مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام»
ط
←كناه
imported>Esmati |
imported>Esmati ط (←كناه) |
||
سطر ٣٣: | سطر ٣٣: | ||
===كناه=== | ===كناه=== | ||
يكنى بأبي الفضل وهي أشهر كناه.<ref>ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص٢٥٤، ؛ مقاتل الطالبين، ص٨٩.</ref> وعزى الكثير من العلماء والأدباء ذلك إلى ما اتسم به (ع) من فضائل جمّة.<ref>عمدة الطالب، ص٢٨٠.</ref> | يكنى بأبي الفضل وهي أشهر كناه.<ref>ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص٢٥٤، ؛ مقاتل الطالبين، ص٨٩.</ref> وعزى الكثير من العلماء والأدباء ذلك إلى ما اتسم به (ع) من فضائل جمّة.<ref>عمدة الطالب، ص٢٨٠.</ref> | ||
ويكنّى بأبي القاسم، ومن هنا حمل الباحثون والمحققون ما ورد في [[زيارة الأربعين]] عليه. قال [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله الأنصاري]]: «السلام عليك يا أبا القاسم يا عباس بن علي».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ١٠١، ص ٣٣٠.</ref> | ويكنّى بأبي القاسم، ومن هنا حمل الباحثون والمحققون ما ورد في [[زيارة الأربعين]] عليه. قال [[جابر بن عبد الله الأنصاري|جابر بن عبد الله الأنصاري]]: «السلام عليك يا أبا القاسم يا عباس بن علي».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ١٠١، ص ٣٣٠.</ref> | ||
===ألقابه=== | ===ألقابه=== | ||
سطر ٨٥: | سطر ٨٥: | ||
وممّا يروى: أنّه في بعض أيّام صفّين خرج من جيش [[أمير المؤمنين]] (ع) شاب على وجهه نقاب، تعلوه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة، يقدّر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، وندب [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] إليه [[أبا الشعثاء]]، فقال: إنّ أهل [[الشام]] يعدّونني بألف فارس، ولكن أرسل إليه أحد أولادي، وكانوا سبعة، وكُلّما خرج أحد منهم قتله حتّى أتى عليهم، فساء ذلك أبا الشعثاء وأغضبه، ولمّا برز إليه ألحقه بهم، فهابه الجمع ولم يجرأ أحد على مبارزته، وتعجّب أصحاب أمير المؤمنين (ع) من هذه البسالة التي لاتعدو [[بني هاشم|الهاشميين]]، ولم يعرفوه لمكان نقابه، ولما رجع إلى مقرّه دعا أبوه أمير المؤمنين (ع)، وأزال النقاب عنه، فإذا هو قمر بني هاشم ولده العبّاس (ع).<ref>العباس (عليه السلام)، ص١٥٣؛ البيرجندي، الكبريت الأحمر، طهران، كتابفروشي اسلاميه، ١٣٧٧ ق.، ص٣٨٥.</ref> | وممّا يروى: أنّه في بعض أيّام صفّين خرج من جيش [[أمير المؤمنين]] (ع) شاب على وجهه نقاب، تعلوه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة، يقدّر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، وندب [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] إليه [[أبا الشعثاء]]، فقال: إنّ أهل [[الشام]] يعدّونني بألف فارس، ولكن أرسل إليه أحد أولادي، وكانوا سبعة، وكُلّما خرج أحد منهم قتله حتّى أتى عليهم، فساء ذلك أبا الشعثاء وأغضبه، ولمّا برز إليه ألحقه بهم، فهابه الجمع ولم يجرأ أحد على مبارزته، وتعجّب أصحاب أمير المؤمنين (ع) من هذه البسالة التي لاتعدو [[بني هاشم|الهاشميين]]، ولم يعرفوه لمكان نقابه، ولما رجع إلى مقرّه دعا أبوه أمير المؤمنين (ع)، وأزال النقاب عنه، فإذا هو قمر بني هاشم ولده العبّاس (ع).<ref>العباس (عليه السلام)، ص١٥٣؛ البيرجندي، الكبريت الأحمر، طهران، كتابفروشي اسلاميه، ١٣٧٧ ق.، ص٣٨٥.</ref> | ||
==زوجاته وأولاده== | ==زوجاته وأولاده== | ||
سطر ٩٢: | سطر ٩٠: | ||
تزوج العباس {{عليه السلام}} من [[لبابة بنت عبيدالله بن عباس|لبّابة]] بنت [[عبيد الله بن العباس|عبيد اللّه بن العبّاس]] بن [[عبد المطلب]]، وأُمّها أُم حكيم جويرية بنت خالد بن قرظ الكنانية.<ref>البخاري، المصدر السابق، ص٩٠.</ref> وهي التي أنجبت له الفضل وعبيد الله.<ref>ابن صوفي نسابه، المصدر السابق، ص٤٣٦.</ref> واتفقّ أرباب النسب على انحصار عقب العبّاس ابن أمير المؤمنين (ع) في ولده عبيد اللّه.<ref>ابن صوفي نسابه، المصدر السابق، صص٤٣٦ وابن عنبه، عمدة الطالب، ص٣٢٨.</ref> ولعبيد الله هذا ولدان هما عبد الله والحسن. وانحصر عقب عبيد اللّه في ولده الحسن، وكان لأُم ولد. عاش سبعاً وستّين سنة، وأنجب الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس خمسة، هم: 1 ـ الفضل.2 ـ حمزة.3 ـ إبراهيم.4 ـ العبّاس.5 ـ عبيد اللّه. | تزوج العباس {{عليه السلام}} من [[لبابة بنت عبيدالله بن عباس|لبّابة]] بنت [[عبيد الله بن العباس|عبيد اللّه بن العبّاس]] بن [[عبد المطلب]]، وأُمّها أُم حكيم جويرية بنت خالد بن قرظ الكنانية.<ref>البخاري، المصدر السابق، ص٩٠.</ref> وهي التي أنجبت له الفضل وعبيد الله.<ref>ابن صوفي نسابه، المصدر السابق، ص٤٣٦.</ref> واتفقّ أرباب النسب على انحصار عقب العبّاس ابن أمير المؤمنين (ع) في ولده عبيد اللّه.<ref>ابن صوفي نسابه، المصدر السابق، صص٤٣٦ وابن عنبه، عمدة الطالب، ص٣٢٨.</ref> ولعبيد الله هذا ولدان هما عبد الله والحسن. وانحصر عقب عبيد اللّه في ولده الحسن، وكان لأُم ولد. عاش سبعاً وستّين سنة، وأنجب الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس خمسة، هم: 1 ـ الفضل.2 ـ حمزة.3 ـ إبراهيم.4 ـ العبّاس.5 ـ عبيد اللّه. | ||
فأمّا الفضل فكان لسناً متكلّماً فصيحاً، شديد الدّين، عظيم الشجاعة، محتشماً عند الخلفاء، ويقال له: (ابن الهاشمية)؛ وأمّا حمزة وإبراهيم ويُعرف بـ (جردقة) فكانا من الفقهاء الأُدباء والزهّاد؛ وأمّا عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس السقاء {{عليه السلام}}، ففيه يقول محمّد بن يوسف الجعفري: «ما رأيت أحداً أهيب، ولا أهيأ، ولا أمرأ من عبيد اللّه بن الحسن، تولّى إمارة الحرمين مكة والمدينة والقضاء بهما أيّام المأمون سنة ۲۰۴ | فأمّا الفضل فكان لسناً متكلّماً فصيحاً، شديد الدّين، عظيم الشجاعة، محتشماً عند الخلفاء، ويقال له: (ابن الهاشمية)؛ وأمّا حمزة وإبراهيم ويُعرف بـ (جردقة) فكانا من الفقهاء الأُدباء والزهّاد؛ وأمّا عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس السقاء {{عليه السلام}}، ففيه يقول محمّد بن يوسف الجعفري: «ما رأيت أحداً أهيب، ولا أهيأ، ولا أمرأ من عبيد اللّه بن الحسن، تولّى إمارة الحرمين مكة والمدينة والقضاء بهما أيّام المأمون [[سنة 204 للهجرة|سنة ۲۰۴ للهجرة]]؛ وأما العباس فقد عرف بالفصاحة والبلاغة والخطابة».<ref>ابن عنبه، عمدة الطالب، ص ٢٨١.</ref> وكُلّهم أعقبوا أبناء أجلّاّء فضلاء أُدباء، منهم محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله من كبار شخصيات القرن الثالث الهجري.<ref>ابي نصر، سر السلسلة العلوية، ص٩٠؛ ابن عنبه، عمدة الطالب، صص ٢٨١و٢٨٢.</ref> | ||
==خصاله وفضائله ومناقبه== | ==خصاله وفضائله ومناقبه== | ||
سطر ٩٩: | سطر ٩٧: | ||
لازم العباس بن علي {{عليه السلام}} ركاب أخيه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]] (ع)، وسار تحت لوائه طيلة حياته، وبذل جهداً كبيراً في الدفاع عن أخيه الحسن (ع) ودرء خطر [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] الذي ما برح محدقا بالإمام (ع)، وقد عرف في فترة إمامة أخيه الحسن (ع) بباب حوائج [[الشيعة]]، حيث كان الواسطة في إيصال ما تجود به يد الإمام {{عليه السلام}} إلى الفقراء والمحتاجين ويرشد إلى داره (ع) الطالبين والمحتاجين. | لازم العباس بن علي {{عليه السلام}} ركاب أخيه [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]] (ع)، وسار تحت لوائه طيلة حياته، وبذل جهداً كبيراً في الدفاع عن أخيه الحسن (ع) ودرء خطر [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] الذي ما برح محدقا بالإمام (ع)، وقد عرف في فترة إمامة أخيه الحسن (ع) بباب حوائج [[الشيعة]]، حيث كان الواسطة في إيصال ما تجود به يد الإمام {{عليه السلام}} إلى الفقراء والمحتاجين ويرشد إلى داره (ع) الطالبين والمحتاجين. | ||
<br /> | <br /> | ||
ولمّا تمادى [[بنو أمية|الاَمويون]] بالشر، وظهرت خفايا نفوسهم المنطوية على الحقد والعداء لآل البيت، وأوعزوا إلى عملائهم برمي جنازة الإمام، فرموها بقسيّهم وسهامهم، أسرع أبو الفضل العبّاس {{عليه السلام}} إلى مناجزة الأمويين، وتمزيقهم، فمنعه أخوه [[الإمام الحسين]] (ع) من القيام بأي عمل امتثالاً لوصيّة أخيه الحسن {{عليه السلام}}.<ref>سبهسالار عشق، ص٤٧.</ref> | ولمّا تمادى [[بنو أمية|الاَمويون]] بالشر، وظهرت خفايا نفوسهم المنطوية على الحقد والعداء لآل البيت، وأوعزوا إلى عملائهم برمي جنازة الإمام، فرموها بقسيّهم وسهامهم، أسرع أبو الفضل العبّاس {{عليه السلام}} إلى مناجزة الأمويين، وتمزيقهم، فمنعه أخوه [[الإمام الحسين]] (ع) من القيام بأي عمل امتثالاً لوصيّة أخيه الحسن {{عليه السلام}}.<ref>سبهسالار عشق، ص٤٧.</ref> | ||
سطر ١١٧: | سطر ١١٣: | ||
أدلى الإمام المصلح العظيم بقيّة الله في الأرض [[الإمام المهدي|قائم آل محمد]] {{صل}} بكلمة رائعة في حقّ عمّه العبّاس {{عليه السلام}} جاء فيها: «السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه [[يزيد بن الرقاد]]، و[[حكيم بن الطفيل الطائي]]..».<ref>بطل العلقمي، ج ٢، ص ٣١١.</ref> | أدلى الإمام المصلح العظيم بقيّة الله في الأرض [[الإمام المهدي|قائم آل محمد]] {{صل}} بكلمة رائعة في حقّ عمّه العبّاس {{عليه السلام}} جاء فيها: «السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه [[يزيد بن الرقاد]]، و[[حكيم بن الطفيل الطائي]]..».<ref>بطل العلقمي، ج ٢، ص ٣١١.</ref> | ||
===معرفته بإمام زمانه وانقياده له=== | ===معرفته بإمام زمانه وانقياده له=== | ||
سطر ١٨٩: | سطر ١٨٣: | ||
ولما اشتدّ العطش قال الإمام لـخيه العباس {{عليه السلام}}: «لأجمع أهل بيتك، واحفروا بئراً» ففعلوا ذلك، فوجدوا فيها صخرة، ثم حفروا أخرى، فوجدوها كذلك، ثم قال له: «امض إلى الفرات، وآتينا الماء»، فقال: «سمعا وطاعة»، فضّم إليه الرجال، فمنعهم جيش [[عمر بن سعد]]، فحمل عليهم العباس (ع)، فقتل رجالاً من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة، ودفعهم عنها.<ref>ينابيع المودة، ج٢، ص٣٤٠؛ المقتل المحرّف المنسوب لأبي مخنف ص٥٧؛ بطل العلقمي، ج٢، ص٣٥٧.</ref> | ولما اشتدّ العطش قال الإمام لـخيه العباس {{عليه السلام}}: «لأجمع أهل بيتك، واحفروا بئراً» ففعلوا ذلك، فوجدوا فيها صخرة، ثم حفروا أخرى، فوجدوها كذلك، ثم قال له: «امض إلى الفرات، وآتينا الماء»، فقال: «سمعا وطاعة»، فضّم إليه الرجال، فمنعهم جيش [[عمر بن سعد]]، فحمل عليهم العباس (ع)، فقتل رجالاً من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة، ودفعهم عنها.<ref>ينابيع المودة، ج٢، ص٣٤٠؛ المقتل المحرّف المنسوب لأبي مخنف ص٥٧؛ بطل العلقمي، ج٢، ص٣٥٧.</ref> | ||
===تقديم أخوته وإرسالهم للقتال=== | ===تقديم أخوته وإرسالهم للقتال=== | ||
سطر ٢٢٢: | سطر ٢١٥: | ||
وكان العباس (ع) آخر من استشهد مع الحسين (ع)، ولم يستشهد بعده إلاّ صبية من [[آل أبي طالب]] لم يبلغوا الحلم، ولم يقدروا على حمل السلاح.<ref>ابومخنف، مقتل أبي مخنف، ص١٨٠؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص٨٩.</ref> | وكان العباس (ع) آخر من استشهد مع الحسين (ع)، ولم يستشهد بعده إلاّ صبية من [[آل أبي طالب]] لم يبلغوا الحلم، ولم يقدروا على حمل السلاح.<ref>ابومخنف، مقتل أبي مخنف، ص١٨٠؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص٨٩.</ref> | ||
<br /> | <br /> | ||
استشهد العباس (ع)، وله من العمر 34 سنة.<ref>ابن عنبه، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ص٢٨٠؛ الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، ج١، ص٣٩٥.</ref><br /> | |||
استشهد العباس (ع)، وله من العمر 34 سنة.<ref>ابن عنبه، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ص٢٨٠؛ الطبرسي، أعلام الورى بأعلام الهدى، ج١، ص٣٩٥.</ref> | |||
<br /> | |||
==معرض الصور== | ==معرض الصور== |