انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام الحسين بن علي عليه السلام»

imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ٢٣٧: سطر ٢٣٧:
==عهد الإمامة==
==عهد الإمامة==
{{شعائر حسينية}}
{{شعائر حسينية}}
تصدّى الحسين (ع) لأمر [[الإمامة]] بعد [[الشهادة|استشهاد]]  الإمام الحسن وذلك في العام العاشر من حكم [[معاوية]]، فكان معاوية قد استند على كرسي الحكم في [[سنة 41 للهجرة|سنة 41]] للهجرة،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 13، ص 262.</ref>
تصدّى الحسين (ع) لأمر [[الإمامة]] بعد استشهاد [[الإمام الحسن(ع)]]، وذلك في العام العاشر من حكم [[معاوية]]، فكان [[معاوية]] قد استند على كرسي الحكم في [[سنة 41 للهجرة|سنة 41]] للهجرة،<ref>ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415 هـ، ج 13، ص 262.</ref>
بعدما [[صلح الإمام الحسن|صالح الحسن (ع)]]، وأسّس منذ ذلك الوقت أساس [[الدولة الأموية]]. وصفت مصادر [[اهل السنة|أهل السّنة]] معاوية بالشخص الدّاهية.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفكر، ج 5، ص 338؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 1425 هـ، ج 1، ص 149.</ref>
بعدما [[صلح الإمام الحسن|صالح الحسن (ع)]]، وأسّس منذ ذلك الوقت أساس [[الدولة الأموية]]. وصفت مصادر [[اهل السنة|أهل السّنة]] معاوية بالشخص الدّاهية.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفكر، ج 5، ص 338؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 1425 هـ، ج 1، ص 149.</ref>
وكان معاوية يلتزم ب[[الدين الإسلامي|الدّين]] من الناحية الظاهرية،{{ملاحظة|لكن ذكرت بعض المصادر التاريخية مواقف لمعاوية خالف فيها الأحكام الدينية بشكل علانية، ومنها ما ذكره [[المسعودي]] في مروج الذهب أنّ [[معاوية]] في مسيره إلى [[صفين]] أقام [[صلاة الجمعة]] في يوم الأربعاء. (المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص 32.)}}بل كان يعتمد على كثير من الثوابت الدّينية من أجل تقوية قوائم حكمه، ورغم أنّه التمس القوة وأساليب الحيلة في مجال السياسية لتعزيز أركان سلطته،<ref>طقوش، دولت امويان، 1389 هـ ش، 19.</ref>
وكان معاوية يلتزم ب[[الدين الإسلامي|الدّين]] من الناحية الظاهرية،{{ملاحظة|لكن ذكرت بعض المصادر التاريخية مواقف لمعاوية خالف فيها الأحكام الدينية بشكل علانية، ومنها ما ذكره [[المسعودي]] في مروج الذهب أنّ [[معاوية]] في مسيره إلى [[صفين]] أقام [[صلاة الجمعة]] في يوم الأربعاء. (المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص 32.)}}بل كان يعتمد على كثير من الثوابت الدّينية من أجل تقوية قوائم حكمه، ورغم أنّه التمس القوة وأساليب الحيلة في مجال السياسية لتعزيز أركان سلطته،<ref>طقوش، دولت امويان، 1389 هـ ش، 19.</ref>
إلا أنه كان يبيّن للناس أنّ حكومته جاءت من قبل الله وبحكم [[القضاء والقدر|القضاء الإلهي]].<ref>طقوش، دولت امويان، 1389 هـ ش، 19. نقلا عن كاندهلوي، حياة الصحابة، ج 3، ص 63.</ref>
إلا أنه كان يصوّر للناس أنّ حكومته جاءت من قبل الله وبحكم [[القضاء والقدر|القضاء الإلهي]].<ref>كاندهلوي، حياة الصحابة، ج 3، ص 63.</ref>
وكان يرائي نفسه لأهل الشام بأنه في مصاف [[الأنبياء]]! وأنّه من عباد [[الله]] الصالحين، ويذبُّ عن حياض دين الله وشرائعه.<ref>المنقري، وقعة صفين، 1403 هـ، ص 31-32.</ref>
وكان يرائي نفسه لأهل الشام بأنه في مصاف [[الأنبياء]]! وأنّه من عباد [[الله]] الصالحين، ويذبُّ عن حياض دين الله وشرائعه.<ref>المنقري، وقعة صفين، 1403 هـ، ص 31-32.</ref>
وقد ورد في المصادر التاريخية أن معاوية  قام بتبديل [[الخلافة]] إلى حكم ملكي،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، 1415 هـ، ج 1، ص 64؛ ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفكر، ج 6، ص 220.</ref>
وقد ورد في المصادر التاريخية أن معاوية  قام بتبديل [[الخلافة]] إلى حكم ملكي،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، 1415 هـ، ج 1، ص 64؛ ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفكر، ج 6، ص 220.</ref>
وكان يقول علانية أن لا شأن له بدين الناس.<ref>المفيد، الإرشاد، 1413 هـ، ج 2، ص 14؛ ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفكر، ج 8، ص 131.</ref>
وكان يقول علانية أن لا شأن له بدين الناس.<ref>المفيد، الإرشاد، 1413 هـ، ج 2، ص 14؛ ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفكر، ج 8، ص 131.</ref>


وإنّ من إحدى مميزات فترة حكم معاوية هي انتشار العقائد [[الشيعية]] بين الناس، خصوصاً في [[العراق]].  وكانت [[الشيعة]] تُعتبر العدو الأول لمعاوية كما أن [[الخوارج]] كانوا يكنّون العداء له، لكنّ الخوارج يفتقدون إلى قاعدة شعبية بخلاف ما للشيعة من قاعدة واسعة يرتكزون عليها، وذلك من أجل التأثير الذي كان لـ<nowiki/>[[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت (ع)]] وفي مقدمتهم [[الإمام علي (ع)]] عليهم.
وإنّ من إحدى مميزات فترة حكم معاوية هي انتشار العقائد [[الشيعية]] بين الناس، خصوصاً في [[العراق]].  وكانت [[الشيعة]] تُعتبر العدو الأول لمعاوية كما أن [[الخوارج]] كانوا يكنّون العداء له، لكنّ الخوارج يفتقدون إلى قاعدة شعبية بخلاف ما للشيعة من قاعدة واسعة يرتكزون عليها، وذلك من أجل التأثير الذي كان لـ[[أهل البيت عليهم السلام|أهل البيت (ع)]] وفي مقدمتهم [[الإمام علي (ع)]] عليهم.


ومن أجل ذلك كان معاوية وعمّاله يتصدّون للشيعة بشتى طرق القمع والاضطهاد.
ومن أجل ذلك كان معاوية وعمّاله يتصدّون للشيعة بشتى طرق القمع والاضطهاد.
فمن إحدى الطرق التي اتبعها معاوية لنبذ الشيعة هي بث الكراهية ضد الإمام علي (ع) بين الناس، حيث بات [[لعن علي بن أبي طالب]] (ع) رائجاً ومتداولاً في زمن معاوية، واستمرّ على هذا الحال حتى في الحكومات المتعاقبة [[الأموية]].<ref>طقوش، دولت أمويان، 1389 هـ ش، ص 28-29.</ref>
فمن إحدى الطرق التي اتبعها معاوية لنبذ الشيعة هي بث الكراهية ضد [[الإمام علي (ع)]] بين الناس، حيث بات [[لعن علي بن أبي طالب]] (ع) رائجاً ومتداولاً في زمن معاوية، واستمرّ على هذا الحال حتى في الحكومات المتعاقبة [[الأموية]].<ref>طقوش، دولت أمويان، 1389 هـ ش، ص 28-29.</ref>


وبعد أن قوّى معاوية ركائز حكومته، بدأ باضطهاد [[الشيعة]] ومضايقتهم، فأمر عماله أن يقضوا بحذف أسماء محبّي الإمام علي (ع) من الدواوين، وقطع عطاياهم من [[بيت المال]]، وأن لا تؤخذ بشهادتهم في المحاكم.<ref>الطبرسي، الاحتجاج، 1403، ج 2، ص 295.</ref>
وبعد أن قوّى معاوية ركائز حكومته، بدأ باضطهاد [[الشيعة]] ومضايقتهم، فأمر عماله أن يقضوا بحذف أسماء محبّي الإمام علي (ع) من الدواوين، وقطع عطاياهم من [[بيت المال]]، وأن لا تؤخذ بشهادتهم في المحاكم.<ref>الطبرسي، الاحتجاج، 1403، ج 2، ص 295.</ref>
وهُدِّد رواة مناقب الإمام علي (ع) بالقتل، حيث إنّ المحدّثين في وقته لم يصرّحوا باسم الإمام علي (ع) في نقل الأخبار، وكانوا يشيرون إليه في أحاديثهم بـرجل من [[قريش]] أو أحد [[أصحاب رسول الله]] أو أبي زينب.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، 1379 هـ ش، ج 2، ص 351.</ref>
وهُدِّد رواة [[مناقب الإمام علي]] (ع) بالقتل، حيث إنّ المحدّثين في وقته لم يصرّحوا باسم الإمام علي (ع) في نقل الأخبار، وكانوا يشيرون إليه في أحاديثهم بـرجل من [[قريش]] أو أحد [[أصحاب رسول الله]] أو أبي زينب.<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، 1379 هـ ش، ج 2، ص 351.</ref>


===دلائل إمامته===
===دلائل إمامته===
مستخدم مجهول