|
|
سطر ٩٤: |
سطر ٩٤: |
| ويكون التوسل بمقام النبي ومنزلته من قبل المتوسل على النحو الآتي: «الّلهُمَّ إنّي أتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِجاهِ مُحَمّد وَ حُرْمَتِهِ وَ حَقِّهِ أنْ تَقْضِىَ حاجَتي».<ref>السبحاني، الوهابية في الميزان، ص136.</ref> ويرى محمد نسيب الرفاعي، أحد الوهابيين، أنه لا دليل على مشروعية التقرب إلى الله تعالى بمكانة النبي والأولياء، ولا يوجد أحد من الصحابة فعل ذلك.<ref>الرفاعي، التوصل إلى حقيقة التوسل، ص188 ـ 189.</ref> كما اعتبر عبد العزيز بن باز (وفاة: 1420هـ)، مفتي وهابي من السعودية، هذا النوع من التوسل بدعة وشرك وأفتى بحرمته.<ref>ابن باز، مجموعة فتاوى ابن باز، ج5، ص322.</ref> | | ويكون التوسل بمقام النبي ومنزلته من قبل المتوسل على النحو الآتي: «الّلهُمَّ إنّي أتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِجاهِ مُحَمّد وَ حُرْمَتِهِ وَ حَقِّهِ أنْ تَقْضِىَ حاجَتي».<ref>السبحاني، الوهابية في الميزان، ص136.</ref> ويرى محمد نسيب الرفاعي، أحد الوهابيين، أنه لا دليل على مشروعية التقرب إلى الله تعالى بمكانة النبي والأولياء، ولا يوجد أحد من الصحابة فعل ذلك.<ref>الرفاعي، التوصل إلى حقيقة التوسل، ص188 ـ 189.</ref> كما اعتبر عبد العزيز بن باز (وفاة: 1420هـ)، مفتي وهابي من السعودية، هذا النوع من التوسل بدعة وشرك وأفتى بحرمته.<ref>ابن باز، مجموعة فتاوى ابن باز، ج5، ص322.</ref> |
| ===نقد وجهة نظر الوهابية من قبل علماء المسلمين=== | | ===نقد وجهة نظر الوهابية من قبل علماء المسلمين=== |
|
| |
| ==شبهات الوهابية في التوسل==
| |
| ===التوسل والتوحيد===
| |
| {{مفصلة|التوحيد}}
| |
| إن من أهم إشكالات [[الوهابية]] على التوسّل هي: إن التوسّل منافي [[التوحيد|للتوحيد]] ؛ لأن الإنسان لابد أن يطلب المساعدة من الله فقط دون سواه، والطّلب من غير الله شرك ـــــ إذ أنهم يفهمون التوسّل بأنها طلب من غير الله ـــ [[التوسل|فالتوسل]] شرك بالله.
| |
| ولأجل إثبات هذا المدعى حاولوا أن يستدلوا بمجموعة من الآيات والروايات، ومنها قوله تعالى: {{قرآن|قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}}.<ref>الإسراء: 56 ــ57.</ref>
| |
|
| |
| وقوله تعالى: {{قرآن|إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}}.<ref>الفاتحة: 5.</ref>
| |
| ويرى القائلون بمشروعية التوسّل إن هذه الآيات يراد منها عدم اشراك أحد مع الله في مسألة العبادة، فلا يجوز عبادة أحداً من دون الله مهما كانت منزلته عند الله مثل [[القرآن الكريم|القرآن]] أو [[النبي (ص)]] أو أحد المعصومين، وهذا هو المراد من الآيتين في سورة الإسراء.
| |
| أما ما جاء في سورة الفاتحة، فهي تنهى عن عبادة غير الله تعالى، والحال إن التوسّل هو جعل واسطة بين الله وعبده وتكون هذه الواسطة مرادة من قبل الله، ولا يمكن أن تعمل شيئاً من دون الله. وهذا المعنى وارد في [[القرآن الكريم|القرآن]] قال تعالى: {{قرآن|وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}}.<ref>البقرة: 45.</ref>
| |
|
| |
| ===التوسل بالنبي بعد وفاته===
| |
| {{مفصلة|التوسل بالموتى}}
| |
| يذهب [[ابن تيمية]] إلى أنّ التوسل ب[[النبي (ص)|النبي]]{{صل}} والصالحين لا يجوز بعد مماتهم إنّما التوسّل الجائز يكون في حياتهم فقط، وبعد موتهم لا ينفع التوسّل بهم، وهو ليس صحيحاً شرعاً.
| |
| ولكن أكثر المسلمين يذهبون إلى أن من يمت في هذا العالم فهو حي في [[عالم البرزخ]] بعد موته؛ لأن [[الموت]] ليس فناء للإنسان إنّما هو انتقال من عالم إلى عالم آخر وهذا ما يؤكده [[القرآن الكريم]] {{و}}[[الروايات]] حيث يقول: {{قرآن|وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}}<ref>آل عمران : 160 ـــ 171.</ref> {{و}}[[الأنبياء]] أعلى درجة من الصالحين.
| |
|
| |
| ===التوسل والبدعة===
| |
| {{مفصلة|البدعة}}
| |
| لم يعتبر النبي{{صل}} ولا الصحابة والمسلمون في صدر الإسلام إن التوسّل من أعمال البدعة، بل كانوا يتوسلون بالنبي (ص) وبالقرآن إلى الله تعالى من أجل قضاء حوائجهم، ومن القصص المشهورة في التوسل هو توسل الخليفة عمر بن الخطاب بالعباس عم النبي{{صل}} في الاستسقاء وطلب المطر من الله.<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 2، ص 16؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 3، ص 166؛ ابن حجر العسقلاني، ج 2، ص 411 ـــ 412.</ref> كما أنّ هناك الكثير من الأدعية التي تدل على موارد كثيرة من توسل الصحابة.<ref>الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج 9، ص 180.</ref>
| |
|
| |
|
| ==الهوامش== | | ==الهوامش== |