انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإحباط»

لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب' {{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date={{subst:Date}}}} '''الإحباط''' هو ذهاب ثواب العبادة بسبب الخطيئة، وتناقش هذه المسألة في علم الكلام. لقد اتفق المسلمون على أن الأعمال الصالحة تبطل ب<nowiki/>الذنوب، ولكن لا يوجد اتفاق على كيفية إبطال الحسنات بالذنوب. وعلى القول المشهور...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
  {{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=٢٥ أغسطس ٢٠٢٤}}  
  {{قيد الإنشاء|user=Ahmadnazem|date=٢٥ أغسطس ٢٠٢٤}}  
'''الإحباط''' هو ذهاب ثواب [[العبادة]] بسبب الخطيئة، وتناقش هذه المسألة في [[علم الكلام]]. لقد اتفق [[المسلمون]] على أن [[الأعمال الصالحة]] تبطل ب<nowiki/>[[الذنوب]]، ولكن لا يوجد اتفاق على كيفية إبطال الحسنات بالذنوب. وعلى القول المشهور عند علماء [[الشيعة]] إنّ ضیاع الأعمال يتعارض مع [[القرآن]] و<nowiki/>[[العقل]]؛ ولذلك فهم يفسرون الحبط على الوجه الذي يتوافق معهما. وبحسب وجهة نظرهم فإن شرط قبول بعض الأعمال الصالحة هو عدم ارتكاب بعض الذنوب في المستقبل، وبارتكاب الذنب يتبين أن الإنسان لم يعمل العمل الصالح بجميع شروطه من أوّله، ولم يستحق [[الثواب]] على ذلك. ولكن يرى بعض آخر من علماء الشيعة جواز تضييع ثواب العمل بمقارنته بالأمور الدنيویة، ويعتقدون بعدم وجود دليل عقلي ونقلي على بطلان الحبط.
{{المعاد-عمودي}}
'''الإحباط''' هو ذهاب ثواب [[العبادة]] بسبب الخطيئة، وتناقش هذه المسألة في [[علم الكلام]]. لقد اتفق [[المسلمون]] على أن [[الأعمال الصالحة]] تبطل ب<nowiki/>[[الذنوب]]، ولكن لا يوجد اتفاق على كيفية إبطال الحسنات بالذنوب. وعلى القول المشهور عند علماء [[الشيعة]] إنّ ضياع الأعمال يتعارض مع [[القرآن]] و<nowiki/>[[العقل]]؛ ولذلك فهم يفسرون الحبط على الوجه الذي يتوافق معهما. وبحسب وجهة نظرهم فإن شرط قبول بعض الأعمال الصالحة هو عدم ارتكاب بعض الذنوب في المستقبل، وبارتكاب الذنب يتبين أن الإنسان لم يعمل العمل الصالح بجميع شروطه من أوّله، ولم يستحق [[الثواب]] على ذلك. ولكن يرى بعض آخر من علماء الشيعة جواز تضييع ثواب العمل بمقارنته بالأمور الدنيوية، ويعتقدون بعدم وجود دليل عقلي ونقلي على بطلان الحبط.


أمّا عند [[أهل السنة]]، یعتبر [[الأشاعرة]]، مثل الرأي المشهور عند الشيعة، أن الحبط غير صحيح، لكن [[المعتزلة]] ترى صحة الحبط. وبحسب المعتزلة فإنّ مجموع حسنات المؤمن [[يوم القيامة]] يقاس بمجموع ذنوبه، فيحبط الأقلّ منهما، أو أنّ الأقلّ يُهلك البعض من الأکثر.  
أمّا عند [[أهل السنة]]، يعتبر [[الأشاعرة]]، مثل الرأي المشهور عند الشيعة، أن الحبط غير صحيح، لكن [[المعتزلة]] ترى صحة الحبط. وبحسب المعتزلة فإنّ مجموع حسنات المؤمن [[يوم القيامة]] يقاس بمجموع ذنوبه، فيحبط الأقلّ منهما، أو أنّ الأقلّ يُهلك البعض من الأكثر.  


ويتفق المسلمون أن [[الردة|الردّة]] تُبطل جميع الأعمال الصالحة، وأنّ [[إبليس]] بسبب [[التكبر|تكبّره]] أضاع عباداته التي دامت ستة آلاف سنة. وقد ورد في [[القرآن]] و<nowiki/>[[الأحاديث]] عوامل أخرى لإحباط العمل، مثل رفع الصوت فوق صوت [[النبي (ص)]]، و<nowiki/>[[النفاق]]، وإنكار [[ولاية الإمام علي (ع)]]، و<nowiki/>[[الریا]].
ويتفق المسلمون أن [[الردة|الردّة]] تُبطل جميع الأعمال الصالحة، وأنّ [[إبليس]] بسبب [[التكبر|تكبّره]] أضاع عباداته التي دامت ستة آلاف سنة. وقد ورد في [[القرآن]] و<nowiki/>[[الأحاديث]] عوامل أخرى لإحباط العمل، مثل رفع الصوت فوق صوت [[النبي (ص)]]، و<nowiki/>[[النفاق]]، وإنكار [[ولاية الإمام علي (ع)]]، و<nowiki/>[[الريا]].


==مفهوم الإحباط ومكانة البحث==
==مفهوم الإحباط ومكانة البحث==
الإحباط مصطلح [[القرآن الكريم|قرآني]]<ref>مصباح يزدي، آموزش عقايد، 1384ش، ص467.</ref> ومصطلح في [[علم الكلام]]،<ref>شجاعي، «احباط و تكفير»، ص179.</ref> ويعني إبطال وإفناء [[العمل الصالح|الحسنات]] وثوابها ب<nowiki/>[[الذنوب]]<ref>حلي، كشف المراد، 1382ش، ص272؛ حِمَّصيّ رازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، 1412ق، ج2، ص42.</ref> ويرى [[أبو الحسن الشعراني]]، أحد مفسري [[الشيعة]]، أن الحبط القرآني یتعلّق بالأفعال التي قام بها [[الكافر]] و<nowiki/>[[قصد القربة|لم يقصد القربة]] في فعله، ولكن الحبط بمعناه [[الكلام الإسلامي|الكلامي]] يشير إلى الأعمال التي قام بها [[المؤمن]] بشكل صحيح وبقصد القربة، ولكن تفسد تلك الأعمال بسبب ارتكاب [[المعصية]].<ref>شعراني، نثر طوبي، 1380ش، ج1، ص152.</ref> وردت كلمة الحبط ومشتقاتها في [[القرآن]] ستة عشر مرة.<ref>عبدالباقي، المعجم المفهرس، 1407ق، ص193.</ref> ويأتي إحباط الأعمال في مقابل [[تكفير الذنوب]]، وهو محو [[الذنوب]] بسبب أداء الحسنات.<ref>حلي، كشف المراد، 1382ش، ص272؛ حِمَّصيّ رازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، 1412ق، ج2، ص42.</ref>  
الإحباط مصطلح [[القرآن الكريم|قرآني]]<ref>مصباح يزدي، آموزش عقايد، 1384ش، ص467.</ref> ومصطلح في [[علم الكلام]]،<ref>شجاعي، «احباط و تكفير»، ص179.</ref> ويعني إبطال وإفناء [[العمل الصالح|الحسنات]] وثوابها ب<nowiki/>[[الذنوب]]<ref>حلي، كشف المراد، 1382ش، ص272؛ حِمَّصيّ رازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، 1412ق، ج2، ص42.</ref> ويرى [[أبو الحسن الشعراني]]، أحد مفسري [[الشيعة]]، أن الحبط القرآني يتعلّق بالأفعال التي قام بها [[الكافر]] و<nowiki/>[[قصد القربة|لم يقصد القربة]] في فعله، ولكن الحبط بمعناه [[الكلام الإسلامي|الكلامي]] يشير إلى الأعمال التي قام بها [[المؤمن]] بشكل صحيح وبقصد القربة، ولكن تفسد تلك الأعمال بسبب ارتكاب [[المعصية]].<ref>شعراني، نثر طوبي، 1380ش، ج1، ص152.</ref> وردت كلمة الحبط ومشتقاتها في [[القرآن]] ستة عشر مرة.<ref>عبدالباقي، المعجم المفهرس، 1407ق، ص193.</ref> ويأتي إحباط الأعمال في مقابل [[تكفير الذنوب]]، وهو محو [[الذنوب]] بسبب أداء الحسنات.<ref>حلي، كشف المراد، 1382ش، ص272؛ حِمَّصيّ رازي، المُنْقِذُ مِن التقليد، 1412ق، ج2، ص42.</ref>  


وفي [[علم الكلام]]، تمت مناقشة مسألة الإحباط على نطاق واسع، واختلفت الآراء حولها.<ref>شجاعي، «احباط و تكفير»، ص179.</ref> وبحسب المتكلمين فإن مسألة الإحباط تثار في المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وأحیاناً يرتكبون المعاصي، وهم يشكلون أغلبية المجتمع الإيماني؛ أما [[الكفار]] الذين لا [[الإيمان|يؤمنون]] حتى الموت، وکذلک المؤمنون الذين لا يرتكبون ذنبًا قطّ، فلا علاقة لهم بمسألة الإحباط.<ref>تفتازاني، شرح المقاصد، 1409ق، ج5، ص142؛ گروهي از نويسندگان، «احباط و تكفير»، ص60.</ref> وقد نوقشت هذه المسألة في علم الكلام، ضمن مسائل كـ<nowiki/>[[المعاد]]، و<nowiki/>[[الثواب]] و<nowiki/>[[العقاب]]، أو الوعد والوعد.<ref>شجاعي، «احباط و تكفير»، ص179.</ref>
وفي [[علم الكلام]]، تمت مناقشة مسألة الإحباط على نطاق واسع، واختلفت الآراء حولها.<ref>شجاعي، «احباط و تكفير»، ص179.</ref> وبحسب المتكلمين فإن مسألة الإحباط تثار في المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وأحياناً يرتكبون المعاصي، وهم يشكلون أغلبية المجتمع الإيماني؛ أما [[الكفار]] الذين لا [[الإيمان|يؤمنون]] حتى الموت، وكذلك المؤمنون الذين لا يرتكبون ذنبًا قطّ، فلا علاقة لهم بمسألة الإحباط.<ref>تفتازاني، شرح المقاصد، 1409ق، ج5، ص142؛ گروهي از نويسندگان، «احباط و تكفير»، ص60.</ref> وقد نوقشت هذه المسألة في علم الكلام، ضمن مسائل كـ<nowiki/>[[المعاد]]، و<nowiki/>[[الثواب]] و<nowiki/>[[العقاب]]، أو الوعد والوعد.<ref>شجاعي، «احباط و تكفير»، ص179.</ref>


وتعود أهمیة الإحباط إلى أنها تؤثر على مصير الإنسان، وعلى [[العمل الصالح|حسناته]] و<nowiki/>[[الذنوب|سيئاته]] في الدنيا و<nowiki/>[[الآخرة]]،<ref>گروهي از نويسندگان،‌ «احباط و تكفير»، ص58.</ref> فالاهتمام بالإحباط يحذّر المؤمنين بأنّ الإنسان يمكن أن تفسد أعماله الصالحة بإرادته واختياره.<ref>كوشا،‌ «احباط و تكفير»، ص158.</ref> وبحسب الباحثين، فإنّ الفهم الخاطئ للإحباط أو [[تكفير الذنوب|التكفير]] تسبب خيبة الأمل والغرور، وتخرج الإنسان من حالة [[الخوف والرجاء]]؛ لأنه قد يترك العمل الصالح بسبب زعمه أن جميع أعماله قد حبطت، أو يظن أن جميع ذنوبه قد غُفرت لها، فيغترّ بنفسه ويتجرأ على فعل [[المعصية]].<ref>رستگار مقدم گوهري، «مفهوم‌شناسي احتباط از منظر قرآن»، ص315.</ref> وبحسب ما روي عن [[الإمام علي (ع)]] في [[الخطبة القاصعة]] تمّ إحباط عبادات [[إبليس]] التي دامت لستة آلاف سنة بسبب تكبره.<ref>نهج البلاغه، تصحيح صبحي صالح، خطبه 192، ص287.</ref> وبحسب [[الآية 65 من سورة الزمر]] فإن مسألة إحباط الأعمال موجودة أيضا في ديانات ما قبل [[الإسلام]].
وتعود أهمية الإحباط إلى أنها تؤثر على مصير الإنسان، وعلى [[العمل الصالح|حسناته]] و<nowiki/>[[الذنوب|سيئاته]] في الدنيا و<nowiki/>[[الآخرة]]،<ref>گروهي از نويسندگان،‌ «احباط و تكفير»، ص58.</ref> فالاهتمام بالإحباط يحذّر المؤمنين بأنّ الإنسان يمكن أن تفسد أعماله الصالحة بإرادته واختياره.<ref>كوشا،‌ «احباط و تكفير»، ص158.</ref> وبحسب الباحثين، فإنّ الفهم الخاطئ للإحباط أو [[تكفير الذنوب|التكفير]] تسبب خيبة الأمل والغرور، وتخرج الإنسان من حالة [[الخوف والرجاء]]؛ لأنه قد يترك العمل الصالح بسبب زعمه أن جميع أعماله قد حبطت، أو يظن أن جميع ذنوبه قد غُفرت لها، فيغترّ بنفسه ويتجرأ على فعل [[المعصية]].<ref>رستگار مقدم گوهري، «مفهوم‌شناسي احتباط از منظر قرآن»، ص315.</ref> وبحسب ما روي عن [[الإمام علي (ع)]] في [[الخطبة القاصعة]] تمّ إحباط عبادات [[إبليس]] التي دامت لستة آلاف سنة بسبب تكبره.<ref>نهج البلاغه، تصحيح صبحي صالح، خطبه 192، ص287.</ref> وبحسب [[الآية 65 من سورة الزمر]] فإن مسألة إحباط الأعمال موجودة أيضا في ديانات ما قبل [[الإسلام]].


==وجهة نظر الشيعة==
==وجهة نظر الشيعة==
ترى الشیعة  كسائر المذاهب الإسلامية أنّ ارتكاب بعض الذنوب يؤدي إلى إضاعة الحسنات،<ref>سبحاني، فرهنگ عقايد و مذاهب اسلامي، 1378ش، ج4، ص195.</ref> فمثلاً، حسب اعتقاد جميع علماء المسلمين، يفسد جميع حسنات المؤمنين بسبب ارتداده وعدم التوبة بعد ذلك.<ref>مجلسي،‌ بحار الانوار، 1403ق، ج5، ص334.</ref> وقد قسّم عبد الله جوادي آملي، صاحب تفسير التسنيم، حبط الأفعال إلى الحبط المحض والحبط غير المحض، ويرى أن بعض الأفعال كالردة تهدم جميع الأعمال، وهو الحبط المحض. أما بعض الذنوب كالعُجب هو يعدّ من الحبط غير المحض، حيث لا يؤدي إلا إلى تدمير الفعل الذي وقع فيه العجب.<ref>جوادي آملي، تسنيم، 1387ش، ج10، ص584-586.</ref> ويعتقد العلامة المجلسي وهو مؤلف كتاب بحار الأنوار أنّه لا يؤدي كلّ ذنب إلى إضاعة الحسنات، فينبغي في هذه المسألة الاكتفاء بما ذُكر في الآيات والأحاديث<ref>مجلسي،‌ بحار الانوار، 1403ق، ج5، ص334.</ref> كما يرى بعض علماء الشيعة أن عدم فعالية الأعمال الصالحة يقتصر على الكفر والنفاق والردة.<ref>يزدي، و زينب عباسي آغوي، «احباط و تكفير عمل»، ص86.</ref>
ترى الشيعة كسائر المذاهب الإسلامية أنّ ارتكاب بعض الذنوب يؤدي إلى إضاعة الحسنات،<ref>سبحاني، فرهنگ عقايد و مذاهب اسلامي، 1378ش، ج4، ص195.</ref> فمثلاً، حسب اعتقاد جميع علماء المسلمين، يفسد جميع حسنات المؤمنين بسبب ارتداده وعدم التوبة بعد ذلك.<ref>مجلسي،‌ بحار الانوار، 1403ق، ج5، ص334.</ref> وقد قسّم عبد الله جوادي آملي، صاحب تفسير التسنيم، حبط الأفعال إلى الحبط المحض والحبط غير المحض، ويرى أن بعض الأفعال كالردة تهدم جميع الأعمال، وهو الحبط المحض. أما بعض الذنوب كالعُجب هو يعدّ من الحبط غير المحض، حيث لا يؤدي إلا إلى تدمير الفعل الذي وقع فيه العجب.<ref>جوادي آملي، تسنيم، 1387ش، ج10، ص584-586.</ref> ويعتقد العلامة المجلسي وهو مؤلف كتاب بحار الأنوار أنّه لا يؤدي كلّ ذنب إلى إضاعة الحسنات، فينبغي في هذه المسألة الاكتفاء بما ذُكر في الآيات والأحاديث<ref>مجلسي،‌ بحار الانوار، 1403ق، ج5، ص334.</ref> كما يرى بعض علماء الشيعة أن عدم فعالية الأعمال الصالحة يقتصر على الكفر والنفاق والردة.<ref>يزدي، و زينب عباسي آغوي، «احباط و تكفير عمل»، ص86.</ref>


ومع ذلك، هناك رؤيتان لدى علماء الشيعة فيما يتعلق بتحليل كيفية ذهاب فعالية الأعمال الصالحة بارتكاب الخطيئة:
ومع ذلك، هناك رؤيتان لدى علماء الشيعة فيما يتعلق بتحليل كيفية ذهاب فعالية الأعمال الصالحة بارتكاب الخطيئة:
سطر ٨٩: سطر ٩٠:


{{نهاية}}
{{نهاية}}
{{القيامة}}
١٠٬٧٣٩

تعديل