انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجاب»

أُضيف ١١٬٥٢٣ بايت ،  ١٨ أغسطس
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{الأحكام}}
{{الأحكام}}
'''الحجاب''' مصطلح ديني معناه ستر المرأة لجميع بدنها عدا الوجه والكفين وستر الزينة الظاهرة عن الرجال من [[غير المحارم]]، وهو [[واجب]] في [[الشريعة الإسلامية]]، والحجاب موجود في الشرائع والأقوام السابقة قبل [[الإسلام]]، وقد [[الإجماع|أجمع]] [[المسلمون]] على وجوبه واستدلوا عليه ب[[القرآن]] و[[السنة]].
'''الحجاب''' هو ستر المرأة عن [[الأجنبي]]. ويرى [[المجتهد|الفقهاء]] وغيرهم من علماء [[المسلم|المسلمين]] أن الحجاب من [[الواجب|الواجبات]] القطعية ومن [[الضرورات الدينية]] والمذهبية، وقد تم التأكيد على وجوبه وأهميته في [[القرآن الكريم]] و<nowiki/>[[الحديث|أحاديث]] [[أئمة أهل البيت|أئمة أهل البيت (ع)]].


==تعريفه==
وقد اتفق الفقهاء على وجوب التزام المرأة بالحجاب أمام غير المحارم. وذكر بعض الباحثين فوائد لهذا الحكم، منها: الاطمئنان النفسي، واستحكام الروابط العائلية، واستقرار المجتمع، وإعلاء قيمة المرأة واحترامها.
الحِجاب: في اللغة بمعنى الستر،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 298.</ref> وفي الاصطلاح هو ما يستر جسم المرأة وشعرها من دون زينة ولا افتتان، ويكفي إذا كان فضفاضاً.<ref>الشيرازي، الأسئلة والأجوبة - اثنا عشر رسالة، ج‌ 2، ص 11.</ref>
 
ويقال إن المناقشة العلمية لمسألة الحجاب في إيران قد أثيرت متزامناً مع مقدمة للعصر الحديث والحركة الدستورية. ومع اكتشاف الحجاب تحولت قضية الحجاب من قضية دينية بحتة إلى ظاهرة سياسية وثقافية،
وأكثر المؤلفات العلمية عن الحجاب كتبت خلال هذه الفترة والفترات التي تلتها.
وهناك تألیفات كثيرة في هذا المجال من جملتها: مسألة الحجاب للشهيد مرتضى مطهري والحجاب والإسلام للشيخ محمد الوشنوي القمي وكتاب الإسلام والحجاب للشيخ جعفر النقدي.
 
==أهمية الحجاب في الثقافة الإسلامية==
إن مسألة الحجاب وضرورة تستر المرأة أمام الرجل الأجنبي من المسائل المهمة في الإسلام، وأشار البعض إلى أنّ هذه المسألة قد ذُكرت بوضوح في [[القرآن الكريم]].<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص15.</ref> ويرى فقهاء الشيعة أن مسألة الحجاب أمر واجب وهي من مسلمات و[[الضرورات الدينية|ضروريات الدين الإسلامي]].<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص104.</ref> ويقول [[المرجع الديني]] البارز [[ناصر مكارم الشيرازي]] إنّ كل من يعاشر المسلمين - خاصة في الوقت الحاضر - بات يعلم أنّ أحد ركائز مختلف المذاهب الإسلامية هو الحجاب.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة( كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص104.</ref>
 
وقد تعرّض [[الفقهاء]] لبحث مسألة الحجاب في أبواب مختلفة مثل [[الطلاق]] و<nowiki/>[[النكاح]]، تحت عنوان [[حرمة]] النظر إلى [[الأجانب]].<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67.</ref> وفي النصوص الفقهية والحديثية تستخدم كلمة "ستر" بدلاً من كلمة الحجاب للإشارة إلى التغطية، وانتشر مؤخراً - في القرنين 14 و15 الهجريين - استخدام كلمة الحجاب كمصطلح للتعبير عن ستر المرأة.<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67؛ مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 13، ص 329.</ref>
 
والحجاب في اللغة بمعنى ما يكون حائلاً بين شيئين،<ref>الجوهري، الصحاح، 1376هـ، تحت مفردة «حجب»؛ ابن منظور، لسان العرب، 1414هـ، ج 1، ص 298.</ref> وبمعنى الستر،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 298.</ref> وفي الاصطلاح هو ما يستر جسم المرأة وشعرها من دون زينة ولا افتتان، ويكفي إذا كان فضفاضاً.<ref>الشيرازي، الأسئلة والأجوبة - اثنا عشر رسالة، ج‌ 2، ص 11.</ref>
 
==الأحكام==
قد اتفق فقهاء الشيعة،<ref>الحکيم، مستمسك العروة الوثفی، 1387هـ، ج5، ص239.</ref> على وجوب ستر المرأة بدنها وشعرها عن [[الأجنبي|غير المحارم]].<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، 1413هـ، ج2، ص98؛ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص317.</ref> ومنهم من يرى أن هذا الحكم من ضروريات الدين.<ref>السبزواري، مهذب الأحكام، دار التفسير، ج5، ص229؛ الحكيم، مستمسك العروة الوثفی، 1387هـ، ج5، ص239.</ref> وهناك قولان في حدود الستر الواجب على المرأة:<ref>مؤسسه دایرة المعارف فقه اسلامی، فرهنگ فقه فارسی، 1387ش، ج2، ص283.</ref>
 
#وجوب ستر البدن ما عدا الوجه والكفين، وهذا هو رأي أكثر الفقهاء، وقد استثنوا الموضعين مع الأمن من الوقوع في الحرام.<ref>العلامة الحلي، مختلف الشيعة، 1413هـ، ج2، ص98؛ النجفي، جواهر الكلام، 1362ش، ج29، ص75؛ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص317؛ الخوئي، موسوعة الإمام الخوئي، مؤسسة الخوئي الإسلامية، ج32، ص42.</ref>
#وجوب ستر المرأة جميع بدنها حتى الوجه والكفين، وهذا هو رأي بعض الفقهاء مثل [[المقداد بن عبد الله الحلي|الفاضل المقداد]]<ref>الفاضل المقداد، كنز العرفان، 1373ش، ج2، ص222.</ref> و<nowiki/>[[السيد عبد الأعلى السبزواري]].<ref>السبزوار، مهذب الأحكام، دار التفسير، ج5، ص230-238؛ الوشنوي القمی، الحجاب في الإسلام، 1379هـ، ص1-2؛ الرجائي، المسائل الفقهية، 1421هـ، ص13.</ref> كما ذهب [[السيد شهاب الدين المرعشي النجفي]] إلى القول بوجوب ستر المرأة وجهها ويديها عن الأجنبي على الأحوط جوبا،<ref>المرعشي النجفي، منهاج المؤمنين، 1406هـ، ج1، ص143.</ref>وقد اختار السيد اليزدي في العروة الوثقى نفس القول ولكن بناء على الاحتياط الاستحبابي.<ref>الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص317.</ref>
 
ذكر [[الفقهاء]] أنّ مقدار الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة هو: ستر جميع بدنها عدا الوجه والكفين عن الأجانب، وكذا يجب ستر الزينة ولو كانت الزينة في اللباس لأنها مظهرة للبدن وكاشفة عن تفاصيله، بحيث توجب جلب نظر [[الأجنبي|الرجال الأجانب]] إلى بدنها.<ref>التبريزي، صراط النجاة، ج‌ 9، ص 116.</ref>
 
==الأدلة الشرعية على وجوب الحجاب==
ومن الأدلة التي يستدل بها [[المجتهد|الفقهاء]] على [[الواجب|وجوب]] الحجاب ما يلي:
===القرآن===
{{مفصلة|آية الحجاب| آية الجلباب}}
[[ملف:الحجاب.png|500px|تصغير|كتاب المرأة حقوقها وحجابها للشيخ مرتضى مطهري]]
تعتبر الآيات [[آية الحجاب|31 من سورة النور]]، و<nowiki/>[[آية الجلباب|59 من سورة الأحزاب]]، من أهم الآيات التي تمسك بها الفقهاء المسلمون لوجوب ستر المرأة عن [[الأجنبي|الأجانب]]. وقد تطريق آية الله مكارم الشيرازي إلى ذلك.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص104.</ref>
===الروايات===
قد أشار البعض إلى أن الأحاديث في ضرورة الحجاب للمرأة تبلغ إلى حد [[الحديث المتواتر|التواتر]].<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص107.</ref> وقد صنف مكارم الشيرازي هذه الأحاديث كلها في سبع مجموعات، بعضها على النحو التالي:
*الروايات التي تفسر جملة (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) من [[آية الحجاب|الآية 31 من سورة النور]]<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1412هـ، ج20، ص201-202.</ref> بالوجه والكفين.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص107.</ref>
*الروایات التي جاءت في شرح الآية 60 [[سورة النور]] وفيها جواز خلع الجلباب للأمرأة الكبيرة في السن (القواعد من النساء) التی لا يرغب الرجال في الزواج بها.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1412هـ، ج20، ص202-204؛ سبحانی، نظام النکاح فی الشریعه الاسلامیه الغراء، 1416هـ، ج1، ص67-68.</ref> فيجب ستر الجسد والشعر على سائر النساء.<ref>مكارم الشيرازي، كتاب النکاح، 1424هـ، ج1، ص55.</ref>
*الروايات التي تشير إلى أنه لمّا تصل الفتيات إلى سن البلوغ فصاعداً فيجب عليهن الالتزام بالحجاب أمام غير المحارم.<ref>الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1412هـ، ج20، ص228-229.</ref> وتظهر من خلال تلك الروايات أن أصل وجوب الحجاب للنساء في الإسلام مما لا يمكن إنكاره.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص109.</ref>
 
==فلسفة الحجاب في الإسلام==
إن للحجاب فلسفة وحكمة، تطرق إليها بعض العلماء ك[[مرتضى مطهري|الشهيد مرتضى مطهري]] وذكر بعضاً منها، منها كالتالي:
*الاطمئنان النفسي: إن انعدام الحريم بين الرجل والمرأة وحرية المعاشرة من دون أي قيد وشرط تؤدي إلى زيادة الهيجان الرغبة الجنسية وتجعلها على حالة تعطش روحي غير قابلة للإشباع. ومن ناحية أخرى، فإن هذه الرغبات غير المحدودة والتي لا يمكن إشباعها تكون دائماً بعيدة المنال ومع اقتران نوع من الشعور بالحرمان، وهذا في حد ذاته يسبب الاضطرابات والأمراض النفسية.<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص71؛ مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 11، ص 80.</ref>
*استحكام الروابط العائلية: إن تخصيص الاستمتاع والتلذذ الجنسي بالمحيط العائلي وضمن العلاقة الزوجية المشروعة يزيد من استحكام الروابط الزوجية؛ حيث إنّ الحجاب يمنع ممارسة الجنس مع غير الزوج ويجعلها مختصاً بالمحيط العائلي وهذا يساعد على تقوية العلاقات الزوجية.<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص76.</ref>
*استقرار المجتمع: إن عدم مراعاة اللباس المناسب والحرية في العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع ينقل المتعة الجنسية من البيئة المنزلية إلى مستوى المجتمع، وهذا بدوره يضعف القوى العاملة والأنشطة في المجتمع.<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص79.</ref>
*إعلاء قيمة المرأة واحترامها: بحسب مرتضى مطهري، فإن المرأة في الإسلام كلما كانت أكثر كرامة وعفة، ولم تتعرض للرجال، زادت قيمتها واحترامها.<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص82.</ref> ويرى مكارم الشيرازي أنّ عدم الالتزام بالحجاب يؤدي إلى سقوط شخصية المرأة؛ لأنه لمّا أراد المجتمع التعري من المرأة، فمن الطبيعي أن تقوم المرأة باستخدام أدوات التجميل واستعراض نفسها للرجال وفي مثل هذا المجتمع تسقط شخصية المرأة إلى مستوى السلعة التي لا قيمة لها وتُنسى قيمها الإنسانية.<ref>مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 11، ص 83.</ref>
 
ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الحجاب هي من أجل حفظ شخصية المرأة، ومنع انحراف الشباب، والحيلولة دون شيوع [[الفحشاء]] في المجتمع [[الإسلامي]]، وكما أن أصل ارتداء الملابس لا يتنافى مع حرية الرجال والنساء فكذلك الحجاب.<ref>الشيرازي، أحكام النساء، ص 180.</ref>


==ألفاظ ذات صلة==
==ألفاظ ذات صلة==
سطر ١٥: سطر ٥٥:
ذكر العلماء أنَّ مسألة الحجاب لم تكن وليدة التشريع [[الإسلامي]]، بل كانت معروفة عند الشرائع والأمم السابقة، فقد تشددت [[اليهودية]] في الحجاب تشددا بالغا، وكذلك [[المجوس|المجوسية]]، حيث كانت المرأة في بلاد فارس تُحجب حتى عن [[المحارم|محارمها]] كالأب والأخ والعم والخال، فلم يكن لها حق في رؤية أحد من الرجال إطلاقا. وقد عرف الرومان الحجاب أيضا، ويقول جواهر لال نهرو وهو يتحدث عن نشوء ظاهرة الحجاب في [[الهند]]: إنَّ هذه الظاهرة تسرّبت إلى الهند بسبب نفوذ الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، حيث كانت عادة الحجاب منتشرة فيهما.<ref>الأمين، مسألة الحجاب في القرآن، ص 379.</ref>
ذكر العلماء أنَّ مسألة الحجاب لم تكن وليدة التشريع [[الإسلامي]]، بل كانت معروفة عند الشرائع والأمم السابقة، فقد تشددت [[اليهودية]] في الحجاب تشددا بالغا، وكذلك [[المجوس|المجوسية]]، حيث كانت المرأة في بلاد فارس تُحجب حتى عن [[المحارم|محارمها]] كالأب والأخ والعم والخال، فلم يكن لها حق في رؤية أحد من الرجال إطلاقا. وقد عرف الرومان الحجاب أيضا، ويقول جواهر لال نهرو وهو يتحدث عن نشوء ظاهرة الحجاب في [[الهند]]: إنَّ هذه الظاهرة تسرّبت إلى الهند بسبب نفوذ الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، حيث كانت عادة الحجاب منتشرة فيهما.<ref>الأمين، مسألة الحجاب في القرآن، ص 379.</ref>


== أهمية الحجاب في الثقافة الإسلامية ==
== حجاب الرجال ==
يعدّ الحجاب وضرورة ارتداء المرأة له أمام الرجل [[الأجنبي]] من المسائل المهمة في [[الإسلام]]، وأشار البعض إلى أنّ هذه المسألة قد ذُكرت بوضوح في [[القرآن الكريم]]. ويرى فقهاء [[الشيعة]] أنّ الحجاب أمر [[الواجب|واجب]]، وهي من مسلّمات وضروريات الدين الإسلامي. ويقول [[المرجع الديني]] البارز [[ناصر مكارم الشيرازي]] إنّ كل من يعاشر المسلمين - خاصة في الوقت الحاضر - بات يعلم أنّ أحد ركائز مختلف المذاهب الإسلامية هو الحجاب، الذي تحوّل إلى شعار للمسلمين تدريجيًا، وأنهم جميعاً ملتزمون به.
 
وقد تعرّض [[الفقهاء]] لبحث مسألة الحجاب في أبواب مختلفة مثل [[الطلاق]] و<nowiki/>[[النكاح]]، تحت عنوان [[حرمة]] النظر إلى [[الأجانب]]. وفي النصوص الفقهية والحديثية تستخدم كلمة "ستر" بدلاً من كلمة الحجاب للإشارة إلى التغطية، وانتشر مؤخراً - في القرنين 14 و15 الهجريين - استخدام كلمة الحجاب كمصطلح للتعبير عن ستر المرأة.
 
 
==الحجاب في القرآن==
{{مفصلة|آيات الحجاب}}
[[ملف:الحجاب.png|500px|تصغير|كتاب المرأة حقوقها وحجابها للشيخ مرتضى مطهري]]
لقد ذكرت العديد من [[الآيات]] [[القرآن الكريم|القرآنية]] الحجاب وأكدت عليه بعدة تعابير، ومنها: كأمر [[النبي (ص)|النبي]] {{صل}} أن يأمر [[زوجات النبي (ص)|أزواجه]] وبناته ونساء [[المؤمنين]] أن يدنين عليهن من جلابيبهن (أي خمرهن)،<ref>الأحزاب: 60.</ref> وكأمر [[المسلمين]] أنهم إذا أرادوا سؤال زوجات النبي {{صل}} أن يسألوهن من وراء ستر وحجاب،<ref>الأحزاب: 54.</ref> وكأمره نساء المسلمين أن يستقررن في بيوتهن ولا يتبرجن [[التبرج|تبرج]] [[الجاهلية|الجاهلية الأولى]].<ref>الأحزاب: 34.</ref>
 
==أحكام الحجاب==
ذكر [[الفقهاء]] أنّ مقدار الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة هو: ستر جميع بدنها عدا الوجه والكفين عن الأجانب، وكذا يجب ستر الزينة ولو كانت الزينة في اللباس لأنها مظهرة للبدن وكاشفة عن تفاصيله، بحيث توجب جلب نظر [[الأجنبي|الرجال الأجانب]] إلى بدنها.<ref>التبريزي، صراط النجاة، ج‌ 9، ص 116.</ref>
 
=== حجاب الرجال ===
ذكر [[الفقهاء]] أنّ الرجل يجوز له إظهار ما لا يُغطّى في الغالب عند [[المسلمين]] من الرجال مثل الرأس والوجه والرقبة وبعض الساقين واليدين، وأما باقي بدنه [[الواجب|فيجب]] عليه ستره، و[[الحرام|يحرم]] على المرأة النظر إليه،<ref>الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج‌ 1، ص 209.</ref> ولا بأس للرجل أن يلبس الثياب ذات الأكمام القصيرة العادية.<ref>الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج‌ 1، ص 266.</ref>
ذكر [[الفقهاء]] أنّ الرجل يجوز له إظهار ما لا يُغطّى في الغالب عند [[المسلمين]] من الرجال مثل الرأس والوجه والرقبة وبعض الساقين واليدين، وأما باقي بدنه [[الواجب|فيجب]] عليه ستره، و[[الحرام|يحرم]] على المرأة النظر إليه،<ref>الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج‌ 1، ص 209.</ref> ولا بأس للرجل أن يلبس الثياب ذات الأكمام القصيرة العادية.<ref>الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج‌ 1، ص 266.</ref>


سطر ٣٥: سطر ٦١:
{{مفصلة|التبرج}}
{{مفصلة|التبرج}}
لقد حكم [[فقيه|فقهاء]] الإسلام بحرمة [[التبرج]]، وهو مقابل للستر والعفاف والاحتجاب، ومعناه: إظهار المرأة زينتها وإبداء محاسنها للرجال الأجانب، مما يستدعي إثارة شهوتهم.<ref>موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، ج 4، ص 336.</ref>
لقد حكم [[فقيه|فقهاء]] الإسلام بحرمة [[التبرج]]، وهو مقابل للستر والعفاف والاحتجاب، ومعناه: إظهار المرأة زينتها وإبداء محاسنها للرجال الأجانب، مما يستدعي إثارة شهوتهم.<ref>موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، ج 4، ص 336.</ref>
==حكمة تشريع الحجاب==
ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الحجاب هي من أجل حفظ شخصية المرأة، ومنع انحراف الشباب، والحيلولة دون شيوع [[الفحشاء]] في المجتمع [[الإسلامي]]، وكما أن أصل ارتداء الملابس لا يتنافى مع حرية الرجال والنساء فكذلك الحجاب.<ref>الشيرازي، أحكام النساء، ص 180.</ref>


== الحجاب في البلاد الإسلامية المختلفة ==
== الحجاب في البلاد الإسلامية المختلفة ==
سطر ٥٦: سطر ٧٩:
=== في دول البلقان ===
=== في دول البلقان ===
وفي دول البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة يعتبر "الكيمشك" هو غطاء الرأس التقليدي للمرأة المسلمة هناك، وعادة ما ترتديه المرأة المتزوّجة وكبار السنّ من النساء. ويُصنع غالباً من القماش الأبيض، وهو شبيه إلى حدّ كبير بالمقنعة المشهورة في بلاد الشام ولكنه مؤلّف من قطعة كبيرة من القماش وتصل إلى منتصف البطن تقريباً.
وفي دول البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة يعتبر "الكيمشك" هو غطاء الرأس التقليدي للمرأة المسلمة هناك، وعادة ما ترتديه المرأة المتزوّجة وكبار السنّ من النساء. ويُصنع غالباً من القماش الأبيض، وهو شبيه إلى حدّ كبير بالمقنعة المشهورة في بلاد الشام ولكنه مؤلّف من قطعة كبيرة من القماش وتصل إلى منتصف البطن تقريباً.
==مؤلفات حوله==
تمّ تأليف عدّة كتب حول قضية الحجاب ومنها كالتالي:
*كتاب مسألة الحجاب من تأليف [[مرتضى مطهري|الشهيد مرتضى مطهري]] يحتوي هذا الكتاب على سلسلة من البحوث والدروس التي ألقى المؤلف في جلسات اللجنة الإسلامية للأطباء ثم من خلال ضبط وتصحيح العبارات مع الإضافات الأخرى صار كتاباً.
*كتاب الحجاب والإسلام للشيخ محمد الوشنوي القمي وتم طبعه من قبل مطبعة الحكمة في قم سنة 1379هـ.
*كتاب الإسلام والحجاب للشيخ جعفر النقدي من طباعة المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف عام 1381هـ.


==ذات صلة==
==ذات صلة==
سطر ٧٢: سطر ١٠١:
*التبريزي، جواد بن علي، '''صراط النجاة‌'''، قم - إيران، الناشر: دار الصديقة الشهيدة‌، ط 1، 1427 هـ.
*التبريزي، جواد بن علي، '''صراط النجاة‌'''، قم - إيران، الناشر: دار الصديقة الشهيدة‌، ط 1، 1427 هـ.
*الشيرازي، محمد، '''الأسئلة والأجوبة- اثنا عشر رسالة‌'''، د.م، د.ن، د.ت.
*الشيرازي، محمد، '''الأسئلة والأجوبة- اثنا عشر رسالة‌'''، د.م، د.ن، د.ت.
*الشيرازي، ناصر مكارم‌، '''أحكام النساء‌'''، قم - إيران، الناشر: منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب{{ع}}، ط 1، 1426 هـ.
*الشيرازي، ناصر مكارم‌، '''الفتاوى الجديدة'''، المحقق والمصحح: أبو القاسم عليان‌ نژادى- كاظم الخاقاني، قم - إيران، الناشر: منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب{{ع}}، ط 1، 1427 هـ.
*الطريحي، فخر الدين، '''مجمع البحرين'''، قم - إيران، الناشر: مؤسسة البعثة، 1414 هـ.
*الطريحي، فخر الدين، '''مجمع البحرين'''، قم - إيران، الناشر: مؤسسة البعثة، 1414 هـ.
*الفراهيدي، الخليل بن أحمد‌، '''كتاب العين‌'''، المحقق والمصحح: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، قم - إيران‌، الناشر: نشر هجرت‌، ط 2، 1410 ه‍.
*الفراهيدي، الخليل بن أحمد‌، '''كتاب العين‌'''، المحقق والمصحح: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، قم - إيران‌، الناشر: نشر هجرت‌، ط 2، 1410 ه‍.
*الفيومي، أحمد بن محمد، '''المصباح المنير'''، قم - إيران، مؤسسة الهجرة، 1405 هـ.  
*الفيومي، أحمد بن محمد، '''المصباح المنير'''، قم - إيران، مؤسسة الهجرة، 1405 هـ.  
*المحقق الحلي، جعفر بن الحسن‌، '''المعتبر في شرح المختصر'''،‌  تحقيق وتصحيح: محمد علي الحيدري- سيد مهدى شمس الدين- سيد أبو محمد المرتضوي- سيد علي الموسوي، قم- إيران، الناشر: مؤسسة سيد الشهداء{{ع}}، ط 1، 1407 ه‍.
*المحقق الحلي، جعفر بن الحسن‌، '''المعتبر في شرح المختصر'''،‌  تحقيق وتصحيح: محمد علي الحيدري- سيد مهدى شمس الدين- سيد أبو محمد المرتضوي- سيد علي الموسوي، قم- إيران، الناشر: مؤسسة سيد الشهداء{{ع}}، ط 1، 1407هـ.
*مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، قم، آينده درخشان، الطبعة الثانية، 1430هـ.
*مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة( كتاب النكاح)، قم، دار النشر الإمام علي بن أبي طالب (ع)، الطبعة الأولى، 1432هـ.
*مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، الطبعة الأولى، 1421هـ.
*مكارم الشيرازي، ناصر، '''أحكام النساء‌'''، قم - إيران، الناشر: منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب{{ع}}، ط 1، 1426 هـ.
*مكارم الشيرازي، ناصر، '''الفتاوى الجديدة'''، المحقق والمصحح: أبو القاسم عليان‌ نژادى- كاظم الخاقاني، قم، منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب{{ع}}، ط 1، 1427 هـ.
*مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، '''موسوعة الفقه الإسلامي المقارن'''، إشراف: السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، ط 1، 1434 هـ - 2013 م.
*مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، '''موسوعة الفقه الإسلامي المقارن'''، إشراف: السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، ط 1، 1434 هـ - 2013 م.
*وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، '''الموسوعة الفقهيّة''' [الكويتيّة]، 1404 هـ -1983 م، الكويت.
*وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، '''الموسوعة الفقهيّة''' [الكويتيّة]، 1404 هـ -1983 م، الكويت.
confirmed، movedable، templateeditor
١٬٩٧٤

تعديل