انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة أحد»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
طلا ملخص تعديل
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
| معلومات عامة  =
| معلومات عامة  =
}}
}}
'''غزوة أحد'''، هي إحدى أهم [[غزوات الرسول]] والتي تعرض [[المسلمون]] فيها لخسارة كبيرة، حيث خسروا عدداً من [[الصحابة]] أمثال [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] عم [[رسول الله (ص)]]، وفرّ جماعة من الصحابة من المعركة، وتركوا رسول الله في خطر، وقد برز دور [[الإمام علي]] {{عليه السلام}}، للحيلولة دون وصول [[المشركين]] إلى الرسول (ص) ـ ولم يكن معه إلا ثلة قليلة .
'''غزوة أحد'''، هي إحدى أهم [[غزوات الرسول]] والتي تعرض [[المسلمون]] فيها لخسارة كبيرة، حيث خسروا عدداً من [[الصحابة]] أمثال [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة]] عم [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}، وفرّ جماعة من الصحابة من المعركة، وتركوا رسول الله في خطر، وقد برز دور [[الإمام علي]]{{عليه السلام}}، للحيلولة دون وصول [[المشركين]] إلى الرسول (ص) ـ ولم يكن معه إلا ثلة قليلة .


وكان سبب هذا التدهور العسكري عدم التزام جماعة من جيش المسلمين بقرارات النبي (ص)، واستعجلوا لجمع الغنائم بعد الانتصار الأولي، حيث كان [[خالد بن الوليد]]، ينتظر خلف الجبل، وقام بحركة التفاف على جيش المسلمين من المؤخرة، وتغيرت كفة الحرب لصالح [[قريش]] حتى أنه جرح رسول اللّه (ص)، وشاع في المعركة أنه قد قُتل .
وكان سبب هذا التدهور العسكري عدم التزام جماعة من جيش المسلمين بقرارات النبي{{اختصار/ص}}، واستعجلوا لجمع الغنائم بعد الانتصار الأولي، حيث كان [[خالد بن الوليد]]، ينتظر خلف الجبل، وقام بحركة التفاف على جيش المسلمين من المؤخرة، وتغيرت كفة الحرب لصالح [[قريش]] حتى أنه جرح رسول اللّه{{اختصار/ص}}، وشاع في المعركة أنه قد قُتل .


وتحمل المسلمون خسائر فادحة، واستشهد حوالي سبعين رجلا من جيش المسلمين أبرزهم [[حمزة عم النبي]]، وكسرت رباعية [[النبي (ص)]].
وتحمل المسلمون خسائر فادحة، واستشهد حوالي سبعين رجلا من جيش المسلمين أبرزهم [[حمزة عم النبي]]، وكسرت رباعية [[النبي (ص)]].


== الموقع الجغرافي ==
==الموقع الجغرافي==
{{مفصلة|جبل أحد}}
{{مفصلة|جبل أحد}}
يقع [[جبل أحد]] شمال [[المدينة المنورة]] على مسافةٍ وقدرها ميل تقريباً . ويعرف هذا الجبل باحمرار تربته، ويعد من أكبر جبال [[المدينة]] وأعلاها، حيث يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1000 متر عن سطح البحر .<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 109 .</ref>
يقع [[جبل أحد]] شمال [[المدينة المنورة]] على مسافةٍ وقدرها ميل تقريباً . ويعرف هذا الجبل باحمرار تربته، ويعد من أكبر جبال [[المدينة]] وأعلاها، حيث يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1000 متر عن سطح البحر .<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 109 .</ref>


== تاريخ الغزوة ==
==تاريخ الغزوة==
 
وقعت غزوة أحد يوم السبت لسبع ليالٍ خلت من شهر [[شوال]]، وقيل لإحدى عشرة ليلة<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 165 .</ref> مضت من شهر شوال في [[السنة الثالثة للهجرة]] النبوية الشريفة على رأي أكثر المؤرخين .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص75، ابن كثير، البداية والنهاية، ج 4، ص 9، البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 311، ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 18، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 148 .</ref>  
وقعت غزوة أحد يوم السبت لسبع ليالٍ خلت من شهر [[شوال]]، وقيل لإحدى عشرة ليلة<ref>الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 165 .</ref> مضت من شهر شوال في [[السنة الثالثة للهجرة]] النبوية الشريفة على رأي أكثر المؤرخين .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص75، ابن كثير، البداية والنهاية، ج 4، ص 9، البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 311، ابن كثير، السيرة النبوية، ج 3، ص 18، ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 148 .</ref>  


سطر ٤٣: سطر ٤٢:
|width="30%" align="center"|'''بعدها'''<br/>'''[[غزوة حمراء الأسد]]'''
|width="30%" align="center"|'''بعدها'''<br/>'''[[غزوة حمراء الأسد]]'''
|}
|}
 
==أسبابها==
== أسبابها ==
{{تاريخ صدر الإسلام}}
{{تاريخ صدر الإسلام}}
كانت [[مكة]] تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في [[معركة بدر]] من مأساة الهزيمة وقتل الصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في [[غزوة بدر الكبرى|بدر]]، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأسارى حتى لا يتفطن المسلمون مدى مأساتهم وحزنهم .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص79 .</ref>
كانت [[مكة]] تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في [[معركة بدر]] من مأساة الهزيمة وقتل الصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في [[غزوة بدر الكبرى|بدر]]، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأسارى حتى لا يتفطن المسلمون مدى مأساتهم وحزنهم .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص79 .</ref>
   
   
سطر ٥٦: سطر ٥٣:
ومن أهم الأسباب الاقتصادية، أن المسلمين كانوا قد سيطروا على الطرق التجارية المؤدية من مكة المكرمة إلى [[الشام]] وإلى [[العراق]] سيطرة تامة، ومنعوا قوافل قريش من سلوك هاتين الطريقين؛ فلم يبق أمام قريش إلا التجارة مع [[الحبشة]]، وهي تجارة غير رابحة بالنسبة إلى التجارة مع [[الشام]] ومع [[العراق]]، وبذلك حلّت بتجارة قريش- التي تعتمد عليها في حياتها كل الاعتماد- نكبة قاصمة قاضية .<ref>خطاب، الرسول القائد: ص171 .</ref>
ومن أهم الأسباب الاقتصادية، أن المسلمين كانوا قد سيطروا على الطرق التجارية المؤدية من مكة المكرمة إلى [[الشام]] وإلى [[العراق]] سيطرة تامة، ومنعوا قوافل قريش من سلوك هاتين الطريقين؛ فلم يبق أمام قريش إلا التجارة مع [[الحبشة]]، وهي تجارة غير رابحة بالنسبة إلى التجارة مع [[الشام]] ومع [[العراق]]، وبذلك حلّت بتجارة قريش- التي تعتمد عليها في حياتها كل الاعتماد- نكبة قاصمة قاضية .<ref>خطاب، الرسول القائد: ص171 .</ref>


== ماقبل المعركة ==
==ماقبل المعركة==
 
===تجهيز قريش للمعركة===
=== تجهيز قريش للمعركة ===
 
بعثت قريش رسلها إلى قبائل [[كنانة]] و[[تهامة]] يستنصرونهم، وبرز أبو سفيان زعيماً لقريش بلا منازع، بعد أن قُتل منافساه "[[عتبة بن ربيعة الأموي]]" و"[[أبو جهل المخزومي]]" .<ref>الكوراني، جواهر التاريخ السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام: ج2، ص169 .</ref>  
بعثت قريش رسلها إلى قبائل [[كنانة]] و[[تهامة]] يستنصرونهم، وبرز أبو سفيان زعيماً لقريش بلا منازع، بعد أن قُتل منافساه "[[عتبة بن ربيعة الأموي]]" و"[[أبو جهل المخزومي]]" .<ref>الكوراني، جواهر التاريخ السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام: ج2، ص169 .</ref>  


سطر ٦٦: سطر ٦١:
وبلغ تعداد جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل وقيل خمسة آلاف،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419/422، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص217، الواقدي، المغازي: ج1، ص200، ابن كثير، السيرة النبوية: ج3، ص20، ابن هشام، السيرة النبوية: ج3، ص64، البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص221 .</ref> بينهم سبعمائة دارع، ومئتا فارس على المشهور . وقيل: مئة، ومئة رام، ومعهم ألف -وقيل ثلاثة آلاف- بعير .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص78 .</ref>
وبلغ تعداد جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل وقيل خمسة آلاف،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص419/422، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص217، الواقدي، المغازي: ج1، ص200، ابن كثير، السيرة النبوية: ج3، ص20، ابن هشام، السيرة النبوية: ج3، ص64، البيهقي، دلائل النبوة: ج3، ص221 .</ref> بينهم سبعمائة دارع، ومئتا فارس على المشهور . وقيل: مئة، ومئة رام، ومعهم ألف -وقيل ثلاثة آلاف- بعير .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص78 .</ref>


=== وصول الخبر إلى المدينة ===
===وصول الخبر إلى المدينة===
 
يوجد قولان في كيفية وصول الخبر إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] حول تجهيز [[قريش]] لمعركة جديدة:
يوجد قولان في كيفية وصول الخبر إلى [[المدينة المنورة|المدينة]] حول تجهيز [[قريش]] لمعركة جديدة:


سطر ٧٣: سطر ٦٧:


'''الثاني''': وهو ما ذهب إليه الواقدي: أن نفراً من [[خزاعة]] فيهم "[[عمرو بن سالم]]" سَرَوا من [[مكة]] أربعاً، فوافوا قريشاً، وقد عسكروا [[ذي طوى|بذي طوى]]، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله (ص) الخبر، ثم انصرفوا .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص205، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص218/219 .</ref>
'''الثاني''': وهو ما ذهب إليه الواقدي: أن نفراً من [[خزاعة]] فيهم "[[عمرو بن سالم]]" سَرَوا من [[مكة]] أربعاً، فوافوا قريشاً، وقد عسكروا [[ذي طوى|بذي طوى]]، فلما وصلوا المدينة أخبروا رسول الله (ص) الخبر، ثم انصرفوا .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص205، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص218/219 .</ref>
 
===مسير جيش المشركين باتجاه المدينة===
=== مسير جيش المشركين باتجاه المدينة ===


لما انتهت قريش إلى [[الأبواء]]، اقترحت "هند بن عتبة" زوجة أبي سفيان أن ينبشوا قبر أم رسول الله (ص)،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85 .</ref> لكي يفدي رفات أمه بالمال الكثير .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص206 .</ref> فقام أبا سفيان باستشارة أهل الرأي من قريش، فقالوا: "لا تذكر من هذا شيئاً، فلو فعلنا نبشت [[بنو بكر]] وخزاعة موتانا" .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85 .</ref>  
لما انتهت قريش إلى [[الأبواء]]، اقترحت "هند بن عتبة" زوجة أبي سفيان أن ينبشوا قبر أم رسول الله (ص)،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85 .</ref> لكي يفدي رفات أمه بالمال الكثير .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص206 .</ref> فقام أبا سفيان باستشارة أهل الرأي من قريش، فقالوا: "لا تذكر من هذا شيئاً، فلو فعلنا نبشت [[بنو بكر]] وخزاعة موتانا" .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص85 .</ref>  
سطر ٩٥: سطر ٨٨:
ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم .<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ .</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93 .</ref>
ويبرز الهدف الرئيسي من استشارة رسول الله ص لأصحابه، هو عدم إشعار أتباعه بأنهم مسلوبون الشخصية والفكر والرأي وأنهم مجرد ألة لتنفيذ الأوامر، بل أراد أن يشعرهم أن لهم شخصيتهم وفكرهم المتميز وأنه لا يفكر دونهم .<ref>الشهيد مرتضى المطهري: جريدة "جمهوري إسلامي" الفارسية، العدد 30، ربيع الأول 1400هـ .</ref> وكذلك لجلب محبتهم وثقتهم وإظهار العطف والليونة معهم، وأنه لا يفرض عليهم الرأي فرضاً .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص93 .</ref>


=== تجهيز المسلمين للمعركة ===
===تجهيز المسلمين للمعركة===
 
بعد استشارة النبي (ص) [[الصحابة|لأصحابه]] ولبسه لامة الحرب، استخلف على المدينة "[[ابن أم مكتوم]]" وعقد الألوية. فأعطى اللواء لأمير المؤمنين [[علي ابن أبي طالب]] {{عليه السلام}} .<ref>ابن حبان، الثقات: ج1، ص224، ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص112 .</ref>  
بعد استشارة النبي (ص) [[الصحابة|لأصحابه]] ولبسه لامة الحرب، استخلف على المدينة "[[ابن أم مكتوم]]" وعقد الألوية . فأعطى اللواء لأمير المؤمنين [[علي ابن أبي طالب]] {{عليه السلام}} .<ref>ابن حبان، الثقات: ج1، ص224، ابن هاشم، تفسير القمي: ج1، ص112 .</ref>  


إلا أن البعض قال: عن لواء المهاجرين كان مع علي، وقيل: مع "مصعب بن عمير" .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص215، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص227، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص422 .</ref> والصحيح أنه كان مع علي {{عليه السلام}} في أحد، [[معركة بدر|وبدر]]، وفي كل مشهد . وكان لواء [[الأوس]] مع "[[أسيد بن حضير]]"، ولواء [[الخزرج]] مع "[[حباب بن المنذر]]"، وقيل مع "[[سعد بن عبادة]]" .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص115 .</ref>  
إلا أن البعض قال: عن لواء المهاجرين كان مع علي، وقيل: مع "مصعب بن عمير" .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص215، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص227، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص422 .</ref> والصحيح أنه كان مع علي {{عليه السلام}} في أحد، [[معركة بدر|وبدر]]، وفي كل مشهد . وكان لواء [[الأوس]] مع "[[أسيد بن حضير]]"، ولواء [[الخزرج]] مع "[[حباب بن المنذر]]"، وقيل مع "[[سعد بن عبادة]]" .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص115 .</ref>  
سطر ١٠٥: سطر ٩٧:
بعد خروج جيش [[المسلمين]] من المدينة باتجاه أُحد، رجع [[عبد الله بن أبي]] بمن معه من [[المنافقين]] وأهل الريب، وكانوا ثلاثمائة رجل،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122 .</ref> وقيل: أن النبي أمرهم بالانصراف، لكفرهم .<ref>مغلطاي، سيرة مغلطاي: ص49 .</ref> فبقي مع رسول الله (ص) سبعمائة من أصحابه، أو ستمائة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122 .</ref>
بعد خروج جيش [[المسلمين]] من المدينة باتجاه أُحد، رجع [[عبد الله بن أبي]] بمن معه من [[المنافقين]] وأهل الريب، وكانوا ثلاثمائة رجل،<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122 .</ref> وقيل: أن النبي أمرهم بالانصراف، لكفرهم .<ref>مغلطاي، سيرة مغلطاي: ص49 .</ref> فبقي مع رسول الله (ص) سبعمائة من أصحابه، أو ستمائة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص122 .</ref>


== التعبئة للقتال ==
==التعبئة للقتال==
 
لما وصل النبي ص إلى منطقة القتال، اختار أن ينزل إلى جانب [[جبل أحد]]، بحيث يكون ظهرهم إلى الجبل . ثم عبأ أصحابه، وصار يسوي صفوفهم، وأمرهم أن لا يقاتلوا أحداً حتى يأمرهم . وكان على يسار المسلمين جبل اسمه "[[جبل عينين أو جبل الرماة|جبل عينين]]"، وهو جبل على شفير قناة،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص423 .</ref> وكانت فيه ثغرة، فأقام عليها خمسين رجلاً من الرماة، عليهم "[[عبدالله بن جبير]]"، وأوصاه أن يردوا الخيل عنهم، وأن لا يبرحوا أمكنتهم في أي حال من الأحوال، سواء النصر أو الهزيمة حتى يرسل لهم .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص222 .</ref> وكان شعار المسلمين يوم أحد: أمت، أمت .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص138 .</ref>  
لما وصل النبي ص إلى منطقة القتال، اختار أن ينزل إلى جانب [[جبل أحد]]، بحيث يكون ظهرهم إلى الجبل . ثم عبأ أصحابه، وصار يسوي صفوفهم، وأمرهم أن لا يقاتلوا أحداً حتى يأمرهم . وكان على يسار المسلمين جبل اسمه "[[جبل عينين أو جبل الرماة|جبل عينين]]"، وهو جبل على شفير قناة،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص423 .</ref> وكانت فيه ثغرة، فأقام عليها خمسين رجلاً من الرماة، عليهم "[[عبدالله بن جبير]]"، وأوصاه أن يردوا الخيل عنهم، وأن لا يبرحوا أمكنتهم في أي حال من الأحوال، سواء النصر أو الهزيمة حتى يرسل لهم .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص222 .</ref> وكان شعار المسلمين يوم أحد: أمت، أمت .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص138 .</ref>  


ومن جهة أخرى: فقد عبأ المشركون قواهم استعداداً للحرب، وأرسل أبو سفيان إلى [[الأنصار]]: "'''خلوا بيننا وبين ابن عمنا، فننصرف عنكم، فلا حاجة بنا إلى قتالكم'''"، فردوا عليه بما يكره .<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج2، ص151 .</ref>
ومن جهة أخرى: فقد عبأ المشركون قواهم استعداداً للحرب، وأرسل أبو سفيان إلى [[الأنصار]]: "'''خلوا بيننا وبين ابن عمنا، فننصرف عنكم، فلا حاجة بنا إلى قتالكم'''"، فردوا عليه بما يكره .<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج2، ص151 .</ref>


== أحداث المعركة ==
==أحداث المعركة==
 
كان أول من رمى بسهم في صفوف المسلمين "[[أبو عامر الفاسق]]" في خمسين ممن معه، بعد أن حاول استمالة قومه من [[الأوس]]، فتراموا مع المسلمين ثم ولوا مدبرين .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص143 .</ref>  
كان أول من رمى بسهم في صفوف المسلمين "[[أبو عامر الفاسق]]" في خمسين ممن معه، بعد أن حاول استمالة قومه من [[الأوس]]، فتراموا مع المسلمين ثم ولوا مدبرين .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص143 .</ref>  


سطر ١٢١: سطر ١١١:
واقتتل الناس، وحميت الحرب . وحارب المسلمون دفاعاً عن دينهم، وعن وطنهم، ومن ثم شدّ أصحاب رسول الله ص على كتائب المشركين، فجعلوا يضربون وجوههم، حتى انتقضت صفوفهم .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص144 .</ref>  
واقتتل الناس، وحميت الحرب . وحارب المسلمون دفاعاً عن دينهم، وعن وطنهم، ومن ثم شدّ أصحاب رسول الله ص على كتائب المشركين، فجعلوا يضربون وجوههم، حتى انتقضت صفوفهم .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص144 .</ref>  


 
===قتل أصحاب اللواء===
=== قتل أصحاب اللواء ===
 
بعد مقتل "طلحة بن أبي طلحة" قائد لواء المشركين، حمل اللواء أخوه "عثمان بن أبي طلحة"، فقُتل، ثم "أبو سعيد" أخوهما، ثم "مسافع"، ثم "كلاب بن طلحة بن أبي طلحة"، ثم أخوه "الجلاس"، ثم "أرطأة بن شرحبيل"، ثم "شريح بن قانط"، ثم "صواب"، فقتلوا جميعاً، وبقي لواؤهم مطروحاً على الأرض، وهُزموا، حتى أخذته إحدى نسائهم، وهي "عمرة بنت علقمة الحارثية"، فتراجعت قريش إلى لوائها، وقيل: إن أصحاب اللواء بلغوا أحد عشر رجلاً .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص427 .</ref>  
بعد مقتل "طلحة بن أبي طلحة" قائد لواء المشركين، حمل اللواء أخوه "عثمان بن أبي طلحة"، فقُتل، ثم "أبو سعيد" أخوهما، ثم "مسافع"، ثم "كلاب بن طلحة بن أبي طلحة"، ثم أخوه "الجلاس"، ثم "أرطأة بن شرحبيل"، ثم "شريح بن قانط"، ثم "صواب"، فقتلوا جميعاً، وبقي لواؤهم مطروحاً على الأرض، وهُزموا، حتى أخذته إحدى نسائهم، وهي "عمرة بنت علقمة الحارثية"، فتراجعت قريش إلى لوائها، وقيل: إن أصحاب اللواء بلغوا أحد عشر رجلاً .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص427 .</ref>  


وفي روايةٍ عن الإمام "[[جعفر الصادق]]" عليه السلام، بعد ذكره قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام لأصحاب اللواء: "'''وانهزم القوم، وطارت مخزوم، فضحها علي عليه السلام يومئذٍ'''" .<ref>المفيد، الإرشاد: ص52، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص87 .</ref>
وفي روايةٍ عن الإمام "[[جعفر الصادق]]" عليه السلام، بعد ذكره قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام لأصحاب اللواء: "'''وانهزم القوم، وطارت مخزوم، فضحها علي عليه السلام يومئذٍ'''" .<ref>المفيد، الإرشاد: ص52، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص87 .</ref>


=== نصر المسلمين ===
===نصر المسلمين===
 
تفرقت كتائب المشركين بعد مقتل أصحاب اللواء، وانتكست رايتهم، وصار أصحاب الثغرة يرمونهم بالنبال، واقتتل الناس قتالاً شديداً، وأنزل الله نصره على المسلمين وكانت الهزيمة للمشركين .<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج1، ص153 .</ref>  
تفرقت كتائب المشركين بعد مقتل أصحاب اللواء، وانتكست رايتهم، وصار أصحاب الثغرة يرمونهم بالنبال، واقتتل الناس قتالاً شديداً، وأنزل الله نصره على المسلمين وكانت الهزيمة للمشركين .<ref>ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج1، ص153 .</ref>  


واتبعهم المسلمون، يضعون السيف منهم حيث شاؤوا، حتى أجهضوهم، ووقعوا ينتهبون العسكر، ويأخذون ما فيه من الغنائم . وشوهدت هند وصواحبها منهزمات، وما دون أخذهن شيء لمن أراده .<ref>الطبرسي، مجمع البيان: ج2، 513، الواقدي، المغازي: ج1، 229 .</ref>
واتبعهم المسلمون، يضعون السيف منهم حيث شاؤوا، حتى أجهضوهم، ووقعوا ينتهبون العسكر، ويأخذون ما فيه من الغنائم . وشوهدت هند وصواحبها منهزمات، وما دون أخذهن شيء لمن أراده .<ref>الطبرسي، مجمع البيان: ج2، 513، الواقدي، المغازي: ج1، 229 .</ref>


=== هزيمة المسلمين بعد نصرهم ===
===هزيمة المسلمين بعد نصرهم===
 
عندما رأى أصحاب الثغرة المشركين يهربون، وأن المسلمين يغتنمون، اختلفوا فيما بينهم، فترك بعضهم الثغرة ونزل لأجل الغنيمة خشية أن لا يحظوا بشيء منها .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص156 .</ref>  
عندما رأى أصحاب الثغرة المشركين يهربون، وأن المسلمين يغتنمون، اختلفوا فيما بينهم، فترك بعضهم الثغرة ونزل لأجل الغنيمة خشية أن لا يحظوا بشيء منها .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص156 .</ref>  


سطر ١٥١: سطر ١٣٧:
وبعد استشهاده، أتت "هند بنت عتبة"، فمثلت به، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه ومذاكيره، ثم جعلت ذلك كالسوار في يدها، وقلائد في عنقها، وبقرت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تستغيثها .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص286، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص243، الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ج2، ص204 .</ref>
وبعد استشهاده، أتت "هند بنت عتبة"، فمثلت به، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه ومذاكيره، ثم جعلت ذلك كالسوار في يدها، وقلائد في عنقها، وبقرت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تستغيثها .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص286، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص243، الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ج2، ص204 .</ref>


=== دفاع علي (ع) عن الرسول (ص) ===
===دفاع علي (ع) عن الرسول (ص)===
 
حين انهزم وفرّ الناس، غضب [[رسول الله صلّى الله عليه وآله|رسول الله]] {{ص}}، ونظر إلى جنبه، فإذا بأمير المؤمنين علي عليه السلام، فقال له: "ما لك لم تلحق ببني أبيك؟! . فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، أكفر بعد إيمان؟! إن لي بك أسوة" .<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص95، الطبرسي، إعلام الورى: ص107 .</ref>  
حين انهزم وفرّ الناس، غضب [[رسول الله صلّى الله عليه وآله|رسول الله]] {{ص}}، ونظر إلى جنبه، فإذا بأمير المؤمنين علي عليه السلام، فقال له: "ما لك لم تلحق ببني أبيك؟! . فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، أكفر بعد إيمان؟! إن لي بك أسوة" .<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص95، الطبرسي، إعلام الورى: ص107 .</ref>  


سطر ١٦٧: سطر ١٥٢:
فُسئل رسول الله ص عنه، فقال: هذا جبرائيل .<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص197، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص114، الهندي، كنز العمال: ج15، ص126، ابن كثير، البداية والنهاية: ج6، ص5، ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص106، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص250 .</ref>
فُسئل رسول الله ص عنه، فقال: هذا جبرائيل .<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص197، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص114، الهندي، كنز العمال: ج15، ص126، ابن كثير، البداية والنهاية: ج6، ص5، ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص106، المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج14، ص250 .</ref>


=== عودة المسلمين للقتال ===
===عودة المسلمين للقتال===
 
بلغ الناس الذين هربوا من المعركة واستقروا على الجبل، أن رسول الله ص قد قتل، فحاول بعض المنافقين التأثير عليهم للعودة إلى دين الكفر، وبعضهم حاول اقناعهم بالاستسلام وأخذ الأمان قريش .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص227، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص27 .</ref>  
بلغ الناس الذين هربوا من المعركة واستقروا على الجبل، أن رسول الله ص قد قتل، فحاول بعض المنافقين التأثير عليهم للعودة إلى دين الكفر، وبعضهم حاول اقناعهم بالاستسلام وأخذ الأمان قريش .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص227، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص27 .</ref>  


ثم أبشر "[[كعب بن مالك]]" المسلمين بأن النبي ص على قيد الحياة، فبدأوا يفيئونه زرافات، يذرهم ويحضّهم على القتال، وحرص أن يرجع بهم إلى مراكزهم الأولى، لأن ذلك سوف يجعل الجبل من خلفهم . فأبلوا على قلة عددهم بلاءً حسناً . وبقي بعض الذين كانوا على الجبل في أماكنهم لم يبرحوها ولم يتركوها .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص202 .</ref>
ثم أبشر "[[كعب بن مالك]]" المسلمين بأن النبي ص على قيد الحياة، فبدأوا يفيئونه زرافات، يذرهم ويحضّهم على القتال، وحرص أن يرجع بهم إلى مراكزهم الأولى، لأن ذلك سوف يجعل الجبل من خلفهم . فأبلوا على قلة عددهم بلاءً حسناً . وبقي بعض الذين كانوا على الجبل في أماكنهم لم يبرحوها ولم يتركوها .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص202 .</ref>


=== انتهاء المعركة ===
===انتهاء المعركة===
 
بعد أن استجمع ثلة من المسلمين قوتهم، والتفوا حول النبي ص، اتجهوا إلى جبل أحد، واستقروا في سفحه، ولم يجاوزوه، فأرعب ذلك المشركين، لما رأوه من عودة المسلمين إلى مراكزهم الأولى، وتجميع صفوفهم، وارتفاع معنوياتهم من جديد . وإن كان لا يزال البعض منهم فوق الجبل، فخاف المشركون أن ينال المسلمون منهم من جديد، ويفعلوا بهم كما فعلوا في بداية الحرب، ففضلوا إنهاء الحرب، والانسحاب بسلام، وهكذا كان . وحينئذٍ أعلن أبو سفيان انتهاء المعركة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص224 .</ref>  
بعد أن استجمع ثلة من المسلمين قوتهم، والتفوا حول النبي ص، اتجهوا إلى جبل أحد، واستقروا في سفحه، ولم يجاوزوه، فأرعب ذلك المشركين، لما رأوه من عودة المسلمين إلى مراكزهم الأولى، وتجميع صفوفهم، وارتفاع معنوياتهم من جديد . وإن كان لا يزال البعض منهم فوق الجبل، فخاف المشركون أن ينال المسلمون منهم من جديد، ويفعلوا بهم كما فعلوا في بداية الحرب، ففضلوا إنهاء الحرب، والانسحاب بسلام، وهكذا كان . وحينئذٍ أعلن أبو سفيان انتهاء المعركة .<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص224 .</ref>  


سطر ١٨١: سطر ١٦٤:
بعد ذلك أرسل رسول الله ص علياً عليه السلام في آثار جيش قريش، لينظر، فإن كانوا قد ركبوا الإبل وجنبوا الخيل، فهم يريدون مكة، وإن كان العكس، فهم يريدون المدينة، فذهب عليه السلام وعاد، فأخبره بأنهم امتطوا الإبل .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص440، الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص205 .</ref>
بعد ذلك أرسل رسول الله ص علياً عليه السلام في آثار جيش قريش، لينظر، فإن كانوا قد ركبوا الإبل وجنبوا الخيل، فهم يريدون مكة، وإن كان العكس، فهم يريدون المدينة، فذهب عليه السلام وعاد، فأخبره بأنهم امتطوا الإبل .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص440، الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص205 .</ref>


== الصلاة على الشهداء ودفنهم ==
==الصلاة على الشهداء ودفنهم==
[[ملف:شهداء غزوة أحد .jpg|تصغير|مكان دفن شهداء أحد]]
[[ملف:شهداء غزوة أحد .jpg|تصغير|مكان دفن شهداء أحد]]
روى البعض أن النبي ص لم يصلّ على شهداء أحد، بخلاف ما يروي بعض أئمة الحديث .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442 .</ref> والثابت والصحيح عن أئمة [[أهل البيت]] عليهم السلام أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد صلى عليهم ولم يغسلهم .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248 .</ref>  
روى البعض أن النبي ص لم يصلّ على شهداء أحد، بخلاف ما يروي بعض أئمة الحديث .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248، الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442 .</ref> والثابت والصحيح عن أئمة [[أهل البيت]] عليهم السلام أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد صلى عليهم ولم يغسلهم .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص248 .</ref>  
سطر ١٨٩: سطر ١٧٢:
وأمرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدفن الشهداء في الأماكن التي استشهدوا بها .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص541، الواقدي، المغازي: ج1، ص310 .</ref>
وأمرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدفن الشهداء في الأماكن التي استشهدوا بها .<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص442، الهيثمي، مجمع الزوائد: ج6، ص541، الواقدي، المغازي: ج1، ص310 .</ref>


== عدد شهداء أحد ==
==عدد شهداء أحد==
 
بلغ عدد شهداء غزوة أحد من المسلمين سبعين شهيداً، أربعة من [[المهاجرين]]، والباقي من الأنصار .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص300 .</ref> ويلاحظ من هذا أن أكثر الشهداء كانوا من الأنصار .
بلغ عدد شهداء غزوة أحد من المسلمين سبعين شهيداً، أربعة من [[المهاجرين]]، والباقي من الأنصار .<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص300 .</ref> ويلاحظ من هذا أن أكثر الشهداء كانوا من الأنصار .


== عدد قتلى المشركين ==
==عدد قتلى المشركين==
 
يقال أن عدد قتلى المشركين في معركة أحد بلغ ثمانية عشر رجلاً،<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص22 .</ref> وقيل: اثنان أو ثلاثة وعشرون،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص447 .</ref> وقيل: ثمانية وعشرون .<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج15، ص54 .</ref> وقيل أكثر من ذلك، لأن [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة ]] قد قتل لوحده منهم واحداً وثلاثين رجلاً .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص226 .</ref>
يقال أن عدد قتلى المشركين في معركة أحد بلغ ثمانية عشر رجلاً،<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص22 .</ref> وقيل: اثنان أو ثلاثة وعشرون،<ref>الديار بكري، تاريخ الخميس: ج1، ص447 .</ref> وقيل: ثمانية وعشرون .<ref>المعتزلي، شرح نهج البلاغة: ج15، ص54 .</ref> وقيل أكثر من ذلك، لأن [[حمزة بن عبد المطلب|حمزة ]] قد قتل لوحده منهم واحداً وثلاثين رجلاً .<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص226 .</ref>


== غزوة أحد في القرآن الكريم ==
==غزوة أحد في القرآن الكريم==
 
لقد أشار [[القرآن الكريم]]، في [[سورة آل عمران]] إلى العديد من [[الآيات]] التي نزلت في "غزوة أحد" . منها في أحداث المعركة، ومنها ما بعد المعركة .
لقد أشار [[القرآن الكريم]]، في [[سورة آل عمران]] إلى العديد من [[الآيات]] التي نزلت في "غزوة أحد" . منها في أحداث المعركة، ومنها ما بعد المعركة .
وهذه الآيات تبدأ من الآية "121"، وتنتهي بالآية "179" .
وهذه الآيات تبدأ من الآية "121"، وتنتهي بالآية "179" .


== الهوامش ==
==الهوامش==
{{مراجع}}
{{مراجع}}
==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
{{المصادر}}
{{المصادر}}
سطر ٢٤٢: سطر ٢٢١:
*هيكل، محمد حسنين، '''حياة محمد'''، د ن، مصر، الطبعة الأولى، 1354 هـ .
*هيكل، محمد حسنين، '''حياة محمد'''، د ن، مصر، الطبعة الأولى، 1354 هـ .
{{نهاية}}
{{نهاية}}
{{غزوات الرسول (ص) }}
{{غزوات الرسول (ص) }}


confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٨٧٦

تعديل