مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكوفة»
←علم الفقه في المدرسة الكوفية
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٣٢٥: | سطر ٣٢٥: | ||
===علم الفقه في المدرسة الكوفية=== | ===علم الفقه في المدرسة الكوفية=== | ||
في أخريات حياة الإمام الصادق {{عليه السلام}} انتقلت مدرسه الفقه الشيعي من (المدينة) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة. وكانت الكوفة حين ذاك مركزاً صناعياً، وفكرياً كبيراً تقصده البعثات العلمية، والتجارية. | في أخريات حياة [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}} انتقلت مدرسه [[الفقه|الفقه الشيعي]] من ([[المدينة]]) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة. وكانت الكوفة حين ذاك مركزاً صناعياً، وفكرياً كبيراً تقصده البعثات العلمية، والتجارية. | ||
وقد عد البراقي في تاريخ الكوفة 148 صحابياً من الذين هاجروا إلى الكوفة واستقروا فيها، ما عدا التابعين و[[الفقهاء]] الذين انتقلوا إلى هذه المدينة، والذين كان يبلغ عددهم الآلاف، وما عدا الأسر العلمية التي كانت تسكن هذا القطر. | وقد عد البراقي في تاريخ الكوفة 148 [[الصحابة|صحابياً]] من الذين هاجروا إلى الكوفة واستقروا فيها، ما عدا [[التابعين]] و[[الفقهاء]] الذين انتقلوا إلى هذه المدينة، والذين كان يبلغ عددهم الآلاف، وما عدا الأسر العلمية التي كانت تسكن هذا القطر. | ||
وقد أورد ابن سعد في الطبقات ترجمة ل (850) تابعياً ممن سكن الكوفة. وفي مثل هذا الوقت انتقل الإمام الصادق عليه السلام إلى الكوفة أيام [[أبي العباس السفاح]] واستمر بقاء الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة مدّة سنتين. | وقد أورد ابن سعد في الطبقات ترجمة ل (850) تابعياً ممن سكن الكوفة. وفي مثل هذا الوقت انتقل الإمام الصادق عليه السلام إلى الكوفة أيام [[أبي العباس السفاح]] واستمر بقاء الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة مدّة سنتين. | ||
وقد اشتغل [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}} هذه الفترة بالخصوص في نشر المذهب الشيعي، لعدم وجود معارضة سياسية قوية في البين فقد سقطت في هذه الفترة [[الحكومة الأموية]] وظهرت الحكومة العباسية، وبين هذا السقوط، وهذا الظهور اغتنم الإمام الصادق {{عليه السلام}} الفرصة للدعوة إلى المذهب، ونشر أصول هذه المدرسة، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تتلقى منه العلم، | وقد اشتغل [[الإمام الصادق]] {{عليه السلام}} هذه الفترة بالخصوص في نشر المذهب الشيعي، لعدم وجود معارضة سياسية قوية في البين فقد سقطت في هذه الفترة [[الحكومة الأموية]] وظهرت الحكومة العباسية، وبين هذا السقوط، وهذا الظهور اغتنم الإمام الصادق {{عليه السلام}} الفرصة للدعوة إلى المذهب، ونشر أصول هذه المدرسة، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تتلقى منه العلم، | ||
وترتوي من منهله العذب وتروي عنه الأحاديث في مختلف العلوم. | وترتوي من منهله العذب وتروي عنه [[الأحاديث]] في مختلف العلوم. | ||
وقال الحسن بن علي بن زياد الوشاء لابن عيسى القمي: | وقال الحسن بن علي بن زياد الوشاء لابن عيسى القمي: «إني أدركت في هذا المسجد: يعني مسجد الكوفة تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد عليه السلام».<ref>الکشي، رجال النجاشي، ص40،ترجمة الوشاء</ref> | ||
وكان من بين أصحاب الإمام الصادق عليه السلام من فقهاء الكوفة: [[أبان بن تغلب]] بن رباح الكوفي، نزيل كندة روى عنه عليه السلام (30000) حديث. | وكان من بين أصحاب الإمام الصادق عليه السلام من فقهاء الكوفة: [[أبان بن تغلب]] بن رباح الكوفي، نزيل كندة روى عنه عليه السلام (30000) حديث. | ||
ومنهم: [[محمد بن مسلم]] الكوفي روى عن الباقرين {{عليهما السلام}} (40000) حديث. وقد صنف الحافظ أبو العباس بن عقدة الهمداني الكوفي المتوفى [[سنة 333 هـ]] كتاباً في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام ترجم فيه لـ (4000) رجل. | ومنهم: [[محمد بن مسلم]] الكوفي روى عن الباقرين {{عليهما السلام}} (40000) حديث. وقد صنف الحافظ أبو العباس بن عقدة الهمداني الكوفي المتوفى [[سنة 333 هـ]] كتاباً في أسماء الرجال الذين رووا [[الحديث]] عن الإمام الصادق عليه السلام ترجم فيه لـ (4000) رجل. | ||
كل ذلك | كل ذلك بالإضافة إلى البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بانتسابها إلى الإمام الصادق عليه السلام، واشتهرت ب[[الفقه]] و[[الحديث]] كبيت [[آل أعين]]، وبيت [[آل حيان التغلبي]]، وبيت بني عطية، وبيت (بني دراج)، وغيرهم من البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بالتشيع، واشتهرت بالفقه والحديث. | ||
وقد أدى كل هذا الإلتقاء بشخصية (الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة، والإحتفاء به إلى أن يأخذ الجهاز العباسي الحاكم حذره منه. وقد خاف [[المنصور الدوانيقي]] أن يفتتن به الناس (على حد تعبيره) لما رأى من إقبال الفقهاء والناس عامّة عليه، وإحتفائهم به، وإكرامهم له فطلبه إلى [[بغداد]]. <ref>مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 35- 37.</ref> | وقد أدى كل هذا الإلتقاء بشخصية (الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة، والإحتفاء به إلى أن يأخذ الجهاز العباسي الحاكم حذره منه. وقد خاف [[المنصور الدوانيقي]] أن يفتتن به الناس (على حد تعبيره) لما رأى من إقبال الفقهاء والناس عامّة عليه، وإحتفائهم به، وإكرامهم له فطلبه إلى [[بغداد]]. <ref>مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 35- 37.</ref> |