مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو هريرة»
ط
مراجعة وتصحيح المصادر والهوامش والتثّبت منها
imported>Odai78 طلا ملخص تعديل |
imported>Odai78 ط (مراجعة وتصحيح المصادر والهوامش والتثّبت منها) |
||
سطر ١٣٣: | سطر ١٣٣: | ||
==أبو هريرة والحديث== | ==أبو هريرة والحديث== | ||
*إنّ غزارة الأحاديث التي رويت عنه كانت مثار تحفظات، ليست في القرون التالية فحسب، بل اعتباراً من العقود الإسلامية الأولى. وكشاهد على ذلك تجب الإشارة إلى أمر الخليفة [[عمر بن الخطاب|عمر]] الذي حذّر أبا هريرة من نقل الحديث بسبب كثرة الرواية عن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]](ص)،<ref>أبو زرعة، 1/544.</ref>كما اعترض في هذا المجال [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي(ع)]] وبعض الصحابة.<ref>ابن قتيبة، تأويل... | *إنّ غزارة الأحاديث التي رويت عنه كانت مثار تحفظات، ليست في القرون التالية فحسب، بل اعتباراً من العقود الإسلامية الأولى. وكشاهد على ذلك تجب الإشارة إلى أمر الخليفة [[عمر بن الخطاب|عمر]] الذي حذّر أبا هريرة من نقل الحديث بسبب كثرة الرواية عن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]](ص)،<ref>أبو زرعة، 1/544.</ref>كما اعترض في هذا المجال [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي(ع)]] وبعض الصحابة.<ref>ابن قتيبة، تأويل...، ص28؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج4 ص332؛ البسوي، المعرفة والتاريخ، ج1، ص486.</ref> | ||
*وفيما عدا مسموعاته المباشرة من النبي(ص)، فقد نقل أبو هريرة الكثير من أحاديثه(ص) عن طريق الصحابة الآخرين مثل [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] وعمر [[أبيّ بن كعب|وأبيّ بن كعب]] [[عائشة بنت أبي بكر|وعائشة]] [[سهل بن سعد الساعدي|وسهل بن سعد الساعدي]]، بل وحتى عن صحابي شاب مثل [[الفضل بن عباس]].<ref>ابن سعد، | *وفيما عدا مسموعاته المباشرة من النبي(ص)، فقد نقل أبو هريرة الكثير من أحاديثه (ص) عن طريق الصحابة الآخرين مثل [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] وعمر [[أبيّ بن كعب|وأبيّ بن كعب]] [[عائشة بنت أبي بكر|وعائشة]] [[سهل بن سعد الساعدي|وسهل بن سعد الساعدي]]، بل وحتى عن صحابي شاب مثل [[الفضل بن عباس]].<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج4، ص340؛ أحمد بن حنبل، المسند، ج5، ص114-115 الحاكم، ج3، ص512؛ ابن منجوبة، رجال صحيح مسلم، ج2، ص403.</ref> | ||
*واستناداً إلى الإحصائية التي قدمت عن أحاديث أبي هريرة فقد بلغ عدد أحاديثه المنفردة في [[صحيح البخاري]] 93، وفي [[صحيح مسلم]] 189، فيما بلغت أحاديثه المشتركة في [[ | *واستناداً إلى الإحصائية التي قدمت عن أحاديث أبي هريرة فقد بلغ عدد أحاديثه المنفردة في [[صحيح البخاري]] 93، وفي [[صحيح مسلم]] 189، فيما بلغت أحاديثه المشتركة في [[الصحيحين]] 325، وأحاديثه في المعتبرة5،374 حديثاً،<ref>السيوطي، تدريب الراوي، ج2، ص191.</ref> فنقل مثل هذا الكمّ من الروايات يبدو غريباً بالأخص إذا أخذ بعين الاعتبار أنّ أبا هريرة أقصى ما عاصر النبي الأعظم السنوات الأربعة الأخيرة من عمره الشريف (ص) قياساً للروايات المنقولة عن الصحابة. واستناداً إلى قول [[الحاكم النيسابوري]] فإنّ 28 من الصحابة، وكذلك جملة من [[التابعين]] أيضاً رووا عنه. كما أنّ الإمام أحمد خصص 10% من مسنده بالأحاديث المنقولة عن أبي هريرة. | ||
*وقد كانت أحاديث أبي هريرة متنوعة للغاية من حيث الموضوع، فهي تشمل مسائل كثيرة اعتباراً من [[العقائد]] [[الفقه|والفقه]] وحتى السيرة والملاحم، بل وحتى الطب. كما أنّه يمكن الحصول على أحاديثه بشكل عام في قسم "مسند أبي هريرة" من المسانيد المتبقية مثل مسند [[أحمد بن حنبل]]<ref>أحمد بن حنبل، 2/228 وما بعدها.</ref>[[مسند أبي يعلي الموصلي|ومسند أبي يعلي الموصلي]] وغيرهما. | *وقد كانت أحاديث أبي هريرة متنوعة للغاية من حيث الموضوع، فهي تشمل مسائل كثيرة اعتباراً من [[العقائد]] [[الفقه|والفقه]] وحتى السيرة والملاحم، بل وحتى الطب. كما أنّه يمكن الحصول على أحاديثه بشكل عام في قسم "مسند أبي هريرة" من المسانيد المتبقية مثل مسند [[أحمد بن حنبل]]<ref>أحمد بن حنبل، 2/228 وما بعدها.</ref>[[مسند أبي يعلي الموصلي|ومسند أبي يعلي الموصلي]] وغيرهما. | ||
==النقد الرجالي== | ==النقد الرجالي== | ||
*أثارت الكثرة البعيدة عن الانتظار لروايات [[أبو هريرة|أبي هريرة]] عن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي(ص)]] اعتراضات من قبل بعض [[الصحابة]] بسبب قصر فترة صحبته، وقد اتسع نطاق هذه الاعتراضات إلى العهود التالية أيضاً. ومع الأخذ بعين الاعتبار هذا الأصل وهو أنّ أصحاب الحديث كانوا بشكل عام يعتقدون بعدالة أصحاب النبي(ص) ولم يكونوا يعمدون إلى نقد الصحابة،<ref>ابن حجر، | *أثارت الكثرة البعيدة عن الانتظار لروايات [[أبو هريرة|أبي هريرة]] عن [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي(ص)]] اعتراضات من قبل بعض [[الصحابة]] بسبب قصر فترة صحبته، وقد اتسع نطاق هذه الاعتراضات إلى العهود التالية أيضاً. ومع الأخذ بعين الاعتبار هذا الأصل وهو أنّ أصحاب الحديث كانوا بشكل عام يعتقدون بعدالة أصحاب النبي (ص) ولم يكونوا يعمدون إلى نقد الصحابة،<ref>ابن حجر، الإصابة، ج2، ص9 وما بعدها.</ref> ومن البديهي أن شخصية أبي هريرة باعتباره صحابياً، كانت دوماً تحظى من قبلهم بتأييد واحترام وافرين. <ref>ابن قتيبة، تأويل، ص16 وما بعدها؛ الحاكم، المستدرك، ج3، ص512؛ البغدادي، الفَرق بين الفِرق، ج9، ص467.</ref> | ||
*وقد كان [[الشيعة]] الإمامية الذين كانوا يروون الطريق مفتوحاً أمامهم في نقد الصحابة في ذات الوقت الذي كانوا يجلونهم فيه، يتناولون بالنقد في آثارهم المختلفة شخصية أبي هريرة. <ref>الفضل بن شاذان، | *وقد كان [[الشيعة]] الإمامية الذين كانوا يروون الطريق مفتوحاً أمامهم في نقد الصحابة في ذات الوقت الذي كانوا يجلونهم فيه، يتناولون بالنقد في آثارهم المختلفة شخصية أبي هريرة. <ref>الفضل بن شاذان، الإيضاح، ص496-497؛ ابن بابوية، الخصال، ص184-185؛ أيضاً التستري، ج5 ص374 وما بعدها.</ref> | ||
*وقد اتهمه إبراهيم من المعتزلة بالكذب،<ref>ابن قتيبة، | *وقد اتهمه إبراهيم من المعتزلة بالكذب،<ref>ابن قتيبة، تأويل، ص27-28؛ البغدادي، الفَرق بين الفِرق، ص89، 192.</ref>ووضع الحديث، كما نقل [[أبو جعفر الأسكافي]] أيضاً في نقضه العثمانية [[الجاحظ|للجاحظ]] حكايات في نقد أبي هريرة.<ref>ابن أبي حديد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص68.</ref> ولم يتجنب أهل العدل [[الحنفيون]] في [[خراسان]] أيضاً النقد الشديد لأبي هريرة.<ref>الدارمي، ص132 وما بعدها؛ الدميري، حياة الحيون الكبرى، ج1 ص399؛ أيضاً دائرة المعارف الإسلامية الكبري، ج4 ص521.</ref> | ||
*وفي العقود الأخيرة أيضاً تمت من جديد إعادة النظر في شخصية أبي هريرة، فعمد بعض المؤلفين الشيعة وأهل الشيعة [[أهل السنة|وأهل السنة]] إلى تأليف آثار في نقده. ومن بين الشيعة الإمامية يمكن الإشارة إلى أن كتاب ''أبو هريرة''<ref>النجف، مكتبة الحيدرية.</ref>[[عبد الحسين شرف الدين|لعبد الحسين شرف الدين]]، ومن بين أهل السنة نقد بدقة محمود أبورية في كتاب ''شيخ المضيرة أبو هريرة''<ref>القاهرة، 1969م.</ref>حياة أبي هريرة والروايات المنقولة عنه. وأمّا محمد حبيب | *وفي العقود الأخيرة أيضاً تمت من جديد إعادة النظر في شخصية أبي هريرة، فعمد بعض المؤلفين الشيعة وأهل الشيعة [[أهل السنة|وأهل السنة]] إلى تأليف آثار في نقده. ومن بين الشيعة الإمامية يمكن الإشارة إلى أن كتاب ''أبو هريرة''<ref>النجف، مكتبة الحيدرية.</ref>[[عبد الحسين شرف الدين|لعبد الحسين شرف الدين]]، ومن بين أهل السنة نقد بدقة محمود أبورية في كتاب ''شيخ المضيرة أبو هريرة''<ref>القاهرة، 1969م.</ref>حياة أبي هريرة والروايات المنقولة عنه. وأمّا محمد حبيب الرحمن الأعظمي فقد سعى في كتاب ''أبو هريرة في ضوء مروياته''<ref>القاهره وبيروت، 1399هـ/1979م.</ref> ليشير إلى منزلته المهمة من خلال إلقاء نظرة على الأحاديث المنقولة عنه في الصحاح وكتب الحديث. | ||
==وصلات خارجية== | ==وصلات خارجية== |