انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية الصادقين»

لا تغيير في الحجم ،  ١١ أكتوبر ٢٠١٥
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Ali110110
لا ملخص تعديل
imported>Ali110110
لا ملخص تعديل
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
* وذهب بعض إلى أن المراد من «الصادقين» هم الأشخاص الثلاثة الذين تخلفوا في [[معركة تبوك|غزوة تبوك]] ثم ندموا، وهم الذين أشارت إليهم الآية 118 من سورة التوبة.<ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>
* وذهب بعض إلى أن المراد من «الصادقين» هم الأشخاص الثلاثة الذين تخلفوا في [[معركة تبوك|غزوة تبوك]] ثم ندموا، وهم الذين أشارت إليهم الآية 118 من سورة التوبة.<ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>


* وفسر بعض آخر «الصادقين» ب[[النبي محمد صلی الله عليه وآله|النبي]] (ص) وأصحابه، وطبّقوا عبارة (الذين آمنوا) الواردة في صدر آية الصادقين على الثلاثة المتخلفين من غزوة تبوك.<ref>جامع البيان، ج11، ص 46.</ref> <ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>
* وفسر بعض آخر «الصادقين» ب[[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) وأصحابه، وطبّقوا عبارة (الذين آمنوا) الواردة في صدر آية الصادقين على الثلاثة المتخلفين من غزوة تبوك.<ref>جامع البيان، ج11، ص 46.</ref> <ref>الكشاف، ج2، ص 321.</ref>


* استند البعض إلى قراءة [[عبد الله بن مسعود]] فقال إن كلمة «مع» بمعنى «من»، فمعنى الآية هو أن على المؤمنين اجتناب الكذب والتزام الصدق.<ref>المنار، ج11، ص 72.</ref> <ref>التبيان، ج5، ص 318.</ref>
* استند البعض إلى قراءة [[عبد الله بن مسعود]] فقال إن كلمة «مع» بمعنى «من»، فمعنى الآية هو أن على المؤمنين اجتناب الكذب والتزام الصدق.<ref>المنار، ج11، ص 72.</ref> <ref>التبيان، ج5، ص 318.</ref>
سطر ٢٦: سطر ٢٦:
* تشير بعض الأحاديث التي رواها [[المحدثون|المحدّثون]] [[شيعة|الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]] بأن «الصادقين» هم [[الإمام علي عليه السلام|الإمام عليّ]] (ع) وأصحابه، أو عليّ وأهل بيته.<ref>الدرّ المنثور، ج4، ص 287.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 50ـ 51.</ref> <ref>الغدير، ج2، ص 306.</ref>
* تشير بعض الأحاديث التي رواها [[المحدثون|المحدّثون]] [[شيعة|الشيعة]] و[[أهل السنة|السنة]] بأن «الصادقين» هم [[الإمام علي عليه السلام|الإمام عليّ]] (ع) وأصحابه، أو عليّ وأهل بيته.<ref>الدرّ المنثور، ج4، ص 287.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 50ـ 51.</ref> <ref>الغدير، ج2، ص 306.</ref>


* وقد طبقت بعض الروايات «الصادقين» على [[النبي محمد صلی الله عليه وآله|محمد]] (ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]].<ref>شواهد التنزيل، ج1، ص 262.</ref>
* وقد طبقت بعض الروايات «الصادقين» على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|محمد]] (ص) و[[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]].<ref>شواهد التنزيل، ج1، ص 262.</ref>


* وقد ورد في المجاميع الروائية الشيعية أحاديث كثيرة في تطبيق «الصادقين» على [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت]] (ع).<ref>أصول الكافي، ج1، ص 208.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 52.</ref>
* وقد ورد في المجاميع الروائية الشيعية أحاديث كثيرة في تطبيق «الصادقين» على [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|أئمة أهل البيت]] (ع).<ref>أصول الكافي، ج1، ص 208.</ref> <ref>غاية المرام، ج3، ص 52.</ref>
سطر ٤١: سطر ٤١:


==نظرية الشيعة==
==نظرية الشيعة==
إن الأقوال الثلاثة الأخيرة منسجمة فيما بينها، وتدل على أن المقصود من الصادقين في الآية هم [[النبي محمد صلی الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص) و[[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة المعصومون]] من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]]، وإذا ورد في بعض الروايات اسم [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) فقط فإنما هو لأجل كونه أول قائد معصوم للأمة الإسلامية بعد الرسول الأكرم (ص). وعليه فإن المراد من «الصادقين» هم من كانوا في أكمل مراتب الصدق، وهم من نال منزلة العصمة.
إن الأقوال الثلاثة الأخيرة منسجمة فيما بينها، وتدل على أن المقصود من الصادقين في الآية هم [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم]] (ص) و[[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة المعصومون]] من [[أهل البيت عليهم السلام|أهل بيته]]، وإذا ورد في بعض الروايات اسم [[الإمام علي عليه السلام|علي]] (ع) فقط فإنما هو لأجل كونه أول قائد معصوم للأمة الإسلامية بعد الرسول الأكرم (ص). وعليه فإن المراد من «الصادقين» هم من كانوا في أكمل مراتب الصدق، وهم من نال منزلة العصمة.


===الدليل على نظرية الشيعة===
===الدليل على نظرية الشيعة===


هناك دليلان لإثبات النظرية الصحيحة:
هناك دليلان لإثبات النظرية الصحيحة:
#بيان [[العلامة الحلي]]: ذكر العلامة الحلي ضمن شرحه كلام المحقق [[الشيخ الطوسي|الطوسي]] أن أية: ('''وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ''') هي من أدلة إمامة [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]] (ع) حيث يقول: «لقد أمر الله سبحانه بالكون مع الصادقين والمقصود من الصادقين هم من كان صدقهم معلوماً ولا تتحقق هذه الصفة إلا في المعصوم؛ لأنه لا يمكن الاطلاع على صدق غير المعصوم، وهناك إجماع بين المسلمين على أنه لا يوجد معصوم في أصحاب [[النبي محمد صلی الله عليه وآله|النبي]] (ص) سوى علي (ع).<ref>كشف المراد، ص 503.</ref>
#بيان [[العلامة الحلي]]: ذكر العلامة الحلي ضمن شرحه كلام المحقق [[الشيخ الطوسي|الطوسي]] أن أية: ('''وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ''') هي من أدلة إمامة [[الإمام علي عليه السلام|الإمام علي]] (ع) حيث يقول: «لقد أمر الله سبحانه بالكون مع الصادقين والمقصود من الصادقين هم من كان صدقهم معلوماً ولا تتحقق هذه الصفة إلا في المعصوم؛ لأنه لا يمكن الاطلاع على صدق غير المعصوم، وهناك إجماع بين المسلمين على أنه لا يوجد معصوم في أصحاب [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النبي]] (ص) سوى علي (ع).<ref>كشف المراد، ص 503.</ref>
#يثبت [[الفخر الرازي]] بأن هذه الآية تدل على عصمة «الصادقين» حيث يقول: «أن قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ) أمر لهم [[التقوى|بالتقوى]]، وهذا الأمر إنما يتناول من يصح منه أن لا يكون متقياً، وإنّما يكون كذلك لو كان جائز الخطأ، فكانت الآية دالة على أن من كان جائز الخطأ وجب كونه مقتدياً بمن كان واجب [[العصمة]]، وهم الذين حكم الله تعالى بكونهم صادقين، فهذا يدل على أنه واجب على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعاً لجائز الخطأ عن الخطأ، وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان، فوجب حصوله في كل الأزمان» ثم يقول: «نحن نعترف بأنه لا بد من معصوم في كل زمان، إلا أنا نقول: ذلك المعصوم هو مجموع الأمة ...، لأنّه تعالى أوجب على كل واحد من المؤمنين أن يكون مع الصادقين، وإنما يمكنه ذلك لو كان عالماً بأن ذلك الصادق من هو لا الجاهل بأنه من هو، فلو كان مأموراً بالكون معه كان ذلك تكليف ما لا يطاق، وأنه لا يجوز، لكنا لا نعلم إنساناً معيناً موصوفاً بوصف العصمة، والعلم بأنا لا نعلم هذا الإنسان حاصل بالضرورة، فثبت أن قوله: (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ليس أمراً بالكون مع شخص معين، ولما بطل هذا بقي أن المراد منه الكون مع مجموع الأمة».<ref>مفاتيح الغيب، ج16، ص 221.</ref>
#يثبت [[الفخر الرازي]] بأن هذه الآية تدل على عصمة «الصادقين» حيث يقول: «أن قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ) أمر لهم [[التقوى|بالتقوى]]، وهذا الأمر إنما يتناول من يصح منه أن لا يكون متقياً، وإنّما يكون كذلك لو كان جائز الخطأ، فكانت الآية دالة على أن من كان جائز الخطأ وجب كونه مقتدياً بمن كان واجب [[العصمة]]، وهم الذين حكم الله تعالى بكونهم صادقين، فهذا يدل على أنه واجب على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعاً لجائز الخطأ عن الخطأ، وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان، فوجب حصوله في كل الأزمان» ثم يقول: «نحن نعترف بأنه لا بد من معصوم في كل زمان، إلا أنا نقول: ذلك المعصوم هو مجموع الأمة ...، لأنّه تعالى أوجب على كل واحد من المؤمنين أن يكون مع الصادقين، وإنما يمكنه ذلك لو كان عالماً بأن ذلك الصادق من هو لا الجاهل بأنه من هو، فلو كان مأموراً بالكون معه كان ذلك تكليف ما لا يطاق، وأنه لا يجوز، لكنا لا نعلم إنساناً معيناً موصوفاً بوصف العصمة، والعلم بأنا لا نعلم هذا الإنسان حاصل بالضرورة، فثبت أن قوله: (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ليس أمراً بالكون مع شخص معين، ولما بطل هذا بقي أن المراد منه الكون مع مجموع الأمة».<ref>مفاتيح الغيب، ج16، ص 221.</ref>


مستخدم مجهول