مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكوثر»
←فاطمة الزهراء عليها السلام هي الكوثر
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ٣٣: | سطر ٣٣: | ||
==فاطمة الزهراء عليها السلام هي الكوثر == | ==فاطمة الزهراء عليها السلام هي الكوثر == | ||
ذكر المفسرون معاني مختلفة للكوثر، كلّ معنى ربما يتناول جانباً مما أعطي [[الرسول الأعظم|للنبي صلى الله عليه وآله]]. لكن ما تؤيِّده الأخبار، ويطابق ما ورد في سبب نزول السورة، بأنّ المراد من الكوثر كثرة النسل والذرية. قال فخر الدين الرازي في تفسيره: الكوثر أولاده، قالوا: لأن هذه السورة إنّما نزلت رداًعلى من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من [[أهل البيت]]، ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من [[بني أمية]] في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء [[الإمام الباقر (ع)|كالباقر]] و[[الإمام الصادق(ع)|الصادق]] و[[الإمام الكاظم(ع)|الكاظم]] و[[الإمام الرضا|الرضا]] عليهم السلام و[[النفس الزكية]] وأمثالهم.<ref>الرازي، تفسير مفاتيح الغيب، | ذكر المفسرون معاني مختلفة للكوثر، كلّ معنى ربما يتناول جانباً مما أعطي [[الرسول الأعظم|للنبي صلى الله عليه وآله]]. لكن ما تؤيِّده الأخبار، ويطابق ما ورد في سبب نزول السورة، بأنّ المراد من الكوثر كثرة النسل والذرية. قال فخر الدين الرازي في تفسيره: الكوثر أولاده، قالوا: لأن هذه السورة إنّما نزلت رداًعلى من عابه عليه السلام بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من [[أهل البيت]]، ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من [[بني أمية]] في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء [[الإمام الباقر (ع)|كالباقر]] و[[الإمام الصادق(ع)|الصادق]] و[[الإمام الكاظم(ع)|الكاظم]] و[[الإمام الرضا|الرضا]] عليهم السلام و[[النفس الزكية]] وأمثالهم.<ref>الرازي، تفسير مفاتيح الغيب، ج 32، ص 124.</ref> | ||
وجاء هذا المعنى في تفسير روح المعاني، وقيل: هو أولاده صلى الله عليه وآله لأنّ السّورة نزلت ردا على من عابه صلى الله عليه وآله وهم والحمد للّه كثيرون قد ملؤوا البسيطة.<ref>الألوسي، تفسير روح المعاني، | وجاء هذا المعنى في تفسير روح المعاني، وقيل: هو أولاده صلى الله عليه وآله لأنّ السّورة نزلت ردا على من عابه صلى الله عليه وآله وهم والحمد للّه كثيرون قد ملؤوا البسيطة.<ref>الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 245.</ref> | ||
وقال [[العلامة الطباطبایي|العلامة]] صاحب [[الميزان في تفسير القرآن|الميزان]] بعد نقله الأقوال في معنى الكوثر وأنّها تبلغ إلى ستة وعشرين: وكيفما كان فقوله في آخر السورة (إن شانئك هو الأبتر) وظاهر الأبتر هو المنقطع نسله وظاهر الجملة أنّها من قبيل قصر القلب إن كثرة ذريته صلى الله عليه وآله هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وآله، أو المراد بها الخير الكثير وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله: ( إن شانئك هو الأبتر ) خاليا عن الفائدة.<ref> الطباطبائي، تفسيرالميزان، | وقال [[العلامة الطباطبایي|العلامة]] صاحب [[الميزان في تفسير القرآن|الميزان]] بعد نقله الأقوال في معنى الكوثر وأنّها تبلغ إلى ستة وعشرين: وكيفما كان فقوله في آخر السورة (إن شانئك هو الأبتر) وظاهر الأبتر هو المنقطع نسله وظاهر الجملة أنّها من قبيل قصر القلب إن كثرة ذريته صلى الله عليه وآله هي المرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وآله، أو المراد بها الخير الكثير وكثرة الذرية مرادة في ضمن الخير الكثير، ولولا ذلك لكان تحقيق الكلام بقوله: ( إن شانئك هو الأبتر ) خاليا عن الفائدة.<ref> الطباطبائي، تفسيرالميزان، ج 20، ص 370.</ref> | ||
ولعل هذا الرأي هو الراجح من بين الأقوال - التي ذكرت في التفاسير -، و أكثرها انسجاما لكثرة الروايات التي تقول: أنّ سبب نزول السورة؛ إنما جاءت رداً على تعيير [[الرسول الأعظم|النبي صلَّى الله عليه و آله]] بعدم استمرار نسله، فنزلت الآية لكي تبين في الحقيقة، أمرين: | ولعل هذا الرأي هو الراجح من بين الأقوال - التي ذكرت في التفاسير -، و أكثرها انسجاما لكثرة الروايات التي تقول: أنّ سبب نزول السورة؛ إنما جاءت رداً على تعيير [[الرسول الأعظم|النبي صلَّى الله عليه و آله]] بعدم استمرار نسله، فنزلت الآية لكي تبين في الحقيقة، أمرين: | ||
سطر ٤٢: | سطر ٤٢: | ||
*الثاني: الأعظم من هذا الظاهر، هو إنا أعطيناك نعمة عظمى لا تقدر ولاتقاس بها النعم الأخرى؛ وهي [[فاطمة الزهراء]]، حلقة الوصل بين [[النبوة]] و[[الإمامة]]، فهي كوثر في اسمها، وهي كوثر في خلقها وخلقها، وهي كوثر في تضحيتها وفداءها وعطاءها، بل هي كوثر في كل شيء، فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية. | *الثاني: الأعظم من هذا الظاهر، هو إنا أعطيناك نعمة عظمى لا تقدر ولاتقاس بها النعم الأخرى؛ وهي [[فاطمة الزهراء]]، حلقة الوصل بين [[النبوة]] و[[الإمامة]]، فهي كوثر في اسمها، وهي كوثر في خلقها وخلقها، وهي كوثر في تضحيتها وفداءها وعطاءها، بل هي كوثر في كل شيء، فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية. | ||
===ذريتها {{عليها السلام}} في العالَم=== | ===ذريتها {{عليها السلام}} في العالَم=== | ||
إطلالة سريعة حول العالم لنرى الأعداد الكبيرة الهائلة لذرية رسول الله صلّى الله عليه واله، المنتشرة في كل ربوع العالم. شاءت قدرت الله وحكمته أن يكون امتداد نور [[النبي الأعظم]] صلى الله عليه وآله منطلقة من بضعته [[فاطمة الزهراء|الزهراء]]، و[[علي بن أبي طالب|علي]] وذريتهما الطاهرة من أبنائهم [[الإمام الحسن المجتبى|الحسن]] و [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] عليهم السلام. ورد عن االنبي صل الله عليه واله ( أنا شجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها...).<ref>الشيخ المفيد، الأمالي، | إطلالة سريعة حول العالم لنرى الأعداد الكبيرة الهائلة لذرية رسول الله صلّى الله عليه واله، المنتشرة في كل ربوع العالم. شاءت قدرت الله وحكمته أن يكون امتداد نور [[النبي الأعظم]] صلى الله عليه وآله منطلقة من بضعته [[فاطمة الزهراء|الزهراء]]، و[[علي بن أبي طالب|علي]] وذريتهما الطاهرة من أبنائهم [[الإمام الحسن المجتبى|الحسن]] و [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] عليهم السلام. ورد عن االنبي صل الله عليه واله ( أنا شجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها...).<ref>الشيخ المفيد، الأمالي، ص 245.</ref> وفي رواية ( خلق الناس من أشجار شتى، وخلقت أنا وعلي بن أبي طالب من شجرة واحدة، فما قولكم من شجرة أنا أصلها، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها... )<ref> الطبري،بشارة المصطفى، ص 76.</ref>وهكذا كان نسل علي وفاطمة نسلا مباركا للنبي {{صل}}، وهكذا كان أبناء الحسن والحسين جميعهم من السادة، الذين ترجع أصولهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن هذه السلالة المحمدية الطيبة ولم تنقطع في أيّ وقت من الأوقات، بل إنّها منتشرة في كل بقاع الأرض، وإليك بعض الدول التي تتواجد فيها: | ||
*[[المغرب]] | *[[المغرب]] | ||
في بلد المغرب الأقصى أعداد كبيرة ربّما تبلغ خمسة ملايين من السادة، وأصولهم ترجع إلى وقت مُوغِل في القِدم، ففي [[سنة 172 هـ]] حدثت ثورة في المغرب قادَها إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، وأدريس هو الأخ الصغير لمحمد بن عبدالله بن الحسن [[النفس الزكية]] المستشهد [[سنة 145 هـ]]، وأسّس (دولة الأدارسة)، وكثر نسله ونسل أخيه في المغرب، وما يزالون بأعداد كبيرة حتّى الآن. | في بلد المغرب الأقصى أعداد كبيرة ربّما تبلغ خمسة ملايين من السادة، وأصولهم ترجع إلى وقت مُوغِل في القِدم، ففي [[سنة 172 هـ]] حدثت ثورة في المغرب قادَها إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، وأدريس هو الأخ الصغير لمحمد بن عبدالله بن الحسن [[النفس الزكية]] المستشهد [[سنة 145 هـ]]، وأسّس (دولة الأدارسة)، وكثر نسله ونسل أخيه في المغرب، وما يزالون بأعداد كبيرة حتّى الآن. | ||
سطر ٧١: | سطر ٧١: | ||
وفي إيران والعراق حوالي خمس ملايين من السادة. وهناك في إيران أُسر مشتهرة بإضافة لفظة ( مِير ) إلى ألقابها، مثل: مير سپاسي، ومير مغربي، ومير فِندِرسكي، وميرداماد، وجدّهم الأعلى هو السيّد أمير جائي. وفي مدينة [[مشهد |مشهد المقدسة]] أُسر من السادة، منها: السادة (الرضوية ). ومنها: أسرة (شهيدي) من أبناء الميرزا مهدي شهيدي أحد تلاميذ [[الوحيد البهبهاني]]، ويتّصل نسبه بـ ( شاه نعمة الله ولي ) الذي تُعزى إليه الطريقة [[الصوفية|الصوفيّة]] الكبيرة المعروفة باسم (الطريقة النعمة اللهيّة)ومنها: (حسني ) و( السجّادي ) وسواها كثير. وفي [[قم]] أُسر السادة (الرضوية) و(البرقعيّة) من أبناء [[موسى المبرقع]] ابن [[الامام محمد بن علي الجواد|الإمام محمد الجواد]] عليه السّلام. | وفي إيران والعراق حوالي خمس ملايين من السادة. وهناك في إيران أُسر مشتهرة بإضافة لفظة ( مِير ) إلى ألقابها، مثل: مير سپاسي، ومير مغربي، ومير فِندِرسكي، وميرداماد، وجدّهم الأعلى هو السيّد أمير جائي. وفي مدينة [[مشهد |مشهد المقدسة]] أُسر من السادة، منها: السادة (الرضوية ). ومنها: أسرة (شهيدي) من أبناء الميرزا مهدي شهيدي أحد تلاميذ [[الوحيد البهبهاني]]، ويتّصل نسبه بـ ( شاه نعمة الله ولي ) الذي تُعزى إليه الطريقة [[الصوفية|الصوفيّة]] الكبيرة المعروفة باسم (الطريقة النعمة اللهيّة)ومنها: (حسني ) و( السجّادي ) وسواها كثير. وفي [[قم]] أُسر السادة (الرضوية) و(البرقعيّة) من أبناء [[موسى المبرقع]] ابن [[الامام محمد بن علي الجواد|الإمام محمد الجواد]] عليه السّلام. | ||
وفي إصفهان هناك أُسرة: العاملي التي منها المرحوم آية الله خادمي، وأسرة الرَّوضاتي أعقاب السيّد محمّد باقر مؤلف كتاب [[روضات الجنات |( روضات الجنّات )]]، و[[الميردامادي]] من أخلاف الفيلسوف الشهير محمد باقر الاسترآبادي المشتهر بـ ( الميرداماد )، والأبطحي، والبهشتي، والتنوابي أسرة سلطان العلماء، والميرفندرسكي ذريّة السيد الميرفندرسكي، والميرلوحي. | وفي إصفهان هناك أُسرة: العاملي التي منها المرحوم آية الله خادمي، وأسرة الرَّوضاتي أعقاب السيّد محمّد باقر مؤلف كتاب [[روضات الجنات |( روضات الجنّات )]]، و[[الميردامادي]] من أخلاف الفيلسوف الشهير محمد باقر الاسترآبادي المشتهر بـ ( الميرداماد )، والأبطحي، والبهشتي، والتنوابي أسرة سلطان العلماء، والميرفندرسكي ذريّة السيد الميرفندرسكي، والميرلوحي. | ||
وينتشر السادة أيضاً في شيراز وكرمان ويزد وشوشتر وخوزستان.وتقطن في [[طهران]] أُسر السادة أخَوان، والسادة المشتهرين بلقب: الجزائري، والطباطبائي، والإمامي، والبهبهاني، والشيرازي. وغيرها من الأسر الكثيرة. وكل هذه الأسر لها جذورها في [[العراق]].<ref>انظر: مصادر الدراسة الأدبية: يوسف أسعد داغر. فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد: محمد كاظم القظويني، ص | وينتشر السادة أيضاً في شيراز وكرمان ويزد وشوشتر وخوزستان.وتقطن في [[طهران]] أُسر السادة أخَوان، والسادة المشتهرين بلقب: الجزائري، والطباطبائي، والإمامي، والبهبهاني، والشيرازي. وغيرها من الأسر الكثيرة. وكل هذه الأسر لها جذورها في [[العراق]].<ref>انظر: مصادر الدراسة الأدبية: يوسف أسعد داغر. فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد: محمد كاظم القظويني، ص 86 ،87.</ref> | ||
===ذريتها عليها السلام من الملوك والأُمراء=== | ===ذريتها عليها السلام من الملوك والأُمراء=== | ||
سطر ٨٩: | سطر ٨٩: | ||
*[[المُشَعشعيّون]]: وفي جنوب إيران حكم السادة المُشَعشعيّون سنوات عديدة. مؤسس هذه الأسرة: السيّد محمد المشعشعي. | *[[المُشَعشعيّون]]: وفي جنوب إيران حكم السادة المُشَعشعيّون سنوات عديدة. مؤسس هذه الأسرة: السيّد محمد المشعشعي. | ||
*[[آل كيا]]: قامت إمارة آل كيا في گيلان، واتخذت من ( لاهيجان ) حاضرةً لها، وذلك من [[سنة 760 هـ]] إلى [[سنة 999 هـ]]. | *[[آل كيا]]: قامت إمارة آل كيا في گيلان، واتخذت من ( لاهيجان ) حاضرةً لها، وذلك من [[سنة 760 هـ]] إلى [[سنة 999 هـ]]. | ||
*[[الصَّفَوية]]: والأسرة التي حكمت إيران منذ [[سنة 907 هـ]] إلى [[سنة 1145 هـ]] (الصَّفَوية)وهم من نسل [[الإمام موسى الكاظم (ع)|الإمام موسى الكاظم]] عليه السّلام. حكم من هذه الأسرة أحد عشر حاكماً، رأس هذه الأسرة الحاكمة هو الملك إسماعيل الصفوي، أمّا آخر حكّامهم فهو السلطان حسين.<ref>انظر: موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها: شاكر مصطفى، | *[[الصَّفَوية]]: والأسرة التي حكمت إيران منذ [[سنة 907 هـ]] إلى [[سنة 1145 هـ]] (الصَّفَوية)وهم من نسل [[الإمام موسى الكاظم (ع)|الإمام موسى الكاظم]] عليه السّلام. حكم من هذه الأسرة أحد عشر حاكماً، رأس هذه الأسرة الحاكمة هو الملك إسماعيل الصفوي، أمّا آخر حكّامهم فهو السلطان حسين.<ref>انظر: موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها: شاكر مصطفى، ج 1708:3، مصادر الدراسة الأدبية: يوسف أسعد داغر.</ref> | ||
==معجزة الكوثر== | ==معجزة الكوثر== |