الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة الإدريسية»

'''الدولة الإدريسية'''، هي أول دولة إسلامية في المغرب، والتي يعتبرها البعض أول دولة شيعية في العالم. تأسست هذه الدولة في أواخر القرن الثاني من قبل إدريس بن عبد الله أحد أحفاد الإمام الحسن المجتبى.

قيل أن الأدارسة لم يتخذوا إجراءات لنشر التشيع بين الشعوب المغربية بسبب عدم توفر الظروف الملائمة، وكانت طريقتهم في الحكم هي الشورى، وكان للشيوخ والكبار دور مهم في قرارات الدولة؛ ولهذا اعتبرت سياسة الأدارسة أقرب نظام إلى النظام السياسي الإسلامي.

تعتبر دولة الأدارسة أول دولة شيعية في العالم الإسلامي، وأول دولة إسلامية في المغرب،<ref>ذكاوت، «تأملات في تشكل الدولة الإدريسية»، ص97.</ref> وقيل أنها لعبت دوراً مهماً في نشر الإسلام في هذه المنطقة. <ref>ذكاوت، «تأملات في تشكل الدولة الإدريسية»، ص97.</ref> كما تعتبر واحدة من أكثر الحكومات تأثيراً في غرب العالم الإسلامي،<ref>عالم ‌زادة، و آبانكاه،«مذهب الأدارسة»، ص86.</ref> والتي تمكنت من خلق حقبة متميزة. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، ج1، ص392.</ref>

يعتبر تأثير الأدارسة في مجال الثقافة والحضارة قوياً ومهماً، وذكر بأن الحضارة المغربية كان لها ازدهار كبير خلال هذه الفترة،<ref>سا‌ئحي‌، الحضارة الإسلامية في المغرب، 1406هـ، ص150.</ref> ففي عهد الأدارسة تم إنشاء مسجد وجامعة القرويين<ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، مركز تحقيق و توسعة العلوم الإنسانية، ج1، ص363.</ref> المسجلة في موسوعة جينيس كأقدم جامعة في العالم،<ref>[https://www.guinnessworldrecords.com/world-records/oldest-university «أقدم مؤسسة للتعليم العالي»]، موقع جينس.</ref> كما تم بناء مدينة فاس -حيث يقع المسجد والجامعة- في بداية الدولة الإدريسية، وفي فترات لاحقة أصبحت مركزاً عملياً ومقصداً للعلماء من المدن الأخرى. <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1 ص224.</ref> يقال أيضاً أن هذه الفترة شهدت ازدهاراً أدبياً ملفتاً. <ref>سا‌ئحي، الحضارة الإسلامية في المغرب، 1406هـ، ص153.</ref>

يعدّ النجاح في مجال العدالة والاقتصاد في ضوء العمل بالأحكام الشرعية ومراعاة المساواة بين العرب والبربر في أفريقيا سمةً من سمات هذه الدولة،<ref>سعدون، تاريخ العرب السياسي في المغرب من الفتح العربي حتى سقوط غرناطة، ص19.</ref> فلم يكن لدى الأدارسة أي تحيز تجاه العرق العربي،<ref>مكي، التشيع في الأندلس، 1376ش، ص17.</ref> مما شجع وجذب البربر المحتجين على التمييز العربي، فعززت الروابط معهم أسس الحكم الإدريسي. <ref>عالم ‌زادة، و آبانكاه،«مذهب الأدارسة»، ص84.</ref>

وتعتبر منزلة المرأة في العهد الإدريسي أيضاً جانباً إيجابياً لهذه الأسرة،<ref>سا‌ئحي‌، الحضارة الإسلامية في المغرب، 1406هـ، ص161.</ref> فتذكر المصادر في هذا الصدد عن دور كنزة زوجة إدريس الأول وحسنى زوجة إدريس الثاني في إدارة الدولة،<ref>سا‌ئحي‌، الحضارة الإسلامية في المغرب، 1406هـ، ص161.</ref> كما كانت مؤسِّسَة مسجد وجامعة القرويين امرأة تدعى فاطمة الفهري. <ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، 1408هـ. ج4، ص20.</ref>

وفقاً لمؤلف كتاب تاريخ وحضارة الغرب، كانت طريقة الحكم الإدريسية هي الأقرب إلى الإمامة في نظر الإسلام،<ref>المونس، تاريخ و تمدن المغرب، سمت، ج1، ص374-377.</ref> ووفقاً لهذا النقل، فإن الأدارسة لم يفرضوا أنفسهم على الشعب بالقوة العسكرية القمعية أو بالمكر والخداع، وإنما كان إقبال الناس عليهم بسبب جدارتهم ونسبتهم إلى نبي الإسلام. في البنية السياسية للأدارسة، لم تكن السلطة حكراً على الإمام، بل كان عندهم مجلس شورى سياسي يؤثر فيه كبار القبائل وشيوخها دوراً مهماً في قرارات الدولة، مما جعل الناس يعتبرون الدولة منهم ولهم، وأدت علاقتهم مع الناس إلى إضعاف جماعات الزنادقة. <ref>المونس، تاريخ و تمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص377-380.</ref>

ذكر المؤرخون بأن الأدارسة كانوا يعتقدون بأن معارضيهم أحرار في تصرفاتهم، على سبيل المثال، قاموا بإيواء مجموعة من الأشخاص الذين عارضوهم سياسياً ودينياً،<ref>كنون، النبوغ المغربي في الأدب العربي، ج1، ص46.</ref> وحتى أنهم عينوا بعضهم في الوزارات. <ref>عالم‌ زادة، و آبانكاه،«مذهب الأدارسة»، ص86.</ref>

على الرغم من أن الدولة الإدريسية كانت تتمتع بقوة روحية ومعنوية قوية، وتحظى باحترام كبير بين الناس، إلا أنها لم تكن تتمتع بسلطة سياسية وعسكرية كبيرة،<ref>المونس، تاريخ و تمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص377-380.</ref> كما عانت من الضعف الإداري، فكانت نقاط الضعف هذه أساس هزيمتهم أمام العدو. <ref>ميلي الجزائري، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، 1406هـ. ج2، ص112.</ref>

هناك القليل من الأدلة التاريخية المتعلقة بمذهب الأدارسة، ولهذا السبب اختلف المؤرخون حول هذه المسألة،<ref>عالم ‌زادة، و آبانكاه، «مذهب الأدارسة»، ص73.</ref> يعتبر البعض أن إدريس بن عبد الله مؤسس الدولة الإدريسية<ref>سا‌ئحي‌، الحضارة الإسلامية في المغرب، 1406هـ، ص145.</ref> كان رجلاً شيعياً،<ref>زبيب، دولة التشيع في بلاد المغرب، 1413هـ. ص100؛</ref> ويعتبرون الدولة الإدريسية دولة شيعية، وفي المقابل ذكر البعض ردوداً على هذا الاحتمال. <ref>عالم زادة، و آبانكاه، «مذهب الأدارسة»، ص73.</ref>

ومما يحتمل أيضاً أن الأدارسة كانوا شيعة في البداية، وأصبحوا سنة بعد انتشار المذهب المالكي في المغرب. <ref>سائحي‌، الحضارة الإسلامية في المغرب، 1406هـ، ص145.</ref> وقيل أن الباقين من الأدارسة في الزمن الحالي هم من أهل السنة.{{مصدر}}

هذا والذين اعتقدوا بكون الأدارسة شيعة اختلفوا فيما إذا كانوا زيدية، <ref>ميلي الجزائري، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، 1406هـ. ج2، ص97؛ جعفريان، أطلس الشيعة، 1387ش، ص549.</ref> أو إسماعيلية، <ref>المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، 1361ش، ج1، ص341.</ref> أو شيعة اثني عشرية، <ref>دانش‌ كيا، «التوجه المذهبي عند الأدارسة»، العدد 40، ص87.</ref> كما أن تشيع آل إدريس يعتبر تشيعاً ضعيفاً، وكان سياسياً أكثر من كونه معتقداً. <ref>جعفريان، أطلس الشيعة، 1387ش، ص549.</ref>

*خطب إدريس التي يقال إنها تتضمن تأكيداً على حق أهل البيت في الخلافة.

*تصريح بعض الأشخاص مثل الأشعري وابن خلدون على كون الأدارسة من الشيعة.

قيل أن المغرب في أيام الأدارسة لم تكن مستعدة لنشر التشيع، <ref>دانش كيا، «التوجه المذهبي عند الأدارسة»، ص86-87.</ref> ولذا لم يحاول الأدارسة تشييع الناس. إذ أنهم لو فعلوا ذلك، فستزول آثارهم في الفترات اللاحقة،<ref>دانش كيا، «التوجه المذهبي عند الأدارسة»، ص91.</ref> وبدلا من ذلك عارضوا الخوارج، ونشروا حب أهل البيت، ونشروا الإسلام بين المسيحيين.

كانت نقطة البداية لدولة الأدارسة هجرة إدريس بن عبد الله إلى المغرب العربي، حيث كان أحد الناجين من واقعة فخ، <ref>المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، دار صادر، ص243.</ref> فهاجر مع قافلة تجارية <ref>ذكاوت، «تأملات في تشكل الدولة الإدريسية»، ص97.</ref> متخفياً بهيئة عبد اسمه راشد -وهو في الواقع اسم عبد له- <ref>السنوسي‌، الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية، 1349هـ. ص44.</ref> من المدينة المنورة إلى مصر ومن هناك إلى المغرب العربي، وقيل أن راشد لعب دوراً هاماً في تأسيس وتعزيز دولة الإدريسية العلوية. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص353.</ref>

يعتقد البعض أن إدريس قرر السفر دون تخطيط مسبق، وللتخلص من الاضطهاد العباسي فقط، واختار المغرب العربي لأن عبده كان بربرياً من إفريقيا، لكن البعض الآخر يعتقد أن رحلة إدريس تمت بخطة سابقة وكحلقة في سلسلة، فقد قيل بأن وجود الأخوة إدريس في إفريقيا وخاصة في "تلمسان" هيّئ له ظروف السفر، <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، ج1، ص346.</ref> بل وقيل بأن هذا السفر لم يكن رحلة إدريس الأولى إلى المغرب، ويذكر أيضاً أنه ذهب إلى هناك مرافقاً للبعثات التبليغية للحلواني والسفياني التي أرسلها الإمام الصادق إلى المغرب العربي. <ref>زبيب، دولة التشيع في بلاد المغرب، 1413هـ، ص8.</ref>

بعد أن عاش في طنجة لمدة عامين تقريباً، <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، ج1، ص353.</ref> ذهب إدريس إلى الوالي، حيث استقبله إسحاق بن محمد، رئيس قبيلة الأوربة، وزوّج إسحاق ابنته لإدريس وترك السلطة لصالحها ودعا شعبه إلى مبايعة إدريس. بعد قبيلة أوربة، تعهد عدد من القبائل الأخرى بالولاء لإدريس، <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1، ص208-216.</ref> وبالتالي في عام 172هـ بمبايعة القبائل البربرية لإدريس تشكلت الدولة الإدريسية، <ref>ابن عذاري‌، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، 1400هـ. ج1، ص83.</ref> واستمرت لمدة 375 عام، وكانت نهايتها في صراع مع أمويي الأندلس والفاطميين. <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1، ص261.</ref>

ينقسم تاريخ الدولة الإدريسية إلى فترتين: الأولى فترة القدرة والدولة، والثانية فترة التشتت والمحاولات غير الناجحة في استعادة السلطة والتي انتهت بالسقوط. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص366.</ref>

بعد انتهاء الحكم إلى يحيى الرابع الذي كان أقوى حاكم إدريسي ومتفوق على جميع الحكام الأدارسة الآخرين من حيث القوة والاتساع، واجه صعود الفاطميين وهجومهم على فاس، فهزم في تلك المعركة وأصبح تحت قيادة الفاطميين. كان من المفترض أن يبقى حاكماً لفاس، لكنه كان يقرأ الخطبة باسم الخليفة الفاطمي، كما تم التنازل عن بقية مملكة الأدارسة لموسى بن أبي العافية الحاكم المنصَّب من قبل الفاطميين، والذي كان طامعاً في حكم فاس، وبعد مرور بعض الوقت، احتجز يحيى وعذبه وأخذ ممتلكاته، <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب ج1، ص239.</ref> ونفاه مع عائلته، بهذه الطريقة استولى على مملكة الأدارسة بأكملها. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص365-366.</ref>

بعد ذلك بوقت قصير، تشكّل قيام في فاس من قبل أحد أفراد العائلة الإدريسية وهو حسن بن محمد الحجّام، وتولى إدارة المدينة والعديد من البلدات المحيطة بها، لكن حكمه لم يدم طويلاً، وبعد حوالي عامين سيطر موسى مرة أخرى على فاس وهذه المرة نقل العائلة الإدريسية إلى قلعة حجر النَّسر، ووضعهم تحت الحصار. <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1، ص240-242.</ref>

بعد بضع سنوات من العيش في حجر النسر وفي الفرصة المناسبة قتل الأدارسة قائد القلعة، وترأسوا القبائل المحيطة، <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص366-367</ref> لكن هذه المرة أيضاً فشلوا في تشكيل دولة مستقلة، وأُجبروا على البقاء في الدولة تحت وصاية الخليفة الأموي في الأندلس. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص371.</ref>

قيل أنه بعد حوالي ثلاثين عاماً، نجح علي بن حمّود وهو أحد الباقين من العائلة الإدريسية بالإطاحة بالدولة الأموية في الأندلس، وتأسيس دولة جديدة تسمى دولة بني حمّود في الأندلس. <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1، ص255-261.</ref> وفي النصف الأول من القرن الرابع عشر للهجرة، أنشأ أحد الأدارسة دولة في منطقة محدودة من شبه الجزيرة العربية، وأعاد إحياء اسم الدولة الإدريسية مرة أخرى. <ref>[https://mawdoo3.com/الإدريسي_(محمد_بن_علي_الإدريسي)#cite_note-4052776f_0ab9_407a_ada3_85d36f5ee189-6 «الإدريسي، محمد بن علي الإدريسي»]،موقع موضوع.</ref>

إدريس بن عبد الله بن حسن المثنى، أحد أحفاد الإمام الحسن المجتبى، وأول حاكم إدريسي، يوصف بأنه إنسان خيّر، ومتعلم، وحسن التصرف، وعادل، وشجاع، ومتسامح وشاعر. <ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1419هـ،ص409؛ ابن عذاري‌، البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب، دار الثقافة. ج1، ص84.</ref>

بعد تأسيس الدولة الإدريسية والفتوحات المبكرة، شعر هارون الرشيد بالتهديد، فأرسل إلى إدريس بن عبد الله رجلاً يدعى سليمان بن جرير المعروف بالشمّاخ، من أجل القضاء على إدريس. <ref>السنوسي‌، الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية، 1349هـ. ص7.</ref> تقرّب الشماخ من إدريس وحصل على مكانة عالية عنده، وروى فضائل أهل البيت في الاجتماعات واحتج على إمامة إدريس، وذات يوم حين غياب راشد غلام إدريس، سمم  الشمّاخ إدريس ولاذ بالفرار. <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1، ص208-216.</ref>

بعد مقتل إدريس، تمكن راشد من إنقاذ الدولة الإدريسية الوليدة من السقوط، فجمع الشيوخ والكبار، واقترح عليهم الانتظار حتى تضع زوجة إدريس حملها، فإن كان المولود صبياً بايعوه، وإن كانت فتاة اختاروا شخصً من بينهم للحكم، وبعد أن وضعت زوجة إدريس صبياً، سمي على اسم والده، وتولى راشد تعليمه، فعلّمه الفقه والحديث وفنون الحرب، وبايعه في سن الحادية عشرة، <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1، ص216-217.</ref> تولى إدريس الثاني الدولة بشكل مستقل في سن السابعة عشرة. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص356-358.</ref>

بلغ عدد الحكام الأدارسة في المجموع ثلاثة عشر حاكماً وإماماً، تسعة منهم في الفترة الأولى، وأربعة في الفترة الثانية، <ref>ذكاوت، «تأملات في تشكل الدولة الإدريسية»، ص97.</ref> وهم:

كانت دولة الخوارج الحكومات المجاورة للدولة الإدريسية التي كانت لها علاقات متوترة معها لأسباب عقائدية وسياسية، تعامل إدريس الثاني بقسوة مع الخوارج وكان لابنه مواقف حادة معهم. <ref>ذكاوت، «تأملات في تشكل الدولة الإدريسية»، ص100.</ref> استمرت النزاع بين الخوارج والأدارسة حتى نهاية الفترة الأولى من الدولة الإدريسية، وفي عهد علي بن عمر بن إدريس انجرّ النزاع إلى أجزاء من العاصمة الإدريسية. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، انتشارات سمت، 1384ش، ج1، ص364-365.</ref>

وبالنسبة لباقي المجاورين للأدارسة فعلى الرغم من دعم الأدارسة لهم في بعض الأحيان ضد الأمويين إلا أنهم كانوا أداة ضغط للخلافة العباسية على الأدارسة. <ref>ذكاوت، «تأملات في تشكيل الدولة الإدريسية»، ص101.</ref> كان للفاطميين أيضاً سياسة مزدوجة اتجاه الأدارسة، واستولوا في النهاية على أراضي آل إدريس.<ref>ذكاوت، «تأملات في تشكيل الدولة الإدريسية»، ص101.</ref>  [[ملف: ادریسیان_در_اوج.png|تصغير|الأدارسة في ذروة القوة|300x300px]]

في الفترة الأولى التي تميزت بالقدرة والاستقلال، تمكن الأدارسة من بسط سيطرتهم على الشمال إلى وهران وتلمسان، <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، ج1، ص261.</ref> كما انتقلوا جنوباً إلى سوس الأقصى وحتى إلى المناطق التي تقع بالجنوب منها،<ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص361.</ref> ويعرف نهر المولوية أيضاً كحدود شرقية لحكومتهم. <ref>المونس، تاريخ وتمدن المغرب، 1384ش، ج1، ص361.</ref>

خلال الفترة الأولى من حكم الأدارسة، كانت مدينة فاس التي بنيت بأمر من إدريس الثاني عاصمة لهم،<ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، ج1، ص261.</ref> وفي الفترة الثانية، لم تمتد سلطة الأدارسة إلى أبعد من البصرة (مدينة في المغرب الأقصى بين طنجة وفاس<ref>موسوعة عالم الإسلام، «[https://rch.ac.ir/article/Details/6797 البصرة»]</ref>)، وأصيل وحجر النسر. <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، ج1، ص261.</ref>

لا يزال الأدارسة المعروفون بالأشراف محترمين من قبل الشعوب المغربية،<ref>ذكاوت، «تأملات في تشكيل الدولة الإدريسية»، ص97.</ref> ومن بين العائلات الإدريسية المعروفة في الزمن الحالي عائلات الجوطي، والمشيشي، والعَلَمي، والوزّاني. <ref>سلاوي، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، ج1، ص230-235.</ref>

محمد بن محمد الإدريسي المعروف باسم الشريف الإدريسي، من أحفاد حمّود الأندلسي الإدريسي، وهو جغرافي من القرنين الخامس والسادس للهجرة،<ref>[https://la-biographie.github.io/biographie-de-muhammad-ibn-muhammad-al-idrisi/index.html «حياة محمد بن محمد الإدريسي»]، la biographie.</ref> كما عرف أيضاً بأنه طبيب وصيدلي وشاعر، وكتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق من الأعمال المهمة في الجغرافيا،<ref>[https://www.britannica.com/biography/Muhammad-al-Idrisi «محمد الإدريسي»]، موسوعة بريتانيكا.</ref> وقد سمّت وكالة ناسا منطقة على كوكب بلوتون باسمه. <ref>[./Https://www.nasa.gov/image-article/mountainous-shoreline-of-sputnik-planum/ «خط الساحل الجبلي لسبوتنيك بلانوم »]، موقع ناسا.</ref>

صنع نموذجاً صغيراً لكوكب الأرض من الفضة، وهو غير موجود حالياً، لكن رسوماته لا تزال موجودة، ونشرها الباحث الألماني كونراد ميلر في عام 1997م. <ref>[https://www.britannica.com/biography/Muhammad-al-Idrisi «محمد الإدريسي»]، موسوعة بريتانيكا.</ref>

أحمد، وعبد العزيز، وعبد الله الغماري من نسل إدريس<ref>ابن الحاج، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين، 1412ق، ص34.</ref> (أحفاد إدريس) وعبد العزيز وعبد الله الغماري، وهم من محدثي أهل السنة العروفين في القرون الأخيرة،<ref>[https://www.alwahabiyah.com/fa/Articleview/108079 «علماء انتقدوا الوهابية: «أحمد بن محمد بن صديق الغماري»»]، موقع الوهابية.</ref> ومن المخالفين لابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب. <ref>[https://www.alwahabiyah.com/fa/Articleview/108079 «علماء انتقدوا الوهابية: «أحمد بن محمد بن صديق الغماري»»]، موقع الوهابية؛ [https://www.alwahabiyah.com/fa/mostabserview/13458 «عبدالله بن صديق الغماري»]، موقع الوهابية.</ref>

*محمد علوي العلوي: أحد فقهاء المذهب المالكي في القرن الخامس عشر ومن المناهضين للوهابية. <ref>الحسني، العقود اللؤلؤية في بعض أنساب الأسرة الحسنية الهاشمية، 1415هـ. ص333.</ref>

*محمد بن علي الإدريسي: أحد أفراد العائلة الإدريسية التي استطاعت أن تنشئ دولة في أجزاء من شبه الجزيرة العربية في القرن الرابع عشر، والتي تعرف باسم الدولة الإدريسية،<ref>عقيلي، تاريخ المخلاف السليماني، 1402هـ. ج2، ص728.</ref> في عام 1327هـ كانت هذه الدولة مسؤولة عن إدارة صبيا وتهامة وعسير وجازان، وانتهت في هجوم آل سعود عام 1351هـ. <ref>[https://mawdoo3.com/الإدريسي_(محمد_بن_علي_الإدريسي)#cite_note-4052776f_0ab9_407a_ada3_85d36f5ee189-6 «الإدريسي، محمد بن علي الإدريسي»]،موقع موضوع.</ref>