انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مالك بن نويرة»

ط
سطر ٣٦: سطر ٣٦:
تعتبر قصة مقتل مالك بن نويرة من المسائل [[الكلام الإسلامية|الكلامية]] المعقدة بين [[الفريقين]].<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج17، ص202 ـ 204؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص276 ـ 280؛ المفيد، الفصول المختارة، ص120.</ref> فمقتل مالك على يد خالد بن الوليد ومعاشرته لزوجة مالك، من أكثر الأحداث المثيرة للجدل التي تتعلق ب[[حروب الردة]].<ref>ابن شاذان، الفضائل، ص76.</ref> وبالإشارة إلى هذا الحدث التاريخي، انتقد علماء الشيعة نظرية [[أهل السنة]] في [[عدالة الصحابة]]، لأنَّها طُرحت لتبرير بعض التصرفات غير اللائقة للصحابة.<ref>نيك زاده، «عدالت صحابه در ترازوی نقد»، ص42 ـ 44.</ref> وبحسب المقدسي، أحد مؤرخي [[القرن الرابع الهجري]]، فإنَّه بعد مسألة [[الإمامة]] ظهر الاختلاف بين [[المسلمين]] في حروب الردة؛ وعلى الرغم من أنَّ أبا بكر كان يعتقد بوجوب قتال أهل الردة، إلا أنَّ المسلمين عارضوه.<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، ج5، ص123.</ref>
تعتبر قصة مقتل مالك بن نويرة من المسائل [[الكلام الإسلامية|الكلامية]] المعقدة بين [[الفريقين]].<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج17، ص202 ـ 204؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص276 ـ 280؛ المفيد، الفصول المختارة، ص120.</ref> فمقتل مالك على يد خالد بن الوليد ومعاشرته لزوجة مالك، من أكثر الأحداث المثيرة للجدل التي تتعلق ب[[حروب الردة]].<ref>ابن شاذان، الفضائل، ص76.</ref> وبالإشارة إلى هذا الحدث التاريخي، انتقد علماء الشيعة نظرية [[أهل السنة]] في [[عدالة الصحابة]]، لأنَّها طُرحت لتبرير بعض التصرفات غير اللائقة للصحابة.<ref>نيك زاده، «عدالت صحابه در ترازوی نقد»، ص42 ـ 44.</ref> وبحسب المقدسي، أحد مؤرخي [[القرن الرابع الهجري]]، فإنَّه بعد مسألة [[الإمامة]] ظهر الاختلاف بين [[المسلمين]] في حروب الردة؛ وعلى الرغم من أنَّ أبا بكر كان يعتقد بوجوب قتال أهل الردة، إلا أنَّ المسلمين عارضوه.<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، ج5، ص123.</ref>


==مقتل مالك في حروب الردة==
==قتل مالك في حروب الردة==  
بحسب [[العلامة الأميني]]، و<nowiki/>[[رسول جعفريان]]، فإنَّ مؤرخي [[الشيعة]]، ذهبوا إلى أن قَتل مالك بن نويرة كان بسبب انحراف خالد بن الوليد الأخلاقي.<ref>الأميني، الغدير، ج7، ص219 ـ 220؛ جعفريان، تاريخ خلفا، ص38.</ref> رفض مالك دفع الزكاة لحكومة أبي بكر وقسمها على قومه.<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج5، ص560.</ref> وبحسب [[السيد عبد الحسين شرف الدين]] صاحب [[النص والاجتهاد (كتاب)|كتاب النص والاجتهاد]] فإنَّ مالك رفض أن يعطي الزكاة لشكه في شرعية خلافة أبي بكر، وصحة دفع الزكاة له.<ref>شرف الدين، النص والاجتهاد، ص118.</ref>
{{مفصلة|قتل مالك بن نويرة}}
ذكر مؤرخي [[الشيعة]] أنَّ قَتل مالك بن نويرة كان بسبب انحراف خالد بن الوليد الأخلاقي.<ref>الأميني، الغدير، ج7، ص219 ـ 220؛ جعفريان، تاريخ خلفا، ص38.</ref> رفض مالك دفع الزكاة لحكومة أبي بكر وقسمها على قومه.<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج5، ص560.</ref> والسبب في ذلك هو شك مالك في شرعية خلافة أبي بكر وصحة دفع الزكاة له.<ref>شرف الدين، النص والاجتهاد، ص118.</ref> ذهب خالد بن الوليد بأمر من أبي بكر لمواجهة ردة مالك وقبيلته.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج2، ص495.</ref> ولإثبات أنهم لم يرتدوا، جاء مالك إلى خالد مع زوجته أم تميم، ولكن خالد لما رأى زوجته، وهي امرأة جميلة، قتل مالك وعاشر في تلك الليلة زوجته التي كانت في [[عدة الوفاة|عدة وفاة زوجها]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص131 ـ 132.</ref> وقد كانت وفاته في أحداث سنة [[11هـ]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص278.</ref>


وذهب خالد بن الوليد إلى منطقة البطاح بأمر من أبي بكر لمواجهة ردة مالك وقبيلته.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج2، ص495.</ref> وأخبرهم أن يتحققوا من التزامهم ب[[الصلاة]] قبل بدء الحرب، للتأكد من ردتهم.<ref>المرتضى، الشافي في الإمامة، ج4، ص163.</ref> حينما علم مالك بخروج خالد نحوه، ولإظهار حسن نيته، ومن أجل رفع التوهم بأنهم يجهزون جيشاً، أمر رجال قبيلته بالتفرق، حتى لا يظن أحد بأنهم مجتمعين للقتال.<ref>شرف الدين، النص والاجتهاد، ص118 ـ 119.</ref> بعض [[الأنصار]] الذين رأوا مالك وقبيلته متمسكين بالصلاة، عارضوا خالد بن الوليد، ولكن خالد لم يلتفت إليهم.<ref>الواقدي، الردة، ص106 ـ 107.</ref>
أثارت تصرفات خالد المخالفة للشريعة احتجاج بعض الصحابة، مثل [[أبو قتادة الأنصاري|أبي قتادة الأنصاري]]، و<nowiki/>[[عبد الله بن عمر]].<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، ج5، ص159.</ref> و<nowiki/>[[عمر بن الخطاب]] الذي طلب من [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] عزل خالد عن قيادة الجيش.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص278 ـ 279.</ref> اعتبر عمر بن الخطاب أنَّ خالد بن الوليد يستحق [[القصاص]] لجريمة قتل مالك، و<nowiki/>[[الرجم]] لجريمة معاشرة زوجته،<ref>أبو الفداء، تاريخ أبي الفداء، ج1، ص222.</ref> ولكن أبا بكر رفض طلب عمر واعتبر خالد معذورا فهو اجتهد وأخطأ.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج6، ص323.</ref> وفقًا للمؤرخ المصري [[محمد حسين هيكل]]، نظرًا إلى أنَّ أبا بكر كان بحاجة إلى خالد في حكومته، فقد كان يستفيد من خدماته وبشكل مستمر،<ref>هيكل، الصديق أبو بكر، ص157.</ref> ولكن عمر لم ينس خطأه؛ ولهذا السبب قام بعد وفاة أبي بكر وتسلمه [[الخلافة]] بعزل خالد عن قيادة الجيش.<ref>هيكل، الصديق أبو بكر، ص138.</ref>
 
ولإثبات أنهم لم يرتدوا، جاء مالك إلى خالد مع زوجته أم تميم، ولكن خالد لما رأى زوجته، وهي امرأة جميلة، قتل مالك وعاشر في تلك الليلة زوجته التي كانت في [[عدة الوفاة|عدة وفاة زوجها]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص131 ـ 132.</ref> وبحسب [[أحمد بن أبي يعقوب|اليعقوبي]]، أحد مؤرخي [[القرن الثالث الهجري]]، فإنَّ خالد قتل مالك عندما رأى أم تميم، وقال: «والله لا نلت ما في مثابتك (أي التي عندك) حتى أقتلك».<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص131.</ref> وبحسب رواية الواقدي، مؤرخ [[القرن الثاني الهجري]]، فإن خالد كان يفكر في أم تميم طويلا، وقد ذكر مالك أنَّ سبب وفاته هو جمال زوجته.<ref>الواقدي، الردة، ص107.</ref> وقد كانت وفاته في أحداث سنة 11هـ.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص278.</ref>
===اعتراض الصحابة على مقتل مالك===
وأثارت تصرفات خالد المخالفة للشريعة احتجاج بعض الصحابة، مثل [[أبو قتادة الأنصاري|أبي قتادة الأنصاري]]، و<nowiki/>[[عبد الله بن عمر]].<ref>المقدسي، البدء والتاريخ، ج5، ص159.</ref> بعد وصول تقرير جيش خالد إلى [[المدينة المنورة]]، تكلم [[عمر بن الخطاب]] مع [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] حول أعمال خالد المخالفة للشرع، وطلب منه عزل خالد من القيادة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج3، ص278 ـ 279.</ref> اعتبر عمر بن الخطاب أنَّ خالد بن الوليد يستحق [[القصاص]] لجريمة قتل مالك، و<nowiki/>[[الرجم]] لجريمة معاشرة زوجته،<ref>أبو الفداء، تاريخ أبي الفداء، ج1، ص222.</ref> ولكن أبا بكر رفض طلب عمر واعتبر خالد معذورا فهو اجتهد وأخطأ.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج6، ص323.</ref>
 
وبعد أن ذهب مُتَمِّم بن نويرة، شقيق مالك، إلى أبي بكر يطالب بدم أخيه، أمر أبي بكر بدفع [[الدية|دية]] مالك من [[بيت المال]].<ref>ابن الأثير، أسد الغابة، ج4، ص277.</ref> وكما أمر خالد بتطليق زوجة مالك، ولكن خالد لم يطيع أبدًا أمر أبي بكر.<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج2، ص218.</ref> وفقًا للمؤرخ المصري [[محمد حسين هيكل]]، نظرًا إلى أنَّ أبا بكر كان بحاجة إلى خالد في حكومته، فقد كان يستفيد من خدماته وبشكل مستمر،<ref>هيكل، الصديق أبو بكر، ص157.</ref> ولكن عمر لم ينس خطأه؛ ولهذا السبب قام بعد وفاة أبي بكر وتسلمه [[الخلافة]] بعزل خالد عن قيادة الجيش.<ref>هيكل، الصديق أبو بكر، ص138.</ref>


==ارتداد أو إسلام مالك==
==ارتداد أو إسلام مالك==
confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٦٦٣

تعديل