انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع الجاثليق»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
imported>Odai78
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
من '''المناظرات''' المعروفة [[الإمام الرضا|للإمام الرضا]] {{عليه السلام}} '''مناظرته''' مع [[الجاثليق]] النصراني عند [[المأمون العباسي|المأمون]] وقد كان من ضمن الحاضرين في مجلس المناضرة [[النسطاص الرومي]] و[[رأس الجالوت]]، وفي هذا المجلس ردّ الإمام {{عليه السلام}} دعواهم وفنّد مقالهم من خلال كتابهم المقدّس ([[الانجيل]]) وهذا ما جعل [[المسيحيون|المسيحيين]] الحاضرين يتعجبون من إلمام الإمام {{عليه السلام}} بما عندهم وما في كتبهم .
من '''المناظرات''' المعروفة [[الإمام الرضا|للإمام الرضا]] {{عليه السلام}} '''مناظرته''' مع [[الجاثليق]] النصراني عند [[المأمون العباسي|المأمون]] وقد كان من ضمن الحاضرين في مجلس المناضرة [[النسطاص الرومي]] و[[رأس الجالوت]]، وفي هذا المجلس ردّ الإمام {{عليه السلام}} دعواهم وفنّد مقالهم من خلال كتابهم المقدّس ([[الانجيل]]) وهذا ما جعل [[المسيحيون|المسيحيين]] الحاضرين يتعجبون من إلمام الإمام {{عليه السلام}} بما عندهم وما في كتبهم.


في هذه المناظرة أثبت الإمام {{عليه السلام}} [[النبوة|نبوّة]]  [[النبي محمد]] {{صل}} من خلال الإنجيل. بل وأثبت لهم أنّه كتاب محرّف، وأنّ [[النبي عيسى| عيسى بن مريم]] {عليه السلام}} بشر مخلوق... .
في هذه المناظرة أثبت الإمام {{عليه السلام}} [[النبوة|نبوّة]]  [[النبي محمد]] {{صل}} من خلال الإنجيل. بل وأثبت لهم أنّه كتاب محرّف، وأنّ [[النبي عيسى| عيسى بن مريم]] {عليه السلام}} بشر مخلوق....


==سند الرواية==
==سند الرواية==
قال [[الشيخ الصدوق]] : حدّثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الإيلاقي (رضي الله عنه) ، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقه القمي ، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي ، قال: حدثني من سمع [[الحسن بن محمد النوفلي]] ثم الهاشمي يقول: <ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2 باب 12 ص 139 ح 1.</ref>
قال [[الشيخ الصدوق]]: حدّثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الإيلاقي (رضي الله عنه)، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقه القمي، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي، قال: حدثني من سمع [[الحسن بن محمد النوفلي]] ثم الهاشمي يقول: <ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2 باب 12 ص 139 ح 1.</ref>


==قصّة المناظرة==
==قصّة المناظرة==
سطر ١١: سطر ١١:
ثمّ التفت إلى [[الجاثليق]] فقال: يا [[الجاثليق|جاثليق]]، هذا ابن عمي [[الإمام الرضا|علي بن موسى بن جعفر]] وهو من ولد [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] بنت [[النبي (ص)|نبينا]] وابن [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] (صلوات الله عليهم) فأحبّ أن تكلمه أو تحاجّه وتنصفه.
ثمّ التفت إلى [[الجاثليق]] فقال: يا [[الجاثليق|جاثليق]]، هذا ابن عمي [[الإمام الرضا|علي بن موسى بن جعفر]] وهو من ولد [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] بنت [[النبي (ص)|نبينا]] وابن [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] (صلوات الله عليهم) فأحبّ أن تكلمه أو تحاجّه وتنصفه.


فقال [[الجاثليق]] : يا أمير المؤمنين كيف أحاج رجلاً يحتج عليّ بكتابٍ أنا منكره ونبي لا أومن به؟
فقال [[الجاثليق]]: يا أمير المؤمنين كيف أحاج رجلاً يحتج عليّ بكتابٍ أنا منكره ونبي لا أومن به؟


فقال له [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: يا نصراني فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقرّ به؟
فقال له [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: يا نصراني فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقرّ به؟


قال: [[الجاثليق]] : وهل أقدر على رفع ما نطق الإنجيل؟! نعم والله أقرّ به على رغم أنفي.
قال: [[الجاثليق]]: وهل أقدر على رفع ما نطق الإنجيل؟! نعم والله أقرّ به على رغم أنفي.


فقال له [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: سل عما بدا لك واسمع الجواب.
فقال له [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: سل عما بدا لك واسمع الجواب.
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
==نبوّة [[عيسى]] (عليه السلام) و [[محمد]] (صلاة الله عليه و آله)==
==نبوّة [[عيسى]] (عليه السلام) و [[محمد]] (صلاة الله عليه و آله)==


فقال [[الجاثليق]] : ما تقول في نبوّة عيسى وكتابه هل تنكر منهما شيئا؟
فقال [[الجاثليق]]: ما تقول في نبوّة عيسى وكتابه هل تنكر منهما شيئا؟


[[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: أنا مقر [[النبوة|بنبوة]]  [[النبي عيسى|عيسى]] وكتابه وما بّشر به أمته وأقرّت به [[الحواريون]] وكافر بنبوة كل [[النبي عيسى|عيسى]] لم يقرّ [[النبوة|بنبوة]]  [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} وبكتابه ولم يبشر به أمته .
[[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: أنا مقر [[النبوة|بنبوة]]  [[النبي عيسى|عيسى]] وكتابه وما بّشر به أمته وأقرّت به [[الحواريون]] وكافر بنبوة كل [[النبي عيسى|عيسى]] لم يقرّ [[النبوة|بنبوة]]  [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} وبكتابه ولم يبشر به أمته.


قال [[الجاثليق]] : أليس إنّما نقطع الأحكام بشاهدي عدل؟
قال [[الجاثليق]]: أليس إنّما نقطع الأحكام بشاهدي عدل؟


قال {{عليه السلام}} : بلى .
قال {{عليه السلام}}: بلى.


قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملّتك عليّ [[النبوة|بنبوة]]  [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} ممن لا تنكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا .
قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملّتك عليّ [[النبوة|بنبوة]]  [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} ممن لا تنكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : الآن جئت بالنصفة ـ يا نصراني ـ ألا تقبل مني [[العدل]] المقدم عند [[النبي عيسى|المسيح عيسى بن مريم]] {{عليه السلام}} ؟
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: الآن جئت بالنصفة ـ يا نصراني ـ ألا تقبل مني [[العدل]] المقدم عند [[النبي عيسى|المسيح عيسى بن مريم]] {{عليه السلام}}؟


قال [[الجاثليق]] : ومن هذا العدل؟ سمّه لي .
قال [[الجاثليق]]: ومن هذا العدل؟ سمّه لي.


قال: ما تقول يوحنا الديلمي؟
قال: ما تقول يوحنا الديلمي؟


قال: بخٍ بخٍ ، ذكرت أحبّ الناس إلى المسيح .
قال: بخٍ بخٍ، ذكرت أحبّ الناس إلى المسيح.


قال: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أنّ يوحنا قال: "إنما المسيح أخبرني بدين [[النبي محمد|محمد]] العربي وبشرني به أنه يكون من بعده فبشرت به [[الحواريون|الحواريين]]  فآمِنوا به" ؟
قال: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أنّ يوحنا قال: "إنما المسيح أخبرني بدين [[النبي محمد|محمد]] العربي وبشرني به أنه يكون من بعده فبشرت به [[الحواريون|الحواريين]]  فآمِنوا به"؟


قال [[الجاثليق]] : قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر [[النبوة|بنبوة]]  رجل و [[أهل البيت|بأهل بيته]] ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك؟ ولم تُسمِّ لنا القوم فنعرفهم .
قال [[الجاثليق]]: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر [[النبوة|بنبوة]]  رجل و [[أهل البيت|بأهل بيته]] ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك؟ ولم تُسمِّ لنا القوم فنعرفهم.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر [[النبي محمد|محمد]] و [[أهل البيت|أهل بيته]] وأمته أتؤمن به؟
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر [[النبي محمد|محمد]] و [[أهل البيت|أهل بيته]] وأمته أتؤمن به؟
 
قال: سديدا .


قال: سديداً.


===النبي محمد (ص) وأهل بيته (عليهم السلام)===
===النبي محمد (ص) وأهل بيته (عليهم السلام)===


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : [[نسطاس الرومي|لنسطاس الرومي]] : كيف حفظك للسفر الثالث الإنجيل .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: [[نسطاس الرومي|لنسطاس الرومي]]: كيف حفظك للسفر الثالث الإنجيل.


قال: ما احفظني له .
قال: ما احفظني له.


ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال: ألست تقرأ الإنجيل؟
ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال: ألست تقرأ الإنجيل؟


قال: بلى لعمْري .
قال: بلى لعمْري.


قال: فخذ على السفر فإن كان فيه ذكر [[النبي محمد|محمد]] و [[أهل البيت|أهل بيته]] وأمته فاشهدوا لي ، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي . ثم قرأ {{عليه السلام}} السفر الثالث حتى بلغ ذكر [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} وقف ثم قال: يا نصراني ، إني أسألك بحق المسيح وأمه : أتعلم أني عالم بالإنجيل؟
قال: فخذ على السفر فإن كان فيه ذكر [[النبي محمد|محمد]] و[[أهل البيت|أهل بيته]] وأمته فاشهدوا لي، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي. ثم قرأ {{عليه السلام}} السفر الثالث حتى بلغ ذكر [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} وقف ثم قال: يا نصراني، إني أسألك بحق المسيح وأمه: أتعلم أني عالم بالإنجيل؟


قال: نعم .
قال: نعم.


ثم تلا علينا ذكر [[النبي محمد|محمد]] و [[أهل البيت|أهل بيته]] وأمته ، ثم قال: ما تقول يا نصراني ، هذا قول [[النبي عيسى|عيسى مريم]] {{عليه السلام}} ، فإن كذّبت بما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت [[النبي موسى|موسى]] و [[النبي عيسى|عيسى مريم]] (عليهما السلام) ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك ونبيك وبكتابك .
ثم تلا علينا ذكر [[النبي محمد|محمد]] و[[أهل البيت|أهل بيته]] وأمته، ثم قال: ما تقول يا نصراني، هذا قول [[النبي عيسى|عيسى مريم]] {{عليه السلام}}، فإن كذّبت بما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت [[النبي موسى|موسى]] و[[النبي عيسى|عيسى مريم]] (عليهما السلام) ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك ونبيك وبكتابك.


قال [[الجاثليق]] : لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل إنّي لمقرّ به .
قال [[الجاثليق]]: لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل إنّي لمقرّ به.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : اشهدوا على إقراره .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: اشهدوا على إقراره.


ثم قال: يا [[الجاثليق|جاثليق]] سل عما بدا لك .
ثم قال: يا [[الجاثليق|جاثليق]] سل عما بدا لك.


==سؤال عن الحواريين وعلماء الإنجيل==
==سؤال عن الحواريين وعلماء الإنجيل==
قال [[الجاثليق]] : أخبرني عن حواري عيسى بن مريم {{عليه السلام}} كم كان عدتهم؟ وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟
قال [[الجاثليق]]: أخبرني عن حواري عيسى بن مريم {{عليه السلام}} كم كان عدتهم؟ وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟
 
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : على الخبير سقطت أمّا [[الحواريون]]  فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أعلمهم وأفضلهم ألوقا وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الأكبر باج ويوحنا بقرقيسيا ويوحنا  الديلمي برجاز وعنده كان ذكر [[النبي محمد|النبي]]  {{صل}} وذكر [[أهل البيت|أهل بيته]] وأمّته وهو الذي بشّر أمة [[النبي عسيى|عيسى]] وبني إسرائيل به .


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: على الخبير سقطت أمّا [[الحواريون]]  فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أعلمهم وأفضلهم ألوقا وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الأكبر باج ويوحنا بقرقيسيا ويوحنا  الديلمي برجاز وعنده كان ذكر [[النبي محمد|النبي]]  {{صل}} وذكر [[أهل البيت|أهل بيته]] وأمّته وهو الذي بشّر أمة [[النبي عسيى|عيسى]] وبني إسرائيل به.


==لمذا تعبدون عيسى (ع)==
==لمذا تعبدون عيسى (ع)==
ثم قال له: يا نصراني والله إنا لنؤمن [[النبي عسيى|بعيسى]] الذي آمن [[النبي محمد|بمحمد]] {{صل}} وما ننقم على عيساكم شيئا ضعفه وقله [[الصوم|صيامه]] و[[الصلاة|صلاته]] .
ثم قال له: يا نصراني والله إنا لنؤمن [[النبي عسيى|بعيسى]] الذي آمن [[النبي محمد|بمحمد]] {{صل}} وما ننقم على عيساكم شيئا ضعفه وقله [[الصوم|صيامه]] و[[الصلاة|صلاته]].
 
قال [[الجاثليق]] : أفسدت ـ والله ـ علمك وضعّفت أمرك ، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم أهل [[الإسلام]].


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : وكيف ذاك؟
قال [[الجاثليق]]: أفسدت ـ والله ـ علمك وضعّفت أمرك، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم أهل [[الإسلام]].


قال [[الجاثليق]] : من قولك: إن [[النبي عسيى|عيسى]] كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة . وما أفطر [[النبي عسيى|عيسى]] يوماً قط ولا نام بليل قط وما زال صائم الدهر وقائم الليل .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: وكيف ذاك؟


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : فلمن كان يصوم ويصلى؟!
قال [[الجاثليق]]: من قولك: إن [[النبي عسيى|عيسى]] كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة. وما أفطر [[النبي عسيى|عيسى]] يوماً قط ولا نام بليل قط وما زال صائم الدهر وقائم الليل.


قال فخرس [[الجاثليق]] وانقطع .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: فلمن كان يصوم ويصلى؟!


قال فخرس [[الجاثليق]] وانقطع.


==إحياء الموتى بإذن الله تعالى==
==إحياء الموتى بإذن الله تعالى==
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : يا نصراني أسئلك عن مسألة .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: يا نصراني أسئلك عن مسألة.


قال: سل فإن كان عندي علمها أجبتك .
قال: سل فإن كان عندي علمها أجبتك.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : ما أنكرت أنّ [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}} كان يحيى الموتى بإذن [[الله]] (عز وجل) ؟
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: ما أنكرت أنّ [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}} كان يحيى الموتى بإذن [[الله]] (عز وجل)؟


قال [[الجاثليق]] : أنكرت ذلك من أجل أن من أحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لأن يعبد .
قال [[الجاثليق]]: أنكرت ذلك من أجل أن من أحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لأن يعبد.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : فإن [[النبي اليسع|إليسع]] قد صنع مثل صنع [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}} : مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص ، فلم تتخذه أمته رباً ولم يعبده أحد من دون الله (عز وجل) ، ولقد صنع [[النبي حزقيل|حزقيل النبي]] {{عليه السلام}} مثل ما صنع [[النبي عيسى|عيسى بن مريم]] فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: فإن [[النبي اليسع|إليسع]] قد صنع مثل صنع [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}}:: مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرء الأكمه والأبرص، فلم تتخذه أمته رباً ولم يعبده أحد من دون الله (عز وجل)، ولقد صنع [[النبي حزقيل|حزقيل النبي]] {{عليه السلام}} مثل ما صنع [[النبي عيسى|عيسى بن مريم]] فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة.




ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال له: يا [[رأس الجالوت]] ، أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم [[بخت نصر]] من سبى بني إسرائيل حين غزا [[بيت المقدس]] ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله (عز وجل) إليهم فأحياهم . هذا في التوراة لا يدفعه إلا [[الكفر|كافر]] منكم .
ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال له: يا [[رأس الجالوت]]، أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم [[بخت نصر]] من سبى بني إسرائيل حين غزا [[بيت المقدس]] ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله (عز وجل) إليهم فأحياهم. هذا في التوراة لا يدفعه إلا [[الكفر|كافر]] منكم.


قال [[رأس الجالوت]] : قد سمعنا به وعرفناه .
قال [[رأس الجالوت]]: قد سمعنا به وعرفناه.


قال: صدقت .
قال: صدقت.


ثم قال: يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة فتلا {{عليه السلام}} علينا من التوراة آيات فأقبل اليهودي يترجج لقرائته ويتعجب!
ثم قال: يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة فتلا {{عليه السلام}} علينا من التوراة آيات فأقبل اليهودي يترجج لقرائته ويتعجب!
سطر ١١٤: سطر ١١١:
ثم أقبل على النصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟
ثم أقبل على النصراني فقال: يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟


قال: بل كانوا قبله .
قال: بل كانوا قبله.




===الذين أحياهم النبي محمد (ص)===
===الذين أحياهم النبي محمد (ص)===
فقال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : لقد اجتمعت [[قريش]] على [[النبي محمد|رسول الله]] {{صل}} فسألوه: أن يُحيي لهم موتاهم فوجه معهم [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}} فقال له: "'''اذهب إلى الجبّانه فنادي بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا فلان يقول لكم [[النبي محمد|محمد]]  [[الرسول|رسول الله]] {{صل}} : "قوموا بإذن الله (عز وجل)''' " .
فقال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: لقد اجتمعت [[قريش]] على [[النبي محمد|رسول الله]] {{صل}} فسألوه: أن يُحيي لهم موتاهم فوجه معهم [[الإمام علي|علي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}} فقال له: "'''اذهب إلى الجبّانه فنادي بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا فلان يقول لكم [[النبي محمد|محمد]]  [[الرسول|رسول الله]] {{صل}}: "قوموا بإذن الله (عز وجل)''' ".


فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ، فأقبلت [[قريش]] تسألهم عن أمورهم ، ثم أخبروهم أنّ [[النبي محمد|محمداً]] بُعث [[النبوة|نبياً]] فقالوا: وددنا أنا أدركناه فنؤمن به .
فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت [[قريش]] تسألهم عن أمورهم، ثم أخبروهم أنّ [[النبي محمد|محمداً]] بُعث [[النبوة|نبياً]] فقالوا: وددنا أنا أدركناه فنؤمن به.


ولقد أبرأ الأكمه والأبرص والمجانين وكلّمه البهائم والطير والجن والشياطين ، ولم نتخذه رباً من دون [[الله]] (عز وجل) ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم ، فمتى اتخذتم [[النبي عيسى|عيسى]] رباً جاز لكم أن تتخذوا [[النبي اليسع|إليسع]] و [[النبي حزقيل| حزقيل]] رباً ؟! لأنّهما قد صنعا مثل ما صنع [[النبي عيسى|عيسى بن مريم]] {{عليه السلام}} من إحياء الموتى وغيره .
ولقد أبرأ الأكمه والأبرص والمجانين وكلّمه البهائم والطير والجن والشياطين، ولم نتخذه رباً من دون [[الله]] (عز وجل) ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم، فمتى اتخذتم [[النبي عيسى|عيسى]] رباً جاز لكم أن تتخذوا [[النبي اليسع|إليسع]] و [[النبي حزقيل| حزقيل]] رباً؟! لأنّهما قد صنعا مثل ما صنع [[النبي عيسى|عيسى بن مريم]] {{عليه السلام}} من إحياء الموتى وغيره.


===نبي من بني إسرائيل أحيى الموتى===
===نبي من بني إسرائيل أحيى الموتى===
وأن قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم ألوف حذر الموت ، فأماتهم [[الله]] في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة، فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميماً، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثره العظام الباليه، [[الوحي|فأوحى]] الله (عز وجل) إليه: "أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم؟ "
وأن قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم [[الله]] في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة، فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميماً، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثره العظام الباليه، [[الوحي|فأوحى]] الله (عز وجل) إليه: "أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم؟ "


قال: نعم يا رب .
قال: نعم يا رب.


فأوحى الله (عز وجل) إليه: أنْ نادِهم .
فأوحى الله (عز وجل) إليه: أنْ نادِهم.


فقال: أيتها العظام البالية ، قومي بإذن الله (عز وجل) . فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم .
فقال: أيتها العظام البالية، قومي بإذن الله (عز وجل). فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رؤوسهم.


===النبي إبراهيم (ع) أحيى الموتى===
===النبي إبراهيم (ع) أحيى الموتى===


ثم [[النبي إبراهيم|إبراهيم]]  [[النبي إبراهيم|خليل الرحمن]] {{عليه السلام}} حين أخذ الطير فقطعهن قطعاً ثم وضع على كل جبل منهن جزءً ثم ناداهن فأقبلن سعياً إليه .
ثم [[النبي إبراهيم|إبراهيم]]  [[النبي إبراهيم|خليل الرحمن]] {{عليه السلام}} حين أخذ الطير فقطعهن قطعاً ثم وضع على كل جبل منهن جزءً ثم ناداهن فأقبلن سعياً إليه.




===النبي موسى (ع) أحيى الموتى===
===النبي موسى (ع) أحيى الموتى===


ثم [[النبي موسى|موسى بن عمران]] {{عليه السلام}} وأصحابه السبعون الذين اختارهم ، صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: إنك قد رأيت [[الله]] سبحانه: فأرناه كما رأيته .
ثم [[النبي موسى|موسى بن عمران]] {{عليه السلام}} وأصحابه السبعون الذين اختارهم، صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: إنك قد رأيت [[الله]] سبحانه: فأرناه كما رأيته.


فقال: لهم: إنى لم أره .
فقال: لهم: إنى لم أره.


فقالوا: لن نؤمن حتى نرى الله جهره ، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم ، وبقى [[النبي موسى|موسى]] وحيداً فقال: يا رب ، اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي ! فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟! {{قرآن| ـلَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا}}<ref>الأعراف 155</ref> ؟ فأحياهم الله (عز وجل) من بعد موتهم.
فقالوا: لن نؤمن حتى نرى الله جهره، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم، وبقى [[النبي موسى|موسى]] وحيداً فقال: يا رب، اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي ! فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟! {{قرآن| ـلَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا}}<ref>سورة الأعراف، الآية 155</ref>؟ فأحياهم الله (عز وجل) من بعد موتهم.




* وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه؛ لأنّ [[التوراة]] و [[الإنجيل]] و [[الزبور]] و [[القرآن الكريم|الفرقان]] قد نطقت به ، فإن كان كل من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين يُتخذ رباً من دون الله (عزّ وجل) فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ما تقول يا يهودي؟!.
* وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه؛ لأنّ [[التوراة]] و [[الإنجيل]] و [[الزبور]] و [[القرآن الكريم|الفرقان]] قد نطقت به، فإن كان كل من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين يُتخذ رباً من دون الله (عزّ وجل) فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ما تقول يا يهودي؟!.


فقال [[الجاثليق]] : القول قولك ، ولا إله إلا الله .
فقال [[الجاثليق]]: القول قولك، ولا إله إلا الله.




==كتابة الانجيل الجديد==
==كتابة الانجيل الجديد==
ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال: يا يهودي، أقبِل عليّ أسألك بالعشر [[آيات]] التي أُنزلت على [[النبي موسى|موسى بن عمران]] {{عليه السلام}} هل تجد في التوراة مكتوبا بنبأ [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب البعير يسبّحون الرب جداً جداً تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد فليفرغ بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم؛ لتطمئن قلوبهم، فإن بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض . أهكذا هو في التوراة مكتوب؟
ثم التفت إلى [[رأس الجالوت]] فقال: يا يهودي، أقبِل عليّ أسألك بالعشر [[آيات]] التي أُنزلت على [[النبي موسى|موسى بن عمران]] {{عليه السلام}} هل تجد في التوراة مكتوبا بنبأ [[النبي محمد|محمد]] {{صل}} وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب البعير يسبّحون الرب جداً جداً تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد فليفرغ بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم؛ لتطمئن قلوبهم، فإن بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض. أهكذا هو في التوراة مكتوب؟
قال [[رأس الجالوت]] : نعم إنا لنجده كذلك .
قال [[رأس الجالوت]]: نعم إنا لنجده كذلك.


ثم قال [[للجاثليق]] : يا نصراني ، كيف علمك بكتاب [[النبي شعيا|شعيا]] {{عليه السلام}} ؟
ثم قال [[للجاثليق]]: يا نصراني، كيف علمك بكتاب [[النبي شعيا|شعيا]] {{عليه السلام}}؟


قال: أعرفه حرفا حرفاً .
قال: أعرفه حرفا حرفاً.


قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: "يا قوم، إنّي رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوء مثل ضوء القمر" ؟
قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه: "يا قوم، إنّي رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوء مثل ضوء القمر"؟


فقالا: قد قال ذلك [[النبي شعيا|شعيا]] {{عليه السلام}} .
فقالا: قد قال ذلك [[النبي شعيا|شعيا]] {{عليه السلام}}.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : يا نصراني ، هل تعرف في [[الإنجيل]] قول [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}} : "إنّي ذاهب إلى ربكم وربي والبار قليطا جاء، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت، وهو الذي يفسر لكم كل شيء، وهو الذي يبدأ فضائح الأمم، وهو الذي يكسر عمود الكفر" .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: يا نصراني، هل تعرف في [[الإنجيل]] قول [[النبي عيسى|عيسى]] {{عليه السلام}}: "إنّي ذاهب إلى ربكم وربي والبار قليطا جاء، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت، وهو الذي يفسر لكم كل شيء، وهو الذي يبدأ فضائح الأمم، وهو الذي يكسر عمود الكفر".


فقال [[الجاثليق]] : ما ذكرت شيئا من [[الإنجيل]] إلا ونحن مقرّون به .
فقال [[الجاثليق]]: ما ذكرت شيئا من [[الإنجيل]] إلا ونحن مقرّون به.


فقال: أتجد هذا [[الإنجيل]] ثابتا يا جاثليق؟
فقال: أتجد هذا [[الإنجيل]] ثابتا يا جاثليق؟


قال: نعم .
قال: نعم.


قال: الرضا {{عليه السلام}} : يا [[الجاثليق|جاثليق]] ، ألا تخبرني عن [[الإنجيل]] الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ومن وضع لكم هذا [[الإنجيل]] ؟
قال: الرضا {{عليه السلام}}: يا [[الجاثليق|جاثليق]]، ألا تخبرني عن [[الإنجيل]] الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ومن وضع لكم هذا [[الإنجيل]]؟


فقال له: ما افتقدنا [[الإنجيل]] إلا يوماً واحدا حتى وجدناه غضا طريا فأخرجه إلينا يوحنا ومتى فقال له الرضا {{عليه السلام}} : ما أقل معرفتك بسنن [[الإنجيل]] وعلمائه؟! فإن كان هذا كما تزعم!
فقال له: ما افتقدنا [[الإنجيل]] إلا يوماً واحدا حتى وجدناه غضا طريا فأخرجه إلينا يوحنا ومتى فقال له الرضا {{عليه السلام}}: ما أقل معرفتك بسنن [[الإنجيل]] وعلمائه؟! فإن كان هذا كما تزعم!
فلم اختلفتم في [[الإنجيل]] وإنما وقع الاختلاف في هذا [[الإنجيل]] الذي في أياديكم اليوم فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه ولكني مفيدك علم ذلك اعلم أنه لما افتقد [[الإنجيل]] الأول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: "قتل [[النبي عيسى|عيسى بن مريم]] {{عليه السلام}} وافتقدنا [[الإنجيل]] وأنتم العلماء فما عندكم؟
فلم اختلفتم في [[الإنجيل]] وإنما وقع الاختلاف في هذا [[الإنجيل]] الذي في أياديكم اليوم فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه ولكني مفيدك علم ذلك اعلم أنه لما افتقد [[الإنجيل]] الأول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: "قتل [[النبي عيسى|عيسى بن مريم]] {{عليه السلام}} وافتقدنا [[الإنجيل]] وأنتم العلماء فما عندكم؟


فقال لهم الوقا ومر قابوس: إنّ [[الإنجيل]] في صدورنا ونحن نخرجه إليكم سفراً سفراً في كل أحد فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس فإنا سنتلوه عليكم في كل أحد سفراً سفراً حتى نجمعه كله .
فقال لهم الوقا ومر قابوس: إنّ [[الإنجيل]] في صدورنا ونحن نخرجه إليكم سفراً سفراً في كل أحد فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس فإنا سنتلوه عليكم في كل أحد سفراً سفراً حتى نجمعه كله.


فقعد الوقا ومر قابوس ويوحنا ومتى فوضعوا لكم هذا [[الإنجيل]] بعد ما افتقدتم [[الإنجيل]] الأول وإنما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ تلاميذ الأولين أعلمت ذلك؟
فقعد الوقا ومر قابوس ويوحنا ومتى فوضعوا لكم هذا [[الإنجيل]] بعد ما افتقدتم [[الإنجيل]] الأول وإنما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ تلاميذ الأولين أعلمت ذلك؟


فقال [[الجاثليق]] : أما هذا فلم أعلمه وقد علمته الآن وبان لي من فضل علمك [[الإنجيل|بالإنجيل]] وسمعت أشياء مما علمته ، شهد قلبي أنها حق فاستزدت كثيراً من الفهم .
فقال [[الجاثليق]]: أما هذا فلم أعلمه وقد علمته الآن وبان لي من فضل علمك [[الإنجيل|بالإنجيل]] وسمعت أشياء مما علمته، شهد قلبي أنها حق فاستزدت كثيراً من الفهم.




===كُتّاب الانجيل وتأليه عيسى (عليه السلام)===
===كُتّاب الانجيل وتأليه عيسى (عليه السلام)===


فقال له الرضا {{عليه السلام}} : فكيف شهادة هؤلاء عندك؟
فقال له الرضا {{عليه السلام}}: فكيف شهادة هؤلاء عندك؟


قال: جائزه=ة هؤلاء علماء [[الإنجيل]]وكلما شهدوا به فهو حق .
قال: جائزه=ة هؤلاء علماء [[الإنجيل]]وكلما شهدوا به فهو حق.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيره: اشهدوا عليه .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيره: اشهدوا عليه.


قالوا: قد شهدنا .
قالوا: قد شهدنا.


ثم قال {{عليه السلام}} : [[الجاثليق|للجاثليق]] : بحق الابن وأمه، هل تعلم أن متّى قال: "إن المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب (يهوذا) بن خضرون" .
ثم قال {{عليه السلام}}: [[الجاثليق|للجاثليق]]: بحق الابن وأمه، هل تعلم أن متّى قال: "إن المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب (يهوذا) بن خضرون".


فقال مرقابوس في نسبه [[النبي عيسى|عيسى مريم]] {{عليه السلام}} : "إنه كلمه الله أحلّها في جسد الآدمي فصارت إنساناً" .
فقال مرقابوس في نسبه [[النبي عيسى|عيسى مريم]] {{عليه السلام}}: "إنه كلمه الله أحلّها في جسد الآدمي فصارت إنساناً".


وقال الوقا: إنّ عيسى بن مريم {{عليه السلام}} وأمّه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيها [[روح القدس|الروح القدس]] .
وقال الوقا: إنّ عيسى بن مريم {{عليه السلام}} وأمّه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيها [[روح القدس|الروح القدس]].


ثم إنك تقول من شهادة [[النبي عيسى|عيسى]] على نفسه : "حقا أقول لكم ـ يا معشر [[الحواريون|الحواريين]]  ـ إنه لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها ، إلا راكب البعير خاتم الأنبياء فإنه يصعد إلى السماء وينزل" .
ثم إنك تقول من شهادة [[النبي عيسى|عيسى]] على نفسه: "حقا أقول لكم ـ يا معشر [[الحواريون|الحواريين]]  ـ إنه لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها، إلا راكب البعير خاتم الأنبياء فإنه يصعد إلى السماء وينزل".


فما تقول في هذا القول؟
فما تقول في هذا القول؟


قال [[الجاثليق]] : هذا قول [[النبي عيسى|عيسى]] لا ننكره .
قال [[الجاثليق]]: هذا قول [[النبي عيسى|عيسى]] لا ننكره.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : فما تقول في شهادة ألوقا ومرقابوس ومتّى على [[النبي عيسى|عيسى]]  وما نسبوه إليه؟
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: فما تقول في شهادة ألوقا ومرقابوس ومتّى على [[النبي عيسى|عيسى]]  وما نسبوه إليه؟


قال [[الجاثليق]] : كذبوا على [[النبي عيسى|عيسى]] .
قال [[الجاثليق]]: كذبوا على [[النبي عيسى|عيسى]].


فقال: الرضا {{عليه السلام}} : يا قوم أليس قد زكّاهم وشهد أنهم علماء [[الإنجيل]] وقولهم حق ؟!
فقال: الرضا {{عليه السلام}}: يا قوم أليس قد زكّاهم وشهد أنهم علماء [[الإنجيل]] وقولهم حق؟!


فقال [[الجاثليق]] : يا عالم [[المسلمين]]، أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء .
فقال [[الجاثليق]]: يا عالم [[المسلمين]]، أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء.


قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}} : فإنا قد فعلنا ، سل ـ يا نصراني ـ عما بدا لك .
قال [[الإمام الرضا|الرضا]] {{عليه السلام}}: فإنا قد فعلنا، سل ـ يا نصراني ـ عما بدا لك.


قال [[الجاثليق]] : ليسألك غيري ، فلا ـ وحق المسيح ـ ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك <ref>الصدوق القمي ، عيون أخبار الرضا ج 2 باب 12 ص 139 ـ 147 ح 1 .</ref> <ref>أحمد بن علي الطبرسي ، الاحتجاج ج 2 ص 199 ـ 208 .</ref> .
قال [[الجاثليق]]: ليسألك غيري، فلا ـ وحق المسيح ـ ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك <ref>الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2 باب 12 ص139ـ147 ح 1.</ref><ref>الطبرسي، الاحتجاج، ج 2 ص199ـ208.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول