انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سعيد بن جبير»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Alkazale
imported>Ahmadnazem
طلا ملخص تعديل
سطر ٣٧: سطر ٣٧:
'''سعيد بن جُبير بن هشام الأسدي''' الوالبي من عيون [[التابعين]] ومن أصحاب [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام علي بن الحسين السجّاد]] {{عليه السلام}}، التحق بحلقة درس [[ابن عباس]] فأخذ عنه [[علوم القرآن]] و[[التفسير]] حتى نال منزلة رفيعة بين مفسري عصره. انضم إلى [[عبد الرحمن بن الاشعث]] إبّان ثورته على [[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، ولما اندحرت الثورة وانتهت بهزيمة ابن الأشعث توجه سعيد بن جبير صوب [[أصبهان]] و[[قم]] وبقي متخفيا هناك حتى اكتشف أمره في [[مكة]] وأخذ الى الحجاج الذي أمر بقتله بطريقة بشعة [[سنة 95 هـ]].
'''سعيد بن جُبير بن هشام الأسدي''' الوالبي من عيون [[التابعين]] ومن أصحاب [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام علي بن الحسين السجّاد]] {{عليه السلام}}، التحق بحلقة درس [[ابن عباس]] فأخذ عنه [[علوم القرآن]] و[[التفسير]] حتى نال منزلة رفيعة بين مفسري عصره. انضم إلى [[عبد الرحمن بن الاشعث]] إبّان ثورته على [[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، ولما اندحرت الثورة وانتهت بهزيمة ابن الأشعث توجه سعيد بن جبير صوب [[أصبهان]] و[[قم]] وبقي متخفيا هناك حتى اكتشف أمره في [[مكة]] وأخذ الى الحجاج الذي أمر بقتله بطريقة بشعة [[سنة 95 هـ]].
وكان قد دعا على الحجاج قبل شهادته فكان الحجاج يراه في كل ليلة فينهض مرعوبا ولم يعش بعده إلاَّ قليلاً ظلَّ يُنادي فيها: مالي ولسعيد بن جبير كلَّما أردت النوم أخذ برجلي.
وكان قد دعا على الحجاج قبل شهادته فكان الحجاج يراه في كل ليلة فينهض مرعوبا ولم يعش بعده إلاَّ قليلاً ظلَّ يُنادي فيها: مالي ولسعيد بن جبير كلَّما أردت النوم أخذ برجلي.
 
==هويته الشخصية==
==ولادته، نسبه، كنيته وألقابه==
===ولادته، نسبه، كنيته وألقابه===
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي، ولد في الكوفة<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 4، ص 11.</ref> [[سنة 45 هجرية]] <ref>الزركي، الأعلام، ج ‏3، ص 93.</ref> وذهب الدكتور السعدي إلى القول بان ولادته حسب القرائن الموجود كانت [[سنة 38 هجرية]].<ref>سعدي، القرآني الفقيه سعيد بن جبير، ص 20- 22.</ref> وهو حبشي الأصل وكان مولى لبني والبه بن الحارث من [[بني أسد]].<ref>الزركي، الأعلام، ج ‏3، ص 93</ref> لم تتطرق المصادر إلى والديّ سعيد بن جبير ولم يعرف منهما إلا اسم أبيه جبير بن هشام [[الحبشة|الحبشي]] الأصل، من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد..<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص 114.</ref> اعتنق [[الاسلام]] وتحرر من العتق<ref>الزركي، الأعلام، ج 3، ص 93.</ref> وأدرجه البعض في عداد أصحاب [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}}.<ref>الأميني، أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والرواة عنه، ج ‏1، ص 102.</ref>
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي، ولد في الكوفة<ref>ابن حجر، تهذيب التهذيب، ج 4، ص 11.</ref> [[سنة 45 هجرية]] <ref>الزركي، الأعلام، ج ‏3، ص 93.</ref> وذهب الدكتور السعدي إلى القول بان ولادته حسب القرائن الموجود كانت [[سنة 38 هجرية]].<ref>سعدي، القرآني الفقيه سعيد بن جبير، ص 20- 22.</ref> وهو حبشي الأصل وكان مولى لبني والبه بن الحارث من [[بني أسد]].<ref>الزركي، الأعلام، ج ‏3، ص 93</ref> لم تتطرق المصادر إلى والديّ سعيد بن جبير ولم يعرف منهما إلا اسم أبيه جبير بن هشام [[الحبشة|الحبشي]] الأصل، من موالي بني والبة بن الحارث من بني أسد..<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص 114.</ref> اعتنق [[الاسلام]] وتحرر من العتق<ref>الزركي، الأعلام، ج 3، ص 93.</ref> وأدرجه البعض في عداد أصحاب [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}}.<ref>الأميني، أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والرواة عنه، ج ‏1، ص 102.</ref>


سطر ٥٠: سطر ٥٠:
قال: فقل أنا ممن أنعم الله عليه من بني أسد.<ref>ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج‏ 6، ص 267.</ref>
قال: فقل أنا ممن أنعم الله عليه من بني أسد.<ref>ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج‏ 6، ص 267.</ref>


==سماته وخصائصه==
===سماته وخصائصه===
عدّه [[ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]] من أئمة الإسلام في [[التفسير]] و[[الفقه]] وأنواع العلوم، وكثرة العمل الصالح.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 9، ص 98.</ref> ونعته [[الذهبي]] بقوله: كان أحد الأئمة الأعلام.<ref>الذهبي، تاريخ‏ الإسلام، ج ‏6، ص 367.</ref>
عدّه [[ابن كثير]] في [[البداية والنهاية]] من أئمة الإسلام في [[التفسير]] و[[الفقه]] وأنواع العلوم، وكثرة العمل الصالح.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 9، ص 98.</ref> ونعته [[الذهبي]] بقوله: كان أحد الأئمة الأعلام.<ref>الذهبي، تاريخ‏ الإسلام، ج ‏6، ص 367.</ref>


==‏مكانته العلمية==
===أبناؤه===
بلغ من العلم مرتبة سامية يؤكدها ما رواه [[سفيان الثوري]] عن [[عمرو بن ميمون]] عن أبيه قال: لقد مات سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه‏.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج ‏9، ص 98.</ref>
* [[عبد الملك بن سعيد بن جبير]] روي عن أبيه.<ref>ابن حجر، الإصابة، ج‏1، ص477</ref><ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج‏7، ص372</ref>
وكان سعيد بن جبير نفسه يقول: إن مما يهمني ما عندي من العلم، وددت أن الناس أخذوه.(البداية والنهاية، ج‏9، ص98) وعن [[أشعث بن إسحاق]] قال: كان يقال لسعيد بن جبير: جهبذ العلماء.<ref>الذهبي، تاريخ ‏الإسلام، ج ‏6، ص 367.</ref> والجِهْبِذُ، بالكسر النَّقَّادُ الخَبيرُ.(فرهنك معين مفردة "جهبذ") وقال [[إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي|إبراهيم النخعي]] في بيان مدى علمه: ما خلّف سعيد بن جبير بعده مثله.<ref>الذهبي، تاريخ‏ الإسلام، ج ‏6، ص 367.</ref> وجاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض منها ما أفرض.<ref>ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج ‏6، ص 269.</ref>
* عبد الله بن سعيد بن جبير<ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج‏7، ص366</ref> روى عنه كثيراً.وكان أفضل زمانه كما عن ابن كثير.<ref>البداية والنهاية، ج‏9، ص302</ref> توفي سنة 110 ه.<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج‏9، ص303</ref><ref>الشيرازي، ذخيرة الدارين، ص210</ref>
 
===علم التفسير===
صنّف سعيد بن جبير كتابا في التفسير اعتمده [[السيوطي]]
 
في تفسيره الموسوم بالإتقان في تفسير القرآن، وقال قتادة هو أعلم المفسرين من [[التابعين]]، وأدرجه ابن النديم ضمن قائمة تفاسير الشيعة.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج ‏1، ص 125.</ref> وذكره الـ آقا بزرك في موسوعته الذريعة الى تصانيف الشيعة.(آقا بزرك، الذريعة، ج‏ 4، ص 241).


ومما يؤكد نسبة التفسير إليه ما روي في [[تفسير جواهر الحسان]] وغيره من أن [[عبد الملك بن مروان]] (ت 86 هـ ق) سأل سعيد بن جبير (ت 95 هـ) أن يكتب إليه بتفسير القرآن فكتب سعيد بهذا التفسير، فوجده [[عطاء بن دينار]] في الديوان فأخذه فأرسله عن سعيد بن جبير.<ref>البلخي، تفسير مقاتل بن سليمان، ج ‏5، ص 65.</ref><ref>الثعالبي، جواهر الحسان في تفسير القرآن، ج ‏1، ص 83.</ref> بل يرى البعض أن تفسير سعيد بن جبير هو أوّل تفسير قرآني كتبه المسلمون.<ref>سعدي، القرآني الفقيه سعيد بن جبير، ص 189.</ref>
===عبادته===
 
:'''حج بيت الله الحرام'''
==عبادته==
 
===حج بيت الله الحرام===
أشار ابن كثير إلى كثرة زيارته ل[[بيت الله الحرام]] ولم يتركه حتى في أحلك الظروف، حيث قال: وكان سعيد بن جبير في جملة من خرج مع ابن الأشعث على الحجاج، فلما ظفر الحجاج‏ هرب سعيد إلى أصبهان، ثم كان يتردد في كل سنة إلى مكة مرتين، مرّة للعمرة ومرّة [[الحج|للحج]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 9، ص 98.</ref> وعن [[أبي إسحاق]] قال: رأيته يطوف يمشي على هينته‏.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج ‏6، ص 272.</ref>
أشار ابن كثير إلى كثرة زيارته ل[[بيت الله الحرام]] ولم يتركه حتى في أحلك الظروف، حيث قال: وكان سعيد بن جبير في جملة من خرج مع ابن الأشعث على الحجاج، فلما ظفر الحجاج‏ هرب سعيد إلى أصبهان، ثم كان يتردد في كل سنة إلى مكة مرتين، مرّة للعمرة ومرّة [[الحج|للحج]].<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏ 9، ص 98.</ref> وعن [[أبي إسحاق]] قال: رأيته يطوف يمشي على هينته‏.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج ‏6، ص 272.</ref>


بل كان يطوف وهو يرسف بالقيود التي قيده بها رجال [[خالد بن عبد الله القسري]].وروي عن [[هشام الدستوائي]] قال: رأيت سعيد بن جبير يطوف بالبيت مقيداً ورأيته دخل الكعبة عاشر عشرة مقيدين. وعن [[عبد الملك بن أبي سليمان]] قال: سمع خالد ابن عبد الله صوت القيود فقال: ما هذا؟ فقيل له: سعيد بن جبير وطلق بن حبيب وأصحابهما يطوفون بالبيت. فقال: اقطعوا عليهم الطواف.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج‏ 6، ص 274.</ref>
بل كان يطوف وهو يرسف بالقيود التي قيده بها رجال [[خالد بن عبد الله القسري]].وروي عن [[هشام الدستوائي]] قال: رأيت سعيد بن جبير يطوف بالبيت مقيداً ورأيته دخل الكعبة عاشر عشرة مقيدين. وعن [[عبد الملك بن أبي سليمان]] قال: سمع خالد ابن عبد الله صوت القيود فقال: ما هذا؟ فقيل له: سعيد بن جبير وطلق بن حبيب وأصحابهما يطوفون بالبيت. فقال: اقطعوا عليهم الطواف.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج‏ 6، ص 274.</ref>


===تلاوة القرآن===
:'''تلاوة القرآن'''
1. روي أنه كان يختم القرآن في كل ليلة.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج ‏6، ص 270.</ref> بل روي [[عن سفيان]] عن [[حماد]] قال: قال سعيد بن جبير: قرأت القرآن في ركعة في الكعبة.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج ‏6، ص 270.</ref>
1. روي أنه كان يختم القرآن في كل ليلة.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج ‏6، ص 270.</ref> بل روي [[عن سفيان]] عن [[حماد]] قال: قال سعيد بن جبير: قرأت القرآن في ركعة في الكعبة.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج ‏6، ص 270.</ref>


سطر ٨٠: سطر ٧٢:
4. وروي عن سعيد بن جبير نفسه أنّه قال: ما مضت عليّ ليلتان منذ قتل الحسين إلا أقرأ فيهما القرآن إلا مسافراً أو مريضاً.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 270.</ref>
4. وروي عن سعيد بن جبير نفسه أنّه قال: ما مضت عليّ ليلتان منذ قتل الحسين إلا أقرأ فيهما القرآن إلا مسافراً أو مريضاً.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 270.</ref>


===الخشية من الله والتضرع إليه===
:'''الخشية من الله والتضرع إليه'''
1. لقد تجسدت الخشية في قول سعيد وفعله ولذا كان يقول: إنّ الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك فتلك الخشية.<ref>السعدي، القرآني الفقيه سعيد بن جبير، ص 99.</ref> وروى الاصفهاني في تضرع سعيد بن جبير، عن [[القاسم بن أيوب]] قال: كان سعيد بن جبير يبكي حتى عمش.<ref>الأصبهاني، حلية الاولياء وطبقات الاصفياء، ج 4، ص 274.</ref> وكان يقف في الصلاة كالخشبة اليابسة وكان كثير البكاء.<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج 7، ص 6.</ref>
1. لقد تجسدت الخشية في قول سعيد وفعله ولذا كان يقول: إنّ الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك فتلك الخشية.<ref>السعدي، القرآني الفقيه سعيد بن جبير، ص 99.</ref> وروى الاصفهاني في تضرع سعيد بن جبير، عن [[القاسم بن أيوب]] قال: كان سعيد بن جبير يبكي حتى عمش.<ref>الأصبهاني، حلية الاولياء وطبقات الاصفياء، ج 4، ص 274.</ref> وكان يقف في الصلاة كالخشبة اليابسة وكان كثير البكاء.<ref>ابن الجوزي، المنتظم، ج 7، ص 6.</ref>


==مذهبه==
===مذهبه===
صرّح [[العلّامة الحلّيّ]] في الخلاصة والكشيّ في رجاله بتشيع الرجل وكونه من الموالين لأمير المؤمنين {{عليه السلام}} وأن سبب شهادته على يد الحجاج تكمن في ولائه له {{عليه السلام}}.<ref>الأمين، أعيان ،ج‏ 1، ص 126.</ref>
صرّح [[العلّامة الحلّيّ]] في الخلاصة والكشيّ في رجاله بتشيع الرجل وكونه من الموالين لأمير المؤمنين {{عليه السلام}} وأن سبب شهادته على يد الحجاج تكمن في ولائه له {{عليه السلام}}.<ref>الأمين، أعيان ،ج‏ 1، ص 126.</ref>


سطر ٩١: سطر ٨٣:


وقال الطوسي: كان من أصحاب السجاد {{عليه السلام}}.<ref>الطوسي، رجال، ج 1، ص 335.</ref>
وقال الطوسي: كان من أصحاب السجاد {{عليه السلام}}.<ref>الطوسي، رجال، ج 1، ص 335.</ref>
==‏مكانته العلمية==
بلغ من العلم مرتبة سامية يؤكدها ما رواه [[سفيان الثوري]] عن [[عمرو بن ميمون]] عن أبيه قال: لقد مات سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه‏.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج ‏9، ص 98.</ref>
وكان سعيد بن جبير نفسه يقول: إن مما يهمني ما عندي من العلم، وددت أن الناس أخذوه.(البداية والنهاية، ج‏9، ص98) وعن [[أشعث بن إسحاق]] قال: كان يقال لسعيد بن جبير: جهبذ العلماء.<ref>الذهبي، تاريخ ‏الإسلام، ج ‏6، ص 367.</ref> والجِهْبِذُ، بالكسر النَّقَّادُ الخَبيرُ.(فرهنك معين مفردة "جهبذ") وقال [[إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي|إبراهيم النخعي]] في بيان مدى علمه: ما خلّف سعيد بن جبير بعده مثله.<ref>الذهبي، تاريخ‏ الإسلام، ج ‏6، ص 367.</ref> وجاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض منها ما أفرض.<ref>ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج ‏6، ص 269.</ref>


==مشايخه وأساتذته==
===علم التفسير===
صنّف سعيد بن جبير كتابا في التفسير اعتمده [[السيوطي]]
 
في تفسيره الموسوم بالإتقان في تفسير القرآن، وقال قتادة هو أعلم المفسرين من [[التابعين]]، وأدرجه ابن النديم ضمن قائمة تفاسير الشيعة.<ref>الأمين، أعيان الشيعة، ج ‏1، ص 125.</ref> وذكره الـ آقا بزرك في موسوعته الذريعة الى تصانيف الشيعة.(آقا بزرك، الذريعة، ج‏ 4، ص 241).
 
ومما يؤكد نسبة التفسير إليه ما روي في [[تفسير جواهر الحسان]] وغيره من أن [[عبد الملك بن مروان]] (ت 86 هـ ق) سأل سعيد بن جبير (ت 95 هـ) أن يكتب إليه بتفسير القرآن فكتب سعيد بهذا التفسير، فوجده [[عطاء بن دينار]] في الديوان فأخذه فأرسله عن سعيد بن جبير.<ref>البلخي، تفسير مقاتل بن سليمان، ج ‏5، ص 65.</ref><ref>الثعالبي، جواهر الحسان في تفسير القرآن، ج ‏1، ص 83.</ref> بل يرى البعض أن تفسير سعيد بن جبير هو أوّل تفسير قرآني كتبه المسلمون.<ref>سعدي، القرآني الفقيه سعيد بن جبير، ص 189.</ref>
 
===مشايخه وأساتذته===
1.تتلمذ على [[عبد الله ابن عباس |ابن عباس]] وأخذ العلوم والمعارف عنه<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref> فكان ابن عباس، إذا أتاه أهل [[الكوفة]] يستفتونه، يقول: أليس فيكم ابن أُمّ الدهماء؟ ـ يعني سعيداًـ.<ref>ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى،ج‏6، ص268</ref><ref>الزركي، الأعلام،ج‏3، ص93</ref>
1.تتلمذ على [[عبد الله ابن عباس |ابن عباس]] وأخذ العلوم والمعارف عنه<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref> فكان ابن عباس، إذا أتاه أهل [[الكوفة]] يستفتونه، يقول: أليس فيكم ابن أُمّ الدهماء؟ ـ يعني سعيداًـ.<ref>ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى،ج‏6، ص268</ref><ref>الزركي، الأعلام،ج‏3، ص93</ref>


سطر ١٠٠: سطر ١٠٢:
3.وعُدّ [[سعيد بن جبير بن هشام الأنصاري|سعيد بن جبير]] من تلامذته [[الإمام السجاد|الإمام علي بن الحسين السجاد]] {{عليه السلام}} وأصحابه.<ref>العطاردي، مسند الامام السجاد ج 2، ص 456</ref>
3.وعُدّ [[سعيد بن جبير بن هشام الأنصاري|سعيد بن جبير]] من تلامذته [[الإمام السجاد|الإمام علي بن الحسين السجاد]] {{عليه السلام}} وأصحابه.<ref>العطاردي، مسند الامام السجاد ج 2، ص 456</ref>


==تلامذته==
===تلامذته===
{{Div col|3}}
{{Div col|3}}
* [[جعفر بن المغيرة]]
* [[جعفر بن المغيرة]]
سطر ١٢٣: سطر ١٢٥:
فلما ظفر الحجاج‏ هرب سعيد إلى [[أصبهان]]<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref> و[[قم]]<ref>القمي، تاريخ ‏قم، ص38</ref> واستمر في هذا الحال مختفياً من الحجاج قريبا من اثنتي عشرة سنة.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref>‏ قضى ستة أشهر منها في قرية [[جمكران]] التابعة لمدينة قم وبنا هناك مسجداً.<ref>القمي، تاريخ ‏قم، ص38</ref> وكان يتردد في كل سنة إلى مكة مرّتين، مرّة للعمرة ومرّة للحج.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref> وقد وشي به في إحدى أسفاره هذه فاخذه خالد بن عبد الله القسري وبعث به مقيداً إلى الحجاج بن يوسف.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج‏6، ص274</ref>
فلما ظفر الحجاج‏ هرب سعيد إلى [[أصبهان]]<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref> و[[قم]]<ref>القمي، تاريخ ‏قم، ص38</ref> واستمر في هذا الحال مختفياً من الحجاج قريبا من اثنتي عشرة سنة.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref>‏ قضى ستة أشهر منها في قرية [[جمكران]] التابعة لمدينة قم وبنا هناك مسجداً.<ref>القمي، تاريخ ‏قم، ص38</ref> وكان يتردد في كل سنة إلى مكة مرّتين، مرّة للعمرة ومرّة للحج.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج‏9، ص98</ref> وقد وشي به في إحدى أسفاره هذه فاخذه خالد بن عبد الله القسري وبعث به مقيداً إلى الحجاج بن يوسف.<ref>ابن سعد، الطبقات‏ الكبرى، ج‏6، ص274</ref>


==المحاورة مع الحجاج==
===المحاورة مع الحجاج===
أدخل سعيد بن جبير على الحجاج وفي رجله القيود وهو محاط بالزبانية فلم يرعبه هذا المنظر، فالسلاح والجيوش لن ترهب أولياء الله ودار بينهما هذا الحوار:
أدخل سعيد بن جبير على الحجاج وفي رجله القيود وهو محاط بالزبانية فلم يرعبه هذا المنظر، فالسلاح والجيوش لن ترهب أولياء الله ودار بينهما هذا الحوار:
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" >
سطر ٢٠٩: سطر ٢١١:
روي صاحب الكامل في التاريخ أنّه لما أمر الحجاج به فضربت رقبته، بدر "برز" رأسه عليه كمّة بيضاء لاطية، فلمّا سقط رأسه هلّل – أي قال لا إله الا الله- ثلاثا، أفصح بمرّة ولم يفصح بمرّتين.<ref>ابن الأثير، الكامل،ج‏4، ص58</ref>
روي صاحب الكامل في التاريخ أنّه لما أمر الحجاج به فضربت رقبته، بدر "برز" رأسه عليه كمّة بيضاء لاطية، فلمّا سقط رأسه هلّل – أي قال لا إله الا الله- ثلاثا، أفصح بمرّة ولم يفصح بمرّتين.<ref>ابن الأثير، الكامل،ج‏4، ص58</ref>


==استجابة الدعاء==
===استجابة الدعاء===
كانت آخر كلمة نطق بها سعيد بن جبير قبل قتله أنّه دعا على الحجاج قائلا: اللَّهمَّ لا تُسلِّطه على أحد يقتله بعدي.<ref>رجال الكشّي، ج 1، ص 335</ref><ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 372</ref> فما عاش الحجاج بعده إلا أربعين يوماً وقيل ستة أشهر كان يردد خلالها ما لي ولسعيد ما لي ولسعيد.<ref>ابن الأثير، الكامل ،ج‏4،ص58</ref>
كانت آخر كلمة نطق بها سعيد بن جبير قبل قتله أنّه دعا على الحجاج قائلا: اللَّهمَّ لا تُسلِّطه على أحد يقتله بعدي.<ref>رجال الكشّي، ج 1، ص 335</ref><ref>ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 372</ref> فما عاش الحجاج بعده إلا أربعين يوماً وقيل ستة أشهر كان يردد خلالها ما لي ولسعيد ما لي ولسعيد.<ref>ابن الأثير، الكامل ،ج‏4،ص58</ref>
ولما كان الحجاج في النزع الأخير كان يفيق أحياناً وهو يردد ما لي ولسعيد بن جبير.<ref>التستري، قاموس الرجال، ج 5، ص 86</ref><ref>البلاذري، أنساب‏ الأشراف، ج‏7، ص369</ref>
ولما كان الحجاج في النزع الأخير كان يفيق أحياناً وهو يردد ما لي ولسعيد بن جبير.<ref>التستري، قاموس الرجال، ج 5، ص 86</ref><ref>البلاذري، أنساب‏ الأشراف، ج‏7، ص369</ref>


==مرقده==
===مرقده===
[[ملف:سردر ورودی مزار سعید بن جبیر.jpg|150px|تصغير|باب الدخول لمرقد سعيد بن جبير]]
[[ملف:سردر ورودی مزار سعید بن جبیر.jpg|150px|تصغير|باب الدخول لمرقد سعيد بن جبير]]
[[ملف:مرقد الصحابي الجليل سعيد بن جبير2.jpg|150px|تصغير|مرقد الصحابي الجليل سعيد بن جبير]]
[[ملف:مرقد الصحابي الجليل سعيد بن جبير2.jpg|150px|تصغير|مرقد الصحابي الجليل سعيد بن جبير]]
سطر ٢١٩: سطر ٢٢١:


ويعود تشييد المرقد القديم إلى العهد [[الصفوية|الصفوي]] في القرن الحادي عشر، وأٌُعيد بناؤة سنة 1378 ه بدعم من المرحوم آية الله السيد [[محسن الحكيم]] وأشراف ومتابعة من الشيخ [[عبد الأمير النجفي آل قسام]] وبمساعدة من الخيرين من أبناء المدينة. تشتمل العتبة السعيدية على صحن كبير وأربعة أبواب يقع الضريح في وسطها وتحيط الصحن مجموعة من الأيوانات المسقفة ويعلو الضريح قبة جميلة ومزينة.<ref>التستري، قاموس الرجال، ج 5، ص 87</ref>
ويعود تشييد المرقد القديم إلى العهد [[الصفوية|الصفوي]] في القرن الحادي عشر، وأٌُعيد بناؤة سنة 1378 ه بدعم من المرحوم آية الله السيد [[محسن الحكيم]] وأشراف ومتابعة من الشيخ [[عبد الأمير النجفي آل قسام]] وبمساعدة من الخيرين من أبناء المدينة. تشتمل العتبة السعيدية على صحن كبير وأربعة أبواب يقع الضريح في وسطها وتحيط الصحن مجموعة من الأيوانات المسقفة ويعلو الضريح قبة جميلة ومزينة.<ref>التستري، قاموس الرجال، ج 5، ص 87</ref>
==أبناؤه==
* [[عبد الملك بن سعيد بن جبير]] روي عن أبيه.<ref>ابن حجر، الإصابة، ج‏1، ص477</ref><ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج‏7، ص372</ref>
* عبد الله بن سعيد بن جبير<ref>البلاذري، أنساب ‏الأشراف، ج‏7، ص366</ref> روى عنه كثيراً.وكان أفضل زمانه كما عن ابن كثير.<ref>البداية والنهاية، ج‏9، ص302</ref> توفي سنة 110 ه.<ref>ابن كثير، البداية و النهاية، ج‏9، ص303</ref><ref>الشيرازي، ذخيرة الدارين، ص210</ref>


==تشابه الاسماء==
==تشابه الاسماء==
مستخدم مجهول