انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإحباط»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=٢٥ أغسطس ٢٠٢٤}}
{{المعاد-عمودي}}
{{المعاد-عمودي}}
'''الإحباط''' هو ذهاب ثواب [[العبادة]] بسبب [[الذنوب]]، وتناقش هذه المسألة في [[علم الكلام]]. وقد اتفق [[المسلمون]] على أن [[الأعمال الصالحة]] تبطل بالمعاصي، ولكن لا يوجد اتفاق على كيفية إبطال الحسنات بالذنوب. وعلى القول المشهور عند علماء [[الشيعة]] إنّ ضياع الأعمال يتعارض مع [[القرآن]] و<nowiki/>[[العقل]]؛ ولذلك فهم يفسرون الحبط على الوجه الذي يتوافق معهما. وبحسب وجهة نظرهم فإن شرط قبول بعض الأعمال الصالحة هو عدم ارتكاب بعض الذنوب في المستقبل، وبارتكاب الذنب يتبين أن الإنسان لم يعمل العمل الصالح بجميع شروطه من أوّله، ولم يستحق [[الثواب]] على ذلك. ولكن يرى البعض الآخر من علماء الشيعة جواز تضييع ثواب العمل بمقارنته بالأمور الدنيوية، ويعتقدون بعدم وجود دليل عقلي ونقلي على بطلان الحبط.
'''الإحباط''' هو ذهاب ثواب [[العبادة]] بسبب [[الذنوب]]، وتناقش هذه المسألة في [[علم الكلام]]. وقد اتفق [[المسلمون]] على أن [[الأعمال الصالحة]] تبطل بالمعاصي، ولكن لا يوجد اتفاق على كيفية إبطال الحسنات بالذنوب. وعلى القول المشهور عند علماء [[الشيعة]] إنّ ضياع الأعمال يتعارض مع [[القرآن]] و<nowiki/>[[العقل]]؛ ولذلك فهم يفسرون الحبط على الوجه الذي يتوافق معهما. وبحسب وجهة نظرهم فإن شرط قبول بعض الأعمال الصالحة هو عدم ارتكاب بعض الذنوب في المستقبل، وبارتكاب الذنب يتبين أن الإنسان لم يعمل العمل الصالح بجميع شروطه من أوّله، ولم يستحق [[الثواب]] على ذلك. ولكن يرى البعض الآخر من علماء الشيعة جواز تضييع ثواب العمل بمقارنته بالأمور الدنيوية، ويعتقدون بعدم وجود دليل عقلي ونقلي على بطلان الحبط.
سطر ٨: سطر ٧:


==مفهوم الإحباط ومكانة البحث==
==مفهوم الإحباط ومكانة البحث==
الإحباط مصطلح [[القرآن الكريم|قرآني]]<ref>مصباح اليزدي، آموزش عقايد، ص467.</ref> ومصطلح في [[علم الكلام]]،<ref>شجاعي، «إحباط و تكفير»، ص179.</ref> ويعني إبطال وإتلاف [[العمل الصالح|الحسنات]] وثوابها بـ<nowiki/>[[الذنوب]]<ref>الحلي، كشف المراد، ص272؛ الحِمَّصيّ الرازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، ج2، ص42.</ref> ويرى [[أبو الحسن الشعراني]]، أحد مفسري [[الشيعة]]، أن الحبط القرآني يتعلّق بالأفعال التي قام بها [[الكافر]] و<nowiki/>[[قصد القربة|لم يقصد القربة]] في فعله، ولكن الحبط بمعناه [[الكلام الإسلامي|الكلامي]] يشير إلى الأعمال التي قام بها [[المؤمن]] بشكل صحيح مع قصد القربة، ولكن تفسد تلك الأعمال بسبب ارتكاب [[المعصية]].<ref>الشعراني، نثر طوبى، ج1، ص152.</ref> وردت كلمة الحبط ومشتقاتها في [[القرآن]] ستة عشر مرة.<ref>عبد الباقي، المعجم المفهرس، ص193.</ref> ويأتي إحباط الأعمال في مقابل [[تكفير الذنوب]]، وهو محو [[الذنوب]] بسبب أداء الحسنات.<ref>الحلي، كشف المراد، ص272؛ الحِمَّصيّ الرازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، ج2، ص42.</ref>  
الإحباط مصطلح [[القرآن الكريم|قرآني]]<ref>مصباح اليزدي، آموزش عقايد، ص467.</ref> ومصطلح في [[علم الكلام]]،<ref>شجاعي، «إحباط وتكفير»، ص179.</ref> ويعني إبطال وإتلاف [[العمل الصالح|الحسنات]] وثوابها بـ<nowiki/>[[الذنوب]]<ref>الحلي، كشف المراد، ص272؛ الحِمَّصيّ الرازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، ج2، ص42.</ref> ويرى [[أبو الحسن الشعراني]]، أحد مفسري [[الشيعة]]، أن الحبط القرآني يتعلّق بالأفعال التي قام بها [[الكافر]] و<nowiki/>[[قصد القربة|لم يقصد القربة]] في فعله، ولكن الحبط بمعناه [[الكلام الإسلامي|الكلامي]] يشير إلى الأعمال التي قام بها [[المؤمن]] بشكل صحيح مع قصد القربة، ولكن تفسد تلك الأعمال بسبب ارتكاب [[المعصية]].<ref>الشعراني، نثر طوبى، ج1، ص152.</ref> وردت كلمة الحبط ومشتقاتها في [[القرآن]] ستة عشر مرة.<ref>عبد الباقي، المعجم المفهرس، ص193.</ref> ويأتي إحباط الأعمال في مقابل [[تكفير الذنوب]]، وهو محو [[الذنوب]] بسبب أداء الحسنات.<ref>الحلي، كشف المراد، ص272؛ الحِمَّصيّ الرازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، ج2، ص42.</ref>  


وفي [[علم الكلام]]، تمت مناقشة مسألة الإحباط على نطاق واسع، واختلفت الآراء حولها.<ref>شجاعي، «إحباط و تكفير»، ص179.</ref> وبحسب المتكلمين فإن مسألة الإحباط تثار في المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وأحياناً يرتكبون المعاصي، وهم يشكلون أغلبية المجتمع الإيماني؛ أما [[الكفار]] الذين لا [[الإيمان|يؤمنون]] حتى الموت، وكذلك المؤمنون الذين لا يرتكبون ذنبًا قطّ، فلا علاقة لهم بمسألة الإحباط.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص142؛ جمع من الباحثين، «إحباط و تكفير»، ص60.</ref> وقد نوقشت هذه المسألة في علم الكلام، ضمن مسائل كـ<nowiki/>[[المعاد]]، و<nowiki/>[[الثواب]] و<nowiki/>[[العقاب]]، أو الوعد والوعد.<ref>شجاعي، «إحباط و تكفير»، ص179.</ref>
وفي [[علم الكلام]]، تمت مناقشة مسألة الإحباط على نطاق واسع، واختلفت الآراء حولها.<ref>شجاعي، «إحباط وتكفير»، ص179.</ref> وبحسب المتكلمين فإن مسألة الإحباط تثار في المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وأحياناً يرتكبون المعاصي، وهم يشكلون أغلبية المجتمع الإيماني؛ أما [[الكفار]] الذين لا [[الإيمان|يؤمنون]] حتى الموت، وكذلك المؤمنون الذين لا يرتكبون ذنبًا قطّ، فلا علاقة لهم بمسألة الإحباط.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص142؛ جمع من الباحثين، «إحباط وتكفير»، ص60.</ref> وقد نوقشت هذه المسألة في علم الكلام، ضمن مسائل كـ<nowiki/>[[المعاد]]، و<nowiki/>[[الثواب]] و<nowiki/>[[العقاب]]، أو الوعد والوعد.<ref>شجاعي، «إحباط وتكفير»، ص179.</ref>


وتعود أهمية الإحباط إلى أنها تؤثر على مصير الإنسان، وعلى [[العمل الصالح|حسناته]] و<nowiki/>[[الذنوب|سيئاته]] في الدنيا و<nowiki/>[[الآخرة]]،<ref>جمع من الباحثين،‌ «إحباط و تكفير»، ص58.</ref> فالاهتمام بالإحباط يحذّر المؤمنين بأنّ الإنسان يمكن أن تفسد أعماله الصالحة بإرادته واختياره.<ref>كوشا،‌ «إحباط و تكفير»، ص158.</ref> وبحسب الباحثين، فإنّ الفهم الخاطئ للإحباط أو [[تكفير الذنوب|التكفير]] تسبب خيبة الأمل والغرور، وتخرج الإنسان من حالة [[الخوف والرجاء]]؛ لأنه قد يترك العمل الصالح بسبب زعمه أن جميع أعماله قد حبطت، أو يظن أن جميع ذنوبه قد غُفرت لها، فيغترّ بنفسه ويتجرأ على فعل [[المعصية]].<ref>رستکار مقدم جوهري، «مفهوم شناسي إحباط از منظر قرآن»، ص315.</ref> وبحسب ما روي عن [[الإمام علي (ع)]] في [[الخطبة القاصعة]] تمّ إحباط عبادات [[إبليس]] التي دامت لستة آلاف سنة بسبب تكبره.<ref>نهج البلاغة، الخطبة 192، ص287.</ref> وبحسب [[الآية 65 من سورة الزمر]] فإن مسألة إحباط الأعمال موجودة أيضا في ديانات ما قبل [[الإسلام]].
وتعود أهمية الإحباط إلى أنها تؤثر على مصير الإنسان، وعلى [[العمل الصالح|حسناته]] و<nowiki/>[[الذنوب|سيئاته]] في الدنيا و<nowiki/>[[الآخرة]]،<ref>جمع من الباحثين،‌ «إحباط وتكفير»، ص58.</ref> فالاهتمام بالإحباط يحذّر المؤمنين بأنّ الإنسان يمكن أن تفسد أعماله الصالحة بإرادته واختياره.<ref>كوشا،‌ «إحباط وتكفير»، ص158.</ref> وبحسب الباحثين، فإنّ الفهم الخاطئ للإحباط أو [[تكفير الذنوب|التكفير]] تسبب خيبة الأمل والغرور، وتخرج الإنسان من حالة [[الخوف والرجاء]]؛ لأنه قد يترك العمل الصالح بسبب زعمه أن جميع أعماله قد حبطت، أو يظن أن جميع ذنوبه قد غُفرت لها، فيغترّ بنفسه ويتجرأ على فعل [[المعصية]].<ref>رستكار مقدم جوهري، «مفهوم شناسي إحباط از منظر قرآن»، ص315.</ref> وبحسب ما روي عن [[الإمام علي (ع)]] في [[الخطبة القاصعة]] تمّ إحباط عبادات [[إبليس]] التي دامت لستة آلاف سنة بسبب تكبره.<ref>نهج البلاغة، الخطبة 192، ص287.</ref> وبحسب [[الآية 65 من سورة الزمر]] فإن مسألة إحباط الأعمال موجودة أيضا في ديانات ما قبل [[الإسلام]].


==وجهة نظر الشيعة==
==وجهة نظر الشيعة==
ترى الشيعة كسائر المذاهب الإسلامية أنّ ارتكاب بعض الذنوب يؤدي إلى إضاعة الحسنات،<ref>سبحاني، فرهنگ عقايد و مذاهب اسلامي، ج4، ص195.</ref> فمثلاً، حسب اعتقاد جميع علماء المسلمين، يفسد جميع حسنات المؤمنين بسبب ارتداده وعدم التوبة بعد ذلك.<ref>المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص334.</ref> وقد قسّم عبد الله جوادي آملي، صاحب تفسير التسنيم، حبط الأفعال إلى الحبط المحض والحبط غير المحض، ويرى أن بعض الأفعال كالردة تهدم جميع الأعمال، وهو الحبط المحض. أما بعض الذنوب كالعُجب هو يعدّ من الحبط غير المحض، حيث لا يؤدي إلا إلى تدمير الفعل الذي وقع فيه العجب.<ref>جوادي الآملي، تسنيم، ج10، ص584-586.</ref> ويعتقد العلامة المجلسي وهو مؤلف كتاب بحار الأنوار أنّه لا يؤدي كلّ ذنب إلى إضاعة الحسنات، فينبغي في هذه المسألة الاكتفاء بما ذُكر في الآيات والأحاديث<ref>المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص334.</ref> كما يرى بعض علماء الشيعة أن عدم فعالية الأعمال الصالحة يقتصر على الكفر والنفاق والردة.<ref>يزدي، و زينب عباسي آغوي، «إحباط و تكفير عمل»، ص86.</ref>
ترى الشيعة كسائر المذاهب الإسلامية أنّ ارتكاب بعض الذنوب يؤدي إلى إضاعة الحسنات،<ref>سبحاني، فرهنگ عقايد ومذاهب اسلامي، ج4، ص195.</ref> فمثلاً، حسب اعتقاد جميع علماء المسلمين، يفسد جميع حسنات المؤمنين بسبب ارتداده وعدم التوبة بعد ذلك.<ref>المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص334.</ref> وقد قسّم عبد الله جوادي آملي، صاحب تفسير التسنيم، حبط الأفعال إلى الحبط المحض والحبط غير المحض، ويرى أن بعض الأفعال كالردة تهدم جميع الأعمال، وهو الحبط المحض. أما بعض الذنوب كالعُجب هو يعدّ من الحبط غير المحض، حيث لا يؤدي إلا إلى تدمير الفعل الذي وقع فيه العجب.<ref>جوادي الآملي، تسنيم، ج10، ص584-586.</ref> ويعتقد العلامة المجلسي وهو مؤلف كتاب بحار الأنوار أنّه لا يؤدي كلّ ذنب إلى إضاعة الحسنات، فينبغي في هذه المسألة الاكتفاء بما ذُكر في الآيات والأحاديث<ref>المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص334.</ref> كما يرى بعض علماء الشيعة أن عدم فعالية الأعمال الصالحة يقتصر على الكفر والنفاق والردة.<ref>يزدي، وزينب عباسي آغوي، «إحباط وتكفير عمل»، ص86.</ref>


ومع ذلك، هناك رؤيتان لدى علماء الشيعة فيما يتعلق بتحليل كيفية ذهاب فعالية الأعمال الصالحة بارتكاب الخطيئة:
ومع ذلك، هناك رؤيتان لدى علماء الشيعة فيما يتعلق بتحليل كيفية ذهاب فعالية الأعمال الصالحة بارتكاب الخطيئة:


===إنكار الحبط أساساً===
===إنكار الحبط أساساً===
وبحسب الشيخ الطوسي، وهو من متكلمي الشيعة في القرن الرابع، فإن ظاهر الآيات التي تشير إلى الإحباط غير مقبول؛ لأن أساس العقائد مبني على العقل، ويجب تفسير الآيات بما يتوافق مع العقل.<ref>الشيخ طوسي، الاقتصاد، ص200.</ref> ولإيجاد هذا التوافق، قال البعض إنّ ما ورد في الأحاديث حول الحبط لم يستخدم بمعناه الحقيقي؛ بل يعني أن شرط قبول بعض الأعمال الصالحة هو عدم ارتكاب بعض الذنوب في المستقبل، وبارتكاب الذنوب يتبين أن الإنشان لم يفعل العمل الصالح بجميع شروطه من أوله، و وهو في الأصل لم يستحق الثواب.<ref>راجع: المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص332-334.</ref> واعتبر العلامة المجلسي هذا الرأي هو الرأي المشهور عند الشيعة.<ref>المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص332.</ref> وقد استدلّ بعض العلماء بالأدلّة العقلية والقرآنية على بطلان الإحباط:<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص509.</ref>
وبحسب الشيخ الطوسي، وهو من متكلمي الشيعة في القرن الرابع، فإن ظاهر الآيات التي تشير إلى الإحباط غير مقبول؛ لأن أساس العقائد مبني على العقل، ويجب تفسير الآيات بما يتوافق مع العقل.<ref>الشيخ طوسي، الاقتصاد، ص200.</ref> ولإيجاد هذا التوافق، قال البعض إنّ ما ورد في الأحاديث حول الحبط لم يستخدم بمعناه الحقيقي؛ بل يعني أن شرط قبول بعض الأعمال الصالحة هو عدم ارتكاب بعض الذنوب في المستقبل، وبارتكاب الذنوب يتبين أن الإنشان لم يفعل العمل الصالح بجميع شروطه من أوله، ووهو في الأصل لم يستحق الثواب.<ref>راجع: المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص332-334.</ref> واعتبر العلامة المجلسي هذا الرأي هو الرأي المشهور عند الشيعة.<ref>المجلسي،‌ بحار الأنوار، ج5، ص332.</ref> وقد استدلّ بعض العلماء بالأدلّة العقلية والقرآنية على بطلان الإحباط:<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص509.</ref>


#الدليل العقلي: ضياع العمل الصالح بالذنب هو نوع من نقض الوعد والظلم، وبما أن الله لا يظلم، فإنه لا يضيع العمل الصالح بارتكاب المعاصي،<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص509.</ref> لكن لو اشترط من البداية أنّ شرط قبول العمل الصالح هو عدم ارتكاب بعض الذنوب، ففي هذه الحالة، لا يستحق الإنسان ثواباً بارتكاب الذنوب، لأنه أدى العمل الصالح من دون أن يفي بالشرط.<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص510.</ref>
#الدليل العقلي: ضياع العمل الصالح بالذنب هو نوع من نقض الوعد والظلم، وبما أن الله لا يظلم، فإنه لا يضيع العمل الصالح بارتكاب المعاصي،<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص509.</ref> لكن لو اشترط من البداية أنّ شرط قبول العمل الصالح هو عدم ارتكاب بعض الذنوب، ففي هذه الحالة، لا يستحق الإنسان ثواباً بارتكاب الذنوب، لأنه أدى العمل الصالح من دون أن يفي بالشرط.<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص510.</ref>
سطر ٣٩: سطر ٣٨:


==عوامل الإحباط==
==عوامل الإحباط==
وبإجماع المسلمين كافة، إذا ارتدّ المؤمن فإن كفره يحبط جميع أعماله الماضية<ref>راجع: التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص142؛ جوادي الآملي، تسنيم، ج10، ص603.</ref> وبحسب آيات القرآن فإنّ الردة بعد الإيمان،<ref>سورة البقرة، الآية 217.</ref> وقتل الآمر بلامعروف،<ref>سورة آل عمران، آيات 21-22.</ref> وإنكار المعاد والآيات الإلهية،<ref>سورة الأعراف، الآية 147.</ref> والنفاق، والرياء،<ref>سورة الأحزاب، الآية 19.</ref> تعتبر من أسباب إحباط الأعمال.<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص519-532.</ref> وقد ذكر في أحاديث الشيعة بعض الذنوب باعتبارها من أسباب حبط الأعمال، منها: إنكار ولاية الإمام علي (ع)،<ref>الصفار، بصائر الدرجات، ص77.</ref> وعدم الصبر عند البلاء،<ref>الكليني، الكافي، ج3، ص224.</ref> واتهام المتزوّج أو المتزوّجة بالزنا،<ref>الشيخ الصدوق، ثواب الأعمال و عِقاب الأعمال، ص285.</ref> وسوء الظن،<ref>ابن حيون، دعائم الإسلام، ج2، ص352.</ref> والرياء، <ref>الشيخ الصدوق، الأمالي، ص582.</ref> والجدال.<ref>ابن شعبة الحرّاني، تحف العقول، ص309.</ref>  
وبإجماع المسلمين كافة، إذا ارتدّ المؤمن فإن كفره يحبط جميع أعماله الماضية<ref>راجع: التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص142؛ جوادي الآملي، تسنيم، ج10، ص603.</ref> وبحسب آيات القرآن فإنّ الردة بعد الإيمان،<ref>سورة البقرة، الآية 217.</ref> وقتل الآمر بلامعروف،<ref>سورة آل عمران، آيات 21-22.</ref> وإنكار المعاد والآيات الإلهية،<ref>سورة الأعراف، الآية 147.</ref> والنفاق، والرياء،<ref>سورة الأحزاب، الآية 19.</ref> تعتبر من أسباب إحباط الأعمال.<ref>سبحاني، منشور جاويد، ج8، ص519-532.</ref> وقد ذكر في أحاديث الشيعة بعض الذنوب باعتبارها من أسباب حبط الأعمال، منها: إنكار ولاية الإمام علي (ع)،<ref>الصفار، بصائر الدرجات، ص77.</ref> وعدم الصبر عند البلاء،<ref>الكليني، الكافي، ج3، ص224.</ref> واتهام المتزوّج أو المتزوّجة بالزنا،<ref>الشيخ الصدوق، ثواب الأعمال وعِقاب الأعمال، ص285.</ref> وسوء الظن،<ref>ابن حيون، دعائم الإسلام، ج2، ص352.</ref> والرياء، <ref>الشيخ الصدوق، الأمالي، ص582.</ref> والجدال.<ref>ابن شعبة الحرّاني، تحف العقول، ص309.</ref>  


===رفع الصوت عند النبي===
===رفع الصوت عند النبي===
وفي الآية 2 من سورة الحجرات نُهى المؤمنون عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي (ص)، وعن الجهر بالقول بين يديه، حتى لا تحبط أعمالهم. وقد اختلف مفسرو الشيعة في تفسير هذه الآية، إذ كيف يمكن أن يؤدي عمل غير الكفر والشرك إلى حبط الأعمال، فقدّموا إجابات على هذا السؤال، منها:<ref>جعفري، «آشنايي با چند اصطلاح قرآني (4) إحباط و تكفير»، ص45.</ref>
وفي الآية 2 من سورة الحجرات نُهى المؤمنون عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي (ص)، وعن الجهر بالقول بين يديه، حتى لا تحبط أعمالهم. وقد اختلف مفسرو الشيعة في تفسير هذه الآية، إذ كيف يمكن أن يؤدي عمل غير الكفر والشرك إلى حبط الأعمال، فقدّموا إجابات على هذا السؤال، منها:<ref>جعفري، «آشنايي با چند اصطلاح قرآني (4) إحباط وتكفير»، ص45.</ref>


*رفع الصوت على صوت النبي أو الجهر بالقول أمامه إذا كان بقصد إهانة النبي يعدّ من الكفر، ويتفق المسلمون أنّ جميع أفعال الإنسان ستحبط بالكفر.<ref>مكارم الشيرازي، ؟؟تفسير نمونه، 1374ش، ج22، ص138.</ref>
*رفع الصوت على صوت النبي أو الجهر بالقول أمامه إذا كان بقصد إهانة النبي يعدّ من الكفر، ويتفق المسلمون أنّ جميع أفعال الإنسان ستحبط بالكفر.<ref>مكارم الشيرازي، ؟؟تفسير نمونه، 1374ش، ج22، ص138.</ref>
سطر ٥٨: سطر ٥٧:
{{المصادر}}
{{المصادر}}
*قرآن كريم.
*قرآن كريم.
*ابن حيون، القاضي نعمان بن محمد، دَعائِمُ الإسلام و ذِكر الحلال و الحرام و القضايا و الأحكام، قم، مؤسسة آل البيت(ع)، 1385هـ.
*ابن حيون، القاضي نعمان بن محمد، دَعائِمُ الإسلام وذِكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام، قم، مؤسسة آل البيت(ع)، 1385هـ.
*ابن شعبة الحرّاني،ال حسن بن علي، تحف العقول، قم، مکتب النشر الإسلامي، 1404هـ.
*ابن شعبة الحرّاني،ال حسن بن علي، تحف العقول، قم، مكتب النشر الإسلامي، 1404هـ.
*الإيجي، عبد الرحمن بن أحمد، المواقف في علم الكلام، بيروت، عالم الكتب، د.ت.
*الإيجي، عبد الرحمن بن أحمد، المواقف في علم الكلام، بيروت، عالم الكتب، د.ت.
*التفتازاني، مسعود بن عمر، شرح المقاصد، قم، الشريف الرضي، 1412هـ.
*التفتازاني، مسعود بن عمر، شرح المقاصد، قم، الشريف الرضي، 1412هـ.
*جعفري، يعقوب، [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/46386 «آشنايي با چند اصطلاح قرآني (4) إحباط و تكفير»فی مجلة درس‌هايي از مكتب اسلام، رقم 10، دي 1372ش.
*جعفري، يعقوب، [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/46386 «آشنايي با چند اصطلاح قرآني (4) إحباط وتكفير»في مجلة درس‌هايي از مكتب اسلام، رقم 10، دي 1372ش.
*جوادي الآملي، عبد الله، تسنيم، قم، الإسراء، 1387ش.
*جوادي الآملي، عبد الله، تسنيم، قم، الإسراء، 1387ش.
*الحلي، الحسن بن يوسف، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، قم، مؤسسة الإامام الصادق(ع)، 1382ش.
*الحلي، الحسن بن يوسف، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، قم، مؤسسة الإامام الصادق(ع)، 1382ش.
*الحِمَّصيّ الرازي، محمود، المُنْقِذُ مِن التقليد، قم، مکتب النشر الإسلامي، 1412هـ.
*الحِمَّصيّ الرازي، محمود، المُنْقِذُ مِن التقليد، قم، مكتب النشر الإسلامي، 1412هـ.
*رستکار مقدم جوهري، هادي، [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/28663 «مفهوم شناسي إحباط از منظر قرآن»]، فی مجلة پژوهش هاي قرآني، رقم 29 و 30، ربیع وصیف 1381ش.
*رستكار مقدم جوهري، هادي، [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/28663 «مفهوم شناسي إحباط از منظر قرآن»]، في مجلة پژوهش هاي قرآني، رقم 29 و30، ربيع وصيف 1381ش.
*سبحاني، جعفر، فرهنگ عقايد و مذاهب اسلامي، قم، التوحيد، 1378ش.
*سبحاني، جعفر، فرهنگ عقايد ومذاهب اسلامي، قم، التوحيد، 1378ش.
*سبحاني، جعفر، منشور جاويد، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، 1390ش.
*سبحاني، جعفر، منشور جاويد، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، 1390ش.
*الشریف الرضي، محمد بن الحسين، نهج البلاغة، تصحيح: صبحي صالح، قم، الهجرة، 1414هـ.
*الشريف الرضي، محمد بن الحسين، نهج البلاغة، تصحيح: صبحي صالح، قم، الهجرة، 1414هـ.
*شجاعي، أحمد، «إحباط و تكفير»، فی المجلد 1 من موسوعة الكلام الإسلامي، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، 1387ش.
*شجاعي، أحمد، «إحباط وتكفير»، في المجلد 1 من موسوعة الكلام الإسلامي، قم، مؤسسة الإمام الصادق(ع)، 1387ش.
*الشعراني، أبو الحسن، نثر طوبى، طهران، الإسلامية، 1380ش.
*الشعراني، أبو الحسن، نثر طوبى، طهران، الإسلامية، 1380ش.
*الشيخ الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، طهران، كتابجي، 1376ش.
*الشيخ الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، طهران، كتابجي، 1376ش.
*الشيخ الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال و عِقاب الأعمال، قم، دار الشريف الرضي، 1406هـ.
*الشيخ الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعِقاب الأعمال، قم، دار الشريف الرضي، 1406هـ.
*الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد، بيروت، دار الأضواء، 1406هـ.
*الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد، بيروت، دار الأضواء، 1406هـ.
*الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
*الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
*الصفار، محمد بن الحسن، بصائر الدرجات في فضائل آل محمد(ص)، قم، مکتبة آية الله مرعشي النجفي(ره)، 1404هـ.
*الصفار، محمد بن الحسن، بصائر الدرجات في فضائل آل محمد(ص)، قم، مكتبة آية الله مرعشي النجفي(ره)، 1404هـ.
*الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، 1372ش.
*الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، 1372ش.
*عبد الباقي، محمد‌ فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، بيروت، دار الفكر، 1407هـ.
*عبد الباقي، محمد‌ فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، بيروت، دار الفكر، 1407هـ.
*القاضي عبد الجبار، ابن أحمد، شرح الأصول الخمسة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1422هـ.
*القاضي عبد الجبار، ابن أحمد، شرح الأصول الخمسة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1422هـ.
*الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلاميّة، 1407هـ.
*الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلاميّة، 1407هـ.
*كوشا،‌ محمدعلي، «إحباط و تكفير»، فی موسوعة القرآن الكريم  المعاصرة، قم، سلمان آزاده، 1397ش.
*كوشا،‌ محمدعلي، «إحباط وتكفير»، في موسوعة القرآن الكريم  المعاصرة، قم، سلمان آزاده، 1397ش.
*جمع من الباحثين،‌ [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/23975 «إحباط و تكفير»فی مجلة الكلام الإسلامي، رقم 39، خریف 1380ش.
*جمع من الباحثين،‌ [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/23975 «إحباط وتكفير»في مجلة الكلام الإسلامي، رقم 39، خريف 1380ش.
*المجلسي،‌ محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار(ع)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403هـ.
*المجلسي،‌ محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار(ع)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403هـ.
*مصباح اليزدي، محمد تقي، آموزش عقايد، قم، مؤسسة الطباعة والنشر الدولی التابعة لمنظمة الإعلام الإسلامی، 1384ش.
*مصباح اليزدي، محمد تقي، آموزش عقايد، قم، مؤسسة الطباعة والنشر الدولي التابعة لمنظمة الإعلام الإسلامي، 1384ش.
*المقدس الأردبيلي، أحمد بن محمد، الحاشية على إلهيات الشرح الجديد للتجريد، قم، مركز النشر التاربع لمکتب الإعلام الإسلامي، 1419هـ.
*المقدس الأردبيلي، أحمد بن محمد، الحاشية على إلهيات الشرح الجديد للتجريد، قم، مركز النشر التاربع لمكتب الإعلام الإسلامي، 1419هـ.
*مكارم الشيرازي، ناصر، ؟؟؟تفسير نمونه، طهران، دار الكتب الإسلاميّه، 1374ش.
*مكارم الشيرازي، ناصر، ؟؟؟تفسير نمونه، طهران، دار الكتب الإسلاميّه، 1374ش.
*يزدي، اقدس، و زينب عباسي آغوي، [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/1196562 «إحباط و تكفير عمل»]، فی مجلة البحوث الكلامية، رقم 14، خریف 1395ش.
*يزدي، اقدس، وزينب عباسي آغوي، [https://www.noormags.ir/view/fa/articlepage/1196562 «إحباط وتكفير عمل»]، في مجلة البحوث الكلامية، رقم 14، خريف 1395ش.


{{نهاية}}
{{نهاية}}
{{القيامة}}
{{القيامة}}
١١٬٧٣٢

تعديل