مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «فدك»
←في عصر الحكّام الأوائل
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٦٤: | سطر ٦٤: | ||
وذهب دنيس الصوفي إلى القول بأنّه لا يصح من أبي بكر الاستدلال بحديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورث».<ref>Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p. 97, 99</ref> | وذهب دنيس الصوفي إلى القول بأنّه لا يصح من أبي بكر الاستدلال بحديث «نحن معاشر الأنبياء لا نورث».<ref>Denise L. Soufi, "The Image of Fatima in Classical Muslim Thought," PhD dissertation, Princeton, 1997, p. 97, 99</ref> | ||
ووفق مصادر أخرى نسب أبو بكر رواية إلى [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} وادّعى أن النبي لا يرث، إلا أن السيدة الزهراء {{عليها السلام}} قالت إن النبي {{صل}}وهبها فدكاً في حياته. فطلب أبو بكر منها الشهود فأتت ببعلها علي {{عليه السلام}} و[[أم أيمن]] فلم يقنع أبو بكر بشهادة [[أم أيمن]] وحدها ورفض إرجاع فدك. فتركت فاطمة المجلس وألقت في [[الصحابة]] [[الخطبة الفدكية| | ووفق مصادر أخرى نسب أبو بكر رواية إلى [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} وادّعى أن النبي لا يرث، إلا أن السيدة الزهراء {{عليها السلام}} قالت إن النبي {{صل}}وهبها فدكاً في حياته. فطلب أبو بكر منها الشهود فأتت ببعلها علي {{عليه السلام}} و[[أم أيمن]] فلم يقنع أبو بكر بشهادة [[أم أيمن]] وحدها ورفض إرجاع فدك. فتركت فاطمة المجلس وألقت في [[الصحابة]] [خطبة تدعى [[الخطبة الفدكية|الفدكية]]، عرّفت فيها نفسها وأبدت من خلالها اعتراضها على الخليفه الأول الذي انتزع فدكا منها.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ج1، ص36؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ص519؛ نقلا عن شهيدي، زندگاني فاطمه زهراء، ص155</ref> لكن أبو بكر لم يرد فدك إلى فاطمة الزهراء. | ||
واختلفت المصادر أيضاً في من شهدوا لفاطمة {{عليها السلام}} فبناء على مصدر شهد الإمام [[الحسن السبط|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]] {{عليهما السلام{{<ref>ابن هشام، سيرة الحلبي، ج3، ص40</ref> ويرى الفخر الرازي أن غلام رسول الله شهد لفاطمة الزهراء<ref>الرازي، تفسير سورة الحشر، ج8، ص125</ref> ويدعى هذا الغلام رباحا على ما نقل البلاذري<ref>البلاذري، ص43</ref> كما تشير المصادر الشيعية إلى شهادة [[اسماء بنت عميس]]<ref>المجلسي،بحار الأنوار، ج8، ص93و105</ref> وقيل إن النبي {{صل}} كتب نصا يؤكد ملكية الزهراء {{عليها السلام}} على فدك.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج8، ص93و105</ref> | واختلفت المصادر أيضاً في من شهدوا لفاطمة {{عليها السلام}} فبناء على مصدر شهد الإمام [[الحسن السبط|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]] {{عليهما السلام{{<ref>ابن هشام، سيرة الحلبي، ج3، ص40</ref> ويرى الفخر الرازي أن غلام رسول الله شهد لفاطمة الزهراء<ref>الرازي، تفسير سورة الحشر، ج8، ص125</ref> ويدعى هذا الغلام رباحا على ما نقل البلاذري<ref>البلاذري، ص43</ref> كما تشير المصادر [[الشيعة|الشيعية]] إلى شهادة [[اسماء بنت عميس]]<ref>المجلسي،بحار الأنوار، ج8، ص93و105</ref> وقيل إن النبي {{صل}} كتب نصا يؤكد ملكية الزهراء {{عليها السلام}} على فدك.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج8، ص93و105</ref> | ||
ومن المصادر ما تشير إلى أن فدك كانت في يد فاطمة {{عليها السلام}} في حياة النبي {{صل}} وكان لها عمّال وممثلون فيها.<ref>ابن أبي الحديد، شرح ابن أبي الحديد، ج16، ص211</ref> | ومن المصادر ما تشير إلى أن فدك كانت في يد فاطمة {{عليها السلام}} في حياة النبي {{صل}} وكان لها عمّال وممثلون فيها.<ref>ابن أبي الحديد، شرح ابن أبي الحديد، ج16، ص211</ref> | ||
ويرى بعض الباحثين أن هذه البينة تدل على أنّ النبي وهب فدك لفاطمة {{عليها السلام}}.<ref>السبحاني،فرازهايي حساس از زندگاني اميرمؤمنان(ع)، 1355، ص12</ref> | ويرى بعض الباحثين أن هذه البينة تدل على أنّ النبي وهب فدك لفاطمة {{عليها السلام}}.<ref>السبحاني،فرازهايي حساس از زندگاني اميرمؤمنان(ع)، 1355، ص12</ref> | ||
ولم يردّ [[عمر بن الخطاب]] فدك إلى [[أهل بيت]] {{عليهم السلام}}<ref>البلاذري، فتوح البلدان، ج1، ص36</ref> وسلّم [[عثمان بن عفان|عثمان]] فدك إلى [[مروان بن الحكم]] وكانت بيد [[بنو أمية]] من بعده حتى نهاية [[الحكم الأموي]]<ref>تاريخ أبو الفداء، ج1، ص168؛ سنن البيهقي، ج6، ص301؛ العقد الفريد، ج5، ص33؛ شرح نهج البلاغة، ج1، ص198؛ الغدير، ج8، ص238ـ236؛ شهيدي، زندگاني فاطمه زهرا، ص۱۱۶</ref> | |||
ووفقا لمصادر [[أهل السنة|السنة]] كانت أموال فدك تنفق على فقراء [[بني هاشم]] و[[ابن السبيل]] في عهد الخلفاء الراشدين إلى خلافة عثمان وتصرّح هذه المصادر | ووفقا لمصادر [[أهل السنة|السنة]] كانت أموال فدك تنفق على فقراء [[بني هاشم]] و[[ابن السبيل]] في عهد [[الخلفاء الراشدين]] إلى خلافة عثمان وتصرّح هذه المصادر أنّ السنّة المتبعة من قبل النبي {{صل}} كانت كذلك حتى تغير الأمر بعد استيلاء [[الأمويين]] على الحكم ومنعهم [[بني هاشم]] من موارد فدك.<ref>البلاذري، ص40</ref> | ||
ولما تصدى [[أمير المؤمنين]] للخلافة بعد إصرار الشعب لقبول الحكم لم يحاول الإمام استرجاع فدك لما ولي الناس. وتبرر الرواية موقف أمير المؤمنين بأن طرفي النزاع السيدة الزهراء {{عليها السلام}} وأبو بكر قد قدما على الله.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص154ـ155</ref> | ولما تصدى [[أمير المؤمنين]] [[الخلافة|للخلافة]] بعد إصرار الشعب لقبول الحكم لم يحاول الإمام استرجاع فدك لما ولي الناس. وتبرر [[الرواية]] موقف أمير المؤمنين بأن طرفي النزاع السيدة الزهراء {{عليها السلام}} وأبو بكر قد قدما على الله.<ref>الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص154ـ155</ref> | ||
وتذكر روايات أخرى أنّ [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} يرى انتزاع فدك من [[أهل البيت(ع)|أهل البيت]] {{عليهم السلام}} كان غصبا إلا أنه أوكل الأمر إلى [[الله]]<ref>استادي، فدك، ص392ـ391 نقلا عن ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص208</ref> | وتذكر روايات أخرى أنّ [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} يرى انتزاع فدك من [[أهل البيت(ع)|أهل البيت]] {{عليهم السلام}} كان غصبا إلا أنه أوكل الأمر إلى [[الله]]<ref>استادي، فدك، ص392ـ391 نقلا عن ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص208</ref> | ||
ويكتب [[أمير المؤمنين]] في رسالة بعثها إلى [[عثمان بن حنيف]] يقول فيها: | ويكتب [[أمير المؤمنين]] في رسالة بعثها إلى [[عثمان بن حنيف]] يقول فيها: | ||
"كانت | "كانت في أايدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم الله وما أصنع بفدك وغير فدك، والنفس مظانها في غد جدث، تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب اخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها، واوسعت يدا حافرها، لاضغطها الحجر والمدر وسد فرجها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي اروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر"<ref>نهج البلاغة، الرسالة رقم 45</ref> | ||
ويعتقد ابن أبي الحديد أن العبارة المذكورة تدل على أن [[الإمام أمير المؤمنين (ع)|الإمام]]{{عليه السلام}} كان ساخطا لما جرى في فدك بعد [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} وأوكل الأمر إلى الله ليحكم في ذلك.<ref>ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص208</ref> | ويعتقد [[ابن أبي الحديد]] أن العبارة المذكورة تدل على أن [[الإمام أمير المؤمنين (ع)|الإمام]]{{عليه السلام}} كان ساخطا لما جرى في فدك بعد [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} وأوكل الأمر إلى الله ليحكم في ذلك.<ref>ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج16، ص208</ref> | ||
===العهد الأموي=== | ===العهد الأموي=== |