انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمام الحسين بن علي عليه السلام»

imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
imported>Ahmadnazem
سطر ٥٠: سطر ٥٠:


==مكانته==
==مكانته==
الحسين بن علي (ع) هو ثالث [[أئمة الشيعة]]، وابن [[الإمام الأول]] وسبط [[رسول الله (ص)]]. وردت في المصادر الإسلامية روايات كثيرة عن فضائله وله مكانة خاصة لدی [[الشيعة]]، كما يحظی باحترام [[أهل السنة]] أيضاً.
الحسين بن علي (ع) هو ثالث [[أئمة الشيعة]]، وابن [[الإمام الأول]] وسبط [[رسول الله (ص)]]. وردت في المصادر الإسلامية روايات كثيرة عن فضائله، وله مكانة خاصة لدی [[الشيعة]]، كما يحظی باحترام [[أهل السنة]] أيضاً.


===في المصادر الحديثية والتاريخية===
===في المصادر الحديثية والتاريخية===
ذكرت روايات الفريقين شيعةً وسنةً إنّ الحسين بن علي (ع) كان أحد [[أصحاب الكساء]]،<ref>النيشابوري، صحیح مسلم، ج 15، ص 190؛ الكلیني، الكافي، ج 1، ص 287.</ref>
ذكرت روايات الفريقين [[شيعة|شيعةً]] و[[أهل السنة|سنةً]] إنّ الحسين بن علي (ع) كان أحد [[أصحاب الكساء]]،<ref>النيشابوري، صحیح مسلم، ج 15، ص 190؛ الكلیني، الكافي، ج 1، ص 287.</ref>
وأحد [[أهل البيت]] (ع) الذين نزلت في حقهم [[آية التطهير]].<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، ج 1، ص 331؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، ج 3، ص 799؛ الشوكاني، فتح القدير، ج 4، ص 279.</ref>
وأحد [[أهل البيت]] (ع) الذين نزلت في حقهم [[آية التطهير]].<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، ج 1، ص 331؛ ابن كثیر، تفسیر القرآن، ج 3، ص 799؛ الشوكاني، فتح القدير، ج 4، ص 279.</ref>
وكان حاضراً في واقعة [[المباهلة]] مع نصارى نجران،<ref>المفید، الإرشاد، 1413، ج 1، ص 168.</ref>
وكان حاضراً في واقعة [[المباهلة]] مع نصارى نجران،<ref>المفید، الإرشاد، 1413، ج 1، ص 168.</ref>
وكان هو وأخوه [[الحسن (ع)]] مصداقاً لكلمة أبناءنا في [[آية المباهلة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، ذیل آیه 61 آل عمران؛ الفخر الرازي، التفسیر الكبیر، ذیل آیه 61 سوره آل عمران.</ref>
وكان هو وأخوه [[الحسن (ع)]] مصداقاً لكلمة أبناءنا في [[آية المباهلة]].<ref>الزمخشري، الكشاف، ذیل آیه 61 آل عمران؛ الفخر الرازي، التفسیر الكبیر، ذیل آیه 61 سوره آل عمران.</ref>


وبعد استشهاد الإمام الحسن (ع) أصبح الحسين (ع) زعيم قومه، مع أنّه هناك أشخاصاً أكبر منه سناً في [[بني هاشم]] إلاّ أنّ الحسين (ع) كان أعظم شأناً وأوجههم؛ فأورد [[أحمد بن إسحاق اليعقوبي|اليعقوبي]] في [[تاريخ اليعقوبي(كتاب)|تاريخه]]، أنّ معاوية قال ل[[ابن عباس]] بعد أحداث استشهاد الإمام الحسن (ع): ستكون بعد ذلك كبير قومك. فردّ عليه: ما بقي أبو عبد الله فلا.<ref>الیعقوبي، تاريخ الیعقوبي، ج 2، ص 226؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 363.</ref>
وبعد استشهاد الإمام الحسن (ع) أصبح الحسين (ع) زعيم قومه، مع أنّه هناك أشخاصاً أكبر منه سناً في [[بني هاشم]]، إلاّ أنّ الحسين (ع) كان أعظم شأناً وأوجههم؛ فأورد [[أحمد بن إسحاق اليعقوبي|اليعقوبي]] في [[تاريخ اليعقوبي(كتاب)|تاريخه]]، أنّ معاوية قال ل[[ابن عباس]] بعد أحداث استشهاد الإمام الحسن (ع): ستكون بعد ذلك كبير قومك. فردّ عليه: ما بقي أبو عبد الله فلا.<ref>الیعقوبي، تاريخ الیعقوبي، ج 2، ص 226؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 363.</ref>
وكما ورد في بعض الروايات كان بنو هاشم يشاورون الحسين (ع) ويقدمون رأيه على سائر الآراء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 414ـ416.</ref> وورد أنّ [[عمرو بن العاص]] كان يقول إنّ الحسين (ع) أكثر الأشخاص حباً عند أهل السماء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 395؛ ابن أبي ‌شیبة، المصنَّف، ج 7، ص 269.</ref>
وكما ورد في بعض الروايات كان بنو هاشم يشاورون الحسين (ع) ويقدمون رأيه على سائر الآراء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1418، ج 10، ص 414ـ416.</ref> وورد أنّ [[عمرو بن العاص]] كان يقول إنّ الحسين (ع) أكثر الأشخاص حباً عند أهل السماء.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 395؛ ابن أبي ‌شیبة، المصنَّف، ج 7، ص 269.</ref>


===في الثقافة الشيعية===
===في الثقافة الشيعية===
أضحى شخص الإمام الحسين (ع) بعد استشهاده (سنة 61 للهجرة)، في الأوساط [[الشيعية]] وغيرها، رمزا لمطالبة الحق وعنوانا للشجاعة والشهادة، وقد غلبت الصفات المذكورة، الكثير من الصفات التي وردت بحقه في [[الروايات]].<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 681.</ref>
أضحى شخص الإمام الحسين (ع) بعد استشهاده (سنة [[61 هـ|61 للهجرة]])، في الأوساط [[الشيعية]] وغيرها، رمزا لمطالبة الحق وعنوانا للشجاعة و[[الشهادة]]، وقد غلبت الصفات المذكورة، الكثير من الصفات التي وردت بحقه في [[الروايات]].<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 681.</ref>
ولواقعة قتل أبي عبد الله الحسين (ع) أثر بليغ في التأريخ عامة وفي نفوس الشيعة خاصة؛ باعتبارها أول سابقة خطيرة هُتك فيها حرم [[الرسول (ص)|رسول (ص)]]،<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 686.</ref>
ولواقعة قتل أبي عبد الله الحسين (ع) أثر بليغ في التأريخ عامة وفي نفوس الشيعة خاصة؛ باعتبارها أول سابقة خطيرة هُتك فيها حرم [[الرسول (ص)]]،<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 686.</ref>
وأضحت نهضته أيضا رمزا لمحاربة الاضطهاد وانتصار الدم على السيف وإحياء لل[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|أمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] وعنوانا لامعا للتضحية والبسالة.<ref>محدثي، فرهنگ عاشورا، ص 372.</ref>
وأضحت نهضته أيضا رمزا لمحاربة الاضطهاد وانتصار الدم على السيف وإحياء لل[[الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر|أمر بالمعروف والنهي عن المنكر]] وعنوانا لامعا للتضحية والبسالة.<ref>محدثي، فرهنگ عاشورا، ص 372.</ref>


وكان لاستشهاد الحسين (ع) الأثر الكبير في نفوس محبي أهل البيت (ع)، حيث ظنّ البعض بأنّ الطائفة الشيعية بدأت بالظهور بعد النهضة الحسينية. <ref>گروه تاریخ پژوهشگاه حوزه و دانشگاه، تاریخ تشیع، ص 21.</ref>
وكان لاستشهاد الحسين (ع) الأثر الكبير في نفوس محبي [[أهل البيت (ع)]]، حيث ظنّ البعض بأنّ الطائفة الشيعية بدأت بالظهور بعد النهضة الحسينية. <ref>گروه تاریخ پژوهشگاه حوزه و دانشگاه، تاریخ تشیع، ص 21.</ref>
ونشهد طوال التأريخ الإسلامي أن حدثت ثورات على غرار ثورة الحسين (ع) رافعة شعار "[[يا لثارات الحسين]]".<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 687.</ref>
ونشهد طوال التأريخ الإسلامي أن حدثت ثورات على غرار ثورة الحسين (ع) رافعة شعار "[[يا لثارات الحسين]]".<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 687.</ref>


يحتلّ شهري [[محرم]] {{و}}[[صفر]] مكانة ممتازة عند الشيعة لا سيما في أيام [[تاسوعاء]] {{و}}[[يوم عاشوراء|عاشوراء]] {{و}}[[الأربعين الحسيني]]، ففي هذه الأيام تقام مجموعة من [[الشعائر]] إحياء لذكرى النهضة الحسينية.<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 689.</ref>
يحتلّ شهري [[محرم]] {{و}}[[صفر]] مكانة ممتازة عند الشيعة، لا سيما في أيام [[تاسوعاء]] {{و}}[[يوم عاشوراء|عاشوراء]] {{و}}[[الأربعين الحسيني]]، ففي هذه الأيام تقام مجموعة من [[الشعائر]] إحياء لذكرى النهضة الحسينية.<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع) إمام، ص 689.</ref>
كلما شرب الشيعة الماء يذكرون عطش الحسين (ع) ويسلمون عليه، اقتداءً بسيرة أئمتهم في ذلك.<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع)، إمام، ص 681؛ محدثي، فرهنگ عاشورا، ص 508.</ref>
وكلما شرب الشيعة الماء يذكرون عطش الحسين (ع) ويسلمون عليه، اقتداءً بسيرة [[أئمة أهل البيت|أئمتهم]] في ذلك.<ref>الحاج منوجهري، حسین (ع)، إمام، ص 681؛ محدثي، فرهنگ عاشورا، ص 508.</ref>


=== عند أهل السنة===
=== عند أهل السنة===
سطر ١١١: سطر ١١١:
مع ذلك فإنّ أهل السنة ينقسمون حول [[ثورة الحسين (ع)]] إلى قسمين:
مع ذلك فإنّ أهل السنة ينقسمون حول [[ثورة الحسين (ع)]] إلى قسمين:
فقسم مادح وقسم ذام.
فقسم مادح وقسم ذام.
فمن جملة من ذم ثورة الحسين (ع) هو [[أبو بكر بن العربي]]، فيقول إنّ الناس حاربوا الحسين (ع) بسبب سماعهم أحاديث عن [[النبي (ص)]] في ذم من يريد أن يشق صفّ الأمة.<ref>أبو بكر ابن عربي، العواصم من القواصم، ص 232.</ref>
فمن جملة من ذم ثورة الحسين (ع) هو أبو بكر بن العربي، فيقول إنّ الناس حاربوا الحسين (ع) بسبب سماعهم أحاديث عن [[النبي (ص)]] في ذم من يريد أن يشق صفّ الأمة.<ref>أبو بكر ابن عربي، العواصم من القواصم، ص 232.</ref>
ويعتقد [[ابن تيمية]] إنّ ثورة الحسين (ع)، لم تغيّر واقع الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك، بل زادت بين الأمّة شرّاً وفتنة.<ref>ابن تيمية، منهاج السنة النبویة، ج 4، ص 530 - 531.</ref>
ويعتقد [[ابن تيمية]] إنّ ثورة الحسين (ع)، لم تغيّر واقع الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك، بل زادت بين الأمّة شرّاً وفتنة.<ref>ابن تيمية، منهاج السنة النبویة، ج 4، ص 530 - 531.</ref>


إنّ [[ابن خلدون]] أظهر رأياً مغايراً عمّا اعتقده ابن العربي؛ فهو يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد [[الظالم]]، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسين (ع) مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة [[العدل]] وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم [[بني أمية]]-.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 1، ص 217.</ref>
إنّ [[ابن خلدون]] أظهر رأياً مغايراً عمّا اعتقده ابن العربي؛ فهو يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد [[الظالم]]، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسين (ع) مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة العدل، وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم [[بني أمية]]-.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 1، ص 217.</ref>


وقال في موضع آخر: بعد ظهور [[الفسق|فسق]] يزيد لعامة الناس، أوجب الحسين (ع) على نفسه الخروج على [[يزيد]]؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً عليه،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 1، ص 216.</ref>
وقال في موضع آخر: بعد ظهور [[الفسق|فسق]] يزيد لعامة الناس، أوجب الحسين (ع) على نفسه الخروج على [[يزيد]]؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً عليه،<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 1، ص 216.</ref>
مستخدم مجهول