انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سليم بن قيس الهلالي»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
طلا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
سطر ٤٧: سطر ٤٧:
'''سُليم بن قيس الهلالي'''، من خواص أصحاب الأئمة الأربعة الأوائل من [[أئمة الشيعة|أئمة الشيعة  (ع)]] ومورد ثقتهم ومقرّب لديهم ومحبوب عندهم وقد أدرك [[الإمام الباقر|الإمام الباقر (ع)]].  ينسب له كتاب في فضائل [[أهل البيت]]  شامل لبعض الحوادث التاريخية لفترة ما بعد [[رحيل النبي الأكرم]] عن الدنيا.
'''سُليم بن قيس الهلالي'''، من خواص أصحاب الأئمة الأربعة الأوائل من [[أئمة الشيعة|أئمة الشيعة  (ع)]] ومورد ثقتهم ومقرّب لديهم ومحبوب عندهم وقد أدرك [[الإمام الباقر|الإمام الباقر (ع)]].  ينسب له كتاب في فضائل [[أهل البيت]]  شامل لبعض الحوادث التاريخية لفترة ما بعد [[رحيل النبي الأكرم]] عن الدنيا.
الكثير من علماء [[الشيعة]] يمدحونه، و قد أنكره البعض على اعتبار أنه شخصية لا وجود لها.
الكثير من علماء [[الشيعة]] يمدحونه، و قد أنكره البعض على اعتبار أنه شخصية لا وجود لها.
==الأهمية والمكانة==
يعد سليم بن قيس الهلالي، الذي اشتهر بكتاب بعنوان كتاب سليم، من الشخصيات التي يوجد اختلاف تاريخي في وجودها وعدم وجودها، تعتبره بعض المصادر من أصحاب أئمة الشيعة الأوائل،<ref>المدرسي الطباطبائي، ميراث مكتوب شيعة، ص125.</ref> وكما تم تقديم كتابه على أنَّه كتاب معتبر وأقدم الكتب عند الشيعة، ومن جهة أخرى ينفي بعض الباحثين وجود مثل هذا الشخص في التاريخ. ومن يقبل بوجود سليم التاريخي يرجع إلى روايات كتابه في عدة مواضيع مثل غصب الخلافة، واستشهاد السيدة فاطمة.


==ولادته ونسبه==
وسليم بن قيس كمؤلف له أهمية خاصة؛ لأنَّه كان حاضرًا بنفسه في أكثر نقول محتويات كتابه، أو روى الأحداث عمن كان حاضرًا بنفسه في ذلك الحدث.<ref>الهلالي، أسرار آل محمد(ع)، ص27 ـ 29.</ref> وقيل في نقله كان لا يثق إلا في الرواة الثقات.<ref>الهلالي، أسرار آل محمد(ع)، ص27 ـ 29.</ref> وقد روي عن سليم أحاديث كثيرة، غير التي وردت في كتابه.<ref>الخوئي، معجم رجال الحديث، ج9، ص236؛ النعماني، الغيبة، ص95.</ref>
اسمه سُليم وأبوه قيس وكنيته أبا صادق.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 8.</ref> وهو من قبيلة هلال بن عامر ويقولون أنّهم من أبناء [[النبي إسماعيل (ع)]]، وكانوا يسكنون في نواحي [[الحجاز]] ثم انتقلوا إلى [[الشام]] و [[العراق]].
===كتاب سليم بن قيس===
ولد سليم في [[الكوفة]] قبل سنتين من [[الهجرة النبوية]]، وهذا يعني أنّ عمره كان 12 عاماً عند وفاة [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي(ص)]].
يُعتبر كتاب سليم بن قيس أول الكتب الشيعية، وقد كُتب في عهد الإمام علي(ع)، ويحتوي هذا الكتاب على أحاديث في فضائل أهل البيت، ومعرفة الإمام، وأحاديث في الأحداث التي جرت بعد وفاة رسول الله، وغصب الخلافة، واستشهاد السيدة فاطمة (ع). وقد ترجم إسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئي هذا الكتاب إلى الفارسية تحت عنوان أسرار آل محمد (ع).<ref>[https://lib.eshia.ir/12539/1/2 «نام کتاب: اسرارآل محمد عليهم السلام»]، وبگاه کتابخانه مدرسه فقاهت.</ref>
لم يكن سليم في [[المدينة]] في حياة [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي (ص)]] ولا في زمان حكومة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]]؛ ولهذا لم يكن حاضراً في أحداث [[حادثة السقيفة|السقيفة]] و [[شهادة الزهراء]]{{ها}}.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي،ص 17.</ref>


==حياته==
وفي هذا الكتاب وردت الرسائل السرية لمعاوية، منها: الرسالة السرية التي بعثها معاوية بن أبي سفيان  إلى زياد بن أبيه.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص281.</ref> كما سجل سليم بن قيس زمن الرواية ومكانها والظروف التي حدثت فيها.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص281.</ref>
===في أيام الشباب===
 
هاجر سليم الى [[المدينة المنورة|المدينة]] في أوائل حكومة [[عمر بن الخطاب]] وكان عمره آن ذاك ستة عشر سنة.
ويقال أن سليم كان يخرج مسافرًا لمعرفة المزيد من التفاصيل، ومن أمثلتها حضوره في سفر معاوية إلى المدينة المنورة.<ref>الهلالي، أسرار آل محمد(ع)، ص25.</ref> وكان يسأل الأئمة مختلف الأسئلة الدينية المهمة ويسجل إجاباتهم، حتى أنه في بعض الأحيان كان يسأل أعداء أهل البيت عن أفعالهم ويكتب إجاباتهم.<ref>الهلالي، أسرار آل محمد(ع)، ص25.</ref>
وذهب إلى [[الحج]] وهو في سن الخامسة والعشرين وسمع خطبة [[أبو ذر|أبي ذر]] هناك وكتبها. وبقي في [[المدينة المنورة|المدينة]] إلى [[سنة 34 هـ]].
==الاختلاف حول وجود سليم==
===المخالفون===
لا يقبل جماعة من الباحثين وجود شخصية حقيقية اسمها سلیم بن قيس، واعتبر المدرسي الطباطبائي هذا الاسم كنية لمؤلف كتاب مشهور.<ref>المدرسي الطباطبائي، ميراث مكتوب شيعة، ص126.</ref> وكما يزعم ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة أن أحد الشيعة أخبره أن سليم شخصية لا وجود لها في الخارج.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج12، ص217.</ref>


===في زمان عثمان بن عفان===
وذكر عبد المهدي الجلالي في مقالته «بحث حول سليم بن قيس الهلالي» ومن خلال الإشارة إلى 82 كتاباً للشيعة والسنة، إن هذه الكتب إما لا يوجد فيها اسم سليم بن قيس، أو إن وجد فهو فقط عن طريق أبان بن أبي عياش أو نفس كتاب سليم، حيث يُعتبر أبان الراوي الوحيد لكتاب سليم ويدعي أنَّه رآه.<ref>الجلالي، «سليم بن قيس الهلالي حقيقة واقعة أم شخصية مصطنعة؟»، ص256.</ref> وبحسب الجلالي فإنَّ هذه الأدلة غير كافية لإثبات وجود شخص اسمه سليم بن قيس.<ref>الجلالي، «سليم بن قيس الهلالي حقيقة واقعة أم شخصية مصطنعة؟»، ص234.</ref>  
وصل [[عثمان بن عفان]] إلى الحكم في سنة 24 هـ، في تلك الفترة كان سليم يعدّ من أصحاب [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين (ع)]] الخواص وكان يكتب الأحاديث ويدوّن الوقائع التاريخية في الوقت الذي كانت رواية الحديث ممنوعة.
وكان [[سليم بن قيس الهلالي|لسليم]] علاقة مع [[أبو ذر الغفاري|أبي ذر]] و[[المقداد بن الأسود|المقداد]] في أيام خلافة [[عثمان بن عفان|عثمان]] وذلك بعد أن فارق [[سلمان الفارسي|سلمان]] منذ سنة 16 هـ حيث أصبح [[سلمان الفارسي|سلمان]] واليا على [[المدائن]] من قبل الخليفة [[عمر بن الخطاب]].
وكان خلال هذه المرافقة [[أبو ذر الغفاري|لأبي ذر]] و[[المقداد بن الأسود|المقداد]] يدوّن ما يسمع منهم من أحاديث ويسجل الوقائع التاريخية.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي،ص 19.</ref>


===في زمان أمير المؤمنين===
وقد أولى الجلالي عناية خاصة بكتاب المتوارين (الفارون من الحجاج بن يوسف) من تأليف عبد الغني بن سعيد الأزدي،<ref>الجلالي، «سليم بن قيس الهلالي حقيقة واقعة أم شخصية مصطنعة؟»، ص251 ـ 253.</ref> ورجال ابن الغضائري،<ref>الجلالي، «سليم بن قيس الهلالي حقيقة واقعة أم شخصية مصطنعة؟»، ص254.</ref> وزعم ابن الغضائري في كتابه أن علماء الشيعة ذهبوا إلى إنَّ سليم شخص مجهول ولا يوجد له ذكر في الأحاديث، وكتابه أيضًا لا صحة له.<ref>ابن الغضائري، الرجال، ص63.</ref> ويذكر أيضًا في موضع آخر من كتابه أن علماء الشيعة ينسبون وضع كتاب سليم إلى أبان بن أبي عيّاش.<ref>ابن الغضائري، الرجال، ص36.</ref>
تسنّم [[الإمام علي|أميرالمؤمنين]] خلافة [[المسلمين]] في [[سنة 35 هـ]] وقد واصل سليم بن قيس جهاده بالكتابة إلى جانب جهاده بالسيف في ميادين الحروب التي خاضها [[أمير المؤمنين]]، وأصبح من أفراد [[شرطة الخميس]] وكل ما رآه في الحروب دونه.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 20.</ref>


===في حرب الجمل===
وكذلك في كتاب المتوارين، وهو الذي ورد فيه أسماء مجموعة أفلتوا من يد الحجاج بن يوسف الثقفي حاكم الكوفة، ولم يرد فيهم ذكر اسم سليم بن قيس،<ref>الجلالي، «سليم بن قيس الهلالي حقيقة واقعة أم شخصية مصطنعة؟»، ص252 ـ 253.</ref> مع أن أبان بن أبي عيّاش الراوي الرئيسي لكتاب سليم ذكر أنَّه هرب من الحجاج وذهب إلى فارس،<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص72.</ref> وكما شكك هاشم معروف الحسني بسليم بن قيس واتهمه بالكذب في كتابه الموضوعات.<ref>معروف الحسني، الموضوعات، ص184.</ref>
انتقل سليم مع [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] من [[المدينة]] إلى [[البصرة]] لملاقات [[معركة الجمل|أهل الجمل]]، وكان من ضمن الفدائيين الذين تقدّموا الجيش وكان عددهم خمسة آلاف مقاتل. وقد دوّن سليم أحداث هذه المعركة في كتابه. كما ذكر بعض الأفراد المشاركين فيها، كما أثبت خطب [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] بعد المعركة.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 20.</ref>
===الموافقون===
وقد استنتج بعض الباحثين بناءً على مؤلفات الكتب الرجالية، والأوصاف التي تُذكر تحت اسم سليم في هذه الكتب، أن أصحاب تلك الكتب يقبلون وجود واعتبار سليم بن قيس، ومن الذين أقروا بوجود سليم بن قيس وأدرجوا اسمه ضمن رواة الشيعة هم: محمد باقر الأنصاري الزنجاني في مقدمة كتاب سليم بن قيس،<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ص42.</ref> ونهله الغروي النائيني في مقال «نگاهی به جایگاه سلیم بن قیس در کتاب‌های حدیثی و رجالی»،<ref>الغروي النائيني، «نگاهی به جایگاه سلیم بن قیس در کتاب‌های رجالی و حدیثی»، ص184.</ref> وبابائي آريا وفخلعي في مقالة «بحث حول سليم بن قيس»،<ref>بابائي آريا، وفخلعي، «در جستجوی سلیم بن قیس هلالی»، ص48.</ref> وعمادي الحائري في مقال «سليم بن قيس الهلالي» في موسوعة العالم الإسلامي،<ref>عمادي الحائري، «سليم بن قيس الهلالي»، ص465.</ref> ومؤلفو موسوعة الإمام علي.<ref>محمدي الريشهري، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب(ع)، ج12، ص152 ـ 153.</ref>
====اسم سليم في المصادر القديمة====
ذكر النجاشي أن سليم بن قيس من أصحاب الإمام علي وصاحب كتاب معروف.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص8.</ref> وأورده الشيخ الطوسي ضمن أصحاب الإمام علي، إلى الإمام الباقر،<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص66، 94، 101، 114، 136.</ref> ووصفه عبد الله المامقاني بأنَّه من علماء السنة والشعية المعروفين.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج2، ص54.</ref> وذكر محمد باقر الخوانساري أنَّه من أصحاب أهل البيت، ومن خواص أصحاب الإمام علي وله مكانة رفيعة عند الأئمة، وكان صلبًا في دينه.<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج4، ص66.</ref> واعتبره العلامة الأميني من كبار التابعين، الذين يرجع إليهم وإلى كتابه الشيعة وغير الشيعة، وهو محل ثقة العلماء مثل الحسكاني.<ref>الأميني، الغدير، ج1، ص195.</ref>  


===في حرب صفين===
وقد ذهب بعض الكتاب إلى إثبات وجوده بالرجوع إلى الرواة المذكورين في كتب الرجالة والحديث الذين نقلوا عن سليم بن قيس مباشرة، ومن الرواة إبراهيم بن عمر اليماني،<ref>الكافي، الكليني، ج1، ص191.</ref> وأبان بن أبي عياش، وإبراهيم بن عثمان،<ref>الكافي، الكليني، ج8، ص58.</ref> وأبو خالد الكابلي.<ref>الغروي النائيني، «نگاهی به جایگاه سلیم بن قیس در کتاب‌های رجالی و حدیثی»، ص180 ـ 182؛ بابائي آريا، وفخلعي، «در جستجوی سلیم بن قیس هلالی»، ص47 ـ 48.</ref> إلا أن الأنصاري الزنجاني في مقدمته على كتاب سيلم ذكر جميع هذه الموارد بالتفصيل، وأوضح أنه لم ينقل عن سليم بن قيس مباشرة إلا أبان بن أبي عياش.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص295 ـ 300.</ref>
بعد أن انتهت [[معركة الجمل]] قصد [[أمير المؤمنين]] [[الكوفة]] ومن هناك أعلن الحرب على [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، وكان سليم مع طليعة الجيش التي تقدمت لحرب [[صفين]] واستمر إلى نهاية المعركة إلى جانب [[الإمام علي|الإمام  (ع)]]، كما وقد كان من المشاركين في معركة [[ليلة الهرير]] إحدى معارك حرب [[صفين]] والتي كانت آخرها.
وقد ثبّت سليم في كتابه كل المكاتبات التي كانت بين [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] و[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]. وأحداث هذه الحرب وما آلت إليه من نتائج و[[قصّة التحكيم]].كما أثبت في كتابه كيف رجع [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] إلى [[الكوفة]] وجيشه، وأثبت قصّة الراهب الذي أسلم على يد أمير المؤمنين (ع).
في أواخر [[سنة 38 هـ]].
رأى [[الإمام السجاد]] وهو لا يزال رضيعا حين أتي به إلى أمير المؤمنين (ع)، وفي نفس هذه الأيام ذهب إلى [[المدائن]] والتقى [[حذيفة بن اليمان]] هناك.<ref>سليم بن قيس الهلالي، ص 20.</ref>


===من النهروان إلى شهادة الإمام علي  (ع)===
كما اعتبر بعض الباحثين أن نقل الروايات عن سليم بن قيس عن طريق سليمان الأعمش في كتب أهل السنة يدل على وجود شخصية باسم سليم،<ref>بابائي آريا، وفخلعي، «در جستجوی سلیم بن قیس هلالی»، ص24 ـ 25.</ref> ولكن بحسب الأنصاري الزنجاني فإنَّ سليم العامري في كتب أهل السنة يختلف عن سليم بن قيس عند الشيعة وهما شخصين.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص260.</ref>
في [[سنة 40 هـ]] وقعت [[معركة النهروان]] بين [[الخوارج]] وجيش أمير المؤمنين (ع)، وبعدها انتقل مع أمير المؤمنين إلى [[الكوفة]]، من أجل التحضير لحرب جديدة مع [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، ولكن [[الشهادة|استشهد]] أمير المؤمنين في تلك السنة وقد نقل سليم وصيته في كتابه.
==نقل الموافقون عن حياة سليم==
وقد نقل محمد باقر الأنصاري الزنجاني وصفًا مفصلاً عن حياة سليم في مقدمة كتاب سليم بن قيس، حيث ذكر أن سُليم بن قيس وكنيته أبو صادق،<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص8.</ref> وهو من بني هلال بن عامر، والذي سافر من منطقة الحجاز إلى الشام والعراق.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص300 ـ 301.</ref>


===في زمان الإمام الحسن المجتبى  (ع)===
ولد سليم قبل الهجرة النبوية بسنتين في الكوفة،<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص300 ـ 301؛ الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص69.</ref> وقال أبان بن أبي عياش لم أر رجلا كان أشد إجلالا لنفسه ولا أشد اجتهادا ولا أطول حزنا ولا أشد خمولا لنفسه ولا أشد بغضا لشهرة نفسه منه.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص287.</ref>
بعد شهادة [[الإمام علي|الإمام علي  (ع)]] رافق سليم [[الإمام الحسن المجتبى|الإمام الحسن (ع)]] وأصبح من أصحابه والمدافعين عنه. ولما دخل [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] [[الكوفة]] عندها خطب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن  (ع)]] بحضور [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] وقد سجّل سليم خطبة [[الإمام الحسن المجتبى|الإمام (ع)]]. وقد استمرّ نشاط سليم العلمي طيلة [[الخلافة|خلافة]] [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]،وقد سجل جرائم [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] وثبّتها.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 21-22.</ref>
===الإقامة في المدينة والكوفة وصحبته للأئمة الأوائل===  
وقيل إن سليم بن قيس دخل إلى المدينة في أول حكومة عمر بن الخطاب وقبل السنة 16 للهجرة،<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص69 ـ 70.</ref> ولم يكن في المدينة في حياة النبي وبعد حياته، وفي حكومة أبي بكر، ولم يكن حاضرًا بنفسه في حادثة السقيفة، وشهادة فاطمة الزهراء.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص69 ـ 70.</ref>


===في زمان الإمام الحسين (ع)===
ويعتبر سليم من خواص أصحاب الإمام علي، والذي كان يعمل بالخفاء على مشروعه في كتابة الحديث والتاريخ.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص262 ـ 265.</ref> وفي هذه الفترة كان على تواصل وارتباط بمجموعة من الشخصيات مثل أبو ذر الغفاري، والمقداد، وسلمان، وعبد الله بن عباس، والبراء بن عازب، وعبد الله بن جعفر، وعمار بن ياسر، وأبو سعيد الخدري. <ref>الجلالي، «سليم بن قيس الهلالي حقيقة واقعة أم شخصية مصطنعة؟»، ص232 ـ 233.</ref>
كان سليم من أصحاب وخواص [[الإمام الحسين|الإمام الحسين (ع)]] قبل شهادته، وكان عمره في ذلك الوقت 50 سنة.
وقد استطاع سليم أن ينجو من ظلم [[زياد بن أبيه|زياد]]-والي [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] على [[الكوفة]]- من خلال [[التقية]]. وفي [[سنة 50 هـ]] ذهب [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] إلى [[الحج]] وقد سافر سليم إلى الحج وسجّل كل اعتداءات معاوية على [[الشيعة]] في [[مكة]] و[[المدينة]].


وفي [[سنة 58 هـ]] خطب [[الإمام الحسين|الإمام الحسين (ع)]] في [[منى]] بمجموعة من [[الصحابة]] و[[التابعين]] وكان عددهم 700 نفر وكان قد بيّن خلال هذه الخطبة مثالب معاوية وأعماله المنافية للشريعة الإسلامية، وكان سليم أحد الحاضرين وكان قد دوّن كل ما سمعه من [[الإمام الحسين (ع)|الإمام (ع)]].<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 22.</ref>
سليم هو أحد أفراد شرطة الخميس في عهد حكومة الإمام علي،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج34، ص272؛ الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص71.</ref> والذي كان حاضرًا في حرب الجمل، وصفين، وليلة الهرير.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص71.</ref> وشارك كذلك في حرب النهروان وسجل بعض من تلك الأحداث في كتابه.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص71.</ref>


لم يشارك سليم في [[واقعة كربلاء]] ولم يرد أي ذكر في كتابه لما جرى على الإمام الحسين(ع) وأهل بيته. فمن المحتمل أن يكون سليم من سجناء [[عبيدالله بن زياد|ابن زياد]] الذين مُنعوا من نصرة الإمام الحسين (ع).
وكما جاء في كتاب سليم أنَّه كان مع الإمام علي في الأيام الثلاثة الأخيرة من حياته، وكتب وصية الإمام علي بنفسه.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص263 ـ 264.</ref> وبعد شهادة الإمام علي، كان سليم من أصحاب الإمام الحسن، ومن ثم أصحاب الإمام الحسين،<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص71.</ref> وكان حاضرًا في أحداث الصلح بين الإمام الحسن ومعاوية،<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ص72.</ref> واصل نشاطه العلمي في حكومة معاوية، وكتب الأحداث التي جرت في زمن معاوية، وكذلك ما فعله من أمورـ من وضع وتحريف الأحاديث ـ في كتابه،<ref>الهلالي، أسرار آل محمد، ص21 ـ 22.</ref> وفي سنة 58هـ قبل سنتين من وفاة معاوية كتب خطبة الإمام الحسين في منى بكتابه.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص266.</ref>


===في زمان الإمام السجاد والباقر (ع)===
وفي سنة 61 هـ، عندما استُشهد الإمام الحسين، لم يرد في التاريخ شيء عن أحوال سليم. <ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص266.</ref> لقد التقى لأول مرة بالإمام السجاد عندما كان رضيعًا في نهاية سنة 38هـ،<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص267.</ref> وأصبح من أصحاب الإمام السجاد بعد شهادة الإمام الحسين، ولقد التقى في تلك الفترة بالإمام الباقر عندما كان في سن السابعة أو أكثر.<ref>الهلالي، كتاب سليم بن قيس، مقدمة الأنصاري الزنجاني، ج1، ص268.</ref>
بعد شهادة [[الإمام الحسين|الإمام الحسين (ع)]] أصبح سليم من أصحاب [[الإمام السجاد|الإمام السجاد (ع)]]، وقد التقى [[الإمام الباقر|الإمام الباقر (ع)]] وهو ما زال في سن السابعة.
في تلك الأيام كان [[ابن الزبير]] قد أعلن نفسه [[الخليفة|خليفة]] للمسلمين، وقد سيطر على [[مكة]]، و[[المدينة المنورة|المدينة]]، و[[البصرة]]، وأجزاء من [[بلاد فارس]]. وفي هذه الفترة كان ظهور [[المختار الثقفي]] في [[الكوفة]]، ولكن كل هذه الأحداث لم يرد لها ذكر في [[سليم بن قيس الهلالي|كتاب سليم]]، ولكن المعلوم أنّه بقي إلى أيام [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] في [[الكوفة]].<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 22-23.</ref>
 
===في زمان الحجاج===
في [[سنة 75 هـ]] أصبح [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] واليا على [[العراق]] من قبل [[عبدالملك بن مروان]]، ولمّا دخل [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] [[الكوفة]] بدأ يطارد [[الشيعة]] وكان سليم من المطلوبين [[الحجاج الثقفي|للحجاج]] لا لشيء إلا لإنّه محب [[الإمام علي|للإمام علي (ع)]]. ولكن سليم فرّ من [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] إلى [[إيران]] ونزل في منطقة قريبة من [[شيراز]] اسمها ([[نوبندجان]]) وكان عمره آنذاك 77 سنة.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 26.</ref>
 
==حياته العلمية==
[[ملف:کتاب سلیم بن قیس هلالی.jpg|300px|لاإطار|يسار]]
===كتاب سليم===
يُعد [[كتاب سليم بن قيس الهلالي]] أوّل مدون [[الشيعة|شيعي]] ذكر فيه فضائل [[أهل البيت(ع)]]، ومعرفة الإمام، فضلاً عن ذكر الأحداث التي جرت بعد [[وفاة النبي (ص)]]، أما اسم الكتاب فهو [[كتاب سليم بن قيس الهلالي]].
 
==أخلاقيات سليم==
*التكتم والابتعاد عن الظهور
لم يكن سليم حُرّا في تنقلاته إلا في زمن حكومة [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين (ع)]] أما قبل حكومة [[الإمام علي|الإمام (ع)]] وبعد حكومته فكان في غاية الضيق وعدم الحرية. لأن الكتابة أيّام [[الخلفاء الثلاثة]] كانت ممنوعة، أما ما بعد حكومة [[الإمام علي|الإمام (ع)]] فكان من يُعرف إنّه [[الشيعة|شيعي]] فهو معرّض للخطر فكيف بمن كان ينقل فضائل [[أهل البيت (ع)]]؟
*الدقة في كتابة المطالب
 
==أقوال الرجاليين فيه==
{{Div col|2}}
*عدّه [[النجاشي]] من أصحاب [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]] ومن أصحاب الكتب المشهورة.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 8.</ref>
*أما [[الشيخ الطوسي]] فعدّه من أصحاب [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] من [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]] إلى [[الإمام الباقر|الإمام الباقر (ع)]].<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص 66 ،94 ،101 ،114 ،136.</ref>
*يقول [[الشيخ المامقاني]]:هو من أصحاب [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]] ومن العلماء المشهورين عند العامة والخاصة.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 2، ص 53.</ref>
*[[علي بن أحمد العقيقي]] يقول: كان من أصحاب [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]].
*[[العلامة الحلي]]: كان مجتهدا في فنه.<ref>العلامة الحلي، خلاصة الإقوال، ص 162.</ref>
*[[الميرزا محمد باقر الخونساري]]: هو من أصحاب [[اهل البيت(ع)]] ومن العاشقين لهم، ومن خواص [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين(ع)]].<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 66.</ref>
*[[عبدالحسين الأميني|العلامة الأميني]]: كان من التابعين الكبار، ويستند على كتابه [[الشيعة]] وغير الشيعة.<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 66.</ref>
{{Div col end}}
 
==وفاته==
توفي سليم في [[سنة 76 هـ]] في [[نوبندجان]] قرب [[شيراز]] وكان عمره آنذاك 78 سنة. وقيل أن وفاته كانت [[سنة 90 هـ]].<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 66.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
{{مراجع}}
{{مراجع}}
==المصادر والمراجع==
==المصادر والمراجع==
*الهلالي، سليم بن قيس، '''كتاب سليم بن قيس الهلالي'''، قم، دار الهادي، 1416 هـ.
*الهلالي، سليم بن قيس، '''كتاب سليم بن قيس الهلالي'''، قم، دار الهادي، 1416 هـ.
confirmed، movedable، templateeditor
٩٬٢٧٦

تعديل