انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحج غير المکتمل للإمام الحسين (ع)»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
الحج غير المکتمل للإمام الحسين (ع) يُشير إلى الحج الأخير [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|للإمام الحسين عليه السلام]] قبل [[واقعة كربلاء]]، وجاء في بعض [[الروايات]] التاريخية، إن الإمام لم يكمل [[الحج|حجه]]؛ وذلك حتى لا يقع في قبضة جلاوزة [[يزيد بن معاوية]]، فغيّر نيته من [[عمرة التمتع]] إلى [[العمرة المفردة]]، وحلّ إحرامه في [[يوم التروية]] ([[8 ذي الحجة]]) وغادر [[مكة]] متوجها إلى [[الكوفة]]، لكن بناء على بعض الشواهد التاريخية والروايات كان نية الإمام منذ البداية هي العمرة المفردة، ولم يبدأ بالحج حتى يتركه غير متكمل؛ إذ إنّه لم يضّحي، ولم يحرم من [[الميقات]]، ومن البداية كان مستعدا للمغادرة.
'''الحج غير المکتمل للإمام الحسين (ع)''' يُشير إلى [[الحج]] الأخير [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|للإمام الحسين عليه السلام]] قبل [[واقعة كربلاء]]، وجاء في بعض الروايات التاريخية، إن الإمام لم يكمل حجّه؛ وذلك حتى لا يقع في قبضة جلاوزة [[يزيد بن معاوية]]، فغيّر نيته من [[عمرة التمتع]] إلى [[العمرة المفردة]]، وحلّ [[الإحرام|إحرامه]] في [[يوم التروية]] ([[8 ذي الحجة]]) وغادر [[مكة]] متوجها إلى [[الكوفة]]، لكن بناء على بعض الشواهد التاريخية والروايات كان نية الإمام منذ البداية هي العمرة المفردة، ولم يبدأ بالحج حتى يتركه غير مكتمل؛ إذ إنّه [[الأضحية|لم يضحّي]]، ولم يحرم من [[الميقات]]، ومن البداية كان مستعدا للمغادرة.
==المناقشة التاريخية والحديثية==
==المناقشة التاريخية والحديثية==
هناك رأيان حول خروج الإمام الحسين (ع) من مكة، فمنهم سمّاه الحج غير المكتمل للإمام؛ لأنهم يعتقدون أن الإمام الحسين (ع) حوّل حجه إلى عمرة مفردة، وخرج من مكة، لكن بناء على الرأي الآخر، إنّ الإمام الحسين (ع) منذ البداية نوى العمرة المفردة ولم ينو الحج.
هناك رأيان حول خروج [[الإمام الحسين (ع)]] من [[مكة]]، فمنهم سمّاه الحج غير المكتمل للإمام؛ لأنهم يعتقدون أن الإمام الحسين (ع) حوّل حجّه إلى [[عمرة مفردة]]، وخرج من مكة، لكن بناء على الرأي الآخر، إنّ الإمام الحسين (ع) منذ البداية نوى العمرة المفردة ولم ينو الحج.


===الرأي الأول: عمرة التمتع===
===الرأي الأول: عمرة التمتع===
{{التسلسل الزمني لواقعة الطف}}
{{التسلسل الزمني لواقعة الطف}}
على رأي بعض علماء [[الشيعة]] فإن الإمام الحسين (ع) كان منذ البداية ينوي حج التمتع؛ ولكن أُجبر على عدم اكتماله. وذكر [[الشيخ المفيد]] (وفاة [[413هـ]]) في [[الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (كتاب)|كتاب الإرشاد]]:
على رأي بعض علماء [[الشيعة]] فإن الإمام الحسين (ع) كان منذ البداية ينوي حج التمتع؛ ولكن أُجبر على عدم اكتماله. وذكر [[الشيخ المفيد]] (وفاة [[413هـ]]) في [[الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (كتاب)|كتاب الإرشاد]]:
::لمّا أرادَ الحسينُ (ع) التّوجُّهَ إلى [[العراق|العراقِ]]، طافَ [[بيت الله|بالبيتِ]] و<nowiki/>[[السعي بين الصفا والمروة|سعى بينَ الصّفا والمروةِ]]، وأحلَّ من [[الإحرام|إِحرامِه]] وجعلَها [[العمرة المفردة|عُمرةً]]، لأنّه لم يتمكّنْ من تمامِ [[الحج|الحجِّ]] مخافةَ أن يُقبَضَ عليه بمكّةَ فيُنفَذَ إِلى [[يزيد بن معاوية|يزيد بن معاويةَ]]، فخرجَ (ع) مُبادِراً بأهلِه وولدِه ومنِ انضمَّ إِليه من شيعتِه.<ref>المفيد، الإرشاد، 1399هـ، ج2، ص66.</ref>
::لمّا أرادَ الحسينُ (ع) التّوجُّهَ إلى [[العراق|العراقِ]]، [[الطواف|طافَ بالبيتِ]] و<nowiki/>[[السعي بين الصفا والمروة|سعى بينَ الصّفا والمروةِ]]، وأحلَّ من [[الإحرام|إِحرامِه]] وجعلَها [[العمرة المفردة|عُمرةً]]، لأنّه لم يتمكّنْ من تمامِ [[الحج|الحجِّ]] مخافةَ أن يُقبَضَ عليه بمكّةَ فيُنفَذَ إِلى [[يزيد بن معاوية|يزيد بن معاويةَ]]، فخرجَ (ع) مُبادِراً بأهلِه وولدِه ومنِ انضمَّ إِليه من شيعتِه.<ref>المفيد، الإرشاد، 1399هـ، ج2، ص67.</ref>


وقد ذهب إلى هذا الرأي [[الفتال النيسابوري]] (وفاة: [[508هـ]]) في [[روضة الواعظين]]،<ref name=":6">الفتال النيشابوري، روضة الواعظین، منشورات رضی، ص177.</ref> و<nowiki/>[[الشيخ الطبرسي]] في [[إعلام الورى بأعلام الهدى (كتاب)|إعلام الورى]]،<ref name=":7">الطبري، إعلام الورى، مؤسسة آل البیت، ج1، ص445.</ref> و<nowiki/>[[السيد مرتضى العسكري]]،<ref name=":8">ينظر: العسكري، معالم المدرستين، 1401هـ، ج3َ ص57.</ref> وبعض المحدثين والمؤرخين.<ref name=":9">ينظر: المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج45، ص99. بحرانی، العوالم، مطبعة امیر، ص213. القندوزي، ينابيع المودة،‌ دار الاسوة، ج3، ص59.</ref>
وقد ذهب إلى هذا الرأي [[الفتال النيسابوري]] (وفاة: [[508هـ]]) في [[روضة الواعظين]]،<ref name=":6">الفتال النيشابوري، روضة الواعظین، منشورات رضی، ص177.</ref> و<nowiki/>[[الشيخ الطبرسي]] في [[إعلام الورى بأعلام الهدى (كتاب)|إعلام الورى]]،<ref name=":7">الطبري، إعلام الورى، مؤسسة آل البیت، ج1، ص445.</ref> و<nowiki/>[[السيد مرتضى العسكري]]،<ref name=":8">ينظر: العسكري، معالم المدرستين، 1401هـ، ج3َ ص57.</ref> وبعض المحدثين والمؤرخين.<ref name=":9">ينظر: المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج45، ص99. بحرانی، العوالم، مطبعة امیر، ص213. القندوزي، ينابيع المودة،‌ دار الاسوة، ج3، ص59.</ref>


===الرأي الثاني: العمرة المفردة===
===الرأي الثاني: العمرة المفردة===
وعلى خلاف الرأي الأول فقد ذكر البعض أنّ [[الإمام الحسين (ع)]] منذ البداية لم يحرم لـ<nowiki/>[[عمرة التمتع]]، ولم يستبدل [[العمرة المفردة]] بحج التمتع، بل إن الإمام دخل [[مكة]] ناويا العمرة المفردة، وخرج من مكة بالطواف الوداع أو بالعمرة المفردة في [[شهر ذي الحجة]] دون أن يحوّل نيته، وقد وردت شواهد تاريخية وروائية لهذا الرأي:
وعلى خلاف الرأي الأول فقد ذكر البعض أنّ [[الإمام الحسين (ع)]] منذ البداية لم يحرم لـ<nowiki/>[[عمرة التمتع]]، ولم يستبدلها [[العمرة المفردة|بالعمرة المفردة]]، بل إن الإمام دخل [[مكة]] ناويا العمرة المفردة، وخرج من مكة بالطواف الوداع أو بالعمرة المفردة في [[شهر ذي الحجة]] دون أن يحوّل نيته، وقد وردت شواهد تاريخية وروائية لهذا الرأي:


===الشواهد التاريخية على الرأي الأول===
===الشواهد التاريخية على الرأي الأول===
١٢٬٨١٩

تعديل