛ سير أعلام النبلاء، ج1، ص 463؛ تاريخ اليعقوبي، ج2، ص23؛ </ref>
 
وعن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا: قلنا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل نساء [ أهل ]الجنة أربع: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).<ref>الخصال، ص206؛ تهذيب الكمال، ج35، ص 249 – 250؛ سير أعلام النبلاء، ج2، ص126؛ </ref>.
وعن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا: قلنا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل نساء [ أهل ]الجنة أربع: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).<ref>الخصال، ص206؛ تهذيب الكمال، ج35، ص 249 – 250؛ سير أعلام النبلاء، ج2، ص126؛ </ref>.


سطر ٥٢: سطر ٥٢:


لقد كانت خديجة شريكة النبيِّ {{صل}} في كلّ آلامه وآماله، والمسلّية له بما أصابه من أذىِ، بل كانت المعينة له على مكاره قريش؛ ومن هنا لم يتزوج {{صل}} في حياتها غيرها.<ref>ابن العمراني، الأنباء في تاريخ الخلفا، ص46.</ref> بل وصفت بعض الوثائق تلك العلاقة الحميمة بين الرسول وبينها بالقول: وكانت خديجة له {{صل}} وزير صدق بنفسها ومالها رضى الله عنها وأرضاها.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص 61 ؛ ابن اثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج‏1، ص26.</ref>
لقد كانت خديجة شريكة النبيِّ {{صل}} في كلّ آلامه وآماله، والمسلّية له بما أصابه من أذىِ، بل كانت المعينة له على مكاره قريش؛ ومن هنا لم يتزوج {{صل}} في حياتها غيرها.<ref>ابن العمراني، الأنباء في تاريخ الخلفا، ص46.</ref> بل وصفت بعض الوثائق تلك العلاقة الحميمة بين الرسول وبينها بالقول: وكانت خديجة له {{صل}} وزير صدق بنفسها ومالها رضى الله عنها وأرضاها.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص 61 ؛ ابن اثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج‏1، ص26.</ref>
==وقوفها إلى جانب النبي {{صل}} في تبليغ رسالته==
مزجت السيدة خديجة (ع) بين الإيمان والعمل فكانت المصداق البارز للحديث الشريف "الايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان"<ref>الكليني، أصول الكافي، ج2، ص 27.</ref> ومن هنا تراها قد امتثلت الأمر الالهي وآيات الذكر الحكيم بكل رحابة صدر باذلة الغالي والنفيس في طريق الرسالة فلم يبق من مالها شيء الا وقد وضعته تحت تصرف الرسول (ص) وما كانت تشعر- كما يقول سليمان كتاني- بانها بذلت للنبي بل كانت تشعر بربحها لكنز وفير لايدانيه كنز من كنوز الدنيا، والمتمثل بكنز الهداية المحمدية، وكانت تشعر بأنها تهدي حبّاً وحناناً لمحمد (ص) في مقابل السعادة العظمى التي تغمرها وهي في طريق البذل والعطاء.
وكان لدعمها المادي الدور الكبير في غنى الرسول (ص) والرسالة عمّا في أيدي الآخرين حتى عدّ ذلك من النعم التي أنعمها الله تعالى عليه (ص): «وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى»<ref>الضحى/ 8.</ref> وكان (ص) يثمّن ذلك العطاء الوفير ويشيد بصاحبته قائلا: «ما نفعني مالٌ قطُّ، ما نفعني مالُ خديجة».<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج19، ص 63.</ref> وكان (ص) يعتق بمالها الرقيق ويؤدي الديون عن الغارمين ويساعد الفقراء ويمدّ يد العون إلى المحتاجين وكان مصدر انفاقه في [[شعب أبي طالب]] وعند المحاصرة مال خديجة (ع) ومال [[أبو طالب|أبي طالب]] حتى سجلت ذلك لنا المصادر التاريخية قائلة «فأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما»<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج19، ص 16: "وانفق أبو طالب وخديجه جميع مالها.</ref> ومن الشواهد على ذلك أن أبا جهل بن هشام كان- فيما يذكرون- لقي [[حكيم بن حزام]] بن خويلد ابن أسد، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد، وهي عند رسول الله (ص)، ومعه في الشّعب، فتعلّق به وقال: أ تذهب بالطعام إلى [[بني هاشم]]؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك ب[[مكة]]. فجاءه أبو البختري ابن هاشم بن الحارث بن أسد، فقال: مالك وله؟ فقال: يحمل الطعام إلى بني هاشم، فقال له أبو البختري: طعام كان لعمّته – أي خديجة- عنده بعثت إليه فيه، أ فتمنعه أن يأتيها بطعامها!.<ref>ابن هشام، سيرة النبي، ترجمة: رسولي محلاتي، ج1، ص 221.</ref>
فقد امتازت سيدة الحجاز بالعطاء والسخاء وسائر الخلال الحميدة. فقد وضعت ثروتها الطائلة تحت متناول الرسول (ص) ليبذلها في سبيل إنقاذ البشرية والمحرومين من الظلم والتعسّف فشمل عطاؤها اليتامى والجياع و... ويكفي في قيمة هذا العطاء والبذل أن الباري تعالى امتدحه وعدّه من النعم التي أنعم به عبده الكريم محمد بن عبد الله (ص).<ref>المجلسي، بحارالانوار، ج35، ص 425؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج3، ص 320.</ref> وكان الرسول (ص) لايفتأ يذكر ذلك السخاء والبذل باجلال كبير.<ref>ابن عبدالبر، الاستيعاب، ج‏4، ص 1817.</ref>
لقد عاضدت السيدة خديجة (ع) رسول الانسانية في حركته منذ الساعات الأولى للبعثة وحتى رحيلها عن هذه الدنيا، وكان لمساندتها الدور البارز في تقوية واستحكام الجبهة الداخلية للجماعة المؤمنة فكانت المثل الاعلى للمؤمن الرسالي الثابت القدم الراسخ العقيدة، ومن هنا نالت وبجدارة كبيرة لقب [[الطاهرة]] و[[الصديقة]] و[[سيدة نساء قريش]] و[[خير النساء]] و[[أم المؤمنين|أمّ المؤمنين]]، وغير ذلك من الألقاب الكبيرة.


==المصادر==
==المصادر==
مستخدم مجهول