الفرق بين المراجعتين لصفحة: «علي الأكبر عليه السلام»

فبينما هو يقاتل قتال الأبطال بصر به [[مرّة بن منقذ العبدى]] فقال: علي آثام العرب إن مرّ بي إن لم اثكله أباه، فمرّ الأكبر يشدّ على الناس كما مرّ في الأوّل فاعترضه مرّة بن منقذ وطعنه <ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص459؛ الطبري، تاريخ الامم والملوك، ج 3، ص 335.</ref>، فصرع واحتواه القوم فقطعوه بأسيافهم.<ref>مقاتل الطالبيين، ص 115؛ الشيخ المفيد، الارشاد، ص459.</ref>

فلمّا بلغَت روحه التّراقي قال رافعاً صوتَهُ: "يا أبتاهُ هذا جَدّي [[رسول الله]] قد سَقاني بكأسه الأوفى شِرْبةً لا أظمأ بعدها أبداً وهو يقولُ العَجَل العَجَل فإنّ لك كأساً مذخورة، ثم فاضت روحه الطاهرة".<ref>مقاتل الطالبين؛ ص 115؛ السيد بن طاوس، اللهوف، ص 49؛ المجلسي، بحارالانوار، ج 45، ص 44.</ref>

فجاء [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] عليه السلام حتّى وقف عليه ووضع خدّه على خدّه وهو يقول: "قَتَل اللهُ قَوْماً قتلوك ما أجْرأهُم على الرّحمن وعلى انتهاك حُرْمَةِ الرّسول"، ثمّ قال: "على الدّنيا بَعْدَك العَفَا".<ref>السيد بن طاوس، اللهوف، ص 4؛ الشيخ المفيد، الارشاد، ج2، ص 106؛ الحلي، ابن نما، مثير الأحزان، ص247؛ أبي مخنف، وقعة الطف، ص 278؛ السيد بن طاووس، اللهوف، ص 139؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ص 459.</ref>

ذكرت بعض المصادر أن الإمام [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] عليه السلام أخذ بكفه من دمه ولده ورمى به نحو السماء فلم يسقط منه قطرة.<ref>المقرم، مقتل الحسين(ع)، ص272.</ref>

وجاء  في الزيارة المروية بسند صحيح عن [[أبو حمزة الثمالي|أبي حمزة الثمالي]] عن [[الإمام الصادق(ع)|الإمام الصادق]] (ع): "بأبي أنت وأمّي، دمك المرتقى به إلى حبيب اللّه، بأبي أنت وأمّي من مقدّم بين يدي أبيك يحتسبك، ويبكي عليك محترقاً عليك قلبه، '''يرفع دمك إلى عنان السماء لا يرجع منه قطرة'''". <ref>كامل الزيارات، ص 416.</ref>

وبعد أن أقبل الحسين (ع) إلى أبنه، وأقبل فتيانه إليه، قال لهم: احملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه.<ref>الشيخ المفيد، الارشاد، ص459؛ الطبري، تاريخ الامم و الملوك، ج 3، ص 336.</ref> فخرجت [[زينب الكبرى|زينب]] (س) ومعها سائر النسوة يندبن علياً الأكبر.<ref>الحلي، ابن نما، مثير الاحزان، ص247؛ مقتل الحسين، المقرم،ج2 ص 36.</ref> وهي تُنادي: "يا حبيباه! ويا ابن أخاه"! وجاءت فأكبّت عليه، فجاء [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين]] (عليه السّلام) فأخذ بيدها وردّها إلى الفسطاط.<ref>الطبري، تاريخ الامم والملوك، ج 3، ص 336.</ref>

ورد في [[زيارة الناحية المقدسة]] لعنُ [[الإمام المهدي عليه السلام|الإمامِ الحجّة]] (عج) قاتل علي الأكبر في قوله: حَكمَ اللهُ لك على قاتِلكَ [[مُرّةِ بن مُنقِذِ بن العبدي|مُرّةِ بن مُنقِذِ بن نُعمان العبدي]]، لَعنهُ الله وأخزاهُ ومَن شَرَكَ في قَتلِكَ وكانَ عَليكَ ظَهيراً، وأصلاهم الله جهنم وساءت مصيراً.<ref>اقبال الاعمال، ج 3، ص 74.</ref>