١٢٬٧١٦
تعديل
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٧: | سطر ٢٧: | ||
==مكان الواقعة== | ==مكان الواقعة== | ||
{{مفصلة|سقيفة بني ساعدة}} | {{مفصلة|سقيفة بني ساعدة}} | ||
السقيفة؛ صفّة ذات سقف. ويقصد منها المكان الذي يقع في جانب من [[المدينة]]، وله سقف ممتدّ، ويعود لبني ساعدة بن كعب الخزرجي، ولذلك عرف [[سقيفة بني ساعدة|بسقيفة بني ساعدة]]. وكان [[الأنصار]] يجتمعون فيه للمشورة وحلّ قضاياهم.<ref>تاري، حقائق السقيفة، ج 1، ص 7.</ref> وتقع سقيفة بني ساعدة في الجهة الشمالية الغربية من [[المسجد النبوي]] بين مساكن قبيلة بني ساعدة بن كعب بن خزرج، جنب بئر بضاعة. وكان سَعد بن عُبادة -مرشح الأنصار لتولي منصب [[الخلافة]]- يسكن قريباً من هذا المكان.<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 3، ص 229.</ref> بعد هجرة النبي لم تعقد الاجتماعات في سقيفة بني ساعدة لمدة عشر سنوات حتى وفاة النبي، وأول اجتماع عقد فيها بعد ذلك كان لتعيين الخليفة بعد النبي.<ref> رجبي دواني، تحليل واقعة سقيفة بني ساعدة بالنظر إلى نهج البلاغة، ۱۳۹۳ش، ص۸۰.</ref> | |||
==أرضية السقيفة== | ==أرضية السقيفة== | ||
سطر ٣٦: | سطر ٣٦: | ||
==مجريات الواقعة== | ==مجريات الواقعة== | ||
وفقاً لمدلونغ وهو مستشرق ألماني ولد عام 1930م فإن غالبية الروايات التي نقلت الواقعة تصل إلى [[عبد الله بن العباس]] نقلاً عن [[عمر بن الخطاب]] في زمن خلافته وهو على المنبر خلال [[موسم الحج]]. وجميع الروايات الأخرى قد أخذت من رواية ابن عباس، ونقلها ابن هشام، والطبري، وعبد الرزاق بن همّام، و<nowiki/>[[البخاري]]، {{و}}[[أحمد بن حنبل|ابن حنبل]]، مع اختلاف يسير في سلسلة الرواة.<ref>Madelung, Wilfred, The Succession To Muhammad, p 28></ref> | وفقاً لمدلونغ وهو مستشرق ألماني ولد عام 1930م فإن غالبية الروايات التي نقلت الواقعة تصل إلى [[عبد الله بن العباس]] نقلاً عن [[عمر بن الخطاب]] في زمن خلافته وهو على المنبر خلال [[موسم الحج]]. وجميع الروايات الأخرى قد أخذت من رواية ابن عباس، ونقلها ابن هشام، والطبري، وعبد الرزاق بن همّام، و<nowiki/>[[البخاري]]، {{و}}[[أحمد بن حنبل|ابن حنبل]]، مع اختلاف يسير في سلسلة الرواة.<ref>Madelung, Wilfred, The Succession To Muhammad, p 28></ref> | ||
في البداية اجتمعت [[الأنصار]] في [[سقيفة بني ساعدة]] ليولّوا [[سعد بن عبادة]] الأمر بعد رحيل النبي{{صل}} وقد خرج وهو مريض، وكان ولده يتكلم بكلامه ويسمع الناس. وقد ذكر للأنصار فضائلاً لم تتّسم بها قبيلة من العرب، إلى أن انتهى بدعوتهم للإستئثار بالحكم،<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 12-15.</ref> فأيّده القوم ووصفوه بخير المؤمنين لتولي الأمر.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref> فأوعز سعد إليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة، غير مكترثين بآراء الناس بقوله: "استبدوا بهذا الأمر دون الناس".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> فيجيبوه بأجمعهم: "وُفقت في الرأى وأصبت في القول ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الأمر فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضى" ثم إنهم تبادلوا الكلام بينهم عن ما لو رفض المهاجرون ذلك، فاقترح بعضهم أن يجيبوهم باقتسام الأمر بأن يكون للأمة خليفتان أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين، فأجابهم سعد بن عبادة حين سمع ذلك بأن هذا أول ضعف المسلمين. وهكذا تداول حشد الأنصار الأمر فيما بينهم قبل أن يلتحق بهم المهاجرون.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455 - 459.</ref> | في البداية اجتمعت [[الأنصار]] في [[سقيفة بني ساعدة]] ليولّوا [[سعد بن عبادة]] الأمر بعد رحيل النبي{{صل}} وقد خرج وهو مريض، وكان ولده يتكلم بكلامه ويسمع الناس. وقد ذكر للأنصار فضائلاً لم تتّسم بها قبيلة من العرب، إلى أن انتهى بدعوتهم للإستئثار بالحكم،<ref>ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 12-15.</ref> فأيّده القوم ووصفوه بخير المؤمنين لتولي الأمر.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 455-456.</ref> فأوعز سعد إليهم أن يأخذوا بزمام المبادرة، غير مكترثين بآراء الناس بقوله: "استبدوا بهذا الأمر دون الناس".<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455-459.</ref> فيجيبوه بأجمعهم: "وُفقت في الرأى وأصبت في القول ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الأمر فإنك فينا مقنع ولصالح المؤمنين رضى" ثم إنهم تبادلوا الكلام بينهم عن ما لو رفض المهاجرون ذلك، فاقترح بعضهم أن يجيبوهم باقتسام الأمر بأن يكون للأمة خليفتان أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين، فأجابهم سعد بن عبادة حين سمع ذلك بأن هذا أول ضعف المسلمين. وهكذا تداول حشد الأنصار الأمر فيما بينهم قبل أن يلتحق بهم المهاجرون.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 455 - 459.</ref> | ||
بعد أن وصل خبر السقيفة إلى [[عمر بن الخطاب]] أرسل إلى [[أبوبكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] وهو في داره بأنه قد حدث أمر لابدّ من حضوره، وعندما خرج إليه، أخبره بأمر الأنصار واجتماعهم في السقيفة ليولّوا سعد بن عبادة أمور الخلافة. فانطلقا إلى الأنصار ليروا ما هم عليه.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 456.</ref> وفي طريقهم التقوا بأبي عبيدة بن الجراح، ثم بعاصم بن عدي وعويم بن ساعدة، فأخبروهم عن مجريات السقيفة ونصحوهم بالرجوع، إلا أنهم لم يأخذوا بالنصيحة، فوصلوا والأنصار مجتمعين،<ref>تاري، حقائق السقيفة، ص 40.</ref> فأراد عمر البدء بالكلام فاستأذنه أبو بكر ليتكلم أولاً وبدأ الكلام ببيان فضل المهاجرين على الأنصار وأولوية [[قريش]] في الخلافة، ولكن قوبل كلامه بالقبول والرفض وأشار بعض الحاضرين إلى أحقية [[الإمام علي|علي]] بالخلافة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 456.</ref> | بعد أن وصل خبر السقيفة إلى [[عمر بن الخطاب]] أرسل إلى [[أبوبكر بن أبي قحافة|أبي بكر بن أبي قحافة]] وهو في داره بأنه قد حدث أمر لابدّ من حضوره، وعندما خرج إليه، أخبره بأمر الأنصار واجتماعهم في السقيفة ليولّوا سعد بن عبادة أمور الخلافة. فانطلقا إلى الأنصار ليروا ما هم عليه.<ref>الطبري، التاريخ، ج 2، ص 456.</ref> وفي طريقهم التقوا بأبي عبيدة بن الجراح، ثم بعاصم بن عدي وعويم بن ساعدة، فأخبروهم عن مجريات السقيفة ونصحوهم بالرجوع، إلا أنهم لم يأخذوا بالنصيحة، فوصلوا والأنصار مجتمعين،<ref>تاري، حقائق السقيفة، ص 40.</ref> فأراد عمر البدء بالكلام فاستأذنه أبو بكر ليتكلم أولاً وبدأ الكلام ببيان فضل المهاجرين على الأنصار وأولوية [[قريش]] في الخلافة، ولكن قوبل كلامه بالقبول والرفض وأشار بعض الحاضرين إلى أحقية [[الإمام علي|علي]] بالخلافة.<ref>الطبري، تاريخ الأمم، ج 2، ص 456.</ref> | ||
== نقاشات السقيفة == | |||
سجّلت المصادر التاريخية النقاشات التي درات في السقيفة بين جهة وأخرى وعلى لسان أشخاص محدّدين وبحذافيرها، مما آل إلى مشادات كلامية مشينة وأوشكت أن تؤدي إلى العنف والاعتداء. | سجّلت المصادر التاريخية النقاشات التي درات في السقيفة بين جهة وأخرى وعلى لسان أشخاص محدّدين وبحذافيرها، مما آل إلى مشادات كلامية مشينة وأوشكت أن تؤدي إلى العنف والاعتداء. | ||
سطر ٧٨: | سطر ٧٢: | ||
قال هشام قال أبو مخنف فحدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي، أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر<ref>الطبري، التاريخ الطبري، ج 2، ص 452.</ref> | قال هشام قال أبو مخنف فحدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي، أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر<ref>الطبري، التاريخ الطبري، ج 2، ص 452.</ref> | ||
== '''الحضور في الاجتماع''' == | |||
أغلب التقارير المنبثقة من مصادر أهل السنة حول السقيفة، تؤيد تواجد عامة المهاجرين والأنصار ومشاركتهم الفعالة في ذلك الاجتماع.<ref>Madelung, Wilfred, The Succession To Muhammad, p 32-33></ref> | أغلب التقارير المنبثقة من مصادر أهل السنة حول السقيفة، تؤيد تواجد عامة المهاجرين والأنصار ومشاركتهم الفعالة في ذلك الاجتماع.<ref>Madelung, Wilfred, The Succession To Muhammad, p 32-33></ref> | ||
والحال إن كثيراً من المصادر تصف الحدث وتقسمه إلى مرحلتين؛ الأولى هي البيعة في السقيفة، والثانية البيعة العامة والتي شملت عموم أهل المدينة غداة السقيفة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 567.</ref> | والحال إن كثيراً من المصادر تصف الحدث وتقسمه إلى مرحلتين؛ الأولى هي البيعة في السقيفة، والثانية البيعة العامة والتي شملت عموم أهل المدينة غداة السقيفة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 567.</ref> | ||
سطر ١٨١: | سطر ١٧٥: | ||
===عواقب السقيفة=== | ===عواقب السقيفة=== | ||
من المؤرخين من يعدّ أحداثاً تاريخية طوال الفترات التي تلت واقعة السقيفة، ويعتقد بأنها من ثمار تلك الواقعة، من أهمها: | من المؤرخين من يعدّ أحداثاً تاريخية طوال الفترات التي تلت واقعة السقيفة، ويعتقد بأنها من ثمار تلك الواقعة، من أهمها: | ||
*[[إقتحام بيت فاطمة (س)|إقتحام بيت فاطمة]]، من أجل إرغام زوجها علي (ع) على البيعة ورافقت الانتهاكات المبرحة -على رأي أتباع أهل البيت[[ملف:عليهم السلام.png|25 px]] | *[[إقتحام بيت فاطمة (س)|إقتحام بيت فاطمة]]، من أجل إرغام زوجها علي (ع) على البيعة ورافقت الانتهاكات المبرحة -على رأي أتباع أهل البيت[[ملف:عليهم السلام.png|25 px]]- التي أدى إلى وفاتها (س).<ref>ابن شهر آشوب، المناقب، ج 2، ص 206.</ref> | ||
*[[مصادرة فدك]] وهي القرية الواقعة في [[الحجاز]] والتي وهبها النبي (ص) لإبنته الزهراء (ع) في حياته.<ref> الطبرسي، الاحتجاج، ج 1، ص 91.</ref> | *[[مصادرة فدك]] وهي القرية الواقعة في [[الحجاز]] والتي وهبها النبي (ص) لإبنته الزهراء (ع) في حياته.<ref> الطبرسي، الاحتجاج، ج 1، ص 91.</ref> | ||
*[[واقعة الطف]] الذي قتل فيه [[أبو عبد الله الحسين]] (ع) [[سبط النبي]]{{صل}} مع جمع من أنصاره وسبي أهل بيت الرسول (ص) في [[كربلاء|أرض كربلاء]] سنة [[61 للهجرة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 328.</ref> | *[[واقعة الطف]] الذي قتل فيه [[أبو عبد الله الحسين]] (ع) [[سبط النبي]]{{صل}} مع جمع من أنصاره وسبي أهل بيت الرسول (ص) في [[كربلاء|أرض كربلاء]] سنة [[61 للهجرة]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 328.</ref> |
تعديل