انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام علي السجاد عليه السلام»

imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ٤٤٧: سطر ٤٤٧:
روى المحدثون انه كانت للإمام زين العابدين{{ع}} خريطة ديباج صفراء، فيها تربة قبر [[الحسين (ع)|أبي عبد الله]]{{ع}}، فإذا حضرت [[الصلاة]] سجد عليها.<ref>البحراني، عوالم العلوم، ص 129.</ref>
روى المحدثون انه كانت للإمام زين العابدين{{ع}} خريطة ديباج صفراء، فيها تربة قبر [[الحسين (ع)|أبي عبد الله]]{{ع}}، فإذا حضرت [[الصلاة]] سجد عليها.<ref>البحراني، عوالم العلوم، ص 129.</ref>


==عصر الإمام (ع)==
==الحياة السياسية==
عاصر الإمام السجاد عددا من خلفاء [[بني أمية]]، وتميز عصره بميزات خاصة.
===الحياة السياسية===
{{الإمامة والخلافة}}
{{الإمامة والخلافة}}
لقد ذكر بعض المفكرين مجموعة من الصفات التي اتصفت بها فترة الحكم الأموي:
لقد ذكر بعض المفكرين مجموعة من الصفات التي اتصفت بها فترة الحكم الأموي:
سطر ٤٥٦: سطر ٤٥٤:
* كان [[الأمويون]] طغاة مستبدين لانتهاكهم قوانين [[الإسلام]] وشرائعه، وامتهانهم لمثله العليا، ووطئها بأقدامهم.<ref>العلايلي، الإمام الحسين{{ع}}، ص 64.</ref>
* كان [[الأمويون]] طغاة مستبدين لانتهاكهم قوانين [[الإسلام]] وشرائعه، وامتهانهم لمثله العليا، ووطئها بأقدامهم.<ref>العلايلي، الإمام الحسين{{ع}}، ص 64.</ref>


====الملوك الذين عاصرهم====
===الملوك الذين عاصرهم===
الملوك الذین عاصرهم الإمام السجاد هم [[يزيد بن معاوية]]، {{و}}[[معاوية بن يزيد]]، {{و}}[[مروان بن الحكم]]، {{و}}[[عبد الملك بن مروان]]، {{و}}[[الوليد بن عبد الملك]].
الملوك الذین عاصرهم الإمام السجاد هم [[يزيد بن معاوية]]، {{و}}[[معاوية بن يزيد]]، {{و}}[[مروان بن الحكم]]، {{و}}[[عبد الملك بن مروان]]، {{و}}[[الوليد بن عبد الملك]].


سطر ٤٦٩: سطر ٤٦٧:
وهكذا بالنسبة لعلاقة [[الوليد بن عبد الملك]] بالإمام علي بن الحسين{{ع}} حيث قيل: إنَّ الوليد بن عبد الملك كان يرى أنه لا يتم له الملك والسلطان مع وجود الإمام زين العابدين، فدسّ له السم.<ref>الشامي، الدر النظيم، ص 182.</ref>
وهكذا بالنسبة لعلاقة [[الوليد بن عبد الملك]] بالإمام علي بن الحسين{{ع}} حيث قيل: إنَّ الوليد بن عبد الملك كان يرى أنه لا يتم له الملك والسلطان مع وجود الإمام زين العابدين، فدسّ له السم.<ref>الشامي، الدر النظيم، ص 182.</ref>


====الثورات في عصر الإمام====
===الثورات في عصر الإمام===
تذكر المصادر  بعض الثوارت التي عاصرت الإمام السجاد عليه السلام، والتي ترتبط به بشكل أو بآخر، منها:
تذكر المصادر  بعض الثوارت التي عاصرت الإمام السجاد عليه السلام، والتي ترتبط به بشكل أو بآخر، منها:
=====واقعة الحرة=====
====واقعة الحرة====
{{مفصلة|واقعة الحرة}}  
{{مفصلة|واقعة الحرة}}  
وهي من الوقائع الشهيرة التي حدثت في عهد [[يزيد بن معاوية]]، وتحديدا في ذي الحجة [[سنة 63 هـ]].<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 185</ref>وقد ذكر الكثير من المؤرخين أنّ سبب هذه الواقعة هو قيام أهل [[المدينة المنورة|المدينة]] ضد حكم [[يزيد بن معاوية]] وهدف قيامهم يظهر من خلال إعلانهم الأول الذي ما نصه: إنّا قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، ويدع [[الصلاة]]، ويعزف بالطنابير، وتضرب عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسامر الخرّاب، والفتيان، وإنّا نُشهدكم أنا قد خلعناه. وأتوا عبد الله بن الغسيل، فبايعوه وولّوه عليهم.<ref>البجاوي، أيام العرب في الإسلام، ص 67.</ref> وأجمعوا على أنَّ أهل [[الشام]] قتلوا في هذه الواقعة جمعاً كبيراً من [[الصحابة]] ومن أبناء [[المهاجرين]] {{و}}[[الانصار]] وصل وفقاً لبعض النقول التاريخية إلى عشرة آلاف شهيد، واستباحوا [[المدينة المنورة]] ثلاثة أيام بإيعاز من [[يزيد بن معاوية|يزيد بن معاوية.]]<ref>شهيدي، زندكاني[حياة] علي بن الحسين(ع)، صص 82-83.</ref>
وهي من الوقائع الشهيرة التي حدثت في عهد [[يزيد بن معاوية]]، وتحديدا في ذي الحجة [[سنة 63 هـ]].<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 185</ref>وقد ذكر الكثير من المؤرخين أنّ سبب هذه الواقعة هو قيام أهل [[المدينة المنورة|المدينة]] ضد حكم [[يزيد بن معاوية]] وهدف قيامهم يظهر من خلال إعلانهم الأول الذي ما نصه: إنّا قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، ويدع [[الصلاة]]، ويعزف بالطنابير، وتضرب عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسامر الخرّاب، والفتيان، وإنّا نُشهدكم أنا قد خلعناه. وأتوا عبد الله بن الغسيل، فبايعوه وولّوه عليهم.<ref>البجاوي، أيام العرب في الإسلام، ص 67.</ref> وأجمعوا على أنَّ أهل [[الشام]] قتلوا في هذه الواقعة جمعاً كبيراً من [[الصحابة]] ومن أبناء [[المهاجرين]] {{و}}[[الانصار]] وصل وفقاً لبعض النقول التاريخية إلى عشرة آلاف شهيد، واستباحوا [[المدينة المنورة]] ثلاثة أيام بإيعاز من [[يزيد بن معاوية|يزيد بن معاوية.]]<ref>شهيدي، زندكاني[حياة] علي بن الحسين(ع)، صص 82-83.</ref>
سطر ٤٨٣: سطر ٤٨١:
* لعله اتخذ الحياد موقفا للحفاظ على أرواح الكثير من الناس حتى من غير العلويين، ففي الخبر أنه ضمّ إلى نفسه أربعمائة منافيّة (أي من بني عبد مناف) يعولهن إلى أن تفرّق الجيش،<ref>الزمخشري، ربيع الأبرار، ج1، ص472.</ref> وكان فيمن آواهن عائلة [[مروان بن الحكم]]، وزوجته هي عائشة بنت [[عثمان بن عفان]] الأموي، فكان مروان شاكرا لعلي بن الحسين ذلك.<ref>البجاوي، أيام العرب في الإسلام، ص 424.</ref> ورغم موقفه المحياد قد تكفل الإمام (ع) بالإنفاق على 400 عائلة طيلة وجود [[مسلم بن عقبة]] والجيش الشامي في المدينة..<ref>شهيدي، زندكاني[حياة] علي بن الحسين(ع)، ص 86.</ref>
* لعله اتخذ الحياد موقفا للحفاظ على أرواح الكثير من الناس حتى من غير العلويين، ففي الخبر أنه ضمّ إلى نفسه أربعمائة منافيّة (أي من بني عبد مناف) يعولهن إلى أن تفرّق الجيش،<ref>الزمخشري، ربيع الأبرار، ج1، ص472.</ref> وكان فيمن آواهن عائلة [[مروان بن الحكم]]، وزوجته هي عائشة بنت [[عثمان بن عفان]] الأموي، فكان مروان شاكرا لعلي بن الحسين ذلك.<ref>البجاوي، أيام العرب في الإسلام، ص 424.</ref> ورغم موقفه المحياد قد تكفل الإمام (ع) بالإنفاق على 400 عائلة طيلة وجود [[مسلم بن عقبة]] والجيش الشامي في المدينة..<ref>شهيدي، زندكاني[حياة] علي بن الحسين(ع)، ص 86.</ref>


=====ثورة التوابين=====
====ثورة التوابين====
{{مفصلة|ثورة التوابين}}
{{مفصلة|ثورة التوابين}}
وهي أول الثورات التي عاصرها الإمام علي بن الحسين{{عليه السلام}} حيث عقد الثوار مؤتمراً في منزل شيخ [[الشيعة]] وكبيرهم آنذاك [[سليمان بن صرد الخزاعي]]، فتداولوا الحديث فيما بينهم، ورأوا أنَّ ما حدث لا يمحى إلا بالثأر من قَتَلَة الحسين
وهي أول الثورات التي عاصرها الإمام علي بن الحسين{{عليه السلام}} حيث عقد الثوار مؤتمراً في منزل شيخ [[الشيعة]] وكبيرهم آنذاك [[سليمان بن صرد الخزاعي]]، فتداولوا الحديث فيما بينهم، ورأوا أنَّ ما حدث لا يمحى إلا بالثأر من قَتَلَة الحسين
سطر ٤٩٣: سطر ٤٩١:
إن الإمام السجاد{{ع}} لم يعلن عن ارتباطه المباشر بالثورات التي قامت تدعو للثأر [[اهل البيت(ع)|لأهل البيت]]{{عليهم السلام}}، وكذلك لم يعلن عن رفضه لها كما واجه [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]]، بل أصدر بيانا عاما يصلح لتبرير الحركات الصالحة، من دون أن يترك آثارا سيئة على الإمام<ref>الجلالي، جهاد الإمام السجاد{{عليه السلام}}، ص 236.</ref>
إن الإمام السجاد{{ع}} لم يعلن عن ارتباطه المباشر بالثورات التي قامت تدعو للثأر [[اهل البيت(ع)|لأهل البيت]]{{عليهم السلام}}، وكذلك لم يعلن عن رفضه لها كما واجه [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]]، بل أصدر بيانا عاما يصلح لتبرير الحركات الصالحة، من دون أن يترك آثارا سيئة على الإمام<ref>الجلالي، جهاد الإمام السجاد{{عليه السلام}}، ص 236.</ref>


=====ثورة المختار الثقفي=====
====ثورة المختار الثقفي====
{{مفصلة|ثورة المختار}}
{{مفصلة|ثورة المختار}}
لقد خرج [[المختار الثقفي]] مطالبا بدم [[الإمام الحسين]]{{ع}}، في الرابع عشر من [[ربيع الأول]] سنة 66 للهجرة<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 495.</ref> وقد رفع شعار "[[يا لثارات الحسين]]"، وتمكن من تحقيق ما خرج من أجله، حيث ثأر من قتلة الإمام الحسين وتولى إدارة شؤون البلاد، وشكّل حكومة.<ref>القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت عليهم السلام، ج 16، ص 365 - 366.</ref>
لقد خرج [[المختار الثقفي]] مطالبا بدم [[الإمام الحسين]]{{ع}}، في الرابع عشر من [[ربيع الأول]] سنة 66 للهجرة<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 495.</ref> وقد رفع شعار "[[يا لثارات الحسين]]"، وتمكن من تحقيق ما خرج من أجله، حيث ثأر من قتلة الإمام الحسين وتولى إدارة شؤون البلاد، وشكّل حكومة.<ref>القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت عليهم السلام، ج 16، ص 365 - 366.</ref>
سطر ٥٠١: سطر ٤٩٩:
ذكر الرواة انه لما أرسل [[المختار الثقفي|المختار]] برؤوس قتلة [[الإمام الحسين]]{{ع}} إليه، خرَّ الإمام السجاد{{ع}} ساجدا، ودعا له، وجزّاه خيرا،<ref>الطوسي، رجال الكشي، ص125 - 127.</ref> وقام أهل البيت كافة بإظهار الفرح، وترك الحداد والحزن.<ref>الجلالي، جهاد الإمام السجاد{{عليه السلام}}، ص 236.</ref> كما ويُنقل عن الإمام قوله لعمّه [[محمد بن الحنفية]]: يا عم، لو أن عبدا تعصّب لنا [[أهل البيت]]، لوجب على الناس مؤازرته، وقد ولَّيتك هذا الأمر فاصنع ما شئت.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏45، ص 365.</ref> ولكن توجد بعض الروايات أيضا تحكي عن عدم رضى الإمام عن فعلة المختار ومنها ما يذكر من إرسال المختار للإمام بعض الهدايا من العراق ولكن أبى الإمام أن يقبلها قائلا: "أَمِيطُوا عَنْ بَابِي فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدَايَا الْكَذَّابِينَ وَ لَا أَقْرَأُ كُتُبَهُم‏"<ref>الطوسي، رجال الكشي، ص 126.</ref>
ذكر الرواة انه لما أرسل [[المختار الثقفي|المختار]] برؤوس قتلة [[الإمام الحسين]]{{ع}} إليه، خرَّ الإمام السجاد{{ع}} ساجدا، ودعا له، وجزّاه خيرا،<ref>الطوسي، رجال الكشي، ص125 - 127.</ref> وقام أهل البيت كافة بإظهار الفرح، وترك الحداد والحزن.<ref>الجلالي، جهاد الإمام السجاد{{عليه السلام}}، ص 236.</ref> كما ويُنقل عن الإمام قوله لعمّه [[محمد بن الحنفية]]: يا عم، لو أن عبدا تعصّب لنا [[أهل البيت]]، لوجب على الناس مؤازرته، وقد ولَّيتك هذا الأمر فاصنع ما شئت.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج ‏45، ص 365.</ref> ولكن توجد بعض الروايات أيضا تحكي عن عدم رضى الإمام عن فعلة المختار ومنها ما يذكر من إرسال المختار للإمام بعض الهدايا من العراق ولكن أبى الإمام أن يقبلها قائلا: "أَمِيطُوا عَنْ بَابِي فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدَايَا الْكَذَّابِينَ وَ لَا أَقْرَأُ كُتُبَهُم‏"<ref>الطوسي، رجال الكشي، ص 126.</ref>


=====ثورة عبد الله بن الزبير=====
====ثورة عبد الله بن الزبير====


قال [[الشيخ باقر القرشي|الشيخ القرشي]]: انطوت نفوس الحجازيين على كره عميق للأمويين، وذلك لهجومهم في أيام [[يزيد بن معاوية|يزيد]] على [[مدينة النبي]] وعلى [[الكعبة|الكعبة المقدسة]] التي هي موضع عز [[المسلمين]]، وعندما دعاهم ابن الزبير لمبايعته استجابوا له، وقد خلص له [[الحجاز]] بأسره كما خلص له غيره من سائر الأقاليم الإسلامية.<ref>القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت{{عليهم السلام}}، ج 16، ص 375.</ref>
قال [[الشيخ باقر القرشي|الشيخ القرشي]]: انطوت نفوس الحجازيين على كره عميق للأمويين، وذلك لهجومهم في أيام [[يزيد بن معاوية|يزيد]] على [[مدينة النبي]] وعلى [[الكعبة|الكعبة المقدسة]] التي هي موضع عز [[المسلمين]]، وعندما دعاهم ابن الزبير لمبايعته استجابوا له، وقد خلص له [[الحجاز]] بأسره كما خلص له غيره من سائر الأقاليم الإسلامية.<ref>القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت{{عليهم السلام}}، ج 16، ص 375.</ref>
سطر ٥١١: سطر ٥٠٩:
يحدثنا التاريخ ان الإمام السجاد{{ع}} لم يؤيد ابن الزبير وكان يظهر التخوف من حكمه، ولعلّه بسبب  أنّ ابن الزبير اتّخذ مكّة موقعاً لحركته، مما يؤدي عند هزيمته إلى أن يعتدي [[الأمويون]] على هذه البلدة المقدَسة الاَمنة، وعلى حرمة [[البيت الحرام]] {{و}}[[الكعبة]] الشريفة، - وقد حصل ذلك فعلاً - مع أنَ علم الإمام بفشل حركته لضعفه وقلّة أنصاره بالنسبة إلى جيوش الدولة الأموية، كان من أسباب امتناع الإمام ومعه كل العلويين من الاعتراف بحركة ابن الزبير.<ref>الجلالي، جهاد الإمام السجاد{{عليه السلام}}، ص 233- 235.</ref>
يحدثنا التاريخ ان الإمام السجاد{{ع}} لم يؤيد ابن الزبير وكان يظهر التخوف من حكمه، ولعلّه بسبب  أنّ ابن الزبير اتّخذ مكّة موقعاً لحركته، مما يؤدي عند هزيمته إلى أن يعتدي [[الأمويون]] على هذه البلدة المقدَسة الاَمنة، وعلى حرمة [[البيت الحرام]] {{و}}[[الكعبة]] الشريفة، - وقد حصل ذلك فعلاً - مع أنَ علم الإمام بفشل حركته لضعفه وقلّة أنصاره بالنسبة إلى جيوش الدولة الأموية، كان من أسباب امتناع الإمام ومعه كل العلويين من الاعتراف بحركة ابن الزبير.<ref>الجلالي، جهاد الإمام السجاد{{عليه السلام}}، ص 233- 235.</ref>


===الوضع الفكري===
==الدور الفكري للإمام السجاد==
من الناحية الفكرية قال [[الشيخ باقر القرشي|الشيخ القرشي]]: لقد فتح الإمام زين العابدين{{عليه السلام}} آفاقا من العلم لم يعرفها الناس من ذي قبل فقد عرض لعلوم الشريعة الإسلامية من [[الحديث]]، {{و}}[[الفقه]]، {{و}}[[تفسير القرآن|التفسير]]، {{و}}[[علم الكلام]]، {{و}}[[الفلسفة]]، ويقول بعض المترجمين له: إن العلماء رووا عنه من العلوم ما لا يحصى.<ref>القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت{{عليهم السلام}}، ج 16، ص 390.</ref>
قال [[الشيخ باقر القرشي|الشيخ القرشي]]: لقد فتح الإمام زين العابدين{{عليه السلام}} آفاقا من العلم لم يعرفها الناس من ذي قبل فقد عرض لعلوم الشريعة الإسلامية من [[الحديث]]، {{و}}[[الفقه]]، {{و}}[[تفسير القرآن|التفسير]]، {{و}}[[علم الكلام]]، {{و}}[[الفلسفة]]، ويقول بعض المترجمين له: إن العلماء رووا عنه من العلوم ما لا يحصى.<ref>القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت{{عليهم السلام}}، ج 16، ص 390.</ref>


وذكر المحدثون أن الإمام علي بن الحسين روى مجموعة كبيرة من [[الأحاديث]] عن جدّيه [[الرسول الأعظم]]{{صل}} {{و}}[[علي(ع)|الإمام أمير المؤمنين]]{{ع}}، وعن أبيه [[الإمام الحسين]]{{ع}} وغيرهم.<ref>المالكي، الفصول المهمة، ص188؛الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 1، ص 255؛ الصدوق، الخصال، ص 5؛ الكليني، الكافي، ج 2، ص 580؛ الطبرسي، مشكاة الأنوار، ص 75</ref>
وذكر المحدثون أن الإمام علي بن الحسين روى مجموعة كبيرة من [[الأحاديث]] عن جدّيه [[الرسول الأعظم]]{{صل}} {{و}}[[علي(ع)|الإمام أمير المؤمنين]]{{ع}}، وعن أبيه [[الإمام الحسين]]{{ع}} وغيرهم.<ref>المالكي، الفصول المهمة، ص188؛الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 1، ص 255؛ الصدوق، الخصال، ص 5؛ الكليني، الكافي، ج 2، ص 580؛ الطبرسي، مشكاة الأنوار، ص 75</ref>
سطر ٥٢١: سطر ٥١٩:


وقوله{{ع}}: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْمَقَامَ لِخُلَفَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَمَوَاضِعَ أُمَنَائِكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي اخْتَصَصْتَهُمْ بِهَا قَدِ ابْتَزُّوهَا، وَأَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِذَلِكَ، لَا يُغَالَبُ أَمْرُكَ، وَلَا يُجَاوَزُ الْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبِيرِكَ‌ كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ، وَلِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ غَيْرُ مُتَّهَمٍ عَلَى خَلْقِكَ وَلَا لِإِرَادَتِكَ حَتَّى عَادَ صِفْوَتُكَ وَخُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِينَ مَقْهُورِينَ مُبْتَزِّينَ، يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلًا، وَكِتَابَكَ مَنْبُوذاً، وَفَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ أَشْرَاعِكَ، وَسُنَنَ نَبِيِّكَ مَتْرُوكَةً.<ref>السجاد{{عليه السلام}}، الصحيفة السجادية، ص 237 - 238.</ref>
وقوله{{ع}}: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْمَقَامَ لِخُلَفَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَمَوَاضِعَ أُمَنَائِكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي اخْتَصَصْتَهُمْ بِهَا قَدِ ابْتَزُّوهَا، وَأَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِذَلِكَ، لَا يُغَالَبُ أَمْرُكَ، وَلَا يُجَاوَزُ الْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبِيرِكَ‌ كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ، وَلِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ غَيْرُ مُتَّهَمٍ عَلَى خَلْقِكَ وَلَا لِإِرَادَتِكَ حَتَّى عَادَ صِفْوَتُكَ وَخُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِينَ مَقْهُورِينَ مُبْتَزِّينَ، يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلًا، وَكِتَابَكَ مَنْبُوذاً، وَفَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ أَشْرَاعِكَ، وَسُنَنَ نَبِيِّكَ مَتْرُوكَةً.<ref>السجاد{{عليه السلام}}، الصحيفة السجادية، ص 237 - 238.</ref>
====ظهور الفرقة الكيسانية====
 
{{مفصلة |الكيسانية}}
لقد ظهرت [[الكيسانية|الكيسانيّة]] في أيام الامام السجاد(ع) وقد ذهبت إلى إمامة [[محمد ابن الحنفية]] وزعمت أنه [[المهدي الموعود]] الذي بشّر به [[النبي الأكرم]]{{صل}}، وقال الكيسانيّون: ان ابن الحنفية مقيم في جبل رضوى وانه لم يمت، يطعم العسل، ويشرب الماء، وانه هو الذي يقود الخيل، ويقضي على [[الحكم الأموي]]، وهذه الطائفة قد انقرضت ولم يعد لها وجود الآن.<ref>السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج 7، ص 27.</ref>
<br/>
<br/>
{| border="2" align="center" width="60%"
{| border="2" align="center" width="60%"
مستخدم مجهول