انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سب علي»

أُضيف ١٩٥ بايت ،  يوم أمس الساعة ١٤:٥٣
ط
استبدال النص - '(ع)' ب'{{اختصار/ع}}'
(←‏معاوية: نسخ محتمل)
ط (استبدال النص - '(ع)' ب'{{اختصار/ع}}')
سطر ١: سطر ١:
'''سَبُّ علي'''، هو شتم [[الإمام علي]]{{عليه السلام}} و[[اللعن|لعنه]]، حيث بدأ بهذا العمل لأول مرة [[معاوية بن أبي سفيان]]، وأصبح في ما بعد منهجاً متبعاً لحكام [[بني أمية]]، واستمر اللعن على المنابر 60 عاماً، إلى أن منعه [[عمر بن عبد العزيز]]، ورغم ما فعله بنو أمية من سب [[أمير المؤمنين]] فإنه (ع) منع أصحابه أن يسبوا معاوية وأهل [[الشام]].
'''سَبُّ علي'''، هو شتم [[الإمام علي]]{{عليه السلام}} و[[اللعن|لعنه]]، حيث بدأ بهذا العمل لأول مرة [[معاوية بن أبي سفيان]]، وأصبح في ما بعد منهجاً متبعاً لحكام [[بني أمية]]، واستمر اللعن على المنابر 60 عاماً، إلى أن منعه [[عمر بن عبد العزيز]]، ورغم ما فعله بنو أمية من سب [[أمير المؤمنين]] فإنه {{اختصار/ع}} منع أصحابه أن يسبوا معاوية وأهل [[الشام]].


من جملة الولاة الأمويين الذين كانوا يلعنون الإمام علي{{عليه السلام}} على المنابر [[مروان بن الحكم]] و[[المغيرة بن شعبة]] و[[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، ومِن الذين عوقبوا بسبب امتناعهم عن السب والشتم [[عطية بن سعد بن جنادة العوفي]]، حيث عاقبه الحجاج بضربه 400 سوط وحلق رأسه ولحيته.
من جملة الولاة الأمويين الذين كانوا يلعنون الإمام علي{{عليه السلام}} على المنابر [[مروان بن الحكم]] و[[المغيرة بن شعبة]] و[[الحجاج بن يوسف الثقفي]]، ومِن الذين عوقبوا بسبب امتناعهم عن السب والشتم [[عطية بن سعد بن جنادة العوفي]]، حيث عاقبه الحجاج بضربه 400 سوط وحلق رأسه ولحيته.
سطر ٩: سطر ٩:
السب هو الشتم،<ref>الطريحي، مجمع البحرين، ج 2، ص 79. </ref> وقيل لعن الخالق إبعاده عن رحمته ولعن الخلق هو سبّهم ودعاؤهم.<ref>ابن الأثير، النهاية، ج 4، ص 255. </ref>  
السب هو الشتم،<ref>الطريحي، مجمع البحرين، ج 2، ص 79. </ref> وقيل لعن الخالق إبعاده عن رحمته ولعن الخلق هو سبّهم ودعاؤهم.<ref>ابن الأثير، النهاية، ج 4، ص 255. </ref>  


اعتبر [[الشهيد الثاني]] كل من يسب [[الإمام علي]] (ع) من [[ناصبي|النواصب]]؛ وذلك بناءاً على [[رواية]] وردت عن [[الإمام الباقر]] (ع) أن [[الإمام السجاد]] (ع) [[الطلاق|طلق]] إحدى زوجاته لسبها الإمام علي (ع)،<ref>بلقان آبادي، شواهد نصب در بخاري، ص 79، ناقلا عن الشهيد الثاني؛ العاملي، مسالك الأفهام، ج 7، ص 404؛ مصدر الرواية: الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 7، ص 303.  </ref> وذهب [[جعفر السبحاني التبريزي|الشيخ السبحاني]] إلى أن المنشأ لانتشار النصب بين [[المسلمين]] هو [[معاوية بن أبي سفيان]].<ref>السبحاني، كزيده سيماي عقايد شيعه، ص 22. </ref>
اعتبر [[الشهيد الثاني]] كل من يسب [[الإمام علي]] {{اختصار/ع}} من [[ناصبي|النواصب]]؛ وذلك بناءاً على [[رواية]] وردت عن [[الإمام الباقر]] {{اختصار/ع}} أن [[الإمام السجاد]] {{اختصار/ع}} [[الطلاق|طلق]] إحدى زوجاته لسبها الإمام علي {{اختصار/ع}}،<ref>بلقان آبادي، شواهد نصب در بخاري، ص 79، ناقلا عن الشهيد الثاني؛ العاملي، مسالك الأفهام، ج 7، ص 404؛ مصدر الرواية: الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 7، ص 303.  </ref> وذهب [[جعفر السبحاني التبريزي|الشيخ السبحاني]] إلى أن المنشأ لانتشار النصب بين [[المسلمين]] هو [[معاوية بن أبي سفيان]].<ref>السبحاني، كزيده سيماي عقايد شيعه، ص 22. </ref>


اعتبر فقهاء الشيعة كل من يسب علي (ع) مهدور الدم.<ref>مغنیه، فقه الإمام الصادق (ع)، 1421 هـ، ج 6، ص 278.</ref>
اعتبر فقهاء الشيعة كل من يسب علي {{اختصار/ع}} مهدور الدم.<ref>مغنیه، فقه الإمام الصادق {{اختصار/ع}}، 1421 هـ، ج 6، ص 278.</ref>


==تاريخه==
==تاريخه==
يعود تاريخ سب و[[اللعن|لعن]] [[الإمام علي]]{{عليه السلام}} على ألسنة [[بني أمية]]  إلى زمن حياته (ع)، ولذلك جعل [[الإمام الحسن]]{{عليه السلام}} من ضمن بنود [[صلح الإمام الحسن عليه السلام|المعاهدة]] مع معاوية الكف عن سب الإمام علي (ع) على المنابر،<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ص 206.</ref> ونقلت المصادر التاريخية سب علي من قِبل [[مروان بن الحكم]] و[[المغيرة بن شعبة]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 253؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 243. </ref> إضافةً إلى سبه {{عليه السلام}} قام أعداؤه بإجراءت عديدة منها: عدم ذكر أي رواية منقولة منه، ومنع نقل فضائله، وذكره بالخير، والنهي عن تسمية الأبناء باسمه.<ref>الريشهري، دانش نامه أمير المؤمنين، صص 475_483.</ref>
يعود تاريخ سب و[[اللعن|لعن]] [[الإمام علي]]{{عليه السلام}} على ألسنة [[بني أمية]]  إلى زمن حياته {{اختصار/ع}}، ولذلك جعل [[الإمام الحسن]]{{عليه السلام}} من ضمن بنود [[صلح الإمام الحسن عليه السلام|المعاهدة]] مع معاوية الكف عن سب الإمام علي {{اختصار/ع}} على المنابر،<ref>الطبرسي، إعلام الورى، ص 206.</ref> ونقلت المصادر التاريخية سب علي من قِبل [[مروان بن الحكم]] و[[المغيرة بن شعبة]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 253؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 243. </ref> إضافةً إلى سبه {{عليه السلام}} قام أعداؤه بإجراءت عديدة منها: عدم ذكر أي رواية منقولة منه، ومنع نقل فضائله، وذكره بالخير، والنهي عن تسمية الأبناء باسمه.<ref>الريشهري، دانش نامه أمير المؤمنين، صص 475_483.</ref>


بعد مقتل [[عثمان بن عفان|عثمان]]، قال موالوه بأن [[الإمام علي (ع)]] هو على رأس مقتله، وذلك لكي لا يبايعوه. ومن هنا أمر [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] بسب علي (ع) ولعنه.<ref>جمشیدی‌ها وآخرون، «پروپاگاندای بنی امیه علیه خاندان پیامبر (ص)»،‌ ص 15_18؛ کوثري، «بررسی ریشه‌های تاریخی ناصبی‌گری»، ص 96_100.</ref> بحسب الزمخشري، لُعن الإمام علي في عصر بني أمية على 70 ألف منبر، وذلك استمرارا للسنة التي ابتدعها معاوية.<ref>زمخشری، ربیع الابرار، 1412 هـ، ج 2، ص 186.</ref>
بعد مقتل [[عثمان بن عفان|عثمان]]، قال موالوه بأن [[الإمام علي {{اختصار/ع}}]] هو على رأس مقتله، وذلك لكي لا يبايعوه. ومن هنا أمر [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] بسب علي {{اختصار/ع}} ولعنه.<ref>جمشیدی‌ها وآخرون، «پروپاگاندای بنی امیه علیه خاندان پیامبر (ص)»،‌ ص 15_18؛ کوثري، «بررسی ریشه‌های تاریخی ناصبی‌گری»، ص 96_100.</ref> بحسب الزمخشري، لُعن الإمام علي في عصر بني أمية على 70 ألف منبر، وذلك استمرارا للسنة التي ابتدعها معاوية.<ref>زمخشری، ربیع الابرار، 1412 هـ، ج 2، ص 186.</ref>


امتدّ سب الإمام علي نحو ستين سنة إلى عصر [[الخلافة|خلافة]] [[عمر بن عبد العزيز]] ([[سنة 99 للهجرة|سنة 99]] - [[سنة 101 للهجرة|101 هـ]])، فلمّا تصدّى للخلافة أمر جميع الولاة بترك ذلك، وكما نقل [[ابن خلدون]] (من مؤرخي القرن الثامن) أن [[بني أمية]] لطالما كانوا يلعنون عليا حتى كتب عمر بن عبد العزيز لجميع المناطق الإسلامية، وأصدر الحكم بمنع اللعن.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 3، ص 94.</ref>
امتدّ سب الإمام علي نحو ستين سنة إلى عصر [[الخلافة|خلافة]] [[عمر بن عبد العزيز]] ([[سنة 99 للهجرة|سنة 99]] - [[سنة 101 للهجرة|101 هـ]])، فلمّا تصدّى للخلافة أمر جميع الولاة بترك ذلك، وكما نقل [[ابن خلدون]] (من مؤرخي القرن الثامن) أن [[بني أمية]] لطالما كانوا يلعنون عليا حتى كتب عمر بن عبد العزيز لجميع المناطق الإسلامية، وأصدر الحكم بمنع اللعن.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 3، ص 94.</ref>
سطر ٢٣: سطر ٢٣:


===معاوية===
===معاوية===
ذكرت المصادر التاريخية أن [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] كان يسب و[[اللعن|يلعن]] [[الإمام علي|عليا]]{{عليه السلام}} في مواضع مختلفة، منها أنه لم يلتزم ببنود [[صلح الإمام الحسن عليه السلام|المعاهدة]] مع الإمام الحسن بعدم سب الإمام علي؛ وذلك عندما أخذ [[البيعة]] من الناس في [[النخيلة]]، فخطب فيهم وسب ولعن الإمام علي و[[الإمام الحسن]] (ع).<ref>الحسيني، تسلية المجالس وزينة المجالس، ج 2، صص 51 و52؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 78. </ref> ومنها: ما نقله [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] في تاريخه، أن معاوية لمّا عيّن [[المغيرة بن شعبة]] واليا على [[الكوفة]] في [[سنة 41 للهجرة]] أوصاه بشتم علي وذمّه والترحم على [[عثمان بن عفان|عثمان]] و[[الاستغفار]] له،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 253.</ref>  وأوصاه بنفي أنصار علي {{عليه السلام}} أيضا،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 253؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 5، ص 231. </ref>
ذكرت المصادر التاريخية أن [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] كان يسب و[[اللعن|يلعن]] [[الإمام علي|عليا]]{{عليه السلام}} في مواضع مختلفة، منها أنه لم يلتزم ببنود [[صلح الإمام الحسن عليه السلام|المعاهدة]] مع الإمام الحسن بعدم سب الإمام علي؛ وذلك عندما أخذ [[البيعة]] من الناس في [[النخيلة]]، فخطب فيهم وسب ولعن الإمام علي و[[الإمام الحسن]] {{اختصار/ع}}.<ref>الحسيني، تسلية المجالس وزينة المجالس، ج 2، صص 51 و52؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 78. </ref> ومنها: ما نقله [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] في تاريخه، أن معاوية لمّا عيّن [[المغيرة بن شعبة]] واليا على [[الكوفة]] في [[سنة 41 للهجرة]] أوصاه بشتم علي وذمّه والترحم على [[عثمان بن عفان|عثمان]] و[[الاستغفار]] له،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 253.</ref>  وأوصاه بنفي أنصار علي {{عليه السلام}} أيضا،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 253؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 5، ص 231. </ref>


وروى ابن عبد ربّه:‌
وروى ابن عبد ربّه:‌
سطر ٧٤: سطر ٧٤:
*المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار'''، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الوفاء، 1430 هـ/ 1983 م.  
*المجلسي، محمد باقر، '''بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار'''، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الوفاء، 1430 هـ/ 1983 م.  


{{الإمام علي (ع)}}
{{الإمام علي {{اختصار/ع}}}}
{{بني أمية}}
{{بني أمية}}


بيروقراطيون، checkuser، confirmed، إداريو الواجهة، ipblock-exempt، إداريون، templateeditor
١٣٬٠٥٦

تعديل