انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هدم قبور أئمة البقيع»

ط
سطر ٤٠: سطر ٤٠:
في عام [[سنة 1220 للهجرة|1220هـ]]، استولى [[الوهابيون]] على [[المدينة]] بعد حصار دام سنة ونصف، نتيجة اندلاع المجاعة فيها.<ref>الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref> وفقٌا للمصادر المتاحة، بعد استسلام المدينة المنورة، صادر [[سعود بن عبد العزيز]] جميع الممتلكات الموجودة في خزانة [[الحرم النبوي]]، كما أمر بهدم جميع مباني وقباب المدينة المنورة، بما في ذلك [[مقبرة البقيع]].<ref>غالب، من أخبار الحجاز ونجد، ص104؛ الهاجري، البقيع قصة تدمير، ص84؛ الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref> وعليه، فقد تم تدمير [[أضرحة البقيع|قبة أئمة الشيعة الأربعة]]، وكذلك القبة المنسوبة إلى [[السيدة فاطمة]]{{اختصار/عليها}}، والتي كانت تسمى [[بيت الأحزان]]، وتعرضت لأضرار جسيمة في الهجوم الوهابي الأول عام 1220هـ.<ref>الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref>
في عام [[سنة 1220 للهجرة|1220هـ]]، استولى [[الوهابيون]] على [[المدينة]] بعد حصار دام سنة ونصف، نتيجة اندلاع المجاعة فيها.<ref>الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref> وفقٌا للمصادر المتاحة، بعد استسلام المدينة المنورة، صادر [[سعود بن عبد العزيز]] جميع الممتلكات الموجودة في خزانة [[الحرم النبوي]]، كما أمر بهدم جميع مباني وقباب المدينة المنورة، بما في ذلك [[مقبرة البقيع]].<ref>غالب، من أخبار الحجاز ونجد، ص104؛ الهاجري، البقيع قصة تدمير، ص84؛ الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref> وعليه، فقد تم تدمير [[أضرحة البقيع|قبة أئمة الشيعة الأربعة]]، وكذلك القبة المنسوبة إلى [[السيدة فاطمة]]{{اختصار/عليها}}، والتي كانت تسمى [[بيت الأحزان]]، وتعرضت لأضرار جسيمة في الهجوم الوهابي الأول عام 1220هـ.<ref>الجبرتي، عجائب الآثار، ج3، ص91.</ref>


وبعد هذه الحادثة أرسلت الحكومة العثمانية جيشًا للاستيلاء على المدينة المنورة واستعادتها من الوهابيين، وفي ذي الحجة 1227هـ استعادت سيطرتها على المدينة المنورة. وبناءً على ذلك، أمر محمود الثاني السلطان العثماني الثلاثون بإعادة بناء ما تم تهديمه، وذلك في عام 1234هـ.<ref>جعفريان، پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج3، ص196.</ref>
وبعد هذه الحادثة أرسلت الحكومة العثمانية جيشًا للاستيلاء على المدينة المنورة واستعادتها من الوهابيين، وفي [[ذي الحجة]] 1227هـ استعادت سيطرتها على المدينة المنورة. وبناءً على ذلك، أمر محمود الثاني السلطان العثماني الثلاثون بإعادة بناء ما تم تهديمه، وذلك في عام [[1234هـ]].<ref>جعفريان، پنجاه سفرنامه حج قاجاری، ج3، ص196.</ref>


هاجم الوهابيون المدينة المنورة مرة أخرى في صفر 1344هـ.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref> في هذا الهجوم، لحق الضرر بالمرقد النبوي والأماكن الدينية.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref>  
هاجم الوهابيون المدينة المنورة مرة أخرى في [[صفر]] 1344هـ.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref> في هذا الهجوم، لحق الضرر بالمرقد النبوي والأماكن الدينية.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref>  


وبعد سبعة أشهر، في رمضان 1344هـ، دخل الشيخ عبد الله بن بليهد (وفاة: 1359هـ)، الذي كان قاضي قضاة مكة من 1343 إلى 1345هـ،<ref>الزركلي، الأعلام، ج4، ص91.</ref> المدينة المنورة وأصدر الأمر بهدم القبور، بعد التشاور مع مفتي المدينة المنورة.<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص39 ـ 41؛ المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref> وفي الثامن من شوال 1344هـ، وبفتوى الشيخ عبد الله بليهد القاضي السعودي، وبالاستناد على فتوى مفتي المدينة المنورة. تم تدمير جميع الآثار التاريخية لمقبرة البقيع، بما في ذلك مقابر البقيع.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49؛ النجمي، تاريخ حرم أئمة، ص51.</ref> وأجمع 15 مفتي من المدينة المنورة<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص45.</ref> على الفتوى المذكورة، وأفتوا بحرمة بناء القبور وأمروا بهدمها.<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص40.</ref> إلا أنه خلافًا لاعتقاد الوهابية، فإن بناء القبور بحسب مشهور أهل السنة والشيعة لا يتعارض مع المعتقدات الإسلامية، وتُعد زيارة قبور عظماء الدين، وقبور المؤمنين من المستحبات.<ref>المدني، التاريخ الأمين، ص431 ـ 450؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص12.</ref> بحسب الوثائق المتوفرة، بعد التهديم، أثنى الملك عبد العزيز، ملك السعودية، في رسالة بتاريخ 12 شوال 1344هـ. على ما فعله عبد الله بليهد.<ref>[http://www.alriyadh.com/965193 العساف، «عبدالله بن سلیمان البلیهد.. القاضی والمستشار فی زمن التأسیس».]</ref>
وبعد سبعة أشهر، في [[رمضان]] 1344هـ، دخل الشيخ عبد الله بن بليهد (وفاة: 1359هـ)، الذي كان قاضي قضاة مكة من 1343 إلى 1345هـ،<ref>الزركلي، الأعلام، ج4، ص91.</ref> المدينة المنورة وأصدر الأمر بهدم القبور، بعد التشاور مع مفتي المدينة المنورة.<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص39 ـ 41؛ المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49.</ref> وفي الثامن من شوال 1344هـ، وبفتوى الشيخ عبد الله بليهد القاضي السعودي، وبالاستناد على فتوى مفتي المدينة المنورة. تم تدمير جميع الآثار التاريخية لمقبرة البقيع، بما في ذلك مقابر البقيع.<ref>المهاجري، البقيع قصة تدمير، ص113 ـ 139؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص49؛ النجمي، تاريخ حرم أئمة، ص51.</ref> وأجمع 15 مفتي من المدينة المنورة<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص45.</ref> على الفتوى المذكورة، وأفتوا بحرمة بناء القبور وأمروا بهدمها.<ref>البلاغي، الرد على الوهابية، ص40.</ref> إلا أنه خلافًا لاعتقاد الوهابية، فإن بناء القبور بحسب مشهور أهل السنة والشيعة لا يتعارض مع المعتقدات الإسلامية، وتُعد زيارة قبور عظماء الدين، وقبور المؤمنين من المستحبات.<ref>المدني، التاريخ الأمين، ص431 ـ 450؛ الأميني، بقيع الغرقد، ص12.</ref> بحسب الوثائق المتوفرة، بعد التهديم، أثنى الملك عبد العزيز، ملك السعودية، في رسالة بتاريخ 12 شوال 1344هـ. على ما فعله عبد الله بليهد.<ref>[http://www.alriyadh.com/965193 العساف، «عبدالله بن سلیمان البلیهد.. القاضی والمستشار فی زمن التأسیس».]</ref>


==ردود الفعل والعواقب==
==ردود الفعل والعواقب==
confirmed، movedable، templateeditor
٩٬٢٠٦

تعديل